• ◘ التاريخية

    وَأَذِّنْ معارض وحضور
  • قصص الأنبياء: آدم عليه السلام (2) مهبط آدم

    محمد بن سعد (درة) : بدأنا بالأمس أولى جلسات الحديث عن قصص الأنبياء،، آدم عليه السلام (1)،، ووعدناكم بالحديث اليوم عن (مهبط آدم وحواء عليهما السلام) ،، والمقصود به (المكان)،، فإختلاف المؤرخين،، وعدم وجود أدلة قاطعة،، أو براهين تؤكد المكان الذي وجد فيه آدم وحواء عليهما السلام - هناك محاولات جريئة من مؤرخين مسلمين متقدمين في هذا الموضوع تدعو إلى الأخذ برواياتهم التاريخية والتي أوضحوا من خلالها المكان الذي هبط فيه آدم وحواء.



    بعكس النظريات و الفرضيات الغربية التي تنكر مثل هذه الحقائق لعدم استنادها إلى جوانب مادية،، لذلك "تغشانا سحابة" تشاؤم حينما نتعامل مع أفكار غربية تتخبط في مثل هذه الأمور.

    روى الإمام الطبري في تاريخه، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أهبط آدم بالهند، فجاء في طلبها حتى اجتمعا فازدلفت إليه حواء، فلذلك سميت المزدلفة، وتعارفا بعرفات، فلذلك سميت عرفات وتعارفا بجمع فلذلك سميت جمعاً،،-وذكر أيضا: أن الجبل الذي أهبط عليه آدم ذروته من أقرب ذرا جبال الأرض إلى السماء.

    هذا ما يؤكده علماء الجغرافيا في العصر الحديث، حيث أكدوا أن أعلى ارتفاع عن سطح البحر قمة إفرست من سلسلة جبال الهمالايا في الهند حيث يبلغ ارتفاعها 8,848 مترا، ويتضح من خلال الرسم المقارن بين جبال الأرض ما يؤكد ذلك.

    وجاء في عرائس المجالس للثعالبي: (إن الله أوحى إلى آدم أن لي حرماً بحيال عرشي فأته فطف به كما يطاف حول عرشي، وصلّ عنده كما يصلى عند عرشي، فهنالك أستجيب دعاءك.. فانطلق آدم، ومن أرض الهند إلى أرض مكة لزيارة البيت وقيض الله ملكاً يرشده..).

    ويذكر عن نافع رحمه الله تعالى أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إن الله تعالى أوحى إلى آدم وهو ببلاد الهند أن حج هذا البيت، فطاف به، وقضى المناسك كلها، ثم أراد الرجوع إلى بلاد الهند،، وقيل إنه بقي في مكة، ودفن في غار أبي قبيس، وهو غار يقال له غار الكنـز.



    أما الأستاذ محمود شاكر في كتابه التاريخ الإسلامي الجزء الأول فيقول: إن آدم وجد على أغلب الظن في جنوب غربي آسيا، وفي جزيرة العرب على أكبر احتمال، على الرغم من أن هناك آراء تقول: إنه وجد في الهند، وأخرى تنادي بأنه كان في أول الأمر في شمالي العراق.



    هذا الرأي لا يتعارض مع الروايات السابقة إذ من المحتمل أن هبوط آدم في أرض الهند كما ذكرت ذلك الروايات السابقة، أما لقاؤه مع حواء كان في جزيرة العرب حينما،، أمره الله بالحج إلى بيته، والتي تذكر بعض الروايات التاريخية أن الملائكة أول من بنى البيت، فكان استقراره في جزيرة العرب. ثم بدأ البشر بعد ذلك بالتكاثر في هذه الجزيرة من نسل آدم وحواء، فهي بذلك أول مناطق الأرض استخلافاً.

    قال الشعراوي إن ما يستفاد من قصة آدم عليه السلام أن البشرية تنقسم إلى قسمين: بشر يبلغهم الله تعالى منهجه فيطيعون ويعصون ويتوبون، وأنبياء يبلغون عن الله تعالى منهجه، وهؤلاء عصمهم الله تعالى من الخطأ.. إلى أن قال ومهمة آدم الأساسية في الأرض، هي المقام في طاعة الله تعالى، والحكم بالعدل بين خلقه، والفترة التي قضاها في الجنة كانت تدريبا على مهمته في الأرض، فلا يجوز أن نقول إنه طرد من الجنة بسبب المعصية، لأن المعصية أعقبتها توبة مقبولة ثم نبوة، أما الجنة فكانت مرحلة من مراحل الإعداد للخلافة في الأرض.



    يؤكد علماء الجغرافيا أن أعلى ارتفاع عن سطح البحر قمة إيفرست من سلسلة جبال الهملايا ببلاد الهند حيث يبلغ ارتفاعها 8,848 متر، وهو الجبل الذي أهبط الله سبحانه وتعالى عليه آدم عليه السلام، كما نصت بذلك روايات المؤرخين المسلمين أمثال (الطبري) و(ابن الأثير).



    قال تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين). آل عمران 96،.. حيث يقول القرطبي في تفسيره عن هذه الآية: إن أول من بنى البيت آدم عليه السلام،..



    وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:أمر الله تعالى الملائكة ببناء بيت في الأرض وأن يطوفوا به، وكان هذا قبل خلق آدم ثم إن آدم بنى منه ما بنى وطاف به ثم الأنبياء من بعده ثم استتم بناءه إبراهيم الخليل عليه السلام.

    من هنا يتضح أن تاريخ البيت الحرام يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الأنبياء والرسل، بداية بنبي الله آدم عليه السلام،، وختاماً بسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.






    صورتان لجبل الرحمة في عرفات بالمشاعر المقدسة

    ومع هذا،، نلمس اكبر اختلاف في ما تعارف عليه الناس في يومن هذا مما تناقلته الأقلام على الإنتر نت ومواقع التواصل عن (اثر آدم وابناء آدم)، في عدد من البلدان المتباعدة عن بعضها البعض،، حيث نجد ان هناك اعتقاد (غريب) بان هذه هي الشجرة التي اكل منها ابونا ادم عليه السلام...



    و هناك اعتقاد بان هذه هي اثر قدم آدم (عليه السلام) في سيرلنكا ،،



    أيضا ،، هناك اعتقاد بان هذا هو قبر هابيل أبن آدم في الأردن



    وهناك اعتقاد عند اهل النجف بان هذا هو مضجعي ادم ونوح عليهما السلام حيث مرقد الإمام علي بن ابي طلب كرم الله وجهه



    وهناك اعتقادات بأماكن هبوط نبي الله آدم عليه السلام وزوجته حواء إلى الأرض بعد خروجهما من الجنة، ويوضح خط سير آدم عليه السلام وحواء حتى إلتقائهما في عرفات



    شجرة الأنبياء


    أخيرا،، فيما يخص الحديث عن سيدنا أدم ،، هو عن ابنه (شيث) عليه السلام: (شيث ابن آدم) أحد أبناء آدم،، ذكرته التوراة بأنه نبي لم يرد ذكره في القرآن لما حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث وعلمه ساعات الليل والنهار وعلمه عبادات تلك الساعات وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك

    يقال إن نسب بني آدم اليوم كلها تنتهي إلى شيث وسائر أولاد آدم غيره انقرضوا والله أعلم‏

    قام بأعباء الأمر بعد آدم ولده (شيث) عليه السلام كان نبياً بنص الحديث رواية ابن حبان في ‏(‏صحيحه‏)‏عن أبي ذر مرفوعاً أنه أنزل عليه خمسون صحيفة فلما حانت وفاته أوصى إلى ابنه (أنوش)

    (أنوش) قام بالأمر بعده ثم بعده ولده (قينن)‏ ثم من بعده ابنه (مهلاييل) وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة وأنه أول من قطع الأشجار وبنى المدائن والحصون الكبار‏‏ وأنه هو الذي بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى‏.وأنه قهر إبليس وجنوده وشردهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها وأنه قتل خلقاً من مردة الجن والغيلان وكان له تاج عظيم وكان يخطب الناس ودامت دولته أربعين سنة‏

    فلما مات ،، قام بالأمر بعده ولده يرد،، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ وهو إدريس عليه السلام

    شيث ابن آدم عليهما السلام،، قصته متشعبة من أثر آدم، ربما لأن (شيث) لم يرد ذكره في القرآن رغم كونه نبياً بنص الحديث في رواية ابن حبان في ‏(‏صحيحه‏)‏عن أبي ذر مرفوعاً أنه أنزل عليه خمسون صحيفة



    في الحلقة القادمة (قصص الأنبياء)، سيكون موضوعنا: (نبي الله إدريس عليه السلام) ان شاء الله تعالى،،

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد

    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : آدم عليه السلام كتبت بواسطة محمد بن سعد مشاهدة المشاركة الأصلية
  • مواقف وعبر ،،،

  • هيئة المتاحف

  • جائزة ومنح تاريخ الجزيرة العربية

  • عناقيد ثقافية

  • التخطيط والسياسة اللغوية

  • مجلة الآثار


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا