• ◘ البيئية

  • جبل قطن

    جَبَلْ قَطَــــنْ : قطن لفظه كما جاء في لسان العرب (13/342) بفتح القاف والطاء وسكون النون. هكذا ينطق قديما، أما حديثا فيسميه الأعراب بكسر القاف. يحيط به من جميع الجهات مجموعة من الجبال الصغيرة. وهو جبل أحمر يقع على الطريق المعبد الموصل من القصيم إلى المدينة المنورة في المنطقة الواقعة غرب القصيم، شمال غرب مدينة الرس، يراه السائر مع الطريق على يمينه بينه وبين الخط المعبد حوالي (8) أكيال. وقبل أن يصل عقلة الصقور بعدة أكيال. يقع الجبل بين خطي عرض (00 07 26) وطول (17,14 21 42) ويوجد فيه مجموعة من الهضاب المرتفعة، ويبلغ أقصى ارتفاع للجبل عن مستوى سطح البحر (1197) مترا في الجهة الغربية. أما أقصى ارتفاع في الوسط فيبلغ (1115) أقرب القرى العامرة من الجبل : من الشمال : قرية المحلاني ـ بينهما حوالي (15) كيلا. ومن الشمال الغربي : هجرة مباري ـ بينهما حوالي (7) أكيال . ومن الجهة الشرقية : الفوارة ـ بينهماحوالي (45) كيلا . ومن الجنوب الغربي : قرية عقلة الصقور ـ بينهما حوالي (15) كيلا. أماحدود الجبل، فمن الشمال : هجرة المحلاني، وهجرة الشباكية. ومن الجنوب : عبلة قطن، وخيمة قطن، ومن الشرق : قرية الفوارة، وهجرة الجُريّر، وجبل العميّد، وجبل السلسلة. ومن الغرب : هجرة الوسيطاء، وهجرة الشهباء، وهجرة جديد، وهجرة الطرفاوي.



    أما الأودية والشعاب التي تمر حول الجبل فهي كثيرة : من الشمال : شعيب مباري، ووادي المحلاني، ومن الجنوب : جنوبي شعيب مباري، ووادي عطا، وشعيب عطي، ومن الشرق : شعيب مشاحيد، وشعيب ضليع رشيد، ووادي الجريّر، وشعيب العُوَير. ومن الغرب : وادي الرمة، ووادي المحلاني، وشعيب الودي.



    أما طريق حاج البصرة إلى المدينة المنورة بعد أن يصدر من النباج مارا بجبل الأصبعة فإنه يمر في المنطقة الشرقية الجنوبية من جبل قطن بينه وبين بلدة الفوراة. وذُكر الجبل كثيرا في كتب البلدان القديمة والحديثة . وسوف نستعرض ماقاله الجغرافيون عنه :

    يقول أبو اسحاق الحربي ( المناسك ص607 ) وهو يتحدث عن طريق حاج البصرة إلى المدينة المنورة : ثم يسيرون إلى الفوّارة فيصبحون بها ، وبها عيون ونخل كثير، كانت لعيسى بن جعفر. ثم يخرجون فإذا جاوزوها بستة أميال عرض لهم قطن عن أيمانهم. فإذا جاوزوه اتسعت لهم الأرض وتنحت الجبال ففي ذلك الموضع مضلّة، فمن يضل قصد إلى بطن الرمة فنزلوه، وفيه غدير الدّهر لا يكاد يعدمه ماء وليس به أنيس.

    أقول : من يسير في الطريق فإنه عندما يتجاوز جبل قطن عن يمينه يقع في منطقة خيمة قطن ـ سوف يأتي لها ذكر ـ المتسعة والتي تخلو من الجبال ، ولعلها هي المعنية بقوله [ اتسعت لهم الأرض وتنحت الجبال ] ومن سعتها تضيع فيها على الحاج معالم الطريق فيضلون. أما غدير الدهر : فلعله يقصد بذلك المستنقع الذي يبقى في مجرى وادي الرمة بعد السيل، خاصة في هذا الموقع جنوب عقلة الصقور.



    ذكره الهمداني ( صفة جزيرة العرب 328 ) وهو يتحدث عن مساكن العرب ناحية البحرين واليمامة إلى نجد،‎ حيث قرنه مع جبال أخرى فقال : ضارج والعُذيب وقطن وثيتل والستار ويذبل ومأسل جبال.

    أقول : جميع تلك الجبال التي ذكر الهمداني تقع في نجد بعضها في العالية والآخر في أسفل نجد. وقطن يقع في أسفلها.

    وقال ابن عبدربه ( العقد الفريد 6/17 ) بعض الأيام التي وقعت في قطن أو قريب منه، منها : يوم ذي حسي، لذبيان على عبس، وذلك لأخذ الثأر عما لحقهم يوم المريقب. حيث نزلوا بذي حسي وهو وادي الصفا من أرض الشربة وبينها وبين قطن ثلاث ليال.

    أقول : أما الشربة فيأتي الحديث عنها ، وأما قوله [ بذي حسي وهو وادي الصفا ] لم أجد واد في أرض الشربة يسمى ذي حسي ولا وادي الصفا، إلا إذا كان هذا اسم قديم تغير في الوقت الحاضر. ثم ذكر يوم قطن (6/21) وملخصه : فلما توافوا للصلح ـ أي عبس وذبيان ـ وقفت بنو عبس بقطن، وأقبل / حصين بن ضمضم فلقي تيحان أحد بني مخزوم بن مالك فقتله بأبيه ضمضم، وكان / عنترة بن شداد قد قتله بذي المريقب، فأشار بنو عبس وحلفاؤهم بنو عبدالله بن غطفان وقالوا : لا نصالحكم ما بل البحر صوفه وقد غدرتم بنا غير مرة، وتناهض القوم عبس وذبيان فالتقوا بقطن، فقتل يومئذ / عمرو بن الأسلع عيينة، ثم سفرت السفراء بينهم، وأتى / خارجة بن سنان أبا تيحان بابنه فقدمه إليه، فقال : في هذا وفاء من ابنك، فأخذه فكان عنده أياما، ثم حمل خارجة لأبي تيحان مائة بعير فقادها إليه، واصطلحوا وتعاقدوا.

    وقال عنه البكري ( معجم مااستعجم 3/1083 ) في رسم [ قَطَن ] بفتح أوله وثانيه : جبل. وقال أبوحنيفة، قطن جبل بنجد في بلاد بني أسد، عن يمينك إذا فارقت الحجاز وأنت صادر من النقرة. وقال أبو اسحاق : قطن : ماء من مياه بني أسد بنجد، بعث إليه رسول الله أبا سلمة بن عبد الأسد في سرية فقُتل فيه / مسعود بن عروة.

    أقول : قوله [ عن يمينك إذا فارقت الحجاز وأنت صادرمن النقرة ] أن درب زبيدة بعد أن يصدر من هجرة الماوية وجبل ماوان وهو مصعد ثم يمر بجبال الشمط ثم منطقة البياضة وسناف اللحم ويستمر جهة الشمال الشرقي مارا بقرية البعايث فإنه يترك جبل قطن عن يمينه بينهما حوالي [35] كيلا . وقوله [ ماء من مياه بني أسد ] أي حول الجبل مورد ماء ترده الأعراب من بني أسد . وبني أسد قبيلة مشهورة كانت تسكن حول الجبل.

    أما ياقوت الحموي ( معجم البلدان 4/374 ) فقال عنه : قَطَن : بالتحريك وآخره نون . قال ابن السكيت : القطن : ما بين الوركين . وعن صاحب العين : القطن : الموضع العريض بين الثبج والعجز . وقال الأصمعي : قطن الطائر : أصل ذنبه ، ثم قال : وقطن : جبل لبني أسد في قول / امريء القيس يصف سحابا :-

    أصاح ترى برقا أريك وميضه = كلمح اليدين في حبيّ مكلل

    ثم يقول بعد أبيات :-

    قعدتُ له وأصحابي بين ضارج = وبين العُذَيْب بُعْدَ ما مُتَأمَّلي
    عَلى قَطَن بالشيم أيمنُ صَوْبِـــهِ = وأيسرُهُ على الستارِ فيَذْبـُلِ



    أقول : ويروى في الديوان : علا قطنا، من علا يعلو علوا. أي ارتفع فوق الجبل. والشاعر هنا يصف سحابا ويقول : بأن أيمن هذا السحاب يمطر على جبل قطن، وأيسره يهل على جبلي الستار ويذبل، وهو يتوقع بأن المطر الذي يصفه يغطي تلك المنطقة الواسعة لارتفاعه وسعته، والصحيح بأنه يوجد مسافة بعيدة بين قطن ويذبل. أما يذبل فو جبل مشهور قديما بهذا الاسم ويسمى حاليا [ صبحا ] وقد تحدث عنه ابن جنيدل في معجم العالية، وهو هضبة حمراء كبيرة، يقع في عالية نجد، في المنطقة الغربية من العرض، وشمال حصاة قحطان، وجنوب غرب قرية رويضة العرض. وأما الستار فهو من جبال حمى
    ضرية.

    ثم قال ياقوت : قال الأصمعي : وفيما بين الفوارة والمغرب جبل يقال له قطن به مياه أسماؤها السليع والعاقرة والثيلة والممها وهي لبني عبس كلها . وقال الزمخشري : هو لبني عبس ، وأنشد :-

    أين انتهى يابن صميعاء السنن = ليس لعبس جبل غير قطن

    أقول : يوجد داخل جبل قطن أربعة عشر بئرا، لكن لا أعرف أسماؤها، كما يوجد بئران في المنطقة الواقعة شمال الجبل هما [بئر الحَوِيّة، وبئر لَوْذَة] وقوله [فيما بين الفوارة والمغرب جبل يقال له قطن] إن قطنا يقع جهة مغيب الشمس من الفوارة، بينهما (25) كيلا. ومن يكون في جبل قطن يرى جبلي الحِضِر والعميّد جهة مطلع الشمس واضحين وأسفلهما الفوارة. ثم استمر ياقوت يورد ما قال الأقدمون : وقال أبو عبدالله السكوني : قطن مستدير ململم يجري في رأسه عيون لبني عبس بين الحاجر والمعدن، وبه ماء يقال له : السليع.

    أقول : ما قال السكوني صحيح، فإن جبل قطن ملموم مستدير الشكل، وتدور حوله كأنه من الخارج قطعة واحدة مستديرة. يبلغ طوله من الجنوب إلى الشمال حوالي (12) كيلا، ومن الشرق إلى الغرب حوالي (10) أكيال.

    أقول عن الحاجر : مذكور قديما بهذا الاسم، في أقصى الحدود الشمالية الغربية من القصيم، وهو بين عقلة الصقور من الشمال وهجرة البعايث من الجنوب، ومنازل / عيينة بن حصن الفزاري بين الحاجر والنقرة. ثم قال : وقال بعض الأعراب :-

    سلم على قطن إن كنت نازله = سلام من كان يهوى مرة قطنا
    أحبه والذي أرسى قواعــده = حبا إذا عَلَنَتْ آياته قطنــا

    إلى أن قال :-

    أنظر وأنت بصير هل ترى قطنا = من رأس حورَان مَن آت لنا قطنا
    يا ويحها نظرة ليست براجعـــــة = خيرا ولكنها من غيره قمنا

    وقال ابن السكيت ـ والحديث لياقوت ـ قطن جبل لبني عبس كثير النخل والمياه بين الرمة وبين أرض بني أسد ، وذكرعنه أنه قال : قطن : جبل في ديار عبس بن بغيض عن يمين النباج والمدينة بين أثال وبطن الرمة ، قال كثير يصف ظعائنا يسير بها الركب في منطقة قطن :-

    وقد جعلت أشجان برك يمينها = وذات الشمال من مريخة أشأمـا
    مولية أيسارها قطن الحمــى = تواعدن شربا من حمامة معظما

    أقول : [عن يمين النباج والمدينة] النباج هي الأسياح، تقع في الشمال الشرقي من القصيم، وكانت محطة هامة من محطات طريق حاج البصرة حيث يفترق عندها الطريق إلى جزئين أحدهما إلى مكة المكرمة والآخر إلى المدينة المنورة. وأرى بأن العبارة فيها بعض النقص، وصحتها [عن يمين الطريق بين النباج والمدينة] وقطن يقع فعلا على يمين طريق حاج البصرة إلى المدينة المنورة . يمرّونه بعد أن يقطعون جبل ساق الجواء ثم جبل ضبع، والطريق يمر بين الفوارة وقطن. وقوله [بين أثال وبطن الرمة] أثال قرية قديمة التسمية وهي من ديار عبس، ومن قرى الجواء في شمال القصيم تبعد عن بريدة حوالي [40] كيلا. وجبل قطن يقع بين قرية أثال ومجرى وادي الرمة، وهو من الوادي أقرب منه إلى أثال، ولكن الأقدمون يحددون الموقع بما هو قريب منه، وكانت أثال معروفة عند الأقدمون .

    وقال الواقدي : قطن ماء ويقال جبل من أرض بني أسد بناحية فيد، وغزوة قطن قتل فيها / مسعود بن عروة وأمير جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سلمة بن عبدالأسد، وذكره في المغازي كثير، وقطن أيضا : موضع في أرض الشربه.



    أقول : قوله [بناحية فيد] من قال بأن قطن في ناحية فيد فلم يُصب، حيث أن فيد تقع في منازل طيء أما قطن فيقع في منازل بني أسد في الجاهلية، وهما متجاورين وقطن يقع في منطقة تجاورحمى فيد. وقوله[ذكره في المغازي كثير] هذا لكثرة ما دار حوله من الحروب من أيام العرب في الجاهلية والإسلام، كما امتدت إليه بعض من حروب داحس والغبراء. وقوله [موضع في أرض الشربة] الشربة : هي المنطقة الواقعة جنوب وادي الرمة وشرق وادي الجريب حتى يلتقيا. والواقع بأن جبل قطن واقع شمال الشربة، ولو قال : في أرض عدنة لكان أقرب للصحة.

    قال عنه صاحب لسان العرب (13/345) وقطن : جبل بنجد في بلاد بني أسد، وفي الصحاح : جبل لبني أسد.

    وقال عنه الفيروزبادي (القاموس المحيط 4/260) في رسم [قَطَنَ] جبل لبني أسد. أما الدكتور / جواد علي (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 4/222) في معرض حديثه عن أماكن القبائل، ومنها بني أسد : ومن ديار [بني أسد بن خزيمة] قطن وهو بناحية فيد، به ماء، وأمر الرسول أبا سلمة بن عبدالأسد المخزومي بغزوه، لما بلغه أن / طليحة وسلمة ابني خويلد قد سارا في قومهما ومن أطاعهما يدعوانهم إلى حرب الرسول فذهب إلى قطن ثم عاد ومعه إبل وشاء . وتقع إلى الشمال الغربي من ديار طيء، ديار بكر وهي بكر بن وائل، وهو قبائل ضخمة ذات فروع عديدة، سكنت في مواضع عديدة أخرى غير هذا الموضع.

    أقول : مما جاء في ( الطبقات الكبرى / ابن سعد 2/50 ) كانت سرية أبي سلمة في أول المحرم بعد خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة ، وكان لواء أبي سلمة فيه مائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار ، ثم إن أبا سلمة انتهى إلى أدنى قطن فأغار على سرح لابني خويلد وقومهما فضموه وأخذوا رعاء لهم مماليك ثلاثة . ثم انحدر أبوسلمة إلى المدينة.

    أما الشيخ ابن بليهد ( صحيح الأخبار 1/22 ) فقد تحدث عن الجبل وحدد موضعه فقال : وقال أمرؤ القيس :-

    علا قطنا بالشيم أيمن صوبه = وأيسره على الستار ويذبل

    قال : وقطن جبل معلوم قريب الفوارة ، وهو جبل أحمر وعنده أكمة بيضاء يقال لها : [ خيمة قطن ] لبياضها ، وهو في بلاد غطفان ، ويقع شمالي وادي الرمة وغربي أبان الأسود ، وهو لبني عبس في الجاهلية ، ويسكنه اليوم بنو حرب على اختلاف بطونهم ، ثم أورد الأبيات السابقة ، وقال : وهو باق بهذا الاسم.

    أقول : خيمة قطن : أكمة بيضاء متسعة تقع جنوب الجبل بينهما الخط المعبد الموصل بين القصيم والمدينة المنورة ، وهي ذات عشب طيب بعد الوسم ، وتنبت الكمأة.

    ثم تعرّض ابن بليهد للغزوة فقال : وغزوة قطن مشهورة قتل فيها / مسعود بن عروة، وأمير جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم / سلمة بن عبد الأسد، وذكره في المغازي كثير وفي أشعار العرب كذلك.

    وقال (1/114) محددا الجرثمي : وهو واقع ‎... بين سلمى الجبل الثاني من جبلي طيء وبين جبل قطن.

    أقول : الصحيح بأن الجرثمي قرية صغيرة تقع شرق جبل قطن ، بينهما جبل الموشم [ القنان ] أما جبل سلمى فيقع شمال قطن.

    وقال (1/184) عن وادي الثلبوت : واد يكتنفه آكام سود بين قطن وجبال الموشم والحاجر، وسيل ذلك الوادي يصب في الرمة.

    أقول : قوله [ بين قطن وجبال الموشم والحاجر ] صحيح بأن وادي الثلبوت يجري بين قطن والحاجر، ولكن جبال الموشم بعيدة عنه حيث تقع شرق قطن والحاجر يقع غرب قطن. والواقع بأن هذا الوادي الكبير يجري بين جبل قطن ومنطقة الحاجر. ووادي الثلبوت : هو من روافد وادي الرمة الشمالية الكبيرة، ويسمى حديثا [ الشعبة ] وهو يسيل من الأماكن المرتفعة الواقعة غربي حائل ثم يمضي بعد أن يرفده عدة أودية وشعاب نحو الجنوب حتى يصب في الرمة شرق سمراء الحاجر وشمال قرية الشقران.

    وقال (1/218) متحدثا عن وادي العشيرة الذي يبدأ من جبل قطن : وذكر صاحب المعجم ـ أي معجم البلدان ـ أن في وادي الرمة موضعا يقال له [ ذو العشيرة ] يصب من قطن.

    أقول : وادي العشيرة هو الاسم القديم لشعيب مباري ، ويبدأ سيله من ضلعان مشاحيد شمال جبل قطن ويسير من الجهة الغربية منه نحو الجنوب مارا بقرية مباري حتى يصب في وادي المحلاني أحد روافد الرمة عند قرية جديد.

    وقال ابن بليهد (1/222) متحدثا عن بلاد بني عبس : وأما بلاد بني عبس فهي واقعة في بلاد غطفان شمالي أبانين وغربي الجواء وشرقي النقرة ، وقد قال شاعر من العرب :-

    ليس لعبس جبل غير قطن

    وقال (3/152) عن الخيمة : الخيمة تحمل هذا الاسم إلى هذا العهد ، ويقال لها خيمة قطن، كأنها خيمة في بياضها ، وهي أكمة ليست بكبيرة قريبة من قطن ، وهي بين قطن وأبان الأسود.

    أقول : بأن خيمة قطن يحدها جبل أبان الأسود من الشرق، وجبل قطن من الشمال. وروى ابن بليهد (4/107) أن امرأة من العرب سئلت أن تعد سبعة أجبال لا أتعتع فيها، فقالت : أبان وأبان والقطن والظهران وسبعة الأكوام وطمية الأعلام وعليمتا رمان. قال ابن بليهد معلقا : فجميع هذه الأجبال في عالية نجد الشمالية يطيف عليها الراكب المجد ثلاثة أيام وبعضها قريب من بعض. كما قال : عن السليع : تصغير سلع : ماء بقطن، وقطن جبل. ثم عاد ابن بليهد (4/141) لتحديد مكان قطن قائلا : وقطن، جبل أحمر بين أبان والفوارة . وقال (5/69) موضحا موقع وادي خو من قطن : قال الأصمعي : خو واد قرب قطن يصب في ذي العشيرة واد به نخل ومياه لبني عبدالله بن غطفان ، ويصب في الرمة.

    والشيخ / حمد الجاسر وهو يعلق على كتاب الهمداني ( الجوهرتين ص 331 ) بعد أن أورد ما قال البكري في [ معجم ما استعجم ] قال : ومنازل عبس كانت تقع في الطرف الغربي من القصيم ، ومن جبالهم قطن ولهم أسفل وادي ثادق.

    أقول : الصحيح أنه [ ثادج ] بالجيم وليس القاف لأن [ ثادق ] بالقاف تقع في منطقة الرياض ، ثم إن البلدانيون أجمعوا بأن قطن من ديار عبس ، ولهم المنطقة الواقعة شمال قرية ثادج الواقعة على الطريق الموصل من القصيم إلى المدينة المنورة.

    ثم قال الشيخ الجاسر (ص339) عن معدن البئر : ويقع معدن البئر غربي جبل قطن ، وفي الشمال الغربي من عقلة الصقور . ويرى خطأ تسمية المعدن باسم النجادي . أقول : اسم النجادي موجود في الوقت الحاضر في الموقع الذي حدده الشيخ الجاسر واسمه حاليا عند البادية وفي الخارطة [ عماير النجادي ] في الجهة الغربية من جبل قطن. ولعله هو موقع المعدن المسمى [ البئر ] كما ذكر ذلك الجاسر.

    أما الشيخ محمد العبودي معجم بلاد القصيم 5/2064، فقد تحدث عن جبل قطن في عدة صفحات، فقال : تنطق به العامة بكسر القاف وفتح الطاء ثم نون، وأما في القديم فإن قافه مفتوحة. ثم قال : جبل أحمر شديد الحمرة حتى أن الأعراب يسمونه الجبل الجديد لأنه يبدو للناظر أحمر كأنما خرج من معمل أو تشبيها بالثوب الجديد الأحمر. ثم قال محددا موقعه : يقع قطن غربي القصيم على بعد حوالي 170 كيلا من بريدة، يراه المسافر من القصيم إلى المدينة على يمينه بعد أن يصل إلى عقلة الصقور، وكان مشهورا في القديم حتى قال فيه الجاحظ : إنه جبل معروف. وكذلك قال ابن دريد من بعده في كتابه الاشتقاق.

    أقول : يبعد جبل قطن عن الرس مسافة 120 كيلا. ويصل إليه من يريده من الطريق المتجه من الرس غربا إلى قصر ابن عقيّل ثم النبهانية ثم البتراء حيث يتصل بالطريق المتجه إلى المدينة المنورة.

    قال العبودي : وقال أبو حنيفة : قطن : جبل بنجد في بلاد بني أسد. على يمينك إذا فارقت الحجاز وأنت صادر من النقرة. قال العبودي : يريد أنه يكون على يمين القاصد إلى العراق من الحجاز. وقال لغدة الأصبهاني : هو جبل لبني عبس وأنشد :

    أين انتهى يا ابن الصميعاء السنن = ليس لعبس جبل غير قطن

    وقال ابن اسحاق : قطن ماء من مياه بني أسد بنجد ، بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بن عبدالأسد في سرية ، فقتل فيه / مسعود بن عروة.

    أقول : قال العبودي في ذلك : هذا صحيح لأن جبل قطن ماء بل مياه كثيرة ، ويطلق الاسم على الجبل والماء.

    ثم قال : وبقطن يوم من أيام العرب وهو أحد أيام العرب في الجاهلية ، من الأيام التي نتجت عن حرب داحس والغبراء ، ثم أورد ما نقلناه سابقا عن ابن عبد ربه.

    ثم نقل العبودي ما قال أبو إسحاق الحربي وشرحناه سابقا . وقال معلقا : حدثني بعض أهل الفوارة أن أعلام طريق الحاج لا تزال موجودة في الجهة الجنوبية من قطن في السهل بعد الجبل مباشرة . ثم نقل العبودي بعض ما قال الأولون : وذكر الموسوي في رحلته مع الحجاج من المدينة إلى العراق قال : فأتينا بعد ثلاثة أيام على وادي الرمة وبتنا ليلة ورحلنا ، فأتينا بعد يومين على أرض قطن وهي أرض بها الأنس قطن فأقمنا بها يوما وليلة ونحن في عشية مرضية . وقال الهجري وهو يتكلم عن أسماء الجبال التي تسامي شعبى : قطن العشيرة : جبل أحمر عن يمينه الظهران جبل أحمر . ثم ذكر العبودي ما قال ياقوت.

    أقول : يذكر البعض أن جبل الظهران هو جبل السلسلة أحمر اللون يقع جهة الشمال من الفوارة، ويمتد من الغرب إلى الشرق ويرتفع 1083 مترا، بينهما جبلي العميّد والربوض.

    وقال نصر : قطن آخره نون : جبل في ديار عبس بن بغيض عن يمين النباج والمدينة، بين أثال وبطن الرمة. قال العبودي معلقا : لعل أصل العبارة عن يمين طريق النباج إلى المدينة. أقول : وقد أوضحنا ذلك سابقا.

    ثم قال العبودي : ومن حروب الردة في خلافة أبي بكر الصديق في خبر طليحة الأسدي إذ اجتمعت معه بنو أسد والحطيئة فبعث إليه أبو بكر خالد بن الوليد فحاربوهم وقتلوا أكثرهم وهرب طليحة إلى الشام، وكان لهم لقاء بالغمر وهو ماء لبني أسد وماء يقال له قطن. وورد ذكر قطن في كتب المغازي والسير بل قال ياقوت : إن ذكره في المغازي كثير. ثم قال : وذكر المسعودي في حوادث سنة أربع من الهجرة : ثم سرية أبي سلمة ابن عبدالأسد المخزومي في المحرم إلى قطن وهو جبل بناحية فيد من آخر بلاد نجد، قال العبودي : القول بأن قطنا من ناحية فيد ليس بصواب لأنه بعيد جدا عن فيد، ولعل الصواب : بناحية نجد. وقد روى محمد بن سعد خبر سرية أبي سلمة بن عبد الأسد بوضوح وهي موجودة في كتاب الطبقات. وقال : كما ذكر قطن في الحديث عن طريق حاج الكوفة، قال أحد الرجّاز يصف الطريق :

    وسار لم يلبث هناك لبثا = تحثها الرحلة عنها حثـــا
    حتى إذا سار إلى العنابة = كالسامع المسرع في الإجابة
    قالوا ببطن الرمة النزول = فمن أتاها قطن قليـــــل

    ويقول العبودي : والجدير بالذكر أنه يريد ببطن الرمة ما كان فوق عقلة الصقور، حيث أن طريق حاج الكوفة يدع قطنا جنوبا، والذي يمر بالقصيم هو طريق حاج البصرة. وهذا لا يمر بوادي الرمة بعد القصيم بل يتياسر من القريتين قرب عنيزة.

    وقال زهير بن أبي سلمى يصف ضعائن قادمة من الشرق إلى قطن وقد جعلن جو سلمى عن أيمانهن وماء شرج عن شمائلهن :

    يقطعن أجواز أميال الفلاة كما = يغشى النواتي غمار اللج بالسفن
    يخفضها الآل طورا ثم يرفعها = كالدوم يعمدن للأشراف أو قطن

    وقال العبودي 5/2071 في بيت كثير عزة السابق : إنه سماه قطن الحمى لأنه في الحدود الشمالية الشرقية لحمى ضرية، أما حمامة التي ذكرها معه فهي ماء ذكر الأقدمون أنه من مياه بني أسد.

    أقول لم يسميه قطن الحمى لكونه من حمى ضرية بل لقربه من الحمى فقط، ولعله سماه بهذا تعريفا له وتحديدا لموقعه فحسب.

    وقال الشماخ بن ضرار يذكر عقابا تنتمي إلى وكر منيع من قطن :

    تلوذ ثعالب الشرفين منهــــا = كما لاذ الغريم من التبيـع
    نماها العز في قطن نماهــــا = إلى فرخين في وكر رفيع
    يرى قطعا من الأحناش فيها = جماجمهن كالخشل النزيع

    وقال العبودي مفسرا قول ابن السكيت السابق : هذا الوصف لموقع قطن صحيح الصحة كلها فهو يقع بين وادي الرمة إلى الجنوب الغربي وبين الأرض التي كانت لبني أسد ومن أشهرها جبل القنان الذي يسمى الآن الموشم وهو إلى الشمال الشرقي من قطن. ثم قال في قول ابن السكيت [قطن جبل في ديار عبس بن بغيض عن يمين النباج والمدينة] قال : ليس صحيحا كما هو واضح وأعتقد أنه محرف ، صوابه : في طريق النباج إلى المدينة، أو عن يمين من يسير من النباج إلى المدينة.

    وقال عن قوله [بين أثال وبطن الرمة] صحيح فقطن يقع بين بطن الرمة أي وادي الرمة بالنسبة لمن يكون في الحجاز أو متجها مع طريق حاج البصرة إلى المدينة. ورد العبودي على من يقول أن قطن بناحية فيد، فقال : قطن يقع في أرض بني عبس ولكنه مجاور لأرض بني أسد، وليس هو في ناحية فيد ، وهو جبل فيه ماء. وقد أنشأت عام 1347هـ هجرة سميت قطن في الجبل أول من أحدث فيها عمارة رجل يقال له شديّد الديري (المزيني) من حرب، وهي في الهضاب الطوال من قطن إلى الشمال الغربي من بكرة قطن.

    أقول : وبكرة قطن، هي هضبة كبيرة رابضة في الجنوب من قطن وسميت بذلك لأنها تشبه البكرة البارك.

    وقال العبودي : وكان قطن مأوى للذئاب غير مسكون من الأناسي إلا من يردون الماء فيه. وكانت فيه الوعول الكثيرة لها أناس يصيدونها منهم شاعر عامي يسمى رشيد الأشقر من حرب كان يذهب للصيد وأنه قتل أكثر من مائة ذئب ليريح الناس من شرها. ثم قال : ولشهرة قطن بين البلدانيين يعرف ببعض المواضع لقربها منه، منها : الثيلة، والسليع، وصحير، ووادي خو. ثم أردف العبودي متحدثا عن القصة التي تُروى عن عشق طمية وقطن قائلا : وقد جعل الأعراب قطن لحمرته وجمال منظره معشوقا لجبل طمية الحمراء التي تجاوره من الغرب بينهما حوالي 60 كيلا وهي تقع فوقه مناوحة له يراهما من يكون في عقلة الصقور. وهذه من الحكايات الخرافية عند الأعراب . كذلك روى العبودي قصة هذه الخرافة في أماكن متفرقة، وقد شاع بين العامة عشق طمية لقطن لكن المتقدمين لم يذكره منهم أحد ولم يسجله أحد من العلماء . بينما ذكره الأعراب في ألغازهم ، قال رجل من عنزة يحاورآخر :

    أنشدك عن بنت مهاويها حدور = وهيه سنود وجات منحية تبـاه
    لبست البخنق ولا لبست خصور = وراعي الهوى ما ينعذل له عن هواه

    فأجابه الآخر بقوله :

    هذي طمية عن مكانه ما تغور = في سد ضلعان تمرية من وراه
    نغيبينة في حفيضات الصدور = واللي يرد القاف نلعب له علاه

    قالوا بأن طمية صاحت وقالت ‎[قطن يا رجالي، عكاش عقر جمالي]. أقول : لا شك أن تلك القصة من القصص الخيالية التي كانت تروى في مجالس السمر بقصد إحياء تلك المجالس عند البادية خاصة عندما يجتمعون يتسامرون ويروون ما تجيش به خواطرهم من أشعار وقصص غرامية.



    وأخيرا قال العبودي : قطن كان في صدر الإسلام لعبس، كما قال : فهو إذا ليس في بلاد غطفان إلا إذا أراد بذلك كون عبس من غطفان هو لهم فذلك له وجه صحيح . والشيخ عبد الله بن خميس - رحمه لله (معجم جبال الجزيرة 4/394 ) ذكر الجبل ناقلا ما قاله الكُتّاب عنه.

    والباحث الأستاذ / عبدالله الشايع الذي تجول في منطقة جبل قطن في (تحقيق مواضع في نجد 2/273) فقد نقل بيتين من معجم البلدان لياقوت قالهما / عبّاد بن عوف المالكي ثم الأسدي :-

    لمن ديار عفت بالجزع من رقم = إلى قصائره فالجفر فالهـدم
    إلى المجيمر والوادي إلى قطن = كما يخط بياض الرق بالقلم

    أقول : المجيمر وقطن جبلان متجاوران ، يمر بينهما الخط المعبد الموصل بين القصيم والمدينة المنورة. أما الوادي : فيقصد وادي الرمة، الذي يقع المجيمر على ضفته. ومن الأشعار العامية التي ذكر فيها جبل قطن ، قول الشاعر ابن غازي الشمري :-

    أمس الضحى عديت رأس المنيف = وأصبحت من رقي الرجوم تعبان
    أخيل مظهر الحبيب يهيــف = بأيسر قطن بين الموشم وأبــان

    وقال الشاعر محمد بن بليهد وهو في سجن الشريف / شحّاذ بالمدينة المنورة :

    يممتها الجهة العليا وقد لعبت = بي المفاوز فوق الأينق الذلـل
    فخلفت قطنا وبان واعتسفت = دربا معالمه في العثعث السهل




    الهوامــــش :


    (1) المحلاني : في الجهة الشمالية الغربية من القصيم ، وشمال شرقي عقلة الصقور، وهي هجرة لبني سليم من حرب ، تقع على ضفة وادي المحلاني المشهور أحد روافد الرمة ، وإلى الغرب من جبل قطن.

    (2) الفوارة : قرية قديمة باقية على اسمها لم يتغيرتقع في شمال منطقة القصيم ، وهي قرية كبيرة تقع أسفل جبل الربوض ، في الجهة الشرقية من جبل قطن ، على الطريق الموصل من الرس إلى حائل عن طريق البتراء ، وكانت قديما لعيسى بن سليمان من أسرة بني هاشم ، وأميرها الحالي ابن نحيت من أمراء حرب ، كانت القرية موطنا للقصور والمزارع والعيون لكنها اندثرت في الوقت الحاضر .

    (3) عقلة الصقور: البئر عندما يكون ماؤها قريب من الأرض تسمى [عقلة] وسميت القرية بذلك لقرب مائها من وجه الأرض ، وأضيفت إلى الصقور نسبة لبطن من عنزة كانت لهم مورد ماء ، تقع على مجرى وادي الرمة ، كما تقع على الطريق المعبد الموصل من القصيم إلى المدينة المنورة وهي جهة الشمال الغربي من الرس بينهما (149) كيلا.

    (4) وادي المحلاني : وادي كبير مشهور من روافد الرمة ، وهوملتقى لشعيب أبو عجارم وشعيب علو البييضة ، وهو يجري شمال شرق عقلة الصقور وغربي جبل قطن ، وتأتي سيوله من جهات جبل التين الواقع شمال قطن وتجتمع مع سيول وادي المباري ويتجهان جنوبا ثم يصبان في وادي الرمة قبل أن يصل مجراه إلى الخط المعبد المتجه من القصيم إلى المدينة المنورة .

    (5) وادي الجريّر : يقع غربي القصيم ويبدأ سيله بثلاث شعب : الأولى : شعيب الفوارة ، والثانية: تقع غرب الفوارة ، والثالثة : إلى الغرب منها أيضا ، تجتمع وبعد أن يتجاوز الفوارة بحوالي (25) كيلا يصب في وادي ثادج ثم يفرغان في الرمة .

    (6) وادي الرمة : هو الوادي العظيم الذي يبدأ سيله من جبال القدر وحلاة الشحم والأبيض التي تقع شرق خيبر في منطقة المدينة ، ثم يتجه متعرجا جهة الجنوب الشرقي والجنوب مخترقا منطقة القصيم من الغرب إلى الشرق ، ويصده نفود الدهناء الواقع شرق القصيم ، ويُروى بأنه كان يستمر حتى يصل إلى شط العرب في العراق .

    (7) النقرة : قرية تقع في الجهة الغربية من القصيم على حدود منطقة المدينة المنورة، على الطريق المعبد الذي يوصل بينهما، في الجهة الغربية الشمالية من الرس بينهما (219) كيلا. وهي مشهورة قديما يتلتقي عندها طريق حاج الكوفة [ درب زبيدة ] وطريق الحاج البصري المتجه إلى المدينة المنورة.

    (8) الماوية : هجرة تقع في الجهة الغربية من القصيم وغرب الرس، وجنوب قرية النقرة، على مجرى وادي ساحوق المشهور الذي يفيض في وادي الجريب، أسفل جبل ماوان، وهي قديمة لم يتغيراسمها، يوجد بها مجموعة كبيرة من الآبار القريبة المياه المشهورة بالملوحة ، بينها وبين النقرة حوالي [41] كيلا.

    (9) ماوان : جبل أسود يقع جنوب قرية النقرة في أقصى حدود القصيم الغربية، مشور قديما وحديثا، مجاور لهجرة الماوية على وادي ساحوق .

    (10) البياضة : أرض مستوية واسعة بيضاء اللون يكثر فيها الرمل الخشن الأبيض ، تقع غرب القصيم وشمال الخط المعبد المتجه إلى المدينة مجاورة لسناف اللحم ، ليس فيها جبال ولامرتفعات ماعدا جبل أم رقيبةالذي يسمى قديما [ قرورى ) يخترقها طريق حاج الكوفة إلىالحجاز [ درب زبيدة ).

    (11) سناف اللحم : سناف مرتفع صخري مستطيل ، يقع شمال الخط المعبد من القصيم إلى المدينة ، مجاور لمنطقة البياضة من الغرب والجنوب ، تكثر فيه الشعاب وليس فيه جبال . ويمتد من الشرق إلى الغرب ، بين الحاجر والنقرة .

    (12) قرية تابعة لمنطقة حائل ، تقع على ضفة وادي الرمة في غرب الحاجر في الجهة الشمالية الغربية من القصيم ، يطؤها طريق حاج الكوفة إلى الحجاز [ درب زبيدة ] سكانها من ولد سليم من حرب. تبعد عن حائل حوالي [240] كيلا .

    (13) أبانين : هما جبلان من منطقة القصيم مشهوران قديما وحديثا مازالا على اسمهما القديم ، يقعان في الجهة الغربية من الرس ، أحدهما يسمى [أبان الأسمر] وهو الشمالي الشرقي منهما والآخر يسمى [أبان الأحمر] وهو الجنوبي الغربي .

    (14) الجواء : ناحية هامة من القصيم ، تقع شمال غربي بريدة ببنهما حوالي [30] كيلا . وهي مذكورة قديما ومشهورة حديثا ، وتشمل عدة قرى ومياه وجبال ، وقاعدتها بلدة [العيون] وهي ديارعنترة بن شداد .

    (15) ثادج : وهي هجرة مشهورة تقع غرب الرس بينهما [86] كيلا في الجهفة الغربية من جبل أبان الأسمرعلى الخط المعبد المتجه إلى المدينة المنورة . وهناك من ينطقها بالقاف .

    (16) قصر ابن عقيّل : قرية صغيرة حديثة العمارة تقع غرب الرس بينهما [10] أكيال وهي أسسها ابن عقيّل وسميت باسمه ولاتزال لذريته،وهم من الوجهاء، وتقع على الضفة الجنوبية لوادي الرمة مباشرة.

    (17) النبهانية : محافظة من محافظات القصيم تقع في الجهة الغربية من القصيم ، أسفل جبل ابان الأسمر ، غرب الرس بينهما [54]كيلا .قيل : فيها حي من طيء فأجلوهم بنو أسد عنها ، وقيل : منسوبة إلى نبهان بن عمرو من طيء .

    (18) البتراء : قرية تقع على الطريق المعبد المتجه إلى المدينة المنورة ، شمال غرب الرس بينهما [68] كيلا . مجاورة لبلدة النبهانية من الشمال بينهما [14] كيلا . وسميت بذلك لقربها من الواديين الذين يسميان [البتر] وهي لقوم من الطرسان من حرب .

    (19) حرب داحس والغبراء : هو من أيام العرب العظيمة في الجاهلية، وكان بين قبيلتي عبس وذبيان، وسببه : أن قيس بن زهير العبسي وحذيفة بن بدر الفزاري تراهنا على داحس وهي فرس لقيس والغبراء وهي فرس لحذيفة أن يجرياهما على رهان قدره مائة ناقة، والغاية مائة غلوة والمضمار أربعين يوما، وأرسلاهما إلى الميدان وكان في موضع الغاية شعاب كثيرة فأكمن حمل بن بدر في الشعاب فتيانا على طريق الفرسين وقال: إن جاء داحس سابقا فردوه عن الغاية فلما شارف داحس الغاية ودنى من الفتية وثبوا في وجهه فردوه حتى برزت عليه الغبراء فتشاجا الخصمان في الحكم واستعدوا للحرب التي دامت بينهما اربعين سنه.

    (20) حمى ضرية : وهي قرية مشهورة في القديم والحديث ، وتشتهر قديما بجودة الرعي ولذا حماها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لإبل الصدقة ، ويشتهر الحمى بكثرة جباله ورماله المذكورة قديما . وأكثر الأشعار المروية عن العرب في هذا الحمى .

    (21) القنان : جبل أحمر مشهور قديما ويعرف في الوقت الحاضر باسم [الموشم] وهو جبل كبير ومتشعب ذومتاهات بداخله ، وهو لايخلو من السباع ، ويقع غرب منطقة الجواء . ويمتد من بقيعاء اصبع جنوبا وينتهي شمالا بأم العراد .

    (22) طمية : جبل أحمر مشهور قديما وحديثا ، في أعلاه حجارة صفراء ، وعر الصعود ولذلك تربى فيه الصقور ، يقع في أقصى الجهة الغربية من القصيم ، يشاهد من عقلة الصقور على الخط المعبد المتجه نحو المدينة المنورة.[/INDENT]
    [/RIGHT]




    المراجع :
    * معجم البلدان/ياقوت الحموي/دار صادر بيروت/1404.
    * صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار/محمد بن بليهد/ط2/1392.
    * معجم بلاد القصيم/محمد العبودي/منشورات دار اليمامة/1400.
    * لسان العرب/ابن منظور/دار الفكر بيروت.
    * المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام/د.جواد علي/دار العلم للملايين بيروت/ط2/1977.
    * العقد الفريد/ابن عبد ربه/دار الفكر بيروت/تحقيق محمد سعيد العريان.
    * صفة جزيرة العرب/الحسن الهمداني/تحقيق محمد علي الأكوع/دار اليمامة/1397
    * معجم ما استعجم/البكري/عالم الكتب بيروت/1403
    * معجم جبال الجزيرة/عبد الله بن خميس/ط1/1410
    * القاموس المحيط/الفيروزبادي/مؤسسة الحلبي/القاهره.
    * الجوهرتين/الحسن الهمداني/ أعده للنشر حمد الجاسر/ط1/1408/الرياض.
    * ابتسامات الأيام في انتصارات الإمام/ديوان محمد بن بليهد/ط1/1405
    * تحقيق مواضع في نجد/عبد الله بن محمد الشايع/ط1/مرامر الرياض.
    * ديوان امري القيس/دار بيروت للطباعة والنشر/1406 .
    * كتاب المناسك/الحربي/المطابع الأهلية للأوفست/ط2/منشورات دار اليمامة/الرياض.
    * وادي الرمة وروافده/عبد الله بن صالح العقيل/ط1/1419/الرياض .
    * سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب/أبو الفوز محمد أمين البغدادي/المكتبة العلمية.
    * خرائط المملكة (250000:1) لوحة رقم (13-38 Ng ) ضرية.
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : جبل قطن كتبت بواسطة محمد بن سعد مشاهدة المشاركة الأصلية
  • ۩ لا تترك أثر ۩ ...

  • بحار الصحراء

  • ▲ منظمة الأرصاد العالمية

  • طقس ،، طبيعة

  • طقس العرب

  • السياحة السعودية

  • ☼ الصحية

  • ۩ لا تترك أثر ۩


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا