الرياض - واس : رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار اليوم حفل توقيع عقد تأسيس الشركة السعودية للضيافة التراثية التي أعلنت عنها الهيئة مؤخرا، بحضور صاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجية، وصاحب السمو الأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن محافظ الدرعية، ومعالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، ومعالي وزير الشئون البلدية والقروية المهندس عبد اللطيف آل الشيخ، ومعالي أمين منطقة الرياض المهندس إبراهيم السلطان ومعالي أمين منطقة المدينة المنورة الدكتور خالد طاهر، ومعالي المهندس هاني أبو راس أمين جدة، وأمين الاحساء المهندس عادل الملحم، وذلك في المتحف الوطني بالرياض.
ووقع عقد التأسيس مندوبو الجهات والشركات المساهمة، "صندوق الاستثمارات العامة، وشركة طيبة القابضة، وشركة دور للضيافة، وشركة الطيار للتطوير والاستثمار السياحي والعقاري، وشركة الرياض للتعمير، وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني".
وأشار أمين عام صندوق الاستثمارات العامة عبد الرحمن بن محمد المفضي في كلمة ألقاها بداية الحفل نيابة عن الصندوق "الشريك المؤسس في رأس مال الشركة" إلى الأهمية الاقتصادية والوطنية للشركة السعودية للضيافة التراثية خاصة مع وجود عدد من الشركات المساهمة المميزة، مفيدًا أن الشركة تمثل احدى اللبنات الهامة للجهود الهادفة لتنمية القطاع السياحي والاثار التي جاءت نتيجة مباشرة للرؤية التي حملها ورسخها سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار باعتبارها جزء من منظومة متكاملة تسعى الهيئة بقيادة سموه لرسمها وتنفيذها تعزيزا للدور الهام للقطاع السياحي في النمو الاقتصادي والاجتماعي في المملكة.
وأكد أن مساهمة صندوق الاستثمارات العامة في الشركة جاء نتيجة للقناعة التامة بالجدوى الاقتصادية لتطوير المباني التراثية في مناطق المملكة وتحويلها إلى مواقع إيواء سياحي وضيافة تراثية، ناقلًا تهنئة معالي وزير المالية رئيس مجلس إدارة الصندوق الدكتور إبراهيم العساف الذي يتطلع إلى أن تأخذ هذه الشركة والمبادرات الأخرى في قطاع السياحة دورها المفترض في دفع عجلة النمو الاقتصادي في المملكة.
بدوره أعرب المدير التنفيذي لشرطة طيبة القابضة عادل الزيد في كلمة ألقاها نيابة عن القطاع الخاص المساهم في الشركة عن اعتزاز شركات القطاع الخاص في هذه الشركة الحديثة التي تتبنى هدفا وطنيا ساميا في تأهيل التراث العمراني واستثماره، عادًا هذا الحدث حدثا متميزا ومنعطفا هاما في مسيرة التنمية السياحية منذ تأسيسها في توفير المقومات المالية لنجاحها، واستمرار للدور الذي قامت به الهيئة في رعاية تلك الشركة في مرحلة التأسيس واقتراح المواقع التي ستكون لها الأولوية في التنفيذ.
كما ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار كلمة أكد فيها أن تأسيس الشركة يأتي في إطار اهتمام الدولة باستثمار وتنمية التراث الحضاري الوطني وأحد مشاريعه الهامة التي تؤسس للتوسع والتطور في الاستثمار السياحي المدعوم من الدولة، والانطلاق في تأسيس الشركات وإطلاق المبادرات التي ستسهم في إحداث نقلة نوعية في السياحة الوطنية، وذلك ضمن مسارات التطوير السياحي التي بدأتها الهيئة بتنفيذ استراتيجية السياحة الوطنية التي أقرتها الدولة.
وقال : أقدم في بداية كلمتي العزاء للجميع في وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله -، والتهنئة والدعاء المخلص لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الذين هم من بدأوا هذه المسيرة ورعوا ودعموا انطلاق الدولة في المحافظة على المكنوز التراثي وتحويله من مواقع قابلة للاندثار إلى الاستثمار.
ورفع سموه الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - على ما تحظى به قطاعات السياحة والتراث الوطني من اهتمام ودعم كبيرين من قيادة الدولة، مستذكرًا الدعم والرعاية التي كان يوليها الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - بالسياحة الداخلية والتراث الوطني والتي أثمرت عن عدد من القرارات لدعم تنمية وتطوير هذه القطاعات المهمة، من أبرزها الموافقة على مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، وقرار مجلس الوزراء الموقر بدعم السياحة مالياً وإدارياً، وموافقات المقام السامي الكريم على نظام السياحة، ونظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني وغيرها من القرارات.
وعد سموه شركة الضيافة التراثية باكورة مشاريع الاستثمار السياحي التي انطلقت بها هذه الشركة وسبقتها شركة تطوير العقير التي حظيت باهتمام الدولة واكملت الهيئة الإجراءات الفنية والنظامية تمهيدا لانطلاقها بعد صدور قرار الدولة بتأسيس الشركة المنظور حاليا في مجلس الوزراء، متطلعًا إلى انطلاق شركة تطوير العقير التي أخذت الوقت في مسارات الدراسة والتمحيص وتم توقيع عقد التأسيس وأودعت حوالي 25% من مبالغ التأسيس فيما يزيد عن 500 مليون ريال والآن المشروع درس من جميع جوانبه وأقر من جميع الجهات المختصة والمستثمرين وهو أيضا مقدم لمجلس الوزراء الموقر.
وأكد سمو الأمير سلطان بن سلمان اهتمام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - منذ زيارته للعقير قبل سنوات بأن ينطلق هذا المشروع وأن يكون باكورة المشاريع السياحية الكبرى التي يساهم فيها أيضا صندوق الاستثمارات العامة وتملك الدولة بما يقارب 70% من المشروع على اعتبار أن الشركات المساهمة جميعها شركات مساهمة مفتوحة.
وقال سموه : بدأنا بشركة الضيافة وقبلها شركة العقير ثم شركة التنمية السياحية ضمن منظومة شركات الاستثمار السياحي، حيث أن مشاركة الدولة في تأسيس الشركة السعودية للضيافة التراثية من خلال قرار مجلس الوزراء رقم (93) بتاريخ 1/4/1434هـ يمثل مرحلة جديدة من دعم الدولة واهتمامها بالاستثمار في مواقع التراث العمراني ترسيخا لأهميتها في الذاكرة الوطنية، ولتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج، مجددا التأكيد على حرص الهيئة من خلال مشاريع التراث العمراني في كافة مناطق المملكة على إخراج التاريخ الوطني من الكتب إلى المواقع التي احتضنت هذا التاريخ حتى يتمكن المواطن من أن يعيش التجربة حية في مواقع التراث الوطني ويرتبط بتاريخ بلاده وملحمة تأسيس هذه البلاد ووحدتها.
وأضاف: التراث الوطني مر بمراحل صعبة طوال الفترات الماضية حتى نهض في ظل قادة هذه البلاد منطلقين من الفهم والوعي بأن التراث الوطني وخاصة التراث العمراني الوطني يمثل شواهد حية ومن المهم أن يعاد الاهتمام به وتطويره وأن تفتح المواقع للناس، لافتًا إلى أن قيام هذه الشركة يمثل حلقة من الحلقات المتواصلة للنهوض بالتراث الوطني إلى أن يصبح تراثا له قيمة تاريخية واقتصادية.
وأردف سموه قائلًا : نحن نستشرف في عصر جديد أن نحول الاستثمار في التراث الوطني إلى استثمارات تغطي مسارات أخرى تصب جميعها في تحقيق الفائدة الاقتصادية للمواطنين والمستثمرين وأيضا تحقق فرص العمل، والشركة كما مخطط لها سوف تعمل بتضامن مع برنامج الحرف والصناعات التقليدية اليدوية لتطوير مهارات الحرفيين والحرفيات في أعمال البناء وأعمال ومواد البناء والزخرفة وتقديم المأكولات وتطويرها منتجات جديدة للسوق المحلي وبما يتناسب مع تطلعات الشباب المواطنين .
وتابع يقول : نشكر معالي وزير التجارة والصناعة على متابعته لهذا المشروع ونستشرف قريبا هذا الأسبوع انطلاق برنامج التمويل الشامل وهذا قد يكون من أهم المسارات التي ينتظرها المواطنين والمستثمرين، مؤكدًا أن السياحة الوطنية لا يمكن أن تنطلق وتتطور إلا بوجود التمويل من الدولة الذي يعزز من قدرات المستثمرين للانطلاق في المرافق الإيواء والترفيه والمسارات الاستثمارية الكبرى الأخرى، أملًا بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أن ينطلق ذلك ويقر بعد أن تم إقرار الاتفاقية المشتركة من معالي وزير المالية ورئيس الهيئة وأقر من مجلس الاقتصادي الأعلى وهو الآن على طاولة مجلس الوزراء الموقر.
وأشار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز إلى أن الشركة تمثل مرحلة في مسار طويل في مجال حماية التراث العمراني وتأهيله وتطويره ومن أهم مراحله مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، وتأسيس مركز التراث العمراني الوطني الذي يقوم حاليا بعدد من البرامج والمشاريع في مجال التراث العمراني، واستصدار عدد من الأنظمة، إضافة إلى الاستثمار مع الشركاء وفي مقدمتهم وزارة الشئون البلدية والقروية لتكون شريكا رئيسا في تنفيذ هذه المشاريع، وغيرها من الأنشطة التي قامت بها الهيئة لتحقيق الشعار الذي بدأ يتحقق (التراث العمراني من الاندثار إلى الازدهار والاستثمار).
وعبر عن أهمية مساهمة صندوق الاستثمارات العامة بصفته الشريك المؤسس في رأس مال الشركة، مشيدًا بمساهمة عدد الشركات الوطنية التي يساهم فيها عدد كبير من المواطنين في تأسيس الشركة من خلال المساهمة في رأس المال البالغ 250 مليون ريال، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعكس إقبال القطاع الخاص على الاستثمار في قطاع السياحة والتراث الوطني ذي الجدوى الاقتصادية، لا سيما بعد صدور عدد من القرارات المحفزة للاستثمار السياحي من قبل الدولة.
وقال سموه: اليوم نطلق هذه الشركة الرائدة بشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة وعدد محدود من الشركات المساهمة الوطنية التي تمثل نسبة عالية من المواطنين، ثم ستنتقل الشركة في مرحلة لاحقة إلى فتح المساهمة العامة كما ستقوم بتأسيس شركات فرعية تراعي مساهمة المستثمرين المحليين في كل مشروع تثبت جدواه، حيث سيتم بإذن الله إنشاء الفنادق والنزل التراثية وستقدم منتجات جديدة في جميع أنحاء المملكة، مبينًا أن الهيئة بدأت بالتزامن مع المراحل الأخيرة لإطلاق الشركة في وضع معايير لتصنيف الفنادق والنزل التراثية وفق أحدث المعايير والأنظمة المعمارية والهندسية المتبعة عالميا في الاستثمار السياحي بالمواقع التراثية، حيث ستتبنى شعار سعفة النخلة بدلا من النجوم.
وأضاف سموه قائلًا : ستعمل الشركة على تطوير منتجات عديدة منها المأكولات الشعبية وتهيئتها حتى يمكن تقديمها بصفة جديدة في الفنادق، وفي تطوير مسار المنتجات التي تستخدم في المفروشات والتزيين الداخلي أو المنتجات الحرفية المتنوعة، كما ستدخل الشركة في نطاقات تشغيل الحرفيين الذين يعملون في مجالات الحرف والصناعات التقليدية بالتعاون مع البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) الذي تشرف عليه الهيئة.
وعن مشاريع الشركة وبدء مرحلة تنفيذها، أوضح سمو الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة أعدت بالتعاون مع مكتب استشاري متخصص في دراسات الجدوى لمرافق الضيافة تقييما لجدوى إنشاء مرافق إيواء وضيافة تراثية في أربعة مواقع، حيث خلُصت الدراسة إلى جدوى تأسيس الشركة ومشاريعها المقترحة، لافتًا إلى أن الشركة ستقوم بعد تأسيسها وتشكيل مجلس إدارتها باختيار مواقع إضافية تثبت جدواها لتنفيذ مشاريعها.
الجدير بالذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار قد أعلن عن تأسيس الشركة السعودية للضيافة التراثية، وذلك في حفل افتتاح ملتقى التراث العمراني الوطني الرابع الذي أقيم في منطقة عسير خلال الفترة من 9-12 صفر 1436هـ برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، كما أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قد بدأت العمل بمشروع تأسيس شركة للفنادق التراثية عام 1429هـ بالتعاون مع أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة، وإشراف مجموعة استشارية من صندوق الاستثمارات العامة وجامعة الملك سعود ودارة الملك عبد العزيز، كما تمت الاستعانة بخبرات البنك الدولي واثنين من بيوت الخبرة الوطنية المعروفة كمراجع دولي لدراسة المشروع، كما صدرت موافقة مجلس الوزراء بتاريخ 1/ 4 / 1434هـ على طلب الهيئة العامة للسياحة والآثار بدخول الدولة ممثلة بصندوق الاستثمارات العامة شريكاً في مشروع الفنادق التراثية من خلال تأسيس شركة مساهمة قابضة لتطوير واستثمار المباني التراثية في مجال الإيواء والضيافة التراثية.
كما يتمثل مشروع شركة الفنادق التراثية في تقديم رؤية متكاملة للاستفادة من المباني التراثية التي تزخر بها المملكة في الإيواء والضيافة كفنادق ونزل تراثية، مع توفير الخدمات المساندة من مطاعم وأسواق شعبية وتنظيم رحلات للمواقع المحيطة كما تضمن دراسة الجدوى الاقتصادية لعدد من المباني التراثية المختارة للتطوير وعرضها كفرص استثمارية، فيما نفذت الهيئة عددا من الزيارات الاستطلاعية لفنادق عالمية تراثية كالفنادق التي تديرها كل من مجموعة البارادورس الإسبانية ومجموعة البوسادوس البرتغالية كأفضل التجارب العالمية في المحافظة على القصور الأثرية والتراثية وتحويلها إلى فنادق ومراكز إيواء وضيافة متميزة لتطوير السياحة الداخلية وتعزيز المحافظة على الآثار، كما وقعت الهيئة اتفاقية مذكرة تعاون مع شركة البارادورس الاسبانية في نوفمبر 2010م للاستفادة من الخبرة الطويلة والمميزة للشركة الإسبانية في مجالات الإدارة والتدريب والترميم، بالإضافة إلى خبرتها في وضع خطة العمل للشركة السعودية للفنادق التراثي.
ووقع عقد التأسيس مندوبو الجهات والشركات المساهمة، "صندوق الاستثمارات العامة، وشركة طيبة القابضة، وشركة دور للضيافة، وشركة الطيار للتطوير والاستثمار السياحي والعقاري، وشركة الرياض للتعمير، وشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني".
وأشار أمين عام صندوق الاستثمارات العامة عبد الرحمن بن محمد المفضي في كلمة ألقاها بداية الحفل نيابة عن الصندوق "الشريك المؤسس في رأس مال الشركة" إلى الأهمية الاقتصادية والوطنية للشركة السعودية للضيافة التراثية خاصة مع وجود عدد من الشركات المساهمة المميزة، مفيدًا أن الشركة تمثل احدى اللبنات الهامة للجهود الهادفة لتنمية القطاع السياحي والاثار التي جاءت نتيجة مباشرة للرؤية التي حملها ورسخها سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار باعتبارها جزء من منظومة متكاملة تسعى الهيئة بقيادة سموه لرسمها وتنفيذها تعزيزا للدور الهام للقطاع السياحي في النمو الاقتصادي والاجتماعي في المملكة.
وأكد أن مساهمة صندوق الاستثمارات العامة في الشركة جاء نتيجة للقناعة التامة بالجدوى الاقتصادية لتطوير المباني التراثية في مناطق المملكة وتحويلها إلى مواقع إيواء سياحي وضيافة تراثية، ناقلًا تهنئة معالي وزير المالية رئيس مجلس إدارة الصندوق الدكتور إبراهيم العساف الذي يتطلع إلى أن تأخذ هذه الشركة والمبادرات الأخرى في قطاع السياحة دورها المفترض في دفع عجلة النمو الاقتصادي في المملكة.
بدوره أعرب المدير التنفيذي لشرطة طيبة القابضة عادل الزيد في كلمة ألقاها نيابة عن القطاع الخاص المساهم في الشركة عن اعتزاز شركات القطاع الخاص في هذه الشركة الحديثة التي تتبنى هدفا وطنيا ساميا في تأهيل التراث العمراني واستثماره، عادًا هذا الحدث حدثا متميزا ومنعطفا هاما في مسيرة التنمية السياحية منذ تأسيسها في توفير المقومات المالية لنجاحها، واستمرار للدور الذي قامت به الهيئة في رعاية تلك الشركة في مرحلة التأسيس واقتراح المواقع التي ستكون لها الأولوية في التنفيذ.
كما ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار كلمة أكد فيها أن تأسيس الشركة يأتي في إطار اهتمام الدولة باستثمار وتنمية التراث الحضاري الوطني وأحد مشاريعه الهامة التي تؤسس للتوسع والتطور في الاستثمار السياحي المدعوم من الدولة، والانطلاق في تأسيس الشركات وإطلاق المبادرات التي ستسهم في إحداث نقلة نوعية في السياحة الوطنية، وذلك ضمن مسارات التطوير السياحي التي بدأتها الهيئة بتنفيذ استراتيجية السياحة الوطنية التي أقرتها الدولة.
وقال : أقدم في بداية كلمتي العزاء للجميع في وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله -، والتهنئة والدعاء المخلص لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الذين هم من بدأوا هذه المسيرة ورعوا ودعموا انطلاق الدولة في المحافظة على المكنوز التراثي وتحويله من مواقع قابلة للاندثار إلى الاستثمار.
ورفع سموه الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - على ما تحظى به قطاعات السياحة والتراث الوطني من اهتمام ودعم كبيرين من قيادة الدولة، مستذكرًا الدعم والرعاية التي كان يوليها الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - بالسياحة الداخلية والتراث الوطني والتي أثمرت عن عدد من القرارات لدعم تنمية وتطوير هذه القطاعات المهمة، من أبرزها الموافقة على مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، وقرار مجلس الوزراء الموقر بدعم السياحة مالياً وإدارياً، وموافقات المقام السامي الكريم على نظام السياحة، ونظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني وغيرها من القرارات.
وعد سموه شركة الضيافة التراثية باكورة مشاريع الاستثمار السياحي التي انطلقت بها هذه الشركة وسبقتها شركة تطوير العقير التي حظيت باهتمام الدولة واكملت الهيئة الإجراءات الفنية والنظامية تمهيدا لانطلاقها بعد صدور قرار الدولة بتأسيس الشركة المنظور حاليا في مجلس الوزراء، متطلعًا إلى انطلاق شركة تطوير العقير التي أخذت الوقت في مسارات الدراسة والتمحيص وتم توقيع عقد التأسيس وأودعت حوالي 25% من مبالغ التأسيس فيما يزيد عن 500 مليون ريال والآن المشروع درس من جميع جوانبه وأقر من جميع الجهات المختصة والمستثمرين وهو أيضا مقدم لمجلس الوزراء الموقر.
وأكد سمو الأمير سلطان بن سلمان اهتمام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - منذ زيارته للعقير قبل سنوات بأن ينطلق هذا المشروع وأن يكون باكورة المشاريع السياحية الكبرى التي يساهم فيها أيضا صندوق الاستثمارات العامة وتملك الدولة بما يقارب 70% من المشروع على اعتبار أن الشركات المساهمة جميعها شركات مساهمة مفتوحة.
وقال سموه : بدأنا بشركة الضيافة وقبلها شركة العقير ثم شركة التنمية السياحية ضمن منظومة شركات الاستثمار السياحي، حيث أن مشاركة الدولة في تأسيس الشركة السعودية للضيافة التراثية من خلال قرار مجلس الوزراء رقم (93) بتاريخ 1/4/1434هـ يمثل مرحلة جديدة من دعم الدولة واهتمامها بالاستثمار في مواقع التراث العمراني ترسيخا لأهميتها في الذاكرة الوطنية، ولتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج، مجددا التأكيد على حرص الهيئة من خلال مشاريع التراث العمراني في كافة مناطق المملكة على إخراج التاريخ الوطني من الكتب إلى المواقع التي احتضنت هذا التاريخ حتى يتمكن المواطن من أن يعيش التجربة حية في مواقع التراث الوطني ويرتبط بتاريخ بلاده وملحمة تأسيس هذه البلاد ووحدتها.
وأضاف: التراث الوطني مر بمراحل صعبة طوال الفترات الماضية حتى نهض في ظل قادة هذه البلاد منطلقين من الفهم والوعي بأن التراث الوطني وخاصة التراث العمراني الوطني يمثل شواهد حية ومن المهم أن يعاد الاهتمام به وتطويره وأن تفتح المواقع للناس، لافتًا إلى أن قيام هذه الشركة يمثل حلقة من الحلقات المتواصلة للنهوض بالتراث الوطني إلى أن يصبح تراثا له قيمة تاريخية واقتصادية.
وأردف سموه قائلًا : نحن نستشرف في عصر جديد أن نحول الاستثمار في التراث الوطني إلى استثمارات تغطي مسارات أخرى تصب جميعها في تحقيق الفائدة الاقتصادية للمواطنين والمستثمرين وأيضا تحقق فرص العمل، والشركة كما مخطط لها سوف تعمل بتضامن مع برنامج الحرف والصناعات التقليدية اليدوية لتطوير مهارات الحرفيين والحرفيات في أعمال البناء وأعمال ومواد البناء والزخرفة وتقديم المأكولات وتطويرها منتجات جديدة للسوق المحلي وبما يتناسب مع تطلعات الشباب المواطنين .
وتابع يقول : نشكر معالي وزير التجارة والصناعة على متابعته لهذا المشروع ونستشرف قريبا هذا الأسبوع انطلاق برنامج التمويل الشامل وهذا قد يكون من أهم المسارات التي ينتظرها المواطنين والمستثمرين، مؤكدًا أن السياحة الوطنية لا يمكن أن تنطلق وتتطور إلا بوجود التمويل من الدولة الذي يعزز من قدرات المستثمرين للانطلاق في المرافق الإيواء والترفيه والمسارات الاستثمارية الكبرى الأخرى، أملًا بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أن ينطلق ذلك ويقر بعد أن تم إقرار الاتفاقية المشتركة من معالي وزير المالية ورئيس الهيئة وأقر من مجلس الاقتصادي الأعلى وهو الآن على طاولة مجلس الوزراء الموقر.
وأشار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز إلى أن الشركة تمثل مرحلة في مسار طويل في مجال حماية التراث العمراني وتأهيله وتطويره ومن أهم مراحله مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، وتأسيس مركز التراث العمراني الوطني الذي يقوم حاليا بعدد من البرامج والمشاريع في مجال التراث العمراني، واستصدار عدد من الأنظمة، إضافة إلى الاستثمار مع الشركاء وفي مقدمتهم وزارة الشئون البلدية والقروية لتكون شريكا رئيسا في تنفيذ هذه المشاريع، وغيرها من الأنشطة التي قامت بها الهيئة لتحقيق الشعار الذي بدأ يتحقق (التراث العمراني من الاندثار إلى الازدهار والاستثمار).
وعبر عن أهمية مساهمة صندوق الاستثمارات العامة بصفته الشريك المؤسس في رأس مال الشركة، مشيدًا بمساهمة عدد الشركات الوطنية التي يساهم فيها عدد كبير من المواطنين في تأسيس الشركة من خلال المساهمة في رأس المال البالغ 250 مليون ريال، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعكس إقبال القطاع الخاص على الاستثمار في قطاع السياحة والتراث الوطني ذي الجدوى الاقتصادية، لا سيما بعد صدور عدد من القرارات المحفزة للاستثمار السياحي من قبل الدولة.
وقال سموه: اليوم نطلق هذه الشركة الرائدة بشراكة مع صندوق الاستثمارات العامة وعدد محدود من الشركات المساهمة الوطنية التي تمثل نسبة عالية من المواطنين، ثم ستنتقل الشركة في مرحلة لاحقة إلى فتح المساهمة العامة كما ستقوم بتأسيس شركات فرعية تراعي مساهمة المستثمرين المحليين في كل مشروع تثبت جدواه، حيث سيتم بإذن الله إنشاء الفنادق والنزل التراثية وستقدم منتجات جديدة في جميع أنحاء المملكة، مبينًا أن الهيئة بدأت بالتزامن مع المراحل الأخيرة لإطلاق الشركة في وضع معايير لتصنيف الفنادق والنزل التراثية وفق أحدث المعايير والأنظمة المعمارية والهندسية المتبعة عالميا في الاستثمار السياحي بالمواقع التراثية، حيث ستتبنى شعار سعفة النخلة بدلا من النجوم.
وأضاف سموه قائلًا : ستعمل الشركة على تطوير منتجات عديدة منها المأكولات الشعبية وتهيئتها حتى يمكن تقديمها بصفة جديدة في الفنادق، وفي تطوير مسار المنتجات التي تستخدم في المفروشات والتزيين الداخلي أو المنتجات الحرفية المتنوعة، كما ستدخل الشركة في نطاقات تشغيل الحرفيين الذين يعملون في مجالات الحرف والصناعات التقليدية بالتعاون مع البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) الذي تشرف عليه الهيئة.
وعن مشاريع الشركة وبدء مرحلة تنفيذها، أوضح سمو الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة أعدت بالتعاون مع مكتب استشاري متخصص في دراسات الجدوى لمرافق الضيافة تقييما لجدوى إنشاء مرافق إيواء وضيافة تراثية في أربعة مواقع، حيث خلُصت الدراسة إلى جدوى تأسيس الشركة ومشاريعها المقترحة، لافتًا إلى أن الشركة ستقوم بعد تأسيسها وتشكيل مجلس إدارتها باختيار مواقع إضافية تثبت جدواها لتنفيذ مشاريعها.
الجدير بالذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار قد أعلن عن تأسيس الشركة السعودية للضيافة التراثية، وذلك في حفل افتتاح ملتقى التراث العمراني الوطني الرابع الذي أقيم في منطقة عسير خلال الفترة من 9-12 صفر 1436هـ برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، كما أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قد بدأت العمل بمشروع تأسيس شركة للفنادق التراثية عام 1429هـ بالتعاون مع أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة، وإشراف مجموعة استشارية من صندوق الاستثمارات العامة وجامعة الملك سعود ودارة الملك عبد العزيز، كما تمت الاستعانة بخبرات البنك الدولي واثنين من بيوت الخبرة الوطنية المعروفة كمراجع دولي لدراسة المشروع، كما صدرت موافقة مجلس الوزراء بتاريخ 1/ 4 / 1434هـ على طلب الهيئة العامة للسياحة والآثار بدخول الدولة ممثلة بصندوق الاستثمارات العامة شريكاً في مشروع الفنادق التراثية من خلال تأسيس شركة مساهمة قابضة لتطوير واستثمار المباني التراثية في مجال الإيواء والضيافة التراثية.
كما يتمثل مشروع شركة الفنادق التراثية في تقديم رؤية متكاملة للاستفادة من المباني التراثية التي تزخر بها المملكة في الإيواء والضيافة كفنادق ونزل تراثية، مع توفير الخدمات المساندة من مطاعم وأسواق شعبية وتنظيم رحلات للمواقع المحيطة كما تضمن دراسة الجدوى الاقتصادية لعدد من المباني التراثية المختارة للتطوير وعرضها كفرص استثمارية، فيما نفذت الهيئة عددا من الزيارات الاستطلاعية لفنادق عالمية تراثية كالفنادق التي تديرها كل من مجموعة البارادورس الإسبانية ومجموعة البوسادوس البرتغالية كأفضل التجارب العالمية في المحافظة على القصور الأثرية والتراثية وتحويلها إلى فنادق ومراكز إيواء وضيافة متميزة لتطوير السياحة الداخلية وتعزيز المحافظة على الآثار، كما وقعت الهيئة اتفاقية مذكرة تعاون مع شركة البارادورس الاسبانية في نوفمبر 2010م للاستفادة من الخبرة الطويلة والمميزة للشركة الإسبانية في مجالات الإدارة والتدريب والترميم، بالإضافة إلى خبرتها في وضع خطة العمل للشركة السعودية للفنادق التراثي.