• ◘ التاريخية

    وَأَذِّنْ معارض وحضور
  • قصص الأنبياء: نبي الله صالح عليه السلام (5)

    الرياض، محمد بن سعد (درة) نبي الله صالح عليه السلام، (الناقة)، قِيل أن قبره في حضرموت، و المدة التي عاشها مجهولة بين المؤرخين، أما نسبه فهو: صالح بن عبيد بن أسف بن ماشخ بن عبيد بن حاذر {أو} صالح بن جابر بن ثمود بن عامر بن إرم بن سام بن نوح، أم ثمود فهي قبيلة عربية بائدة من أولاد سام بن نوح، الآية: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ}، والآية: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ}، فقوم (ثمود) جاءوا بعد قوم (عاد).



    أرسل الله نبينا صالح إلى ثمود، خيث أن مساكنهم (ليست) البتراء، وبعثه الله فيهم مبشرا ومنذرا، الآية: {يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ}، أي قوم ثمود، نسبة ثمود إلى أحد أجدادها: ثمود بن عامر بن إرم بن سام بن نوح، وقيل: ثمود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، آتاهم الله رزقا كثيرا. ولكنهم، عبدوا الأصنام، وتفاخروا بقوتهم.. كانت ثمود تعبد الأصنام، فوجئ كبار قوم صالح بقول صالح (يعيب آلهة آبائها) وينهاهم عن عبادتها ويأمرهم بعبادة الله وحده.

    نبي الله صالح عليه السلام معروفا بالحكمة وحب الخير، كان قومه يحترمونه قبل الرسالة، الآية: {قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا}، والآية {أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَ}، والآية : {وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ}،،،



    هنا،، كان انتقاد قومه له شخصي (كنت مرجوا فينا) ! علمك وعقلك وصدقك وحسن تدبيرك، شكوا في دعوته، واعتقدوا بأنه مسحور، كان قوم ثمود ينحتون من الجبال بيوتا وكانوا يستخدمون الصخر في البناء وكانوا أقوياء فتح الله عليهم رزق، فبعد أن طالبوه قومه بمعجزة ليصدقوه: قال لهم صالح عليه السلام: الآية: {وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ}،،

    كانت الناقة معجزة لأن صخرة بالجبل انشقت وخرجت منها الناقة، الناقة لم تلد بالطريقة المألوفة بل كانت تشرب مياه الآبار في يوم، وتشرب بقية الحيوانات في يوم آخر، وكانت الناقة تدر لبنا يكفي لشرب كل الناس في هذا اليوم (يوم شربها) الذي تشرب فيه الماء، معجزة (نَاقَةُ اللّهِ) !! وأصدر الله أمره إلى صالح أن يأمرهم بعدم المساس بالناقة فأمرهم أن يتركوها تأكل في أرض الله، وحذرهم أنهم إذا مدوا أيديهم بالأذى للناقة فسوف يأخذهم عذاب قريب.



    في البداية تعاظمت دهشة ثمود حين ولدت الناقة من صخور الجبل، كانت ناقة مباركة لبنها يكفي كل الناس، وكان واضحا إنها ليست مجرد ناقة عادية،، فعاشت الناقة بينهم - وآمن منهم من آمن - و كان صالح عليه الصلاة والسلام يحدث قومه برفق وحب ويدعوهم إلى عبادة الواحد القهار، و يذكرهم بإنعام الله عليهم: (خلفاء من بعد قوم عاد.. والنعيم والرزق والقوة)

    اتجه الكفار إلى من آمن بصالح يسألونهم سؤال استخفاف وزراية: الآية {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}.

    ولكن،، تآمر من كفر من قومه على الناقة: تحولت الكراهية من صالح إلى الناقة، وبدأ كبار القوم مؤامرتهم، خوفا على مصالحهم لتحول الناس من خشية الناس منهم إلى خشية الله، ولهذا،، عزموا أمرهم في القضاء على المعجزة، (الناقة)، معجزة صالح، تشاور رؤساء القوم فيما يجب عمله، وجاء الرأي بقتل الناقة قبل قتل صالح، فقرروا القضاء على الرسالة.



    قال أحدهم: حذرنا صالح من المساس بالناقة، وهددنا بالعذاب القريب، فقال أحدهم سريعا قبل أن يؤثر كلامه على القوم: أعرف من يجرأ على قتل الناقة، فوقع الاختيار على تسعة من جبابرة القوم،، كانوا رجالا يعيثون الفساد في الأرض، اتفق على موعد (الجريمة) ومكان التنفيذ، وفي الليلة المحددة، وبينما كانت الناقة المباركة تنام في سلام، انتهى المجرمون التسعة من إعداد أسلحتهم وسيوفهم وسهامهم، فهجم الرجال على الناقة فنهضت فزعة، امتدت الأيدي القاتلة إليها وأسالت دمائها.

    هلاك ثمود: عقروها، فعاقبهم الله بــ (الصاعقة)، ونجا الله صالحا ومن معه، علم النبي صالح بما حدث فخرج غاضبا على قومه، قال لهم: ألم أحذركم من أن تمسوا الناقة؟ قالوا: قتلناها فأتنا بالعذاب واستعجله، ألم تقل أنك من المرسلين؟

    قال صالح لقومه: الآية {تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}.

    بعدها غادر صالح قومه، تركهم ومضى، انتهى الأمر، ووعده الله بهلاكهم بعد ثلاثة أيام..

    ومرت ثلاثة أيام على الكافرين من قوم صالح وهم يهزءون من العذاب ،، وينتظرون، وفي فجر اليوم الرابع: انشقت السماء، انشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة، انقضت على الجبال، فهلك فيها كل شيء حي، هي صرخة واحدة، لم يكد أولها يبدأ وآخرها يجيء، كان القوم قد صعقوا جميعا صعقة واحدة، هلكوا قبل أن يدركوا ما حدث، أما الذين آمنوا بسيدنا صالح عليه السلام فكانوا قد غادروا المكان مع نبيهم ونجوا.



    مساكن ثمود، كانت مساكن ثمود بالحِجْر، ولذلك سماهم الله في القرآن الكريم أصحاب الحِجر بقول تعالى: الآية: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.

    يُقال أنالحِجْر: أرض بين الشام والحجاز إلى وادي القرى، وتقع في الطريق البري للمسافر من الشام إلى الحجاز، وآثار مدائن هؤلاء القوم ظاهرة حتى الآن، ويُقال انها ما يسمى اليوم بــ (مدائن صالح)، أيضا تعرف ديارهم باسم (فجّ الناقة).

    فقرات حياة صالح مع قومه: فصل القرآن الكريم قصة سيدنا صالح مع قومه ثمود في نحو إحدى عشرة سورة، وأبرز ما فيها النقاط التالية: إثبات نبوته ورسالته إلى ثمود، ذكر أن ثمود كانوا خلفاء في الأرض من بعد عاد وذكر أن هؤلاء القوم كانوا: آمنين ممتَّعين بنعمة من الله في جنات وعيون وزروع مختلفة وأشجار نخيل مثمرة.



    كانوا يتخذون من السهول قصوراً وينحتون من الجبال بيوتاً فارهين أصحاب أوثان يعبدونها من دون الله دعاهم صالح إلى الله بمثل دعوة الرسل وأمرهم بالتقوى ونهاهم عن عبادة الأوثان فآمن معه قليل من كثير استكبروا عن إتباعه وكفروا برسالته وطلبوا منه معجزةً صدقه فجاءت معجزة الناقة وقال لهم: ذروها تأكل ولا تمسوها بسوء فبعثوا أشقاهم فعقر الناقة، فقال لهم: الآية: {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}.



    ولما حان العذاب أرسل الله عليهم (الصيحة مصبحين) فدمرتهم وأصبحوا جاثمين وأنجى الله برحمته سيدنا صالحاً والذين آمنوا معه
    وتم بذلك أمر الله وقضاؤه: "سنة الله في الذين خلَوا من قبل"



    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : صالح عليه السلام كتبت بواسطة محمد بن سعد مشاهدة المشاركة الأصلية
  • مواقف وعبر ،،،

  • هيئة المتاحف

  • جائزة ومنح تاريخ الجزيرة العربية

  • عناقيد ثقافية

  • التخطيط والسياسة اللغوية

  • مجلة الآثار


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا