القاهرة - أسماء الشنواني (محيط) - بعد تكرار حالات التحرش الجنسي التي شملت الصغير قبل الكبير، والأطفال قبل الشباب، والرجال قبل النساء، باتت ظاهرة تهدد المجتمع ككل، وتفسد بهجة التجمع.
وتستوجب الظاهرة الوقوف أمامها، بسبب ما تجلبه من قلق وتوتر للأسر، وتجعلهم يفكرون مئات المرات قبل أن يذهب أبنائهم إلى أي مكان خشية التعرض لهذا الفعل.
لماذا تكررت الظاهرة وانتشرت في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، ولماذا يلجأ المتحرش إلى هذا التصرف، وما دوافعه لذلك، وما أثر ذلك على الضحية، انعكاساته على المجتمع، وهل يوجد علاج للظاهرة، وغيرها من الأسئلة كانت محور حوار شبكة الإعلام العربية “محيط” مع أخصائية العلاج النفسي الدكتورة أسماء عبد العظيم.
بداية.. ما تعريف التحرش الجنسي؟
التحرش الجنسي بحسب تعريف المركز المصري لحقوق المرأة، هو كل سلوك غير لائق له طبيعة جنسية يضايق المرأة أو يعطيها إحساسا بعدم الأمان.
والشائع في أذهاننا أن التحرش يكون بملامسة جسد المرأة فقط، والصحيح أن التحرش له أشكال عديد، منها النظر المتفحص أو الملاحقة والتتبع أو بتعبيرات الوجه مثل الغمز وعض الفم وغيرها، أو الكلمات الخارجة أو الدعوة لممارسة الجنس.
ما أكثر الأماكن التي من الممكن أن يحدث فيها التحرش؟
في الغالب هذا السلوك يتكرر في أي مكان فيه ازدحام شديد، حيث الأصوات العالية، مثل الأعياد، المباريات أو حتى داخل المواصلات العامة, كما يظهر في الأماكن المغلقة مثل المصعد حيث الإنفراد بالضحية.
وما أهم أسباب التحرش؟
المتحرش شخص ذو بناء نفسي ضعيف يحاول دائما إشباع رغباته الجنسية دون مراعاة الآخرين، فيركز طاقته لإرضاء نفسه والحصول على متعته دون الأخذ في الاعتبار قيم وعادات وتقاليد المجتمع، علاوة على أنه شخص أناني لا يحب سوى ذاته ولا يهتم بالآخرين.
ولا شك أن المتحرش أيضا، يعلي مبدأ مصلحته الشخصية على المصلحة العامة بدون مراعاة لضميره، ناهيك عن ضعف الوازع الديني حيث تغيب مراقبة الله بداخل المتحرش جنسيا.
ولا ننسى أن متابعة المشاهد الإباحية سواء في السينما أو الإنترنت تصور للشباب قدر الفحولة الذكورية، فضلا عن أنها تصور للشباب أن المرأة أداة للاستمتاع الذكوري فقط.
هل يمكن أن تكون الأسرة سببا للوقوع في التحرش؟
بالفعل، فغياب توجيه الأبناء للحلال ونهيهم عما هو حرام، وعدم متابعة تصرفاتهم، وما يشاهدونه، قد يوقعهم في مثل هذه التصرفات.
وقد تكون معاملة الآباء سببا في مثل هذا السلوك، فالقسوة المبالغ فيها تجعل الابن غير متزن انفعاليا ومضغوط نفسيا، حاقد على من حوله، ما يدفعه إلى ما يسمى بالإزاحة أي أنه يفرغ القهر والقسوة التي يجدها من والديه على الآخرين كنوع من “المنفس” له.
كما أن التدليل الزائد من أساليب التربية التي تُخرج لنا جيلا معدوم المسؤولية، وأناني في أفعاله شعاره “أنا أريد”، وهو ما يؤثر ليس فقط في سلوك التحرش، ولكن في كل نشاطات الحياة.
ويجب ألا نغفل أن البطالة وتجارب الفشل المتكررة في العمل أو التعليم والضغوط الاقتصادية والاجتماعية، تُولد عند ضعيف النفس حقدا على المجتمع وقيمه.
ما الأضرار الواقعة على الضحية وتأثيرها على المجتمع؟
يتمثل خطر ظاهرة التحرش على المجتمع في انعكاساته السلبية على الضحايا، واللاتي غالبًا ما يفتقدن فرصة الحصول على حقهن بشكل قانوني مما ينعكس عليهن بعدة طرق مثل:
وقد تصل الأمور في بعض الحالات للرغبة في الانتحار، وتتفاقم هذه الانعكاسات النفسية الخطيرة مع عدم الحصول على مساعدة نفسية متخصصة ومع التعرض المتكرر لنفس التحرشات؛ مما ينتج عنه في النهاية: - انخفاض القدرة على العمل والإنتاجية، وانخفاض الحماس الدراسي وتدهور نتائج الامتحانات، ضعف الانتماء للمجتمع وفقدان الثقة فيه، وعدم القدرة على بناء علاقات إنسانية طبيعية.
وهل يكمن علاج المتحرش جنسيا؟
في الفترة الأخيرة تلاحظ أن هناك اهتمام غير مسبوق في معاقبة المتحرشين جنسيا، وانتشار الشرطة النسائية في أماكن التجمعات، لكن يجب ألا يقف الأمر عند معاقبة المتحرش بل لابد من تنقية المحتوى السينمائي المقدم لشبابنا فإذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع.
كيف نحارب التحرش من جهة ونقدم أفلاما تفسد أخلاقيات الشباب من جهة أخرى؟
يأتي دور المساجد والخطباء والبرامج الدينية في الفضائيات في تدعيم الجانب الديني لدى الشباب من خلال خطاب ديني يصل إليهم بلغة سلسة مفهومة.
ويجب أن ينتبه الآباء لسلوكيات أبناءهم، وتوجيههم برحمة وحب وحثهم على الحفاظ على أعراض البنات، وتصحيح مفهوم الرجولة لديهم.
كمعالج نفسي ما الدور الذي يجب أن تفعليه لإعادة البناء النفسي لدي المتحرش جنسيا؟
دور المعالج النفسي يأتي من خلال عقد جلسات يتم فيها التعرف على دوافع سلوكه وصراعاته الداخلية، والعمل على تصحيح أفكاره السلبية عن ماضيه المؤلم وتوجيه سلوكه بالطريقة الإيجابية التي تحقق له الرضا عن نفسه ويرتضيها المجتمع.
ومن الأفضل عمل جلسات إرشاد جماعي بحضور مجموعة من المتحرشين يمكنهم التأثير في بعضهم وتحقيق نتائج علاجية أسرع.
المتحرش شخص أناني يركز طاقته لإرضاء نفسه
ضعف الوازع الديني والأفلام الإباحية أهم دوافع المتحرش
التدليل الزائد يخرج جيلا معدوم المسؤولية
جلسات الإرشاد الجماعي للمتحرشين تحقق نتائج إيجابية
ضعف الوازع الديني والأفلام الإباحية أهم دوافع المتحرش
التدليل الزائد يخرج جيلا معدوم المسؤولية
جلسات الإرشاد الجماعي للمتحرشين تحقق نتائج إيجابية
وتستوجب الظاهرة الوقوف أمامها، بسبب ما تجلبه من قلق وتوتر للأسر، وتجعلهم يفكرون مئات المرات قبل أن يذهب أبنائهم إلى أي مكان خشية التعرض لهذا الفعل.
لماذا تكررت الظاهرة وانتشرت في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، ولماذا يلجأ المتحرش إلى هذا التصرف، وما دوافعه لذلك، وما أثر ذلك على الضحية، انعكاساته على المجتمع، وهل يوجد علاج للظاهرة، وغيرها من الأسئلة كانت محور حوار شبكة الإعلام العربية “محيط” مع أخصائية العلاج النفسي الدكتورة أسماء عبد العظيم.
بداية.. ما تعريف التحرش الجنسي؟
التحرش الجنسي بحسب تعريف المركز المصري لحقوق المرأة، هو كل سلوك غير لائق له طبيعة جنسية يضايق المرأة أو يعطيها إحساسا بعدم الأمان.
والشائع في أذهاننا أن التحرش يكون بملامسة جسد المرأة فقط، والصحيح أن التحرش له أشكال عديد، منها النظر المتفحص أو الملاحقة والتتبع أو بتعبيرات الوجه مثل الغمز وعض الفم وغيرها، أو الكلمات الخارجة أو الدعوة لممارسة الجنس.
ما أكثر الأماكن التي من الممكن أن يحدث فيها التحرش؟
في الغالب هذا السلوك يتكرر في أي مكان فيه ازدحام شديد، حيث الأصوات العالية، مثل الأعياد، المباريات أو حتى داخل المواصلات العامة, كما يظهر في الأماكن المغلقة مثل المصعد حيث الإنفراد بالضحية.
وما أهم أسباب التحرش؟
المتحرش شخص ذو بناء نفسي ضعيف يحاول دائما إشباع رغباته الجنسية دون مراعاة الآخرين، فيركز طاقته لإرضاء نفسه والحصول على متعته دون الأخذ في الاعتبار قيم وعادات وتقاليد المجتمع، علاوة على أنه شخص أناني لا يحب سوى ذاته ولا يهتم بالآخرين.
ولا شك أن المتحرش أيضا، يعلي مبدأ مصلحته الشخصية على المصلحة العامة بدون مراعاة لضميره، ناهيك عن ضعف الوازع الديني حيث تغيب مراقبة الله بداخل المتحرش جنسيا.
ولا ننسى أن متابعة المشاهد الإباحية سواء في السينما أو الإنترنت تصور للشباب قدر الفحولة الذكورية، فضلا عن أنها تصور للشباب أن المرأة أداة للاستمتاع الذكوري فقط.
هل يمكن أن تكون الأسرة سببا للوقوع في التحرش؟
بالفعل، فغياب توجيه الأبناء للحلال ونهيهم عما هو حرام، وعدم متابعة تصرفاتهم، وما يشاهدونه، قد يوقعهم في مثل هذه التصرفات.
وقد تكون معاملة الآباء سببا في مثل هذا السلوك، فالقسوة المبالغ فيها تجعل الابن غير متزن انفعاليا ومضغوط نفسيا، حاقد على من حوله، ما يدفعه إلى ما يسمى بالإزاحة أي أنه يفرغ القهر والقسوة التي يجدها من والديه على الآخرين كنوع من “المنفس” له.
كما أن التدليل الزائد من أساليب التربية التي تُخرج لنا جيلا معدوم المسؤولية، وأناني في أفعاله شعاره “أنا أريد”، وهو ما يؤثر ليس فقط في سلوك التحرش، ولكن في كل نشاطات الحياة.
ويجب ألا نغفل أن البطالة وتجارب الفشل المتكررة في العمل أو التعليم والضغوط الاقتصادية والاجتماعية، تُولد عند ضعيف النفس حقدا على المجتمع وقيمه.
ما الأضرار الواقعة على الضحية وتأثيرها على المجتمع؟
يتمثل خطر ظاهرة التحرش على المجتمع في انعكاساته السلبية على الضحايا، واللاتي غالبًا ما يفتقدن فرصة الحصول على حقهن بشكل قانوني مما ينعكس عليهن بعدة طرق مثل:
- الخوف من التواجد في الشارع وافتقاد الأمان.
- كراهية الجسد وانخفاض تقدير الذات.
- النفور من العلاقة الحميمة مع الزوج.
- النفور من الذكور بشكل عام وفقدان الثقة في التعامل معهم.
- النفور من فكرة الزواج والارتباط.
- تكوين مفاهيم مغلوطة ومكروهة عن الجنس.
- كراهية الجسد وانخفاض تقدير الذات.
- النفور من العلاقة الحميمة مع الزوج.
- النفور من الذكور بشكل عام وفقدان الثقة في التعامل معهم.
- النفور من فكرة الزواج والارتباط.
- تكوين مفاهيم مغلوطة ومكروهة عن الجنس.
وقد تصل الأمور في بعض الحالات للرغبة في الانتحار، وتتفاقم هذه الانعكاسات النفسية الخطيرة مع عدم الحصول على مساعدة نفسية متخصصة ومع التعرض المتكرر لنفس التحرشات؛ مما ينتج عنه في النهاية: - انخفاض القدرة على العمل والإنتاجية، وانخفاض الحماس الدراسي وتدهور نتائج الامتحانات، ضعف الانتماء للمجتمع وفقدان الثقة فيه، وعدم القدرة على بناء علاقات إنسانية طبيعية.
وهل يكمن علاج المتحرش جنسيا؟
في الفترة الأخيرة تلاحظ أن هناك اهتمام غير مسبوق في معاقبة المتحرشين جنسيا، وانتشار الشرطة النسائية في أماكن التجمعات، لكن يجب ألا يقف الأمر عند معاقبة المتحرش بل لابد من تنقية المحتوى السينمائي المقدم لشبابنا فإذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع.
كيف نحارب التحرش من جهة ونقدم أفلاما تفسد أخلاقيات الشباب من جهة أخرى؟
يأتي دور المساجد والخطباء والبرامج الدينية في الفضائيات في تدعيم الجانب الديني لدى الشباب من خلال خطاب ديني يصل إليهم بلغة سلسة مفهومة.
ويجب أن ينتبه الآباء لسلوكيات أبناءهم، وتوجيههم برحمة وحب وحثهم على الحفاظ على أعراض البنات، وتصحيح مفهوم الرجولة لديهم.
كمعالج نفسي ما الدور الذي يجب أن تفعليه لإعادة البناء النفسي لدي المتحرش جنسيا؟
دور المعالج النفسي يأتي من خلال عقد جلسات يتم فيها التعرف على دوافع سلوكه وصراعاته الداخلية، والعمل على تصحيح أفكاره السلبية عن ماضيه المؤلم وتوجيه سلوكه بالطريقة الإيجابية التي تحقق له الرضا عن نفسه ويرتضيها المجتمع.
ومن الأفضل عمل جلسات إرشاد جماعي بحضور مجموعة من المتحرشين يمكنهم التأثير في بعضهم وتحقيق نتائج علاجية أسرع.