• ◘ التاريخية

    وَأَذِّنْ معارض وحضور
  • نبي الله يوسف عليه السلام (2 – 2)

    محمد بن سعد (درة) : نبي الله يوسف - عليه السلام - (الصديق)، في سياق اليوم،، نبدأ من (الرؤيا)، قصة رؤيا الملك،، الآية {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}.



    جاء نبأ بأن الملك رأى في منامه سبع بقرات سمان ،، فيأكلهن سبع بقرات هزيلات ،، ورأى سبع سنبلات خضر ،، وأخرى يابسات ،، تكدر نوم الملك لما رآه في منامه ،، قص رؤياه على قومه وطالبهم بتفسيرها فعجزوا وقالوا،، الآية: {ضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ}،،،

    تزايد فزع الملك بعد تكرار هذه الرؤيا فأصر لتأويلها ،، عندئذ تذكر ساقي الملك مهارة تأويل يوسف للأحلام ،، فاستأذن ليزور يوسف بالسجن وشرح له رؤيا الملك ،، أوّل يوسف البقر بالسنين، وأول السمان والخضر بالخير ،، يعني سبع سنوات خير تعقبهن سبع سنوات جدب وقحط ،، قدم يوسف التأويل وقدم لهم الحلول والحكمة:


    أولا، مواصلة الزراعة: "تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً" ثم ،،
    ثانيا، كيفية حفظ الثمار: "فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ" ،،،
    ثالثا، إستراتيجية تدبير الاقتصاد: "إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ"


    أخبر الساقي الملك بتأويل يوسف للرؤيا ففرح الملك، وطلب الملك اللقاء بيوسف "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ"، أشترط يوسف شرطا خروجه: "فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ" البراءة، "ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ" ،،، فتح الملك تحقيق فوري مع امرأة العزيز وباقي النسوة !! فاعترفن بذنوبهن وأعلنت امرأة العزيز براءة يوسف ،، فأصدر الملك قرار براءة يوسف وإعطاءه حريته وإكرامه ،، وقربه منه وخيره بأفضل منصب،، فقال يوسف: "اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ"،، فوافق الملك،، انتهت سبع سنين الخير تحقيقا لرؤيا الملك مع بداية القحط،، وبدأت عجاف السنين يأكلن خير السنين السوابق السبع.

    جاء الناس من كل فج إلى خزائن الملك ،، إلى يوسف فوجئ يوسف في يوم أثناء توزيع الكيل برجال عرفهم هم من ألقاه في البئر،، عرف أشكالهم،، فتبين أسمائهم وإذا هم إخوته الذين باعوه بمصر،، عرِفهم ولم يعرفوه أساءوا عليه فأحسن لهم فأخبروه بغياب أخ لهم من أبيهم أخا لا يطيق أباهم فراقه،، جهزهم بحاجتهم،، ثم فاجأهم: "ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل" أعاد يوسف بضاعتهم الرديئة، أملاً لرؤية شقيقه، فقال: "فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون"

    عاد الإخوة إلى أبيهم فاكتشفوا عودة بضاعتهم السيئة وقالوا: "يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل" أشترط يعقوب بعد إلحاح أبنائه شرطا واحدا: "لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله"،، العهد: "لتأتنني به إلا أن يحاط بكم" فعاهدوه ،، ثم أوصاهم: بأن لا يدخلوا من باب خوفاً عليهم من الحسد،، ادوا إلى مصر ومعهم شقيق يوسف، وقابلوا يوسف اختلى يوسف بشقيقه وأخبره أنه يوسف وأصرّ على إبقاءه فأظهر لإخوته كيلهم وأعداد للعودة إلى أبيهم ،، لكن يوسف أعاد بضاعتهم أثناء غيابهم، وأمر بإخفاء السقاية وهي (إناء الكيل) في أوعية شقيقه قبل أن يصبحوا وعندما أوشكوا على الرحيل جاء النداء: "إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ" أقبل الإخوة يتساءلون عن السرقة !! قِيل (مكيال الملك) لم يتحملوا هذه التهمة فجادلوا وأقسموا على براءتهم قال الحرس: "فما جزاؤه إن كنتم كاذبين" ؟!



    كان يوسف يعرف نظام بني إسرائيل (قوم إخوته) أن السارق يصبح عبدًا للمسروق (جزاء السرقة) طلب يوسف أن يحتكم بنظامهم بدلاً من نظام مصر فوافق إخوته لثقتهم في أنفسهم وأصدر أمر التفتيش

    أمر البدأ بتفتيش إخوته: "فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ" فلم يجدوا شيئا: "ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ" فوجدوا فيها المكيال،، "كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ"

    تذكر الإخوة عهدهم لأبيهم فقالوا ليوسف: "يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ" قال يوسف: "مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ" احتار الإخوة في أمرهم وقرر كبيرهم البقاء في مصر وطلب من بقية إخوته العودة إلى أبيهم وإخباره بما حدث وأن يسأل أهل القافلة وأهل المدينة التي كانوا فيها عادوا وحكوا إلى أبيهم ما حدث فلم يصدقهم بل قال: "بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ"

    تركهم يعقوب وأخذ يبكي على يوسف وأخيه حتى فقد بصره ،، فاغتاظ أبناءه وقالوا: "تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ" قال يعقوب: "إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ" كان عليه السلام يشعر بأن يوسف مازال حيًّا فقال لأبنائه: "يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ" فتوجه الأبناء إلى مصر للمرة الثالثة بحثاً عن: أخيهم يوسف وشقيقه وأملاً بالتزود بالطعام ولما وصلوا مصر دخلوا على يوسف ،، فقالوا له: "يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ" كانت بضاعتهم (مزجاة) من أردى البضائع،، فتوسلوا إليه:"فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا"،، فاجأهم يوسف بسؤال: "قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ" هنا،، تنبهوا لرنة وملامح بدأت تعيد شلائل ذاكرتهم قالوا: "أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ" فقال: "قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي" أقر له إخوته بخطئهم وطلبوا عفوه ،، فسألهم عن أبيه أخبروه بفقدان بصره ،، فقال لهم: "اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا" وأمرهم: "فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً" وهجرة بلادهم "وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ" أي إلى أرض مصر

    أخذوا القميص وعادوا إلى فلسطين وقبل وصولهم بأيام،، قال يعقوب: "ِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ"،، فقالوا له: "تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ"

    بعد أيام وصل الإخوة لأبيهم وبشروه بحياة يوسف وأخيه،، وأخرجوا القميص ووضعوه على وجه أبيهم فارتد بصيراً،، وطلبوه العفو عنهم فوعدهم بالاستغفار لهم وقت السحر ،، أفضل أوقات الدعاء وغادر بنو إسرائيل متجهين إلى مصر،، فلما دخلوها، استقبلهم يوسف أبويه بترحيب وتكريم عظيم،، وأجلسهما على كرسيه فلم يتردد أبويه وإخوته بالانحناء له،، "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً"

    تذكر يوسف رؤياه القديمة ،، فقال: "يا أبت هذا تأويل رُءياي من قبل قد جعلها ربي حقًّا" توجه يوسف إلى الله عز وجل يشكره على نعمة الإسلام "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ" إلى أن يقول: "تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"

    سُئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن أكرم الناس،، فقال: (أتقاهم) ،، فقالوا: ليس عن هذا نسألك ،، فقال: (فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله)

    تتفق الأديان السماوية مع (الإسلام) بأن يوسف عليه السلام شخصية دينية، كان الهكسوس يحكمون مصر (أهل فلسطين) فهو من أكثر الشخصيات المَعروفة في التوراة، وكونه كان مملوكا لعزيز مصر (فُوطِيفَار) أثناء طفولته، وقدرته على تأويل الأحلام ليصبح وزير فرعون مصر ، على خزائن الأرض بعد أن حلم الفرعون بأنه بجوار النيل ،، وإذا بسَبْعِ بَقَرَاتٍ حِسَانِ الْمَنْظَرِ وَسَمِينَاتِ الأَبْدَانِ ،، يصعدن مِن النهر إلى المرج وإِذَا بِسَبْعِ بَقَرَاتٍ أُخْرَى ،، قَبِيحَاتِ الْمَنْظَرِ وَهَزِيلاَتٍ تَصْعَدُن وَرَاءَهَا مِنَ النَّهْرِ ،، تلتهم الْبَقَرَاتِ السمينات وأُعجاب الفرعون بتأويل يوسف ،، وتعيينه نائب له باسم: (صَفْنَاتَ فَعْنِيح) وَزَوَّجَهُ مِنْ (أَسْنَاتَ) ،، بِنْتِ (فُوطِي فَارَعَ) كَاهِن،، فأنجبت (أَسْنَاتَ) ولدين ليوسف: الْبِكْرِ (مَنَسَّى) والثَّانِي (أَفْرَايِمَ) وعاش يوسف ورأى أحفاده،، وعد تفريق يوسف بين المصريين وغيرهم في وزارته ،، قابل يوسف أباه فِي (جَاسَان) وأعطاه أفضل أرض ،، طلب يعقوب قبل موته من يوسف أن يُدفن في كنعان،، مَاتَ يوسف عن عمرِ 110 سنة فحَنَّطُوهُ وَوَضَعُوهُ فِي تَابُوتٍ.

    في السنة النبوية (يوسف أوتي شطر الحسن) ترتيب سورة يوسف (الثاني عشر) عدد آياتها 111 آية وعدد صفحاتها 12 وخمسة أسطر

    رأى يوسف عليه السلام ليلة في المنام "إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" ،، لم يسجد نبي لبشر ليسجد يعقوب لأبنه يوسف ولا العكس ،، السجود هنا يعني الطاعة والوفاء فقط في تعبير الرؤيا ،، لو نبحث في معاني: (رأيت) و(رأيتهم) ،، قوله (رأيت) عن الكواكب مجتمعة ،، قوله (رأيتهم) جاءت بعد (والشمس والقمر) ،، الشمس والقمر مثنى،، لولا واو العطف التي سبقت (الشمس) ،، فدلالة (رأيتهم) قد تضم (الكواكب) و(الشمس) و(القمر)

    الحيرة لا تجب في ضمير الغائب (طرف ثالث) قوله تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ" سبأ 72،، ضمير تأنيث (السماوات) و(الأرض) و(الجبال)،، نجده في قوله (فَأَبَيْنَ) وفي (يَحْمِلْنَهَا) ثم في (وَأَشْفَقْنَ)

    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : يوسف عليه السلام كتبت بواسطة محمد بن سعد مشاهدة المشاركة الأصلية
  • مواقف وعبر ،،،

  • هيئة المتاحف

  • جائزة ومنح تاريخ الجزيرة العربية

  • عناقيد ثقافية

  • التخطيط والسياسة اللغوية

  • مجلة الآثار


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا