(سي إن إن CNN) : "الصراع المذهبي قائم بالفعل ولا يحتاج لإعدام نمر النمر من أجل إطلاقه"،،، (مقابلة متلفزة) أمانبور: هل كان الرد السعودي مبالغا فيه؟ لماذا أقدمت السعودية على هذه الخطوة الآن؟
خاشقجي: لا أظن أن المملكة العربية السعودية بالغت بردها، فقد كنا أمام القشة التي قصمت ظهر العلاقات المتردية أصلا بين المملكة وإيران والتي كان يشوبها الكثير من الشك والريبة المتبادلة، لقد كانت الأوضاع سيئة جدا بيننا وبين إيران خلال السنوات الخمس أو الست الماضية وظهر ذلك على شكل عداء إيراني ودعم للانقسامات المذهبية والمليشيات الطائفية التي تقاتل في سوريا وتقتل السوريين بالآلاف وترسل الأسلحة إليهم وتدعم حزبا طائفيا يمكن أن تؤدي نشاطاته لتشظي اليمن، وبالتالي فإن المملكة لم تكن راضية عن الأفعال الإيرانية وهذا أمر لم يحصل بالأمس فقط وإنما هو نتاج تراكم طويل.
الأمر مرتبط بصنع الشرق الأوسط الجديد، هناك المشروع الإيراني القائم على السيطرة وفرض الانقسامات المذهبية، وهناك مشروع الشعوب في المنطقة، وهو مشروع الحرية للناس في سوريا واليمن وحقهم ببناء بلدانهم بالطريقة التي يرونها مناسبة وتتوافق مع حريتهم، وهو المشروع الذي تؤيده بلادي بوقوفها إلى جانب شعوب المنطقة.
أمانبور: أفهم ما تقوله جمال، ولكنه بالنسبة للكثيرين، بمن فيهم إيران، فإن السعودية تتحرك حيال الأقلية الشيعية الموجودة على أراضيها، الكثيرون يؤمنون بأن السعودية دعمت الكثير من المتشددين في سوريا ومناطق أخرى وإيران ممتعضة أيضا بسبب مقتل قرابة 500 من مواطنيها في الحج، بالمقابل السعودية تشعر بالغضب بسبب الاتفاق النووي مع إيران فما رأيك بما كتبه نصر والي، عميد الكليات العليا في جامعة جون هوبكنز الذي غرد بالقول: إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي دليل على استراتيجيتها القاضية باستفزاز إيران وإثارة التوترات المذهبية، فمن يناسبه من وجهة نظرك إثارة تلك الانقسامات بين السنة والشيعة؟
خاشقجي: الصراع المذهبي قائم بالفعل ولا يحتاج لإعدام نمر النمر من أجل إطلاقه، الحقيقة أن هناك الآلاف من المقاتلين الإيرانيين في سوريا يحاربون ضد السوريين السنة إلى جانب الرئيس الشيعي، وهذا نموذج فاضح للطائفية. أينما نظر المرء في الشرق الأوسط سيجد الإيرانيين وهم يقفون إلى جانب طائفتهم، وهم الآن يساندون الطغاة، هم لا يهتمون بمستقبل الشعوب حتى كما يزعم دستورهم الذي يشير لضرورة دعم حريات الشعوب الأخرى. من هم أصدقاء إيران في الشرق الأوسط؟ هم بشار الأسد، علي عبدالله صالح، هم الطغاة.. وبالتالي إيران لا يحق لها قول ما تقوله وأخذ هذا الخط.
أمانبور: لكن إيران والسعودية تتبادلان التهم حول الحرية ودعم الطغاة وصحيح أن إيران تدعم الأسد، ولكن العالم، بما في ذلك السعودية، كان يأمل أن تجلس إيران إلى طاولة المفاوضات في فيينا حول سوريا وتساهم بالوصول لحل سياسي، فهل يعني الخلاف الحالي انتهاء فرص تسوية النزاع السوري والحرب على داعش؟ ماذا سيحصل؟
خاشقجي: الجلوس إلى طاولة المفاوضات أمر مطلوب على الدوام، ولكن الخلاف الآن ليس على قضية حدودية، بل على مستقبل شعب وحول مشروع. بالنسبة لنا وللشرق الأوسط فما من خيار إلا قبول السيطرة الإيرانية أو إسقاط هذا المشروع، ونحن ليس لدينا خيار سوى محاربة هذا المشروع الإيراني، الأمر لا يتعلق بأقليات أو أكثريات.
أمانبور: تقول أنكم ستحاربون، هل المواجهة ستشتد؟ لقد قطعت السعودية الآن كافة الروابط الدبلوماسية والتجارية مع إيران فهل ستتحسن الأمور أم تتفاقم؟
خاشقجي: أظن أن الأمور تتجه نحو الأسوأ. السعودية ستبذل المزيد من الجهد لدعم الشعب السوري وستقود نحو المزيد من المواجهة ضد الإيرانيين وكذلك الروس للأسف الذين سيدعمون إيران.. ولكن الوضع الحالي قابل للانفجار بأي لحظة بين السعودية وإيران ويمكن أن تتدهور الأمور وتقع كارثة في الشرق الأوسط، ولذلك يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الرئيس أوباما، أن ينظر بجدية إلى الملف السوري محاولا إنهاء الصراع في ذلك البلد، المسألة السورية لن تقتصر على سوريا فحسب بل قد تمتد للمنطقة برمتها، حتى أن باكستان ستدخل على خط هذا الملف، وتركيا موجودة فيه أصلا، وكذلك في اليمن. على المجتمع الدولي أن ينظر بجدية إلى المشاكل في الشرق الأوسط وإلا فإننا كسعوديين سنضطر لأخذ الأمور على عاتقنا بمفردنا لأننا من يتعرض للهجوم ويضطر للدفاع عن نفسه.
خاشقجي: لا أظن أن المملكة العربية السعودية بالغت بردها، فقد كنا أمام القشة التي قصمت ظهر العلاقات المتردية أصلا بين المملكة وإيران والتي كان يشوبها الكثير من الشك والريبة المتبادلة، لقد كانت الأوضاع سيئة جدا بيننا وبين إيران خلال السنوات الخمس أو الست الماضية وظهر ذلك على شكل عداء إيراني ودعم للانقسامات المذهبية والمليشيات الطائفية التي تقاتل في سوريا وتقتل السوريين بالآلاف وترسل الأسلحة إليهم وتدعم حزبا طائفيا يمكن أن تؤدي نشاطاته لتشظي اليمن، وبالتالي فإن المملكة لم تكن راضية عن الأفعال الإيرانية وهذا أمر لم يحصل بالأمس فقط وإنما هو نتاج تراكم طويل.
الأمر مرتبط بصنع الشرق الأوسط الجديد، هناك المشروع الإيراني القائم على السيطرة وفرض الانقسامات المذهبية، وهناك مشروع الشعوب في المنطقة، وهو مشروع الحرية للناس في سوريا واليمن وحقهم ببناء بلدانهم بالطريقة التي يرونها مناسبة وتتوافق مع حريتهم، وهو المشروع الذي تؤيده بلادي بوقوفها إلى جانب شعوب المنطقة.
أمانبور: أفهم ما تقوله جمال، ولكنه بالنسبة للكثيرين، بمن فيهم إيران، فإن السعودية تتحرك حيال الأقلية الشيعية الموجودة على أراضيها، الكثيرون يؤمنون بأن السعودية دعمت الكثير من المتشددين في سوريا ومناطق أخرى وإيران ممتعضة أيضا بسبب مقتل قرابة 500 من مواطنيها في الحج، بالمقابل السعودية تشعر بالغضب بسبب الاتفاق النووي مع إيران فما رأيك بما كتبه نصر والي، عميد الكليات العليا في جامعة جون هوبكنز الذي غرد بالقول: إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي دليل على استراتيجيتها القاضية باستفزاز إيران وإثارة التوترات المذهبية، فمن يناسبه من وجهة نظرك إثارة تلك الانقسامات بين السنة والشيعة؟
خاشقجي: الصراع المذهبي قائم بالفعل ولا يحتاج لإعدام نمر النمر من أجل إطلاقه، الحقيقة أن هناك الآلاف من المقاتلين الإيرانيين في سوريا يحاربون ضد السوريين السنة إلى جانب الرئيس الشيعي، وهذا نموذج فاضح للطائفية. أينما نظر المرء في الشرق الأوسط سيجد الإيرانيين وهم يقفون إلى جانب طائفتهم، وهم الآن يساندون الطغاة، هم لا يهتمون بمستقبل الشعوب حتى كما يزعم دستورهم الذي يشير لضرورة دعم حريات الشعوب الأخرى. من هم أصدقاء إيران في الشرق الأوسط؟ هم بشار الأسد، علي عبدالله صالح، هم الطغاة.. وبالتالي إيران لا يحق لها قول ما تقوله وأخذ هذا الخط.
أمانبور: لكن إيران والسعودية تتبادلان التهم حول الحرية ودعم الطغاة وصحيح أن إيران تدعم الأسد، ولكن العالم، بما في ذلك السعودية، كان يأمل أن تجلس إيران إلى طاولة المفاوضات في فيينا حول سوريا وتساهم بالوصول لحل سياسي، فهل يعني الخلاف الحالي انتهاء فرص تسوية النزاع السوري والحرب على داعش؟ ماذا سيحصل؟
خاشقجي: الجلوس إلى طاولة المفاوضات أمر مطلوب على الدوام، ولكن الخلاف الآن ليس على قضية حدودية، بل على مستقبل شعب وحول مشروع. بالنسبة لنا وللشرق الأوسط فما من خيار إلا قبول السيطرة الإيرانية أو إسقاط هذا المشروع، ونحن ليس لدينا خيار سوى محاربة هذا المشروع الإيراني، الأمر لا يتعلق بأقليات أو أكثريات.
أمانبور: تقول أنكم ستحاربون، هل المواجهة ستشتد؟ لقد قطعت السعودية الآن كافة الروابط الدبلوماسية والتجارية مع إيران فهل ستتحسن الأمور أم تتفاقم؟
خاشقجي: أظن أن الأمور تتجه نحو الأسوأ. السعودية ستبذل المزيد من الجهد لدعم الشعب السوري وستقود نحو المزيد من المواجهة ضد الإيرانيين وكذلك الروس للأسف الذين سيدعمون إيران.. ولكن الوضع الحالي قابل للانفجار بأي لحظة بين السعودية وإيران ويمكن أن تتدهور الأمور وتقع كارثة في الشرق الأوسط، ولذلك يجب على المجتمع الدولي، وخاصة الرئيس أوباما، أن ينظر بجدية إلى الملف السوري محاولا إنهاء الصراع في ذلك البلد، المسألة السورية لن تقتصر على سوريا فحسب بل قد تمتد للمنطقة برمتها، حتى أن باكستان ستدخل على خط هذا الملف، وتركيا موجودة فيه أصلا، وكذلك في اليمن. على المجتمع الدولي أن ينظر بجدية إلى المشاكل في الشرق الأوسط وإلا فإننا كسعوديين سنضطر لأخذ الأمور على عاتقنا بمفردنا لأننا من يتعرض للهجوم ويضطر للدفاع عن نفسه.