الإسكندرية - أحمد حمدي (دويتشه ﭭيله) : عبر خبراء عن اعتقادهم أنه رغم خوض حزب الحركة الشعبية العربية - تمرد للانتخابات البرلمانية، فإن ذلك لن يميزها عن معظم الأحزاب الحالية في مصر، حيث لا تلعب الأحزاب هناك دورا حقيقيا في العملية السياسية .
في بداية الربع الثاني من عام 2013 أثارت "حملة تمرد" كثيرا من الصخب، بعدما التف حولها الشباب للمطالبة برحيل الرئيس السابق محمد مرسي ونظام الإخوان المسلمين ككل. وهدفت الحملة فقط لجمع توقيعات من المصريين تفوق عدد الأصوات التي حصل عليها "مرسي" في الانتخابات، بهدف إسقاط شرعيته. وطالبت المصريين بالتظاهر ضد حكم الإخوان يوم 30 يونيو، في ذكرى تقلد "مرسي" الحكم، وهو ما تحقق بالفعل في الحملة التي نجحت نجاحًا كبيرا في مهمتها. وفجأة تعرض الهيكل الرئيس للحملة لانقسام داخلي حاد، مع حلول الانتخابات الرئاسية الجديدة، إذ تمسك محمود بدر، أحد مؤسسي "تمرد"، بمساندة المرشح، آنذاك، عبد الفتاح السيسي، فيما كان لحسن شاهين ومحمد عبد العزيز، القياديين في الحملة ومؤسسيها أيضًا، رأي مختلف بشأن تأييد المرشح المنافس، حمدين صباحي، مما تسبب في تفكك الحملة بين مؤيدين لهذا أو ذاك.
ومع تأييده للسيسي، الذي أصبح رئيسًا، قرر محمود بدر تأسيس حزب سياسي يحمل اسم الحملة التي كان هو أحد قيادييها، وأطلق على حزبه أسم "الحركة الشعبية العربية - تمرد" ". ورغم أن الحزب لا يزال في طريق التأسيس، إلا أنه أعلن خوضه الانتخابات البرلمانية من خلال قائمة رئيس الوزراء الأسبق، كمال الجنزوري. فما هو الدور الذي تلعبه "تمرد" في العملية السياسية حاليًا؟
جمع التواقيع في حملة تمرد للإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي (أرشيف)
"حزب تمرد يبقى سندًا للنظام الجديد"
يقول الباحث السياسي أحمد رامي لـDWــعربية: "من الممكن أن نقول إن "تمرد الحملة" تختلف تمامًا عن "تمرد الحزب"،. ويوضح قائلا: "حين انطلقت تمرد لم تعلن عن توجه سياسي محدد لها، أي أنها لم تقل على سبيل المثال نحن حملة ليبرالية أو يسارية أو ما شابه ذلك، بل كان هناك هدف أسمى وهو ما اجتمع حوله كل أصحاب التوجهات السياسية، وبالتالي إنهاء فترة حكم محمد مرسي السيئة".
ويتابع الباحث السياسي قائلا: "مرت (تمرد) بعد ذلك بمرحلة تضارب المصالح، بين من رأى مصلحته في التحالف مع النظام الجديد، ومن تمسك بتوجهاته الثورية، ومن متابعتنا نستطيع أن نستنتج من الذي استطاع أن يحافظ على وجوده في العملية السياسية من الجانبين". ويعتقد (رامي) أن الحزب لا يمثل توجهًا شبابيًا ثوريًا بقدر ما يبقى سندًا للنظام الجديد، الذي أعلن "بدر" تأييده له أثناء الانتخابات الرئاسية.
"إرادة تمرد تحدد قدرته على إحداث تغيير"
ويؤيد المحلل السياسي مجدي يوسف وجهة نظر "رامي" بشأن اختلاف شكل الحملة وتوجهاتها الحزبية، كما قال في حديثه لـDWــعربية، غير أنه يرى أن "تمرد الحزب" بإمكانه أن يحقق ما لم يستطع أحد تحقيقه في الفترة الماضية، وهو ضمان مشاركة شبابية في العملية السياسية. ويعتقد "يوسف" أن مستوى فاعلية الحزب في العملية السياسية يتوقف على إرادته في إحداث تغيير، حتى لا يبقى حزب "ديكور" فقط، كما كانت الأحزاب سابقا، حسب قوله.
وعن تحالف "تمرد" مع قائمة "الجنزوري"، الذي يبلغ 81 عاما ويحسبه البعض على النظام القديم، ويعارضه آخرون، يرى المحلل يوسف وجود تناقضً بين وجه التمرد الشبابي وأفعاله ويقول: "قائمة الجنزوري قد تكون من أقوى القوائم، وهو ما يتفهمه "تمرد"، لذا فإن الترشح على تلك القائمة يقوي من فرص نجاحهم بشكل أفضل من خوض الانتخابات لوحدهم".
حزب الحركة الشعبية العربية - تمرد يؤيد السيسي
عضو بتمرد: "نقدم تجربة فريدة في مصر"
وكان لـDWــعربية حديث مع أحد أعضاء تمرد، فضل عدم ذكر اسمه، وعبر عن عدم رضاه من توجهات الحزب بشأن لتحالف مع "الجنزوري"، إلا أنه يأمل في أن يكون التحالف مفيدًا للحزب، وبالتالي إتاحة الفرصة لانخراط الشباب في العملية السياسية. وعن توجهات الحزب المختلفة داخل الحملة الأم، يقول الشاب: " كان للحملة ظروفها الخاصة وقد اختلف الوضع الآن، فالوضع الذي تمر به مصر الآن دقيق جدًا، ونحن نقدم تجربة فريدة في مصر، من خلال الشباب، ونسعى أن نحدث تغييرًا حقيقيًا من داخل البرلمان ومن خلال الانخراط في العملية السياسية لتحقيق حلم بناء دولة القانون التي يسعى إليها الشعب المصري بأكمله ".
ويتابع: "البعض يتهمنا بأننا نساند النظام أو أننا أصبحنا جزءًا منه، إلا أن هذا غير صحيح بالمرة. نحن نسعى لخدمة بلادنا التي هي في حاجة شديدة لنا في هذه الظروف".
في بداية الربع الثاني من عام 2013 أثارت "حملة تمرد" كثيرا من الصخب، بعدما التف حولها الشباب للمطالبة برحيل الرئيس السابق محمد مرسي ونظام الإخوان المسلمين ككل. وهدفت الحملة فقط لجمع توقيعات من المصريين تفوق عدد الأصوات التي حصل عليها "مرسي" في الانتخابات، بهدف إسقاط شرعيته. وطالبت المصريين بالتظاهر ضد حكم الإخوان يوم 30 يونيو، في ذكرى تقلد "مرسي" الحكم، وهو ما تحقق بالفعل في الحملة التي نجحت نجاحًا كبيرا في مهمتها. وفجأة تعرض الهيكل الرئيس للحملة لانقسام داخلي حاد، مع حلول الانتخابات الرئاسية الجديدة، إذ تمسك محمود بدر، أحد مؤسسي "تمرد"، بمساندة المرشح، آنذاك، عبد الفتاح السيسي، فيما كان لحسن شاهين ومحمد عبد العزيز، القياديين في الحملة ومؤسسيها أيضًا، رأي مختلف بشأن تأييد المرشح المنافس، حمدين صباحي، مما تسبب في تفكك الحملة بين مؤيدين لهذا أو ذاك.
ومع تأييده للسيسي، الذي أصبح رئيسًا، قرر محمود بدر تأسيس حزب سياسي يحمل اسم الحملة التي كان هو أحد قيادييها، وأطلق على حزبه أسم "الحركة الشعبية العربية - تمرد" ". ورغم أن الحزب لا يزال في طريق التأسيس، إلا أنه أعلن خوضه الانتخابات البرلمانية من خلال قائمة رئيس الوزراء الأسبق، كمال الجنزوري. فما هو الدور الذي تلعبه "تمرد" في العملية السياسية حاليًا؟
جمع التواقيع في حملة تمرد للإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي (أرشيف)
"حزب تمرد يبقى سندًا للنظام الجديد"
يقول الباحث السياسي أحمد رامي لـDWــعربية: "من الممكن أن نقول إن "تمرد الحملة" تختلف تمامًا عن "تمرد الحزب"،. ويوضح قائلا: "حين انطلقت تمرد لم تعلن عن توجه سياسي محدد لها، أي أنها لم تقل على سبيل المثال نحن حملة ليبرالية أو يسارية أو ما شابه ذلك، بل كان هناك هدف أسمى وهو ما اجتمع حوله كل أصحاب التوجهات السياسية، وبالتالي إنهاء فترة حكم محمد مرسي السيئة".
ويتابع الباحث السياسي قائلا: "مرت (تمرد) بعد ذلك بمرحلة تضارب المصالح، بين من رأى مصلحته في التحالف مع النظام الجديد، ومن تمسك بتوجهاته الثورية، ومن متابعتنا نستطيع أن نستنتج من الذي استطاع أن يحافظ على وجوده في العملية السياسية من الجانبين". ويعتقد (رامي) أن الحزب لا يمثل توجهًا شبابيًا ثوريًا بقدر ما يبقى سندًا للنظام الجديد، الذي أعلن "بدر" تأييده له أثناء الانتخابات الرئاسية.
"إرادة تمرد تحدد قدرته على إحداث تغيير"
ويؤيد المحلل السياسي مجدي يوسف وجهة نظر "رامي" بشأن اختلاف شكل الحملة وتوجهاتها الحزبية، كما قال في حديثه لـDWــعربية، غير أنه يرى أن "تمرد الحزب" بإمكانه أن يحقق ما لم يستطع أحد تحقيقه في الفترة الماضية، وهو ضمان مشاركة شبابية في العملية السياسية. ويعتقد "يوسف" أن مستوى فاعلية الحزب في العملية السياسية يتوقف على إرادته في إحداث تغيير، حتى لا يبقى حزب "ديكور" فقط، كما كانت الأحزاب سابقا، حسب قوله.
وعن تحالف "تمرد" مع قائمة "الجنزوري"، الذي يبلغ 81 عاما ويحسبه البعض على النظام القديم، ويعارضه آخرون، يرى المحلل يوسف وجود تناقضً بين وجه التمرد الشبابي وأفعاله ويقول: "قائمة الجنزوري قد تكون من أقوى القوائم، وهو ما يتفهمه "تمرد"، لذا فإن الترشح على تلك القائمة يقوي من فرص نجاحهم بشكل أفضل من خوض الانتخابات لوحدهم".
حزب الحركة الشعبية العربية - تمرد يؤيد السيسي
عضو بتمرد: "نقدم تجربة فريدة في مصر"
وكان لـDWــعربية حديث مع أحد أعضاء تمرد، فضل عدم ذكر اسمه، وعبر عن عدم رضاه من توجهات الحزب بشأن لتحالف مع "الجنزوري"، إلا أنه يأمل في أن يكون التحالف مفيدًا للحزب، وبالتالي إتاحة الفرصة لانخراط الشباب في العملية السياسية. وعن توجهات الحزب المختلفة داخل الحملة الأم، يقول الشاب: " كان للحملة ظروفها الخاصة وقد اختلف الوضع الآن، فالوضع الذي تمر به مصر الآن دقيق جدًا، ونحن نقدم تجربة فريدة في مصر، من خلال الشباب، ونسعى أن نحدث تغييرًا حقيقيًا من داخل البرلمان ومن خلال الانخراط في العملية السياسية لتحقيق حلم بناء دولة القانون التي يسعى إليها الشعب المصري بأكمله ".
ويتابع: "البعض يتهمنا بأننا نساند النظام أو أننا أصبحنا جزءًا منه، إلا أن هذا غير صحيح بالمرة. نحن نسعى لخدمة بلادنا التي هي في حاجة شديدة لنا في هذه الظروف".