الإقتصادية - ريتشارد ووترز : شركة سباسيكس في سباق مع الزمن من أجل إنقاذ حياتها في التعامل مع الصينيين. وتقول هذه الشركة الأمريكية الفضائية إن لديها، تحت حزامها، ما قيمته ثلاثة مليارات دولار من طلبات الشراء، الأمر الذي يجعلها واحدة من القادة المبكرين في صناعة الفضاء التجارية. غير أن مؤسسها، إيلون مسك، لا تراوده أي خيالات بخصوص خطر الوجود الذي تواجهه شركته: يقول إن ممر الصينيين نحو النجاح في الصناعة الفضائية التجارية يمر فوق جثة شركته.
ماذا على شركة، أو صناعة برمتها، تجد نفسها في لعبة الكراسي الصينية، أن تفعله؟ كانت إحدى الاستجابات في ''سباسيكس''، كما يقول مسك، تجنب السعي إلى الحصول على حماية لبراءة الاختراع بخصوص أهم تقنية لديها.
ربما يبدو أن هذا الأمر مضاد للحدس. أليست هذه هي اللحظة التي ينبغي على شركات التقنية أن ترفع فيها مطالبة قانونية بصلصتها السرية؟ لا، على الإطلاق، حيث يقول مسك إن المطالبة بحماية حقوقك الخاصة ببراءة الاختراع يمكن أن يكون تقديم ''كتاب وصفات'' إلى منافسيك الصينيين.
تظل أهم مادة تحت القفل، والمفتاح. ويقول مسك ''إن شركة سباسيكس لا تقدم طلبات حماية براءة الاختراع إلا على ''أمور يمكنك ملاحظتها على أية حال''. وهذا جنون اضطهاد واضح عبر وادي السيليكون.
فكيف تجعل ذلك متوافقاً مع دليل على تقدير متزايد داخل الصين لأهمية الحمايات القانونية للملكية الفكرية؟ إن مكتب براءات الاختراع الصيني، حسب أرقام كشفت عنها، الأسبوع الماضي، المنظمة العالمية للملكية الفكرية، يستقبل الآن طلبات حماية من جانب مواطنين محليين بأكثر مما يستقبله أي مكتب آخر في العالم.
كما يقول فرانسيس غوري، المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، فإن ذلك أمر مهم. وقد طبقت الصين أول قانون لديها لحماية براءات الاختراع في منتصف الثمانينيات. ومع ذلك، فإنه وفقاً لمجموع طلبات حماية براءات الاختراع، فقد تفوقت للتو على اليابان، ولم تعد تسبقها سوى الولايات المتحدة. ويضيف أن ذلك يساوي الإنفاق المتصاعد بقوة على البحث والتطوير في الصين، الذي تجاوزت فيه اليابان كذلك.
من المؤكد أن بإمكانك أن تنتقد جودة الأفكار الناتجة عن هذه الطفرة من البحث والتطوير، وتقديم طلبات حماية المخترعات. ويقول مارك أندرسون، أحد المحللين التقنيين الأمريكيين، إن من الصعب التفكير في حدوث ابتكار هائل ناجم عن ذلك. ومع ذلك، فإنه لا يمكن إنكار التوجه الرسمي داخل الصين نحو تحديث الاقتصاد، بحيث يتمحور حول البحث والتطوير، والابتكار. أفلا يجب أن يبشر ذلك باحترام متزايد – وفرض – لحقوق الملكية الفكرية؟
يقول روبرت هوليمان، رئيس تحالف أعمال البرمجة الذي يعتبر أعضاؤه الأكثر تعرضاً لسرقة ملكياتهم الفكرية، إن هذا الأمر يكشف عن انفصال شامل. ويظهر مستخدمو الكمبيوتر داخل الصين درجة أعلى من التقدير للملكية الفكرية بالمقارنة بمعظم الآخرين في العالم، ويعتقدون أنه ينبغي مكافأة المبدعين على جهودهم، حسب قوله. غير أنهم يشعرون كذلك بتأنيب قليل للضمير على سرقة البرمجيات. ويبدو أن هذا الانفصال متأصل في التوجهات الرسمية، بقدر ما هو موجود في التوجهات الخاصة.
يعيد أحد المسؤولين الغربيين هذا الأمر إلى ''الجانب العملي'' لدى الصينيين. ويمكن للمسؤولين الصينيين تشجيع أهمية الملكية الفكرية في الوقت الذي يعترفون بافتقارهم إليها – وبالحاجة إلى فعل كل ما يمكنهم لتحقيق المزيد. فما الذي يجب أن تفعله شركات التقنية الراسخة – وحملة أسهمها – في مثل هذه الظروف؟ إن إحدى استجابات الشركات تتمثل في الإبقاء على أعلى ملكياتها الفكرية قيمة قريبة من مراكزها المحلية، وأن تحول دون وصولها إلى مرافقها في الصين، حيث تتعرض إلى الخروج من الأبواب ليلاً. غير أن الزيادة الأخيرة في هجمات القرصنة المبلغ عنها تفيد بأن ذلك غير ملائم.
كما يقول بول أوتلليني، الرئيس التنفيذي لشركة إنتل: ''إذا أراد أحد سرقة ملكيتي الفكرية، فإن بإمكانه القيام بذلك بالسهولة ذاتها في بورتلاند بولاية أوريغون، كما هي الحال في بكين''. وكانت هذه الشركة الأمريكية الصانعة للرقائق واحدة من عدد قليل من الشركات التي تعترف بأنها كانت مستهدفة في موجة ''أورورا'' على فضاء الشبكة التي كشفت عنها ''جوجل'' في أوائل هذا العام.
يقول أندرسون إن الدفاعات الوحيدة الجيدة، هي تلك التي تطبقها الجيوش. وفي النهاية، فإن الطرف الآخر يحتمل أن يعمل بمستويات دعم عسكرية. وفي تسليطها للأضواء على موجة جديدة من القرصنة قبل ستة أشهر، قالت ''جوجل'' إنها تتبعت الهجمات الاختراقية حتى ''جينان''، حيث لهذه المدرسة التدريبية المهنية ارتباطات بجيش تحرير الشعب الصيني.
يبدأ الدفاع بتقييم بالغ الوضوح لما يحتمل أن تثبت التقنية أنه الأكثر حيوية. وإذا لم تعمل الشركات، مثل ''سباسيكس''، على حماية أفضل أفكارها، فإن عليها المضي بعيداً في الدفاع عنها. ويجب أن يتم تخزينها على أنظمة ليست متصلة بالإنترنت، كما يقول أندرسون، مع وجود قيود مشددة على من يستطيعون الوصول إليها. المساءلة الأعظم أمر أساسي كذلك، سواء على الصعيد الداخلي، أو الخارجي. ويجب أن تكون حماية الملكية الفكرية مسؤولية واضحة لكبار التنفيذيين، كما أن لدى حملة الأسهم، والمنظمين، دوراً يلعبونه. وهنالك حاجة إلى زيادة الكشف عن عمليات القرصنة. ويمكن كذلك طمأنة حملة الأسهم من خلال شهادة صريحة بأن جواهر تيجان شركاتهم آمنة.
هذه قضايا يجب أن تحتل قمة أي قائمة أسئلة يوجهها أي حامل أسهم للإدارة. وهنالك فرصة جيدة بأن معظم الملكية الفكرية القيمة تم شفطه، كما يقول معلقون من أمثال أندرسون. ولكن ذلك لا يعتبر مبرراً للإخفاق في حماية الجولة التالية من الأفكار الجيدة.
ماذا على شركة، أو صناعة برمتها، تجد نفسها في لعبة الكراسي الصينية، أن تفعله؟ كانت إحدى الاستجابات في ''سباسيكس''، كما يقول مسك، تجنب السعي إلى الحصول على حماية لبراءة الاختراع بخصوص أهم تقنية لديها.
ربما يبدو أن هذا الأمر مضاد للحدس. أليست هذه هي اللحظة التي ينبغي على شركات التقنية أن ترفع فيها مطالبة قانونية بصلصتها السرية؟ لا، على الإطلاق، حيث يقول مسك إن المطالبة بحماية حقوقك الخاصة ببراءة الاختراع يمكن أن يكون تقديم ''كتاب وصفات'' إلى منافسيك الصينيين.
تظل أهم مادة تحت القفل، والمفتاح. ويقول مسك ''إن شركة سباسيكس لا تقدم طلبات حماية براءة الاختراع إلا على ''أمور يمكنك ملاحظتها على أية حال''. وهذا جنون اضطهاد واضح عبر وادي السيليكون.
فكيف تجعل ذلك متوافقاً مع دليل على تقدير متزايد داخل الصين لأهمية الحمايات القانونية للملكية الفكرية؟ إن مكتب براءات الاختراع الصيني، حسب أرقام كشفت عنها، الأسبوع الماضي، المنظمة العالمية للملكية الفكرية، يستقبل الآن طلبات حماية من جانب مواطنين محليين بأكثر مما يستقبله أي مكتب آخر في العالم.
كما يقول فرانسيس غوري، المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، فإن ذلك أمر مهم. وقد طبقت الصين أول قانون لديها لحماية براءات الاختراع في منتصف الثمانينيات. ومع ذلك، فإنه وفقاً لمجموع طلبات حماية براءات الاختراع، فقد تفوقت للتو على اليابان، ولم تعد تسبقها سوى الولايات المتحدة. ويضيف أن ذلك يساوي الإنفاق المتصاعد بقوة على البحث والتطوير في الصين، الذي تجاوزت فيه اليابان كذلك.
من المؤكد أن بإمكانك أن تنتقد جودة الأفكار الناتجة عن هذه الطفرة من البحث والتطوير، وتقديم طلبات حماية المخترعات. ويقول مارك أندرسون، أحد المحللين التقنيين الأمريكيين، إن من الصعب التفكير في حدوث ابتكار هائل ناجم عن ذلك. ومع ذلك، فإنه لا يمكن إنكار التوجه الرسمي داخل الصين نحو تحديث الاقتصاد، بحيث يتمحور حول البحث والتطوير، والابتكار. أفلا يجب أن يبشر ذلك باحترام متزايد – وفرض – لحقوق الملكية الفكرية؟
يقول روبرت هوليمان، رئيس تحالف أعمال البرمجة الذي يعتبر أعضاؤه الأكثر تعرضاً لسرقة ملكياتهم الفكرية، إن هذا الأمر يكشف عن انفصال شامل. ويظهر مستخدمو الكمبيوتر داخل الصين درجة أعلى من التقدير للملكية الفكرية بالمقارنة بمعظم الآخرين في العالم، ويعتقدون أنه ينبغي مكافأة المبدعين على جهودهم، حسب قوله. غير أنهم يشعرون كذلك بتأنيب قليل للضمير على سرقة البرمجيات. ويبدو أن هذا الانفصال متأصل في التوجهات الرسمية، بقدر ما هو موجود في التوجهات الخاصة.
يعيد أحد المسؤولين الغربيين هذا الأمر إلى ''الجانب العملي'' لدى الصينيين. ويمكن للمسؤولين الصينيين تشجيع أهمية الملكية الفكرية في الوقت الذي يعترفون بافتقارهم إليها – وبالحاجة إلى فعل كل ما يمكنهم لتحقيق المزيد. فما الذي يجب أن تفعله شركات التقنية الراسخة – وحملة أسهمها – في مثل هذه الظروف؟ إن إحدى استجابات الشركات تتمثل في الإبقاء على أعلى ملكياتها الفكرية قيمة قريبة من مراكزها المحلية، وأن تحول دون وصولها إلى مرافقها في الصين، حيث تتعرض إلى الخروج من الأبواب ليلاً. غير أن الزيادة الأخيرة في هجمات القرصنة المبلغ عنها تفيد بأن ذلك غير ملائم.
كما يقول بول أوتلليني، الرئيس التنفيذي لشركة إنتل: ''إذا أراد أحد سرقة ملكيتي الفكرية، فإن بإمكانه القيام بذلك بالسهولة ذاتها في بورتلاند بولاية أوريغون، كما هي الحال في بكين''. وكانت هذه الشركة الأمريكية الصانعة للرقائق واحدة من عدد قليل من الشركات التي تعترف بأنها كانت مستهدفة في موجة ''أورورا'' على فضاء الشبكة التي كشفت عنها ''جوجل'' في أوائل هذا العام.
يقول أندرسون إن الدفاعات الوحيدة الجيدة، هي تلك التي تطبقها الجيوش. وفي النهاية، فإن الطرف الآخر يحتمل أن يعمل بمستويات دعم عسكرية. وفي تسليطها للأضواء على موجة جديدة من القرصنة قبل ستة أشهر، قالت ''جوجل'' إنها تتبعت الهجمات الاختراقية حتى ''جينان''، حيث لهذه المدرسة التدريبية المهنية ارتباطات بجيش تحرير الشعب الصيني.
يبدأ الدفاع بتقييم بالغ الوضوح لما يحتمل أن تثبت التقنية أنه الأكثر حيوية. وإذا لم تعمل الشركات، مثل ''سباسيكس''، على حماية أفضل أفكارها، فإن عليها المضي بعيداً في الدفاع عنها. ويجب أن يتم تخزينها على أنظمة ليست متصلة بالإنترنت، كما يقول أندرسون، مع وجود قيود مشددة على من يستطيعون الوصول إليها. المساءلة الأعظم أمر أساسي كذلك، سواء على الصعيد الداخلي، أو الخارجي. ويجب أن تكون حماية الملكية الفكرية مسؤولية واضحة لكبار التنفيذيين، كما أن لدى حملة الأسهم، والمنظمين، دوراً يلعبونه. وهنالك حاجة إلى زيادة الكشف عن عمليات القرصنة. ويمكن كذلك طمأنة حملة الأسهم من خلال شهادة صريحة بأن جواهر تيجان شركاتهم آمنة.
هذه قضايا يجب أن تحتل قمة أي قائمة أسئلة يوجهها أي حامل أسهم للإدارة. وهنالك فرصة جيدة بأن معظم الملكية الفكرية القيمة تم شفطه، كما يقول معلقون من أمثال أندرسون. ولكن ذلك لا يعتبر مبرراً للإخفاق في حماية الجولة التالية من الأفكار الجيدة.