اجتهدت الصناعات الطبية في صنع أدوية لأغلب الأمراض المنتشرة في العالم، بعلاجها لتلك التي تقبل العلاج، أو بالسيطرة على تطوراتها السالبة، بالنسبة لتلك التي لم يكتشف لها علاج ناجع بعد، كما تم التوصل إلى لقاحات تحمي الإنسان من بعض الأمراض مثل الحصبة، والدفتريا، وشلل الأطفال.
ولكن غلب الأدوية اللقاحات هي مصنعات كيماوية، ولا يخلو وحد منها من الآثار الجانبية التي تؤثر على صحة الإنسان، وقد تصيبه بأضرار خطيرة على المدى الطويل.
ولذلك بدأ العلماء والأطباء بالاتجاه للطب البديل، فلجأوا للنباتات والخضروات والمنتجات الطبيعية، وقد وجدوا فيها عالماً زاخراً من أنواع العلاج لأمراض لا تحصى، مع قلة آثارها الجانبية أو انعدامها، بل هي في كثير من الأحيان تعتبر غذاء بجانب أنها دواء، فيستفيد منها الإنسان من الناحيتين.
ما هو الزعفران ؟
الزعفران Saffron crocus نبات بصلي عطري من فصيلة السوسنيات، له بويصلة شعرية يتكاثر بواسطتها تحت التربة ويصل ارتفاع هذه النبتة من عشرة إلى ثلاثين سنتيمترا، والجزء الفعال في الزعفران هي أعضاء التلقيح وتسمى السمات، وتنزع من الزهور المتفتحة، وتجفف في الظل ثم على شبكة رفيعة على نار هادئة.
تنشط بويصلات الزعفران مع هبوب رياح فصل الخريف وتخرج وروده, وينبت في مناطق معتدلة الحرارة تربتها رملية وأرضها مستوية، ونبات الزعفران لا يحتاج إلى الماء في الشتاء وبداية فصل الربيع, أما في فصل الصيف فيحتاج إلى قليل من الماء. لون الزعفران أحمر برتقالي وذو رائحة نفاذة وطعم مميز.
بدأت زراعته بكثرة في القرن العاشر الميلادي في بلاد إيران, كما كان يزرع في منطقة كشمير أيضا، ومع هجوم المغول على إيران وجد الزعفران طريقه للصين، وفي النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي حمل المسلمون هذه النبتة إلى الأندلس. أما أهم الدول المنتجة للزعفران حاليا فهي: إيران، اسبانيا والهند. أما أصل اسم الزعفران فهو مشتق من اللغة العربية: أصفر, والذي جاءت منه كل الأسماء باللغات الأخرى.
تحتوي أعضاء التلقيح لنبتة الزعفران والمسماة ’’ سمات’’ على زيت دهني طيار ذي رائحة عطرية حيث تبلغ نسبة الزيت الطيار (0.3-1.5%) وتعتبر مادتي Safranal و picrocrocin من المواد الرئيسية المسؤولة عن الخاصية العطرية للزعفران وتبلغ نسبتهما حوالي 4 % كما يحتوي الزعفران على مواد ملونة هي Crocin المشتق من Crocetin حوالي 2% وكذا Caroten والذي يبلغ حوالي 8 %.
أثبتت التجارب العلمية الكثيرة والحديثة ما لهذه النبتة الصغيرة من مفعول كبير في مجالات عديدة خصوصاً في مجال الطب العضوي والنفسي، فالزعفران من النباتات التي ثبتت فائدتها الطبية وقيمتها الغذائية العالية، و أجود أنواع الزعفران هو الزعفران ذو الشعر الأحمر الذي ليس في أطرافه صفرة، وأفضله الطري الحسن اللون، الزكي الرائحة، الغليظ الشعر.
وفي منطقتنا العربية يستخدمه الكثير من الناس الزعفران، حيث يتم إضافته إلى القهوة العربية وكذلك الشاي، كما يضاف إلى بعض المأكولات والحلويات ليعطي لونا أصفر ورائحة زكية، دون أن يعلموا ما فيه من فوائد.
ومن فوائد الزعفران أنه يعتبر مضاد للتشنج ويُدخل السرور على قلب من يشربه، منبه للأعصاب، وقد أُستخدم الزعفران منذ القدم في علاج كثير من الأمراض مثل النزلات المعوية، والتخفيف من غازات المعدة واضطراباتها ولعلاج السعال الديكي ونزلات البرد.
كما يدخل الزعفران في صناعة بعض الأدوية الحديثة، كتـلك المستعملة لطرد الديدان المعوية، والأدوية المهدئة للحالات العصبية والنفسية، والأدوية المستعملة لتنشيط الإفراز البولي، و كذلك في بعض الأدوية المستخدمة لتنشيط القلب.
الزعفران والاكتئاب
لقد تبين في نتائج أحدث تجربتين سريريتين أن الزعفران يشكل علاجا فعالا ضد الاكتئاب !! حيث ثبت للعلماء أن الزعفران مادة مفرحة بشكل قوي بحيث يعطي انسجاما نفسيا ويمنع اعتلال المزاج والكآبة، ويبعد الأمراض النفسية كالوساوس والمخاوف, كما يعتبر مادة منومة ومهدئة. وقد وجد العلماء بعد هذه التجارب أن الزعفران يضاهي في تأثيره الإيجابي على الإنسان تأثير الدواء Prozac الذي سمحت منظمة التغذية والدواء Foof and Drug Administation (FDA) ببيعه حديثا في الصيدليات للأطفال ما بين 7 و17 سنة وذلك لمعالجة الاكتئاب والاضطرابات النفسية المفرطة. ويعتبر الدواء الأول المصادق عليه في الولايات المتحدة والذي يسمح ببيعه في الصيدليات للشباب والأطفال.
الزعفران علاج لضعف النظر
وذكرت دارسة أن تناول الزعفران، بانتظام يجعل خلايا العين الدقيقة الضرورية للبصر أكثر مرونة وقوة في مقاومة الأمراض. وأظهرت تجارب أجريت أخيراً على جرذان أن المأكولات التي قدمت إليها وبداخلها الزعفران حمت عيونها من الأذى الذي تسببه أشعة الشمس القوية، كما أبطأت الإصابة بأمراض جينية مثل التهاب الشبكية الصباغي retinitis pigmentosa.
وذكرت صحيفة الدايلي تلغراف أنه تبين للباحثين أيضاً أن الزعفران يقلص خطر التلف الذي يصيب منطقة صغيرة في خلف العين اسمها macula تتيح رؤية الأشياء الصغيرة بوضوح، عند التقدم في العمر، مشيرة إلى أنه عندما لا تعمل هذه المنطقة في شكل طبيعي قد يعاني المريض من عدم الرؤية بوضوح أو العتمة.
ويعاني حوالي 500 ألف شخص في بريطانيا من هذه الحالة، كما أن حوالي 2% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة يعانون من هذا المرض في المملكة المتحدة أيضا.
كما أظهرت دراسات أخيراً أن حالة بعض المرضى تحسنت بعد إدخال الزعفران في أطعمتهم. ويجري علماء من جامعة “لاكويلا” في إيطاليا وجامعة “سيدني” في استراليا تجارب سريرية على مرضى يعانون من مشاكل في الشبكية وعدم القدرة على رؤية الأشياء الصغيرة بوضوح بسبب التقدم في العمر.
إلى ذلك، قال البروفيسور سيلفيا بيستي، الذي قاد البحث في جامعة لاكويلا الايطالية “يبدو أن الزعفران يحتوي على خصائص تحمي البصر، ونحن الآن نبحث عن آلية ذلك، ولكن يبدو لنا أنه يحمي خلايا العينين من التلف نظراً لاحتوائه على مواد قوية و مضادة للأكسدة”.
وأضاف “يبدو أيضاً أن لزعفران يؤثر على الجينات المنظمة لنشاط المكونات الدهنية في غشاء الخلايا وهذا يجعل خلايا العينين أقوى وأكثر مرونة.
ويعيب الزعفران ارتفاع ثمنه – وخصوصا الأنواع الفاخرة منه – إذ أن زراعته مكلفة ماديا وفنيا، فللحصول على ( نصف كيلو غرام ) من الزعفران، فإن ذلك يتطلب زراعة ما لا يقل عن 70.000 زهرة ، كما أن تجفيفه يفقده الكثير من وزنه فـالخمسة وعشرون كيلو غراماً منه تصبح بعد التجفيف حوالي خمسة كيلو غرامات فقط.
لقد اكتشف العلماء حديثا بأن الزعفران يزيد من الطاقة الجسدية ويقوي حواس الإنسان كالسمع والبصر واللمس… وفي دراسة يابانية أجريت على الفئران عام 2000، تبين أن الزعفران يحسن ويقوي الذاكرة وتعلم المهارات, واعتبروه مفيدا في معالجة اضطرابات الذاكرة.
الزعفران علاج لأمراض عديدة
تبين حديثا أن الزعفران ينشط القلب ويمنع ارتفاع وتسارع ضربات القلب في ما يسمى في الطب بـ Tachyarrythmias كما أنه يخفض كهرباء الدماغ خاصة في حالات الصرع حيث يعتبر دواءً مسكناً ومنشطاً للجهاز العصبي المركزي.
ويعتبر زيت الزعفران مضاداً للألم والتقلصات ويزيل آلام الطمث وغشاء اللثة وهو مفيد جدا للجهاز الهضمي لأنه منبه للمعدة وشديد المفعول للأمعاء لذلك يدخل في صناعة الأدوية الحديثة التي تستعمل لطرد الديدان المعوية وكذا في الأدوية المستعملة في تنشيط الإفراز البولي, كما يدخل في تركيب بعض أنواع من الكحل المساعد في إزالة الغشاوة من العين. ويساهم الزعفران أيضا في معالجة السعال والتهابات القصبة الهوائية.
الزعفران يتحدى مرض العصر: السرطان !
في دراسة أجريت سنة 1999 ونشرتها مجلة’’ الطب والبيولوجيا التجريبية’’ المتخصصة, أثبت باحثون في المكسيك أن بالإمكان استخدام الزعفران كعامل وقاية من السرطان أو في البرنامج العلاجي المخصص لهذا المرض حيث يزيد من فعالية العلاج الكيماوي ويشجع آثاره المضادة للسرطان !!
ووجد الباحثون بعد مراجعة مجموعة كبيرة من الدراسات المخبرية والأبحاث العلمية التي أجريت على الحيوانات, أن الزعفران لا يمنع فقط تشكل أورام سرطانية جديدة, بل يساهم أيضا في تقلص وانكماش الأورام الموجودة. وأوضحوا بأن الفوائد الصحية للزعفران قد ترجع بصورة جزئية إلى محتواه العالي من المركبات التي تعرف بالكاروتينويد التي تشمل أيضا مادتي لايكوبين وبيتاكاروتين, كعوامل وقاية وعلاج من السرطان.
ويعتقد هؤلاء العلماء أن لايكوبين Lycopene قد يساعد في تقليل التلف المتسبب عن جزيئات الراديكالات الحرة Free radicals الضارة والذي يحدث طبيعيا عند معالجة الطعام في الجسم ويؤدي الى الأمراض والشيخوخة.
اعجاز السنة النبوية المطهرة
ترى كيف عرف محمد صلى الله عليه وسلم, هذا النبي الأمي بقيمة الزعفران الاقتصادية والعلمية والطبية الكبيرة لو لم يكن رسولاً من عند الله تعالى؟؟ وكيف له أن يتخيل أرضاً ترابها زعفران؟ ولماذا الزعفران بالذات وليس مادة ثمينة أخرى؟ فهو بالتأكيد لم يقم بتحليل نبتة الزعفران كيميائيا ولا علم له بكيفية زراعتها ولا بالجهود الجبارة للحصول على كميات صغيرة من هذه المادة العجيبة مما جعلها تحمل لقب: الذهب الأحمر أو ذهب الصحراء الأحمر!!!
فسبحان خالق الزعفران وسبحان خالق تراب الجنة من الزعفران, سبحان الذي أوحى إلى عبده الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وسبحان الذي عرف لنبيه وكشف له أسرار ملكوته وخلقه العظيم.
فتخيل كم هي غالية هذه الجنة التي حصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران وجدرانها ذهب وفضة ونعم لا تفنى!! فاذا كان هكتارا واحدا من الأرض لا ينتج سوى 6 كيلوغرامات من الزعفران, ولو نثرنا هذه الكمية فهي لن تغطي سوى بقعة صغيرة جدا من الأرض, فما بالك بالكمية اللازمة لمساحة أرض الجنة التي عرفها لنا ربنا عز وجل وقال: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 133].
فاللهم انا نشهد أنك حق وأن محمدا صلى الله عليه وسلم حق, والجنة حق والنار حق والملائكة حق والموت علينا حق, اللهم اجعلنا من الذين قلت فيهم وقولك الحق المطلق:
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالانهار).
ولكن غلب الأدوية اللقاحات هي مصنعات كيماوية، ولا يخلو وحد منها من الآثار الجانبية التي تؤثر على صحة الإنسان، وقد تصيبه بأضرار خطيرة على المدى الطويل.
ولذلك بدأ العلماء والأطباء بالاتجاه للطب البديل، فلجأوا للنباتات والخضروات والمنتجات الطبيعية، وقد وجدوا فيها عالماً زاخراً من أنواع العلاج لأمراض لا تحصى، مع قلة آثارها الجانبية أو انعدامها، بل هي في كثير من الأحيان تعتبر غذاء بجانب أنها دواء، فيستفيد منها الإنسان من الناحيتين.
ما هو الزعفران ؟
الزعفران Saffron crocus نبات بصلي عطري من فصيلة السوسنيات، له بويصلة شعرية يتكاثر بواسطتها تحت التربة ويصل ارتفاع هذه النبتة من عشرة إلى ثلاثين سنتيمترا، والجزء الفعال في الزعفران هي أعضاء التلقيح وتسمى السمات، وتنزع من الزهور المتفتحة، وتجفف في الظل ثم على شبكة رفيعة على نار هادئة.
تنشط بويصلات الزعفران مع هبوب رياح فصل الخريف وتخرج وروده, وينبت في مناطق معتدلة الحرارة تربتها رملية وأرضها مستوية، ونبات الزعفران لا يحتاج إلى الماء في الشتاء وبداية فصل الربيع, أما في فصل الصيف فيحتاج إلى قليل من الماء. لون الزعفران أحمر برتقالي وذو رائحة نفاذة وطعم مميز.
بدأت زراعته بكثرة في القرن العاشر الميلادي في بلاد إيران, كما كان يزرع في منطقة كشمير أيضا، ومع هجوم المغول على إيران وجد الزعفران طريقه للصين، وفي النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي حمل المسلمون هذه النبتة إلى الأندلس. أما أهم الدول المنتجة للزعفران حاليا فهي: إيران، اسبانيا والهند. أما أصل اسم الزعفران فهو مشتق من اللغة العربية: أصفر, والذي جاءت منه كل الأسماء باللغات الأخرى.
تحتوي أعضاء التلقيح لنبتة الزعفران والمسماة ’’ سمات’’ على زيت دهني طيار ذي رائحة عطرية حيث تبلغ نسبة الزيت الطيار (0.3-1.5%) وتعتبر مادتي Safranal و picrocrocin من المواد الرئيسية المسؤولة عن الخاصية العطرية للزعفران وتبلغ نسبتهما حوالي 4 % كما يحتوي الزعفران على مواد ملونة هي Crocin المشتق من Crocetin حوالي 2% وكذا Caroten والذي يبلغ حوالي 8 %.
فوائد الزعفران الطبية
أثبتت التجارب العلمية الكثيرة والحديثة ما لهذه النبتة الصغيرة من مفعول كبير في مجالات عديدة خصوصاً في مجال الطب العضوي والنفسي، فالزعفران من النباتات التي ثبتت فائدتها الطبية وقيمتها الغذائية العالية، و أجود أنواع الزعفران هو الزعفران ذو الشعر الأحمر الذي ليس في أطرافه صفرة، وأفضله الطري الحسن اللون، الزكي الرائحة، الغليظ الشعر.
وفي منطقتنا العربية يستخدمه الكثير من الناس الزعفران، حيث يتم إضافته إلى القهوة العربية وكذلك الشاي، كما يضاف إلى بعض المأكولات والحلويات ليعطي لونا أصفر ورائحة زكية، دون أن يعلموا ما فيه من فوائد.
ومن فوائد الزعفران أنه يعتبر مضاد للتشنج ويُدخل السرور على قلب من يشربه، منبه للأعصاب، وقد أُستخدم الزعفران منذ القدم في علاج كثير من الأمراض مثل النزلات المعوية، والتخفيف من غازات المعدة واضطراباتها ولعلاج السعال الديكي ونزلات البرد.
كما يدخل الزعفران في صناعة بعض الأدوية الحديثة، كتـلك المستعملة لطرد الديدان المعوية، والأدوية المهدئة للحالات العصبية والنفسية، والأدوية المستعملة لتنشيط الإفراز البولي، و كذلك في بعض الأدوية المستخدمة لتنشيط القلب.
الزعفران والاكتئاب
لقد تبين في نتائج أحدث تجربتين سريريتين أن الزعفران يشكل علاجا فعالا ضد الاكتئاب !! حيث ثبت للعلماء أن الزعفران مادة مفرحة بشكل قوي بحيث يعطي انسجاما نفسيا ويمنع اعتلال المزاج والكآبة، ويبعد الأمراض النفسية كالوساوس والمخاوف, كما يعتبر مادة منومة ومهدئة. وقد وجد العلماء بعد هذه التجارب أن الزعفران يضاهي في تأثيره الإيجابي على الإنسان تأثير الدواء Prozac الذي سمحت منظمة التغذية والدواء Foof and Drug Administation (FDA) ببيعه حديثا في الصيدليات للأطفال ما بين 7 و17 سنة وذلك لمعالجة الاكتئاب والاضطرابات النفسية المفرطة. ويعتبر الدواء الأول المصادق عليه في الولايات المتحدة والذي يسمح ببيعه في الصيدليات للشباب والأطفال.
الزعفران علاج لضعف النظر
وذكرت دارسة أن تناول الزعفران، بانتظام يجعل خلايا العين الدقيقة الضرورية للبصر أكثر مرونة وقوة في مقاومة الأمراض. وأظهرت تجارب أجريت أخيراً على جرذان أن المأكولات التي قدمت إليها وبداخلها الزعفران حمت عيونها من الأذى الذي تسببه أشعة الشمس القوية، كما أبطأت الإصابة بأمراض جينية مثل التهاب الشبكية الصباغي retinitis pigmentosa.
وذكرت صحيفة الدايلي تلغراف أنه تبين للباحثين أيضاً أن الزعفران يقلص خطر التلف الذي يصيب منطقة صغيرة في خلف العين اسمها macula تتيح رؤية الأشياء الصغيرة بوضوح، عند التقدم في العمر، مشيرة إلى أنه عندما لا تعمل هذه المنطقة في شكل طبيعي قد يعاني المريض من عدم الرؤية بوضوح أو العتمة.
ويعاني حوالي 500 ألف شخص في بريطانيا من هذه الحالة، كما أن حوالي 2% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة يعانون من هذا المرض في المملكة المتحدة أيضا.
كما أظهرت دراسات أخيراً أن حالة بعض المرضى تحسنت بعد إدخال الزعفران في أطعمتهم. ويجري علماء من جامعة “لاكويلا” في إيطاليا وجامعة “سيدني” في استراليا تجارب سريرية على مرضى يعانون من مشاكل في الشبكية وعدم القدرة على رؤية الأشياء الصغيرة بوضوح بسبب التقدم في العمر.
إلى ذلك، قال البروفيسور سيلفيا بيستي، الذي قاد البحث في جامعة لاكويلا الايطالية “يبدو أن الزعفران يحتوي على خصائص تحمي البصر، ونحن الآن نبحث عن آلية ذلك، ولكن يبدو لنا أنه يحمي خلايا العينين من التلف نظراً لاحتوائه على مواد قوية و مضادة للأكسدة”.
وأضاف “يبدو أيضاً أن لزعفران يؤثر على الجينات المنظمة لنشاط المكونات الدهنية في غشاء الخلايا وهذا يجعل خلايا العينين أقوى وأكثر مرونة.
ويعيب الزعفران ارتفاع ثمنه – وخصوصا الأنواع الفاخرة منه – إذ أن زراعته مكلفة ماديا وفنيا، فللحصول على ( نصف كيلو غرام ) من الزعفران، فإن ذلك يتطلب زراعة ما لا يقل عن 70.000 زهرة ، كما أن تجفيفه يفقده الكثير من وزنه فـالخمسة وعشرون كيلو غراماً منه تصبح بعد التجفيف حوالي خمسة كيلو غرامات فقط.
الطب العضوي والزعفران
لقد اكتشف العلماء حديثا بأن الزعفران يزيد من الطاقة الجسدية ويقوي حواس الإنسان كالسمع والبصر واللمس… وفي دراسة يابانية أجريت على الفئران عام 2000، تبين أن الزعفران يحسن ويقوي الذاكرة وتعلم المهارات, واعتبروه مفيدا في معالجة اضطرابات الذاكرة.
الزعفران علاج لأمراض عديدة
تبين حديثا أن الزعفران ينشط القلب ويمنع ارتفاع وتسارع ضربات القلب في ما يسمى في الطب بـ Tachyarrythmias كما أنه يخفض كهرباء الدماغ خاصة في حالات الصرع حيث يعتبر دواءً مسكناً ومنشطاً للجهاز العصبي المركزي.
ويعتبر زيت الزعفران مضاداً للألم والتقلصات ويزيل آلام الطمث وغشاء اللثة وهو مفيد جدا للجهاز الهضمي لأنه منبه للمعدة وشديد المفعول للأمعاء لذلك يدخل في صناعة الأدوية الحديثة التي تستعمل لطرد الديدان المعوية وكذا في الأدوية المستعملة في تنشيط الإفراز البولي, كما يدخل في تركيب بعض أنواع من الكحل المساعد في إزالة الغشاوة من العين. ويساهم الزعفران أيضا في معالجة السعال والتهابات القصبة الهوائية.
الزعفران يتحدى مرض العصر: السرطان !
في دراسة أجريت سنة 1999 ونشرتها مجلة’’ الطب والبيولوجيا التجريبية’’ المتخصصة, أثبت باحثون في المكسيك أن بالإمكان استخدام الزعفران كعامل وقاية من السرطان أو في البرنامج العلاجي المخصص لهذا المرض حيث يزيد من فعالية العلاج الكيماوي ويشجع آثاره المضادة للسرطان !!
ووجد الباحثون بعد مراجعة مجموعة كبيرة من الدراسات المخبرية والأبحاث العلمية التي أجريت على الحيوانات, أن الزعفران لا يمنع فقط تشكل أورام سرطانية جديدة, بل يساهم أيضا في تقلص وانكماش الأورام الموجودة. وأوضحوا بأن الفوائد الصحية للزعفران قد ترجع بصورة جزئية إلى محتواه العالي من المركبات التي تعرف بالكاروتينويد التي تشمل أيضا مادتي لايكوبين وبيتاكاروتين, كعوامل وقاية وعلاج من السرطان.
ويعتقد هؤلاء العلماء أن لايكوبين Lycopene قد يساعد في تقليل التلف المتسبب عن جزيئات الراديكالات الحرة Free radicals الضارة والذي يحدث طبيعيا عند معالجة الطعام في الجسم ويؤدي الى الأمراض والشيخوخة.
اعجاز السنة النبوية المطهرة
ترى كيف عرف محمد صلى الله عليه وسلم, هذا النبي الأمي بقيمة الزعفران الاقتصادية والعلمية والطبية الكبيرة لو لم يكن رسولاً من عند الله تعالى؟؟ وكيف له أن يتخيل أرضاً ترابها زعفران؟ ولماذا الزعفران بالذات وليس مادة ثمينة أخرى؟ فهو بالتأكيد لم يقم بتحليل نبتة الزعفران كيميائيا ولا علم له بكيفية زراعتها ولا بالجهود الجبارة للحصول على كميات صغيرة من هذه المادة العجيبة مما جعلها تحمل لقب: الذهب الأحمر أو ذهب الصحراء الأحمر!!!
فسبحان خالق الزعفران وسبحان خالق تراب الجنة من الزعفران, سبحان الذي أوحى إلى عبده الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وسبحان الذي عرف لنبيه وكشف له أسرار ملكوته وخلقه العظيم.
فتخيل كم هي غالية هذه الجنة التي حصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران وجدرانها ذهب وفضة ونعم لا تفنى!! فاذا كان هكتارا واحدا من الأرض لا ينتج سوى 6 كيلوغرامات من الزعفران, ولو نثرنا هذه الكمية فهي لن تغطي سوى بقعة صغيرة جدا من الأرض, فما بالك بالكمية اللازمة لمساحة أرض الجنة التي عرفها لنا ربنا عز وجل وقال: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 133].
فاللهم انا نشهد أنك حق وأن محمدا صلى الله عليه وسلم حق, والجنة حق والنار حق والملائكة حق والموت علينا حق, اللهم اجعلنا من الذين قلت فيهم وقولك الحق المطلق:
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالانهار).