الخرطوم - ندى عثمان (إينا) - لم يكن اختيار منظمة التعاون الإسلامي لمدينة "سنار" السودانية عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2017م مجرد صدفة، بل لأهمية المدينة التاريخية، ولما تزخر به من تراث عربي إسلامي.
امتزاج ذو طابع إسلامي
تبعد "سنار" 360 كلم تقريباً جنوب شرق العاصمة السودانية الخرطوم، وتعد أول دولة إسلامية بشرق إفريقيا.
تشكّـل عرى الدولة الإسلامية بسنار من تحالف فريد بين قبيلتي "القواسمة" بقيادة عبدالله جماع، و"الفونج" بزعامة عمارة دنقس في عام 1504م، وسرعان ما انصهر التحالف بين المجموعات المختلفة واتخذت الدولة طابعا إسلاميا محضا.
ومهدت تلك اللُحمة الإسلامية لتوطيد أركان الدولة السنارية واستمرارها بسدة الحكم لـ317عاماً (1504- 1821م).
قبلة للعلماء وطلاب العلم
ذاع صيت الدولة السنارية في مطلع القرن السادس عشر الميلادي وبلغت شأواً عظيماً، وأضحت قبلة تهوي إليها أفئدة العلماء الذين توافدوا من أنحاء شتى كمصر والمغرب العربي والعراق، ما عزز نشر الثقافة الإسلامية بين الحكام والمحكومين على حد سواء.
في المقابل رفعت الدولة وتيرة الاهتمام بطلبة العلم التي بلغت حد الابتعاث إلى الأزهر الشريف لتلقي علوم الدين الإسلامي، وحاز الطلبة السناريون رواقا لايزال قائماً ليومنا هذا، سمى بـ(الرواق السنارية).، كما حازت سنار أيضا أوقافا لسكن الحجاج بمكة المكرمة.
ولكن حالياً لم يبق من آثار الدولة السنارية سوى بقايا آثار قصر السلطان والمسجد الكبير ومخطوطات نادرة في متحف "درم" بلندن، بجانب مخطوطات أخرى بالمملكة العربية السعودية ومصر وتركيا.
طريق الحج
تعتبر سنار معبرا لرحلة الحج التاريخية التي تنطلق من دول غرب افريقيا، حيث تبدأ الرحلة من "تمبكتو" في مالي بغرب افريقيا وتنتهي بميناء عيذاب على ساحل البحر الأحمر.
وتتخلل تلك الرحلة التي تعرف تاريخيا بـ(طريق الحج) مدن تاريخية اشتهرت بالسمات الإسلامية بشمال وشرق السودان كـ"الدامر" و"بربر" بشمال السودان التي تشتهر بخلاوى تحفيظ القرآن وانتهاء بـ"سواكن" بالشرق، واستغل العلماء والشيوخ حركة الحجيج الدائبة بتلك المناطق لتوطيد ثقافة الدولة الاسلامية حيث تأثر الوافدون بالمفاهيم الإسلامية ما أسهم – لاحقاً - بإنشاء ممالك إسلامية في غرب افريقيا مثل ممالك "البرنو"، و"دانفوديو" بغرب افريقيا بجانب ممالك أخرى داخل السودان كـ"تقلى" و"المسبعات" بغرب السودان.
ويؤكد احمد عبد الغني، أمين عام مشروع سنار عاصمة للثقافة الاسلامية لـ(إينا) أن التمازج داخل الدولة السنارية خلق نقطة التقاء تشكلت منها البذرة الأولى للشخصية السودانية الحالية ونواة الدولة الحديثة.
ويضيف عبدالغني أن المشروع يهدف لتقوية الاتصالات بين دول العالم الاسلامي والتعرف على الثقافات المختلفة وتشجيع ثقافة السياحة الإسلامية بجانب محاربة ظاهرة "الاسلاموفوبيا"، مؤكدا أن مبادئ الدين الإسلامي تجسدت فعليا بالدولة السنارية.
وأشار عبد الغني إلى أن مشروع سنار يشمل تشييد قرى سياحية على الطراز الإسلامي ورفع المآذن ونشر الثقافة الإسلامية عبر وسائط متعددة بينها "السينما المتجولة" و"البث الإذاعي" الموجه إلى المجتمع المحلي.
ويضطلع المشروع أيضا بطباعة وتأليف 170 كتابا وإجراء مسح أثري، فضلا عن عقد 21 مؤتمرا محليا ودوليا.
امتزاج ذو طابع إسلامي
تبعد "سنار" 360 كلم تقريباً جنوب شرق العاصمة السودانية الخرطوم، وتعد أول دولة إسلامية بشرق إفريقيا.
تشكّـل عرى الدولة الإسلامية بسنار من تحالف فريد بين قبيلتي "القواسمة" بقيادة عبدالله جماع، و"الفونج" بزعامة عمارة دنقس في عام 1504م، وسرعان ما انصهر التحالف بين المجموعات المختلفة واتخذت الدولة طابعا إسلاميا محضا.
ومهدت تلك اللُحمة الإسلامية لتوطيد أركان الدولة السنارية واستمرارها بسدة الحكم لـ317عاماً (1504- 1821م).
قبلة للعلماء وطلاب العلم
ذاع صيت الدولة السنارية في مطلع القرن السادس عشر الميلادي وبلغت شأواً عظيماً، وأضحت قبلة تهوي إليها أفئدة العلماء الذين توافدوا من أنحاء شتى كمصر والمغرب العربي والعراق، ما عزز نشر الثقافة الإسلامية بين الحكام والمحكومين على حد سواء.
في المقابل رفعت الدولة وتيرة الاهتمام بطلبة العلم التي بلغت حد الابتعاث إلى الأزهر الشريف لتلقي علوم الدين الإسلامي، وحاز الطلبة السناريون رواقا لايزال قائماً ليومنا هذا، سمى بـ(الرواق السنارية).، كما حازت سنار أيضا أوقافا لسكن الحجاج بمكة المكرمة.
ولكن حالياً لم يبق من آثار الدولة السنارية سوى بقايا آثار قصر السلطان والمسجد الكبير ومخطوطات نادرة في متحف "درم" بلندن، بجانب مخطوطات أخرى بالمملكة العربية السعودية ومصر وتركيا.
طريق الحج
تعتبر سنار معبرا لرحلة الحج التاريخية التي تنطلق من دول غرب افريقيا، حيث تبدأ الرحلة من "تمبكتو" في مالي بغرب افريقيا وتنتهي بميناء عيذاب على ساحل البحر الأحمر.
وتتخلل تلك الرحلة التي تعرف تاريخيا بـ(طريق الحج) مدن تاريخية اشتهرت بالسمات الإسلامية بشمال وشرق السودان كـ"الدامر" و"بربر" بشمال السودان التي تشتهر بخلاوى تحفيظ القرآن وانتهاء بـ"سواكن" بالشرق، واستغل العلماء والشيوخ حركة الحجيج الدائبة بتلك المناطق لتوطيد ثقافة الدولة الاسلامية حيث تأثر الوافدون بالمفاهيم الإسلامية ما أسهم – لاحقاً - بإنشاء ممالك إسلامية في غرب افريقيا مثل ممالك "البرنو"، و"دانفوديو" بغرب افريقيا بجانب ممالك أخرى داخل السودان كـ"تقلى" و"المسبعات" بغرب السودان.
ويؤكد احمد عبد الغني، أمين عام مشروع سنار عاصمة للثقافة الاسلامية لـ(إينا) أن التمازج داخل الدولة السنارية خلق نقطة التقاء تشكلت منها البذرة الأولى للشخصية السودانية الحالية ونواة الدولة الحديثة.
ويضيف عبدالغني أن المشروع يهدف لتقوية الاتصالات بين دول العالم الاسلامي والتعرف على الثقافات المختلفة وتشجيع ثقافة السياحة الإسلامية بجانب محاربة ظاهرة "الاسلاموفوبيا"، مؤكدا أن مبادئ الدين الإسلامي تجسدت فعليا بالدولة السنارية.
وأشار عبد الغني إلى أن مشروع سنار يشمل تشييد قرى سياحية على الطراز الإسلامي ورفع المآذن ونشر الثقافة الإسلامية عبر وسائط متعددة بينها "السينما المتجولة" و"البث الإذاعي" الموجه إلى المجتمع المحلي.
ويضطلع المشروع أيضا بطباعة وتأليف 170 كتابا وإجراء مسح أثري، فضلا عن عقد 21 مؤتمرا محليا ودوليا.