الرياض، محمد بن سعد (درة) نبي الله يوسف -عليه السلام- (يوسف الصديق)، عاش 110 سنوات، وُلِدا في حــاران، ومـات في مصـر، نقل جثته إخوتهُ -تنفيذا لوصيته- ودفن في نابــلس، (فلسـطين). رأى (11) كوكب والشمس والقمر يسجدون له، شخصية مهمة في تاريخ بني إسرائيل، أسماه أباه يعقوب (ابن شيخوختي). أبوه يعقوب عليه السلام - كان يحبه كثيرا، أمه (راحيل)، الزوجة المفضلة لأبيه، (راحيل) بنت (لابان) خال يعقوب، هو ابن يعقوب الحادي عشر.
يوسف عليه السلام، له 11 أخا، عشرة أكبر منه، وشقيقه (بنيامين) أصغر منه، يوسف الحادي عشر بين الأنبياء، يوسف -ايضا- الحادي عشر بين أبناء يعقوب، وهو الابن الأول لأمه (راحيل)، أمه هي: (راحيل) بنت (لابان) أخي (رفقه).
حسب روية (اليهود) و(النصارى) : أم يوسف (راحيل) هي شقيقة (ليئة) بنات (لايان)، له (7) إخوة من خالته (ليئة) أخت أمه (راحيل).
ترتيب إخوة يوسف عليه السلام
أَحْسَنَ الْقَصَصِ، الآية: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}، رأى يوسف عليه السلام ليلة في المنام، الآية: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}، هنا، كان السجود في الرؤيا فقط، ولم يسجد نبي لبشر.
قص رؤيته على أبيه فطلبه منه أبوه أن لا يقصها على إخوته، الآية {قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}، فعرف يعقوب أن ابنه سيكون له شأن عظيم، وحذره من أن يخبر إخوته برؤياه فيفسد الشيطان قلوبهم ويجعلهم يحسدونه، فلم يقص رؤيته على أحد.
هنا، تأتي معجزة القرآن الكريم، أحسن القصص !! في قوله تعالى، الآية : {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}، و قوله تعالى، الآية: {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ}، قد يعني ما كان يُحكى عن أبناء يعقوب !! كلام الآخرين عنهم آنذاك!! أم عما سيُحكى عنهم إلى يوم الدين!!، الآية: {إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}، يتضح المقصود (يوسف) وشقيقه (بنيامين) أبني يعقوب من (راحيل)، هنا، نجد الشيطان قد وسوس لإخوته المكيدة!!، الآية: {اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ}،
كان أول اقتراح بينهم (قتل) يوسف !! و كان ثاني اقتراح لهم (إخفاء) يوسف !! فكان هدف العشرة إخوة، التقرب لأبيهم !! ثم جاءت فكرة إلقائه في الجب !! الآية: {قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ}.
نقاش هؤلاء الإخوة وكيف اجمعوا على رأي واحد بالاتفاق، ذهب العشرة إخوة إلى أبيهم ملتمسين، ان يسمح ليوسف بنزهة برّية معهم !! متسائلين بالنفي (ما لك لا) !! الآية: {قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ}، والآية: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
كانت إجابة يعقوب عليه السلام: كره بعد ابنه عنه !! وخوفه من الذئب عليه !! - وهذه طبقوها (لاحقا) - الآية: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ}، لذلك، اجمعوا على فكرة (أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) !! الآية: {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ}.
بحيرة قارون في محافظة الفيوم جنوب مصر - الأهرام
أحسن القصص !! الآية: {وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ}، وقالوا، الآية: {يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ}، كانوا نفيهم يدينهم، الآية: {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}، محاور القميص ثلاث:
يقول الله تعالى، الآية: {وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ}، رأى القميص سليمًا، الآية: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً}، كونهم لم يمزقوه، ماذا عن حالة يوسف - عليه السلام - في البئر؟ !!
بعد أن وضعوا يوسف في البئر شعر بالخوف والفزع، كان حبيسًا البئر مع الله فأوحى إليه الطمأنينة لا الجزع، جاءه الفرج بمرور قافلة بدو سائرين إلى مصر فوجدوه، الآية: {وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ}، أرادوا الماء فأرسلوا أحدهم بدلوه، فتعلق يوسف بالدلو، فوجد مورد الماء غلامًا جميلاً - متشبثا على الدلو - "[COLOR="green"]قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}، فأخرجوا يوسف، فإذا بإخوة يوسف ينظرون.
يُقال، بأن إخوة يوسف هم من باعه على عزيز مصر، أتوا إخوة يوسف وقالوا هذا عبد لنا مختفي عنّا، فسكت يوسف خوفاً من إخوته فشروه منهم، كون البدو أو إخوة يوسف، لم يكن المال مرادهم، فأخذوه ليبيعوه بعيدا في مصر، بداية تمكين يوسف،
كان عزيز مصر (فُوطِيفَار) ليس له أبناء، و كان يبحث في السوق عن غلامًا لنفسه ليتبناه، فوجدهم يعرضون يوسف فاشتراه بمال قليل، وأحضره إلى زوجته (زليخة) وكان سعيد به، وطلب منها أن تكرمه وتحسن معاملته فأحبته، أصبح يوسف محاطًا بعطف العزيز ورعايته، كبر وأصبح شابًا قويًّا حسن الخلق والخلقة!!
نبي الله يوسف في بيت عزيز مصر، الآية: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}، قوله (بلغ أشده) سبقت قوله (وراودته)، الآية: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ}، انقلب عطف امرأة العزيز إلى شغف ومحنة على يوسف، بيّنت ليوسف رغبتها فيه وواصل يوسف إعراضه عنها، و غيرت طرق الإغراء حتى بـ (التربص) و(الخدعة) و(الحيلة)، فانتهزت غياب زوجها عن القصر، وأغلقت أبوابه، تعطرت ولبست أجمل الثياب، وقادت يوسف بالحيلة إلى غرفتها، الآية: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}،
طلبت منه الفاحشة (هَيْتَ لَكَ) فامتنع عنها وقال، الآية: {مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}، راوغها يوسف نحو الباب فلاحقته وتشبثت بقميصه، فتمزق القميص، أثناء ذلك، حضر زوجها العزيز، كان الموقف محرجا أمام زوج حنون يرى خلوة: زوجته (امرأة بكامل زينتها) ويوسف (وسيم منهك شبه عاري)، فاتهمت يوسف بمحاولة التعدي عليها، قائلة، الآية: {مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً}، بل وحددت عِقابه، ا{ية {إِلاَّ أَن يُسْجَنَ}، ربما حرج يوسف للعزيز جعله يقول، الآية: {هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي}، دفاع عن نفسه أمام العزيزز
عندها، فاحتكم العزيز إلى طرف ثالث من أهل زوجته، لقوله، الآية: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا}، فحكم بينهم بأحد خيارين:
كان ميزان الحكم (هي) والإفراد (صدقت) أم (كذبت) ونتيجة الحكم يوسف من: (الكَاذِبِينَ أم الصَّادِقِينَ) (جمع)، الآية: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ،،}، التفت العزيز إلى امرأته وقال، الآية: {إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}، وطلب العزيز من يوسف أن ينسى الحادثة تبرئة له، وطلب من زوجته أن تتوب، واتفقوا على سرًية الحدث.
ولكن، الحدث شاع (مراودة امرأة العزيز لفتاها)، أصبحت سيرة (امرأة العزيز) حديث نساء المدينة، غضبت ونوت الانتقام منهن بإثبات ضعفهن في يوسف، كان جمال صورة يوسف هو سبب (عِلتها) فدعتهن، وجهزت لكل منهن مقعدا مريح بأفخر الأواني والطعام، ثم أدخلت يوسف عليهن بينما كنّ يقطعن ما لذّ وطاب، انبهرن بجماله وحسن صورته ونسين سكاكين بأيديهن، فقطعن أيديهن دون شعور أنشداها لرؤيتهن ليوسف، الآية: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}، بينت انتقامها منهن، الآية: {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}، ثم أكدت ما جرى بقولها، الآية: {وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ}، وهذا أغاضها أكثر، أعلت امرأة العزيز أمام نساء المدينة بقاء رغبتها بقولها، الآية: {وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ}.
اقتنع النسوة بنية امرأة العزيز فلما عرفها يوسف قال، الآية: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}، كادت الفتنة تشيع في المدينة لعشق النساء في يوسف، فرأى القائمون في مصر أن يسجن يوسف ردعاً للفتنة، الآية: {ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ)،
وظل يوسف سجينا، ودخل معه فتيان: أحدهما ساقي، والآخر خباز، أعجبا من أخلاق يوسف وأدبه وعبادته، جاءا إليه يوماً يقصان عليه ما رأيا في نومهما، قال الأول، الآية: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً}، وَقَالَ الآخَرُ، الآية: {إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ}، قال يوسف للساقي بأنه سيخرج من السجن ويخدم الملك، وبأن الخباز سيصلب فترة حتى تأكل الطير من رأسه، وطلب يوسف من الساقي قبل خروجه أن يذكر قصته، عند الملك ليعفو عنه ولكنه الساقي نسى أمر يوسف، وتحقق تأويل يوسف لرؤيتهما وبقي هو في السجن
نبي الله يوسف - عليه السلام - (الصديق)
في سياق اليوم، نبدأ من (الرؤيا)، قصة رؤيا الملك، الآية {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}.
جاء نبأ بأن الملك رأى في منامه سبع بقرات سمان، فيأكلهن سبع بقرات هزيلات، ورأى سبع سنبلات خضر، وأخرى يابسات، تكدر نوم الملك لما رآه في منامه، قص رؤياه على قومه وطالبهم بتفسيرها فعجزوا وقالوا، الآية: {ضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ}،
تزايد فزع الملك بعد تكرار هذه الرؤيا فأصر لتأويلها، عندئذ تذكر ساقي الملك مهارة تأويل يوسف للأحلام، فاستأذن ليزور يوسف بالسجن وشرح له رؤيا الملك، أوّل يوسف البقر بالسنين، وأول السمان والخضر بالخير، يعني سبع سنوات خير تعقبهن سبع سنوات جدب وقحط، قدم يوسف التأويل وقدم لهم الحلول والحكمة:
أخبر الساقي الملك بتأويل يوسف للرؤيا ففرح الملك، وطلب الملك اللقاء بيوسف "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ"، أشترط يوسف شرطا خروجه: "فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ" البراءة، "ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ"، فتح الملك تحقيق فوري مع امرأة العزيز وباقي النسوة !! فاعترفن بذنوبهن وأعلنت امرأة العزيز براءة يوسف، فأصدر الملك قرار براءة يوسف وإعطاءه حريته وإكرامه، وقربه منه وخيره بأفضل منصب، فقال يوسف: "اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ"، فوافق الملك، انتهت سبع سنين الخير تحقيقا لرؤيا الملك مع بداية القحط، وبدأت عجاف السنين يأكلن خير السنين السوابق السبع.
جاء الناس من كل فج إلى خزائن الملك، إلى يوسف فوجئ يوسف في يوم أثناء توزيع الكيل برجال عرفهم هم من ألقاه في البئر، عرف أشكالهم، فتبين أسمائهم وإذا هم إخوته الذين باعوه بمصر، عرِفهم ولم يعرفوه أساءوا عليه فأحسن لهم فأخبروه بغياب أخ لهم من أبيهم أخا لا يطيق أباهم فراقه، جهزهم بحاجتهم، ثم فاجأهم: "ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل" أعاد يوسف بضاعتهم الرديئة، أملاً لرؤية شقيقه، فقال: "فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون"
عاد الإخوة إلى أبيهم فاكتشفوا عودة بضاعتهم السيئة وقالوا: "يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل" أشترط يعقوب بعد إلحاح أبنائه شرطا واحدا: "لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله"، العهد: "لتأتنني به إلا أن يحاط بكم" فعاهدوه، ثم أوصاهم: بأن لا يدخلوا من باب خوفاً عليهم من الحسد، ادوا إلى مصر ومعهم شقيق يوسف، وقابلوا يوسف اختلى يوسف بشقيقه وأخبره أنه يوسف وأصرّ على إبقاءه فأظهر لإخوته كيلهم وأعداد للعودة إلى أبيهم، لكن يوسف أعاد بضاعتهم أثناء غيابهم، وأمر بإخفاء السقاية وهي (إناء الكيل) في أوعية شقيقه قبل أن يصبحوا وعندما أوشكوا على الرحيل جاء النداء: "إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ" أقبل الإخوة يتساءلون عن السرقة !! قِيل (مكيال الملك) لم يتحملوا هذه التهمة فجادلوا وأقسموا على براءتهم قال الحرس: "فما جزاؤه إن كنتم كاذبين" ؟!
كان يوسف يعرف نظام بني إسرائيل (قوم إخوته) أن السارق يصبح عبدًا للمسروق (جزاء السرقة) طلب يوسف أن يحتكم بنظامهم بدلاً من نظام مصر فوافق إخوته لثقتهم في أنفسهم وأصدر أمر التفتيش
أمر البدأ بتفتيش إخوته: "فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ" فلم يجدوا شيئا: "ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ" فوجدوا فيها المكيال، "كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ"
تذكر الإخوة عهدهم لأبيهم فقالوا ليوسف: "يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ" قال يوسف: "مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ" احتار الإخوة في أمرهم وقرر كبيرهم البقاء في مصر وطلب من بقية إخوته العودة إلى أبيهم وإخباره بما حدث وأن يسأل أهل القافلة وأهل المدينة التي كانوا فيها عادوا وحكوا إلى أبيهم ما حدث فلم يصدقهم بل قال: "بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ"
تركهم يعقوب وأخذ يبكي على يوسف وأخيه حتى فقد بصره، فاغتاظ أبناءه وقالوا: "تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ" قال يعقوب: "إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ" كان عليه السلام يشعر بأن يوسف مازال حيًّا فقال لأبنائه: "يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ" فتوجه الأبناء إلى مصر للمرة الثالثة بحثاً عن: أخيهم يوسف وشقيقه وأملاً بالتزود بالطعام ولما وصلوا مصر دخلوا على يوسف، فقالوا له: "يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ" كانت بضاعتهم (مزجاة) من أردى البضائع، فتوسلوا إليه:"فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا"، فاجأهم يوسف بسؤال: "قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ" هنا، تنبهوا لرنة وملامح بدأت تعيد شلائل ذاكرتهم قالوا: "أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ" فقال: "قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي" أقر له إخوته بخطئهم وطلبوا عفوه، فسألهم عن أبيه أخبروه بفقدان بصره، فقال لهم: "اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا" وأمرهم: "فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً" وهجرة بلادهم "وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ" أي إلى أرض مصر
أخذوا القميص وعادوا إلى فلسطين وقبل وصولهم بأيام، قال يعقوب: "ِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ"، فقالوا له: "تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ"
بعد أيام وصل الإخوة لأبيهم وبشروه بحياة يوسف وأخيه، وأخرجوا القميص ووضعوه على وجه أبيهم فارتد بصيراً، وطلبوه العفو عنهم فوعدهم بالاستغفار لهم وقت السحر، أفضل أوقات الدعاء وغادر بنو إسرائيل متجهين إلى مصر، فلما دخلوها، استقبلهم يوسف أبويه بترحيب وتكريم عظيم، وأجلسهما على كرسيه فلم يتردد أبويه وإخوته بالانحناء له، "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً"
تذكر يوسف رؤياه القديمة، فقال: "يا أبت هذا تأويل رُءياي من قبل قد جعلها ربي حقًّا" توجه يوسف إلى الله عز وجل يشكره على نعمة الإسلام "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ" إلى أن يقول: "تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"
سُئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن أكرم الناس، فقال: (أتقاهم)، فقالوا: ليس عن هذا نسألك، فقال: (فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله)
تتفق الأديان السماوية مع (الإسلام) بأن يوسف عليه السلام شخصية دينية، كان الهكسوس يحكمون مصر (أهل فلسطين) فهو من أكثر الشخصيات المَعروفة في التوراة، وكونه كان مملوكا لعزيز مصر (فُوطِيفَار) أثناء طفولته، وقدرته على تأويل الأحلام ليصبح وزير فرعون مصر، على خزائن الأرض بعد أن حلم الفرعون بأنه بجوار النيل، وإذا بسَبْعِ بَقَرَاتٍ حِسَانِ الْمَنْظَرِ وَسَمِينَاتِ الأَبْدَانِ، يصعدن مِن النهر إلى المرج وإِذَا بِسَبْعِ بَقَرَاتٍ أُخْرَى، قَبِيحَاتِ الْمَنْظَرِ وَهَزِيلاَتٍ تَصْعَدُن وَرَاءَهَا مِنَ النَّهْرِ، تلتهم الْبَقَرَاتِ السمينات وأُعجاب الفرعون بتأويل يوسف، وتعيينه نائب له باسم: (صَفْنَاتَ فَعْنِيح) وَزَوَّجَهُ مِنْ (أَسْنَاتَ)، بِنْتِ (فُوطِي فَارَعَ) كَاهِن، فأنجبت (أَسْنَاتَ) ولدين ليوسف: الْبِكْرِ (مَنَسَّى) والثَّانِي (أَفْرَايِمَ) وعاش يوسف ورأى أحفاده، وعد تفريق يوسف بين المصريين وغيرهم في وزارته، قابل يوسف أباه فِي (جَاسَان) وأعطاه أفضل أرض، طلب يعقوب قبل موته من يوسف أن يُدفن في كنعان، مَاتَ يوسف عن عمرِ 110 سنة فحَنَّطُوهُ وَوَضَعُوهُ فِي تَابُوتٍ.
رأى يوسف عليه السلام ليلة في المنام "إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ"، لم يسجد نبي لبشر ليسجد يعقوب لأبنه يوسف ولا العكس، السجود هنا يعني الطاعة والوفاء فقط في تعبير الرؤيا، لو نبحث في معاني: (رأيت) و(رأيتهم)، قوله (رأيت) عن الكواكب مجتمعة، قوله (رأيتهم) جاءت بعد (والشمس والقمر)، الشمس والقمر مثنى، لولا واو العطف التي سبقت (الشمس)، فدلالة (رأيتهم) قد تضم (الكواكب) و(الشمس) و(القمر)
الحيرة لا تجب في ضمير الغائب (طرف ثالث) قوله تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ" سبأ 72، ضمير تأنيث (السماوات) و(الأرض) و(الجبال)، نجده في قوله (فَأَبَيْنَ) وفي (يَحْمِلْنَهَا) ثم في (وَأَشْفَقْنَ).
يوسف عليه السلام، له 11 أخا، عشرة أكبر منه، وشقيقه (بنيامين) أصغر منه، يوسف الحادي عشر بين الأنبياء، يوسف -ايضا- الحادي عشر بين أبناء يعقوب، وهو الابن الأول لأمه (راحيل)، أمه هي: (راحيل) بنت (لابان) أخي (رفقه).
حسب روية (اليهود) و(النصارى) : أم يوسف (راحيل) هي شقيقة (ليئة) بنات (لايان)، له (7) إخوة من خالته (ليئة) أخت أمه (راحيل).
ترتيب إخوة يوسف عليه السلام
- (رَأوبين) ابن يعقوب من (ليئة)
- (شمعون) ابن يعقوب من (ليئة)
- (لاوي) ابن يعقوب من (ليئة)
- (يهوذا) ابن يعقوب من (ليئة)
- (دان) ابن يعقوب من (بلهة) جارية (راحيل)
- (نفتالي) ابن يعقوب من (بلهة) جارية (راحيل)
- (جاد) ابن يعقوب من (زلفة) جارية (ليئة)
- (أشير) ابن يعقوب من (زلفة) جارية (ليئة)
- (يساكر) ابن يعقوب من (ليئة)
- (زبولون) ابن يعقوب من (ليئة)
- (دينة) ابن يعقوب من (ليئة)
- (يوسف) ابن يعقوب من (راحيل)
- (بنيامين) ابن يعقوب من (راحيل)
- (شمعون) ابن يعقوب من (ليئة)
- (لاوي) ابن يعقوب من (ليئة)
- (يهوذا) ابن يعقوب من (ليئة)
- (دان) ابن يعقوب من (بلهة) جارية (راحيل)
- (نفتالي) ابن يعقوب من (بلهة) جارية (راحيل)
- (جاد) ابن يعقوب من (زلفة) جارية (ليئة)
- (أشير) ابن يعقوب من (زلفة) جارية (ليئة)
- (يساكر) ابن يعقوب من (ليئة)
- (زبولون) ابن يعقوب من (ليئة)
- (دينة) ابن يعقوب من (ليئة)
- (يوسف) ابن يعقوب من (راحيل)
- (بنيامين) ابن يعقوب من (راحيل)
أَحْسَنَ الْقَصَصِ، الآية: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}، رأى يوسف عليه السلام ليلة في المنام، الآية: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}، هنا، كان السجود في الرؤيا فقط، ولم يسجد نبي لبشر.
قص رؤيته على أبيه فطلبه منه أبوه أن لا يقصها على إخوته، الآية {قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}، فعرف يعقوب أن ابنه سيكون له شأن عظيم، وحذره من أن يخبر إخوته برؤياه فيفسد الشيطان قلوبهم ويجعلهم يحسدونه، فلم يقص رؤيته على أحد.
هنا، تأتي معجزة القرآن الكريم، أحسن القصص !! في قوله تعالى، الآية : {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}، و قوله تعالى، الآية: {لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ}، قد يعني ما كان يُحكى عن أبناء يعقوب !! كلام الآخرين عنهم آنذاك!! أم عما سيُحكى عنهم إلى يوم الدين!!، الآية: {إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}، يتضح المقصود (يوسف) وشقيقه (بنيامين) أبني يعقوب من (راحيل)، هنا، نجد الشيطان قد وسوس لإخوته المكيدة!!، الآية: {اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ}،
كان أول اقتراح بينهم (قتل) يوسف !! و كان ثاني اقتراح لهم (إخفاء) يوسف !! فكان هدف العشرة إخوة، التقرب لأبيهم !! ثم جاءت فكرة إلقائه في الجب !! الآية: {قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ}.
نقاش هؤلاء الإخوة وكيف اجمعوا على رأي واحد بالاتفاق، ذهب العشرة إخوة إلى أبيهم ملتمسين، ان يسمح ليوسف بنزهة برّية معهم !! متسائلين بالنفي (ما لك لا) !! الآية: {قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ}، والآية: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
كانت إجابة يعقوب عليه السلام: كره بعد ابنه عنه !! وخوفه من الذئب عليه !! - وهذه طبقوها (لاحقا) - الآية: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ}، لذلك، اجمعوا على فكرة (أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) !! الآية: {فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ}.
الآية ثلاثية: (ذهبوا) (أجمعوا) (وأوحينا) !!
بحيرة قارون في محافظة الفيوم جنوب مصر - الأهرام
أحسن القصص !! الآية: {وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ}، وقالوا، الآية: {يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ}، كانوا نفيهم يدينهم، الآية: {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}، محاور القميص ثلاث:
(1) تلطيخ قميصه بدم كذب
(2) تمزيق المرأة لقميصه
(3) قميصه ليرتد بصر أبيه
(2) تمزيق المرأة لقميصه
(3) قميصه ليرتد بصر أبيه
يقول الله تعالى، الآية: {وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ}، رأى القميص سليمًا، الآية: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً}، كونهم لم يمزقوه، ماذا عن حالة يوسف - عليه السلام - في البئر؟ !!
بعد أن وضعوا يوسف في البئر شعر بالخوف والفزع، كان حبيسًا البئر مع الله فأوحى إليه الطمأنينة لا الجزع، جاءه الفرج بمرور قافلة بدو سائرين إلى مصر فوجدوه، الآية: {وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ}، أرادوا الماء فأرسلوا أحدهم بدلوه، فتعلق يوسف بالدلو، فوجد مورد الماء غلامًا جميلاً - متشبثا على الدلو - "[COLOR="green"]قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً}، فأخرجوا يوسف، فإذا بإخوة يوسف ينظرون.
يُقال، بأن إخوة يوسف هم من باعه على عزيز مصر، أتوا إخوة يوسف وقالوا هذا عبد لنا مختفي عنّا، فسكت يوسف خوفاً من إخوته فشروه منهم، كون البدو أو إخوة يوسف، لم يكن المال مرادهم، فأخذوه ليبيعوه بعيدا في مصر، بداية تمكين يوسف،
كان عزيز مصر (فُوطِيفَار) ليس له أبناء، و كان يبحث في السوق عن غلامًا لنفسه ليتبناه، فوجدهم يعرضون يوسف فاشتراه بمال قليل، وأحضره إلى زوجته (زليخة) وكان سعيد به، وطلب منها أن تكرمه وتحسن معاملته فأحبته، أصبح يوسف محاطًا بعطف العزيز ورعايته، كبر وأصبح شابًا قويًّا حسن الخلق والخلقة!!
نبي الله يوسف في بيت عزيز مصر، الآية: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}، قوله (بلغ أشده) سبقت قوله (وراودته)، الآية: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ}، انقلب عطف امرأة العزيز إلى شغف ومحنة على يوسف، بيّنت ليوسف رغبتها فيه وواصل يوسف إعراضه عنها، و غيرت طرق الإغراء حتى بـ (التربص) و(الخدعة) و(الحيلة)، فانتهزت غياب زوجها عن القصر، وأغلقت أبوابه، تعطرت ولبست أجمل الثياب، وقادت يوسف بالحيلة إلى غرفتها، الآية: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ}،
همّت به : أرادت عشرته الجنسية
همّ بها : أراد قتلها (ولم ينوي ذلك)
همّ بها : أراد قتلها (ولم ينوي ذلك)
طلبت منه الفاحشة (هَيْتَ لَكَ) فامتنع عنها وقال، الآية: {مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}، راوغها يوسف نحو الباب فلاحقته وتشبثت بقميصه، فتمزق القميص، أثناء ذلك، حضر زوجها العزيز، كان الموقف محرجا أمام زوج حنون يرى خلوة: زوجته (امرأة بكامل زينتها) ويوسف (وسيم منهك شبه عاري)، فاتهمت يوسف بمحاولة التعدي عليها، قائلة، الآية: {مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً}، بل وحددت عِقابه، ا{ية {إِلاَّ أَن يُسْجَنَ}، ربما حرج يوسف للعزيز جعله يقول، الآية: {هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي}، دفاع عن نفسه أمام العزيزز
عندها، فاحتكم العزيز إلى طرف ثالث من أهل زوجته، لقوله، الآية: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا}، فحكم بينهم بأحد خيارين:
- الآية: {إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ}،
- الآية: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ}،
- الآية: {وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ}،
كان ميزان الحكم (هي) والإفراد (صدقت) أم (كذبت) ونتيجة الحكم يوسف من: (الكَاذِبِينَ أم الصَّادِقِينَ) (جمع)، الآية: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ،،}، التفت العزيز إلى امرأته وقال، الآية: {إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}، وطلب العزيز من يوسف أن ينسى الحادثة تبرئة له، وطلب من زوجته أن تتوب، واتفقوا على سرًية الحدث.
ولكن، الحدث شاع (مراودة امرأة العزيز لفتاها)، أصبحت سيرة (امرأة العزيز) حديث نساء المدينة، غضبت ونوت الانتقام منهن بإثبات ضعفهن في يوسف، كان جمال صورة يوسف هو سبب (عِلتها) فدعتهن، وجهزت لكل منهن مقعدا مريح بأفخر الأواني والطعام، ثم أدخلت يوسف عليهن بينما كنّ يقطعن ما لذّ وطاب، انبهرن بجماله وحسن صورته ونسين سكاكين بأيديهن، فقطعن أيديهن دون شعور أنشداها لرؤيتهن ليوسف، الآية: {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}، بينت انتقامها منهن، الآية: {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}، ثم أكدت ما جرى بقولها، الآية: {وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ}، وهذا أغاضها أكثر، أعلت امرأة العزيز أمام نساء المدينة بقاء رغبتها بقولها، الآية: {وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ}.
اقتنع النسوة بنية امرأة العزيز فلما عرفها يوسف قال، الآية: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}، كادت الفتنة تشيع في المدينة لعشق النساء في يوسف، فرأى القائمون في مصر أن يسجن يوسف ردعاً للفتنة، الآية: {ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ)،
وظل يوسف سجينا، ودخل معه فتيان: أحدهما ساقي، والآخر خباز، أعجبا من أخلاق يوسف وأدبه وعبادته، جاءا إليه يوماً يقصان عليه ما رأيا في نومهما، قال الأول، الآية: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً}، وَقَالَ الآخَرُ، الآية: {إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ}، قال يوسف للساقي بأنه سيخرج من السجن ويخدم الملك، وبأن الخباز سيصلب فترة حتى تأكل الطير من رأسه، وطلب يوسف من الساقي قبل خروجه أن يذكر قصته، عند الملك ليعفو عنه ولكنه الساقي نسى أمر يوسف، وتحقق تأويل يوسف لرؤيتهما وبقي هو في السجن
نبي الله يوسف - عليه السلام - (الصديق)
في سياق اليوم، نبدأ من (الرؤيا)، قصة رؤيا الملك، الآية {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}.
جاء نبأ بأن الملك رأى في منامه سبع بقرات سمان، فيأكلهن سبع بقرات هزيلات، ورأى سبع سنبلات خضر، وأخرى يابسات، تكدر نوم الملك لما رآه في منامه، قص رؤياه على قومه وطالبهم بتفسيرها فعجزوا وقالوا، الآية: {ضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ}،
تزايد فزع الملك بعد تكرار هذه الرؤيا فأصر لتأويلها، عندئذ تذكر ساقي الملك مهارة تأويل يوسف للأحلام، فاستأذن ليزور يوسف بالسجن وشرح له رؤيا الملك، أوّل يوسف البقر بالسنين، وأول السمان والخضر بالخير، يعني سبع سنوات خير تعقبهن سبع سنوات جدب وقحط، قدم يوسف التأويل وقدم لهم الحلول والحكمة:
أولا، مواصلة الزراعة: "تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً" ثم،،
ثانيا، كيفية حفظ الثمار: "فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ"،،
ثالثا، إستراتيجية تدبير الاقتصاد: "إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ"
ثانيا، كيفية حفظ الثمار: "فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ"،،
ثالثا، إستراتيجية تدبير الاقتصاد: "إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ"
أخبر الساقي الملك بتأويل يوسف للرؤيا ففرح الملك، وطلب الملك اللقاء بيوسف "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ"، أشترط يوسف شرطا خروجه: "فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ" البراءة، "ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ"، فتح الملك تحقيق فوري مع امرأة العزيز وباقي النسوة !! فاعترفن بذنوبهن وأعلنت امرأة العزيز براءة يوسف، فأصدر الملك قرار براءة يوسف وإعطاءه حريته وإكرامه، وقربه منه وخيره بأفضل منصب، فقال يوسف: "اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ"، فوافق الملك، انتهت سبع سنين الخير تحقيقا لرؤيا الملك مع بداية القحط، وبدأت عجاف السنين يأكلن خير السنين السوابق السبع.
جاء الناس من كل فج إلى خزائن الملك، إلى يوسف فوجئ يوسف في يوم أثناء توزيع الكيل برجال عرفهم هم من ألقاه في البئر، عرف أشكالهم، فتبين أسمائهم وإذا هم إخوته الذين باعوه بمصر، عرِفهم ولم يعرفوه أساءوا عليه فأحسن لهم فأخبروه بغياب أخ لهم من أبيهم أخا لا يطيق أباهم فراقه، جهزهم بحاجتهم، ثم فاجأهم: "ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل" أعاد يوسف بضاعتهم الرديئة، أملاً لرؤية شقيقه، فقال: "فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون"
عاد الإخوة إلى أبيهم فاكتشفوا عودة بضاعتهم السيئة وقالوا: "يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل" أشترط يعقوب بعد إلحاح أبنائه شرطا واحدا: "لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله"، العهد: "لتأتنني به إلا أن يحاط بكم" فعاهدوه، ثم أوصاهم: بأن لا يدخلوا من باب خوفاً عليهم من الحسد، ادوا إلى مصر ومعهم شقيق يوسف، وقابلوا يوسف اختلى يوسف بشقيقه وأخبره أنه يوسف وأصرّ على إبقاءه فأظهر لإخوته كيلهم وأعداد للعودة إلى أبيهم، لكن يوسف أعاد بضاعتهم أثناء غيابهم، وأمر بإخفاء السقاية وهي (إناء الكيل) في أوعية شقيقه قبل أن يصبحوا وعندما أوشكوا على الرحيل جاء النداء: "إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ" أقبل الإخوة يتساءلون عن السرقة !! قِيل (مكيال الملك) لم يتحملوا هذه التهمة فجادلوا وأقسموا على براءتهم قال الحرس: "فما جزاؤه إن كنتم كاذبين" ؟!
كان يوسف يعرف نظام بني إسرائيل (قوم إخوته) أن السارق يصبح عبدًا للمسروق (جزاء السرقة) طلب يوسف أن يحتكم بنظامهم بدلاً من نظام مصر فوافق إخوته لثقتهم في أنفسهم وأصدر أمر التفتيش
أمر البدأ بتفتيش إخوته: "فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ" فلم يجدوا شيئا: "ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ" فوجدوا فيها المكيال، "كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ"
تذكر الإخوة عهدهم لأبيهم فقالوا ليوسف: "يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ" قال يوسف: "مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ" احتار الإخوة في أمرهم وقرر كبيرهم البقاء في مصر وطلب من بقية إخوته العودة إلى أبيهم وإخباره بما حدث وأن يسأل أهل القافلة وأهل المدينة التي كانوا فيها عادوا وحكوا إلى أبيهم ما حدث فلم يصدقهم بل قال: "بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ"
تركهم يعقوب وأخذ يبكي على يوسف وأخيه حتى فقد بصره، فاغتاظ أبناءه وقالوا: "تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ" قال يعقوب: "إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ" كان عليه السلام يشعر بأن يوسف مازال حيًّا فقال لأبنائه: "يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ" فتوجه الأبناء إلى مصر للمرة الثالثة بحثاً عن: أخيهم يوسف وشقيقه وأملاً بالتزود بالطعام ولما وصلوا مصر دخلوا على يوسف، فقالوا له: "يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ" كانت بضاعتهم (مزجاة) من أردى البضائع، فتوسلوا إليه:"فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا"، فاجأهم يوسف بسؤال: "قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ" هنا، تنبهوا لرنة وملامح بدأت تعيد شلائل ذاكرتهم قالوا: "أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ" فقال: "قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي" أقر له إخوته بخطئهم وطلبوا عفوه، فسألهم عن أبيه أخبروه بفقدان بصره، فقال لهم: "اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا" وأمرهم: "فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً" وهجرة بلادهم "وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ" أي إلى أرض مصر
أخذوا القميص وعادوا إلى فلسطين وقبل وصولهم بأيام، قال يعقوب: "ِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ"، فقالوا له: "تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ"
بعد أيام وصل الإخوة لأبيهم وبشروه بحياة يوسف وأخيه، وأخرجوا القميص ووضعوه على وجه أبيهم فارتد بصيراً، وطلبوه العفو عنهم فوعدهم بالاستغفار لهم وقت السحر، أفضل أوقات الدعاء وغادر بنو إسرائيل متجهين إلى مصر، فلما دخلوها، استقبلهم يوسف أبويه بترحيب وتكريم عظيم، وأجلسهما على كرسيه فلم يتردد أبويه وإخوته بالانحناء له، "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً"
تذكر يوسف رؤياه القديمة، فقال: "يا أبت هذا تأويل رُءياي من قبل قد جعلها ربي حقًّا" توجه يوسف إلى الله عز وجل يشكره على نعمة الإسلام "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ" إلى أن يقول: "تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"
سُئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن أكرم الناس، فقال: (أتقاهم)، فقالوا: ليس عن هذا نسألك، فقال: (فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله)
تتفق الأديان السماوية مع (الإسلام) بأن يوسف عليه السلام شخصية دينية، كان الهكسوس يحكمون مصر (أهل فلسطين) فهو من أكثر الشخصيات المَعروفة في التوراة، وكونه كان مملوكا لعزيز مصر (فُوطِيفَار) أثناء طفولته، وقدرته على تأويل الأحلام ليصبح وزير فرعون مصر، على خزائن الأرض بعد أن حلم الفرعون بأنه بجوار النيل، وإذا بسَبْعِ بَقَرَاتٍ حِسَانِ الْمَنْظَرِ وَسَمِينَاتِ الأَبْدَانِ، يصعدن مِن النهر إلى المرج وإِذَا بِسَبْعِ بَقَرَاتٍ أُخْرَى، قَبِيحَاتِ الْمَنْظَرِ وَهَزِيلاَتٍ تَصْعَدُن وَرَاءَهَا مِنَ النَّهْرِ، تلتهم الْبَقَرَاتِ السمينات وأُعجاب الفرعون بتأويل يوسف، وتعيينه نائب له باسم: (صَفْنَاتَ فَعْنِيح) وَزَوَّجَهُ مِنْ (أَسْنَاتَ)، بِنْتِ (فُوطِي فَارَعَ) كَاهِن، فأنجبت (أَسْنَاتَ) ولدين ليوسف: الْبِكْرِ (مَنَسَّى) والثَّانِي (أَفْرَايِمَ) وعاش يوسف ورأى أحفاده، وعد تفريق يوسف بين المصريين وغيرهم في وزارته، قابل يوسف أباه فِي (جَاسَان) وأعطاه أفضل أرض، طلب يعقوب قبل موته من يوسف أن يُدفن في كنعان، مَاتَ يوسف عن عمرِ 110 سنة فحَنَّطُوهُ وَوَضَعُوهُ فِي تَابُوتٍ.
في السنة النبوية (يوسف أوتي شطر الحسن)
ترتيب سورة يوسف (الثاني عشر)
عدد آياتها 111 آية
وعدد صفحاتها 12 وخمسة أسطر
ترتيب سورة يوسف (الثاني عشر)
عدد آياتها 111 آية
وعدد صفحاتها 12 وخمسة أسطر
رأى يوسف عليه السلام ليلة في المنام "إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ"، لم يسجد نبي لبشر ليسجد يعقوب لأبنه يوسف ولا العكس، السجود هنا يعني الطاعة والوفاء فقط في تعبير الرؤيا، لو نبحث في معاني: (رأيت) و(رأيتهم)، قوله (رأيت) عن الكواكب مجتمعة، قوله (رأيتهم) جاءت بعد (والشمس والقمر)، الشمس والقمر مثنى، لولا واو العطف التي سبقت (الشمس)، فدلالة (رأيتهم) قد تضم (الكواكب) و(الشمس) و(القمر)
الحيرة لا تجب في ضمير الغائب (طرف ثالث) قوله تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ" سبأ 72، ضمير تأنيث (السماوات) و(الأرض) و(الجبال)، نجده في قوله (فَأَبَيْنَ) وفي (يَحْمِلْنَهَا) ثم في (وَأَشْفَقْنَ).