• ◘ الثقافية

    مرحبا إرث ثقافي و ترفيه و مشاريع لحن وموال نصف الولاء للغتِنا العربية إن لم يكُن كله
  • باريس: معرض للصور يتجاوز سلبيات العالم العربي ويكشف جماله

    باريس - سارة لودوك - بوعلام غبشي (فرانس24) -- تحتضن باريس منذ الأربعاء الماضي وعلى مدى شهرين معرضا للصور هو الأول من نوعه في العاصمة الفرنسية. ويهدف المعرض إلى تجاوز الصور النمطية حول العالم العربي، واستعراض غنى عالمه التعددي.


    "جيل التحرير". القاهرة 2012. عمل يعرض في المقاطعة الرابعة لباريس

    في مدخل المعرض صورة لامرأة شابة ترتدي سروالا "جين" أزرق وحجاب لونه أصفر فاقع مستغرقة في تلاوة القرآن. هذه الصورة التي تجمع بين اللحظة الروحانية والمعاصرة التقطتها المصرية وفاء سمير، اختيرت لتكون على الملصق الإعلاني لمعرض لمصورين فوتوغرافيين يشتغلون على العالم العربي، والذي افتتح أبوابه في 11 من الشهر الجاري لمدة شهرين في مؤسسات مختلفة بباريس أبرزها معهد العالم العربي.

    وقال رئيس المعهد ووزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ إن "المعرض هدفه الخروج من الصور النمطية الأكثر لبسا" حول العالم العربي لإثارة "الواقع الخفي" و"الرفع من مستوى التفاهم بين الشعوب".

    إضاءة جديدة لفهم العالم العربي
    باختياره لأعمال أكثر من خمسين مصورا فوتوغرافيا ينحدرون من العالم العربي أو من غيره، يحاول المعرض أن يقدم إضاءة جديدة عن عالم في طور التحول لكنه مثقل بالكثير من الصور الجاهزة.

    هناك صور نمطية لدى الكثيرين حول العالم العربي كما يظهرها المفكر الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد على خلاف المصورين الفوتوغرافيين الذين يأخذون مسافة من ذلك. وهكذا عندما تصور ليلى العلوي "المغاربة" بلباس تقليدي تكون مدفوعة بإرادة تقديم شهادة بشأن الثراء الثقافي المهدد، وليس البحث عن الجانب الغرائبي في الأشياء. وقالت العلوي، المغربية الفرنسية، بهذا الشأن: "هذا عمل أرشيف للتعبير عن تنوع ثقافي مهدد بالزوال".

    وفي هذا العمل تقدم العلوي بورتريهات لرجال ونساء تنتزعهم من يومهم المعيشي لتصورهم أمام ستار أسود بإضاءة قوية. وتلتقي بهؤلاء النماذج في جولتها عبر المناطق النائية في المغرب.

    وتوضح ليلى العلوي أنها لا تفرض عليهم الوقوف في هيئة معينة: "أقيم الأستوديو في السوق، الناس تمر، ومن يريد يتوقف. الشيء الوحيد الذي أطلبه منهم، أن يبقوا وجها لوجه معي". ولا تنفي المصورة الفوتوغرافية تأثر تجربتها بعمل المصور الأمريكي روبير فرانك الذي جاب الولايات المتحدة في نهايات خمسينات القرن الماضي ليصور "الأمريكيين".

    النظرة المرتبكة للعالم العربي
    وإن كان زمن الاستشراق قد ولى، إلا أن النظرة إلى العالم العربي ظلت مرتبكة جراء الثورات السياسية والنزاعات الدينية أو الحروب الإستراتيجية التي تؤثر فيها. وقد اختار المعرض أن يقدم صورا لا تتطرق إلى أحداث الساعة الحارقة في المنطقة لكن بدون أن يتهرب منها.

    ويقدم الفرنسي صامويل غرطكاب عملا في العمق حول أزمة اللاجئين في ليبيا، فيما عالجت الفرنسية المغربية منى صابوني ظاهرة التحرش والتجاوزات الجنسية في مصر. انتقلت منى إلى مصر في 2015 بعد نشر تقرير لمنظمة العفو الدولية في الموضوع، لتنجز عملا تحت عنوان "الخوف" يجمع بين الشهادات والصور. وإن كانت الشهادات تعكس بوضوح المعاناة والإهانات التي تعرضت لها الضحايا، فالصور تطرح في قوالب تعطي للمرأة قيمتها.


    برينو باربوي-ضريح مولاي إسماعيل بمكناس- المغرب 1985


    ماسيمو بوروتي-أزمة الماء في غزة والصفة الغربية-فلسطين 2015


    يل غرطكاب-مركز اعتقال المهاجرين في الزاوية بليبيا 2014 يعرض في معهد العالم العربي


    مريم عبد العزيز- حول أعمال أطفال مصر في 2013 يعرض في معهد العالم العربي


    جورج أود- دبي 2014 معرض "سبوتد" في معهد العالم العربي


    منى الصابوني- معرض "الخوف" في معهد العالم العربي

    وتقول المصورة: "لا أريد أن تعكس الصور المعاناة المباشرة"، وتضيف إن "النساء اللواتي التقيت بهن حكين أشياء حميمية ولا يرغبن في أن يتعرف عليهن".

    والفكرة التي أرادت تمريرها منى صابوني ليس الإشارة إليهن على أنهن ضحايا اعتداء واغتصاب، بل إظهارهن في كامل جمالهن رغم ما تعرضن له. فلا تعتبرهن ضحايا، وإنما نساء يحببن الحياة، "مكافحات" كما تقول.

    حضور المرأة
    هذا المعرض يشطب على صورة نمطية أخرى: فكرة أن النساء العربيات سجينات الحياة الخاصة، أو أن التصوير الفوتوغرافي هو حكر على الرجال. إن كان يجب التفكير في معرض آخر على غرارمعرض متحف "أورسيه" تحت عنوان "من يخاف من النساء المصورات الفوتوغرافيات"؟، كان من المفروض بدون أدنى شك إشراك مصورات من العالم العربي.

    ممارسة التصوير الفوتوغرافي تبقى أكثر سهولة بالنسبة لمن يأتين من "الخارج". نستحضر عمل بولين بويغني التي عرضت في دار بلدية المقاطعة الرابعة في باريس حول "جيل التحرير" في مصر. في هذا المشروع الذي امتد من 2012 حتى 2015، وضعت المصورة الفوتوغرافية الفرنسية بورتريها حميميا لجيل صاعد "اختار الحرية عوض الاستبداد".

    وفي معهد العالم العربي، إيميلي دوبري تقدم رؤية غير مسبوقة حول عشق كرة القدم في فلسطين، "عنصر موحد في أراضي مجزأة"، فيما اهتمت آن ماري فلير بالمراهقة في الإمارات العربية وغزة.

    عالم عربي "فسيفسائي" وتعددي
    مجموعة من معارض الصور الفوتوغرافية تناولت مواضيع متنوعة بتنوع العالم العربي، "فسيفسائي الألوان، ثقافة وإضاءة"، حسب تعبير المفوض العام للمعرض غابرييل بوري، الذي يقر بأنه ليس متخصصا في الشأن العربي إلا أنه تعلم الكثير منذ البدء في العمل في هذا المشروع.

    وقال بهذا الخصوص: "أتمنى أنه بفضل هذا المشروع، نظرتنا تتطور وتشير بالأصبع إلى الواقع وإلى غنى عالم دون أن نشك في ذلك يوما".


    سارة لودوك - بوعلام غبشي

    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : باريس: معرض للصور يتجاوز سلبيات العالم العربي ويكشف جماله كتبت بواسطة اصداااء مشاهدة المشاركة الأصلية
  • □ الثقافية

  • عناقيد ثقافية

  • ☼ الثقافية

  • سماع طـــ(عربي)ـــرب

  • طلال مداح

  • التخطيط والسياسة اللغوية

  • جامعة السعدي

  • معاجم


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا