بالمدينة المنورة - واس : بدأت اليوم جلسات ندوة "طباعة القرآن الكريم بين الواقع والمأمول" التي عقدت خلالها الجلستان الأولى والثانية وناقشت (15) بحثًا، وذلك في قاعات فندق ميريديان بالمدينة المنورة.
وناقشت الجلسة الأولى التي رأسها معالي الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، وقرر لها الدكتور مصطفى بن عمر حلبي، أربعة بحوث حيث جاء البحث الأول بعنوان "تاريخ طباعة القرآن الكريم في أوروبا حتى منتصف القرن التاسع عشر" وقدمه الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الخطيب الذي أكد فيه أن القرآن الكريم ترك تأثيراً كبيراً في الأوروبيين، وخاصة بعد اختراع الطباعة عام (840 هـ ــــ 1436م ) واتجاه الأوروبيين نحو طباعة القرآن الكريم في مختلف الدول الأوروبية.
وتناول الباحث الخطيب في بحثه الحديث عن الطباعة العربية وطباعة المصحف في أوروبا، والدوافع التي ساعدت على ظهور طبعات القرآن الكريم وترجمته في أوروبا، وطبعات القرآن الكريم الكاملة في أوروبا حتى منتصف القرن التاسع عشر، وطبعات القرآن الكريم غير الكاملة في أوروبا حتى منتصف القرن التاسع عشر.
وفي البحث الثاني الذي جاء بعنوان "طباعة القرآن الكريم في البنغال" استعرض فيه الدكتور أبو بكر محمد زكريا نبذة عن بلاد البنغال ورسم خريطتها، متحدثا عن دخول الإسلام فيها، وتاريخ طباعة المصحف في منطقة البنغال، مشيرًا إلى أهم المطابع التي عنيت بطباعة المصاحف، وأبرز المكتبات التي تطبع القرآن الكريم، كما تناول خصائص المصحف المطبوعة في البنغال، كما قدم البحث ملحقاً يتضمن صفحات من القرآن الكريم مطبوعة في بلاد البنغال.
أما البحث الثالث الذي جاء بعنوان "تاريخ طباعة القرآن الكريم في المغرب" المقدم من الدكتور حسن إدريس عزوزي، تحدث فيها عن عناية المغاربة بحفظ القرآن الكريم ونشره، والوقوف عند تطور الخط العربي، الذي تكتب به المصاحف، وخصائص ومراحل تطور الخط المبسوط ورصيد الباحث ثلاث مراحل لتطور طباعة المصحف الشريف في المغرب وهي: مرحلة البدايات، ومرحلة التطور، ومرحلة النضج.
وجاء البحث الرابع بعنوان "طباعة القرآن الكريم في مصر في عهد محمد علي باشا وأسرته" المقدم من الدكتورة سماح عبد المنعم السلاوي، أوضحت فيه أن طباعة القرآن الكريم كان أمراً مهماً لنشر مبادئ الدين الإسلامي، مستعرضة تاريخ الطباعة في مصر التي دخلت في عهد الاحتلال الفرنسي 1798م، مرورا بعهد محمد علي باشا الذي أرسل بعثات تعليمية إلى أوروبا لتعلم فن الطباعة وإنشاء مطبعة بولاق، وجاء بعده الملك فؤاد الأول الذي أهتم كثيراً بطبع القرآن على الرسم العثماني برعاية نخبة من علماء الأزهر وصدرت أول نسخة عام 1924م.
وفي القاعة الثانية من الجلسة الأولى التي رأسها الدكتور عبد الله بن على بصفر، وقرر لها الدكتور وليد بن بليهش العمري وناقشت أربعة بحوث الأول بعنوان "تاريخ طباعة القرآن الكريم في أوروبا" للدكتور ميخائيلو يعقوبوفيتش، الذي أشار إلى أن المعرفة الأوروبية بالقرآن الكريم تعود إلى العصور الوسطى، كما تناول دراسة عميقة للنسخ الأوروبية للقرآن الكريم، التي تشمل النصوص العربية، وإبراز بعض التوجهات التاريخية والحديثة مع دراسة أصول هذه النصوص من حيث الدقة، وإعدادات الطباعة وغيرها من العناصر الضرورية.
أما البحث الثاني الذي قدمه محمد بن أحمد سالم أحمدو بعنوان "تاريخ طباعة المصحف في موريتانيا" الذي بين تاريخ طباعة المصحف الشريف في موريتانيا، التي بدأت الطباعة فيها متأخرة عن كل البلدان العربية، مبينا الأسباب التي أدت إلى تأخير ظهور أول مصحف موريتاني مطبوع حتى سنة 2012م، ومستعرضاً المحاولات والتجارب التي سبقت صدوره.
كما تناول البحث المراحل التي مر بها إنجاز المصحف الموريتاني، منذ أن كان في البداية مشروعاً لدار الدور للطباعة والنشر التي أشرفت على إنجازه والمراحل الأولى من تصحيحه قبل أن يفوز في مسابقة نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية لطباعة مصحف رسمي موريتاني، كما درس بالتفصيل أهم خصائص المصحف الذي طبع برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق، ويلتزم في الرسم والضبط والتجزئة وسجود التلاوة وعد الآي والوقف ما جرى به العمل لدى الشناقطة، وقد خط بالخط المصحفي الشنقيطي المبسوط، واستخدمت فيه زخارف مستوحاة من الفن الموريتاني القديم والزخرفة الإسلامية، متناولا في ختام بحثه لواقع طباعة المصحف في موريتانيا، وآفاقها، وماهو مأمول أن يتحقق في هذا المجال من إنجازات.
كما عرض البحث المقدم من الدكتور محمد فوزي مصري رحيل بعنوان "الشمرلي تاريخ عريق في طباعة المصحف الشريف" جهود مؤسسة الشمرلي الرائدة في طباعة المصحف الشريف، فيما بدأ الباحث بمقدمة عامة عن تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن، وقدم موجزاً عن كتابته وجمعه ونقطه، ثم جاء المبحث الأول عن مدخل لطباعة القرآن الكريم في مصر، أما المبحث الثاني فكان عن بدء طباعة القرآن الكريم في مطابع الشمرلي، وكان المبحث الثالث عن انتشار مصحف الشمرلي، والمبحث الرابع عن إصدارات مصحف الشمرلي.
واشتمل البحث الرابع الذي كان عنوانه "طباعة القرآن الكريم في شبه القارة الهندية : تاريخ ونماذج" لمحمد نصير خان ثاقب، تناول فيها أهمية الطباعة وتاريخها، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في شبه القارة الهندية، وتاريخ ظهور الطباعة في العالم، وكيف دخلت إلى الهند في القرن السادس عشر الميلادي على أيدي النصارى البرتغاليين، وذكر الباحث أهم المطابع التي أسست في مختلف أنحاء شبه القارة الهندية، متناولاً ظهور الطريقة الليثوغرافية في الطباعة، كما تضمن المبحث الثاني تعريفاً موجزاً بالمطابع التي أسهمت في طباعة القرآن الكريم في شبه القارة الهندية.
كما عقدت الجلسة الثانية، حيث رأس الجلسة فضيلة الدكتور صالح بن عبد الرحمن المحيميد وقرر لها الدكتور عبد الرحيم بن محمد المغذوي، وناقشت أربعة بحوث، ففي البحث الأول بعنوان "تاريخ طباعة القرآن الكريم لدى المستشرقين" للدكتور أنور محمود حلمي زناتي، بدأ الباحث بمقدمة عامة عن عناية المستشرقين بالتراث الإسلامي، ثم المبحث الأول: عن تاريخ طباعة القرآن الكريم لدى المستشرقين، فرصد طباعتهم الأولى، ووصفها، وقدم صوراً عنها، وكيفية ضبطها، والأصول التي اعتمدت عليها في النشر والطباعة، مشيرا إلى مقدمات المستشرقين على هذه المصاحف. وأما المبحث الثاني فكان عن أغراض بعض مستشرقي الغرب فيما يتعلق بطباعة القرآن الكريم حيث أكد الباحث أن محاولات تشويه طباعة القرآن الكريم لم تنجح، الذي يدل بجلاء أن الله سبحانه هيأ لكتابه كل أسباب الحفظ والصون.
وفي البحث الثاني للدكتور أحمد محمد السعيدي تحت عنوان "طباعة القرآن الكريم في المملكة المغربية في الفترة بين 1879- 2011م"، فصل البحث في تاريخ طباعة القرآن الكريم في المغرب من حيث الجهود الأولية والمحاولات التي سبقت في طباعة القرآن الكريم، ثم قدم البحث لائحة ببليوغرافية في هذا الموضوع، وبعض الملحوظات المنهجية والملحوظات الفنية، ثم خلص إلى: اطراد جهود المغاربة في طبع القرآن الكريم يعزز تشبثهم بشريعة الإسلام السمحة/ وتطلعهم الدائم لخدمة كتاب الله العزيز، واستفادة المصاحف المغربية من تطورتكنولوجيا الطباعة وحركة انبعاث الخط المغربي المزخرفة، وتشابه حالة المغرب في بلدان العالم الإسلامي بخصوص التأخر في طبع المصاحف، وتمكنه من تجاوز ذلك العائق التعاون بين المغرب والمشرق في إنتاج المصاحف يبرز انفتاح المغاربة على جهود غيرهم، واستفادتهم منها في تطوير قدراتهم الذاتية، وتمكن المغرب من إحداث مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، التي غدت رائدة في إنتاج المصاحف المغربية وفق خصوصيات البلاد، ومن ثم التمكن من مغربة الإنتاج المصحفي ’وحفاظ المغرب على تقاليده العريقة في العناية بالمصاحف من حيث الجانب العلمي والفني.
أما البحث الثالث بعنوان "تاريخ طباعة القرآن الكريم ونشره في باكستان" لمحمد أكرم، الذي تناول فيه تاريخ الطباعة على نحو عام، وأشار إلى مراكز الطباعة في دولة باكستان، وهي ثلاث مركز رئيسية: لاهور، وبشاور، وكراتشي، وتحدث عن تاريخ طباعة المصحف في باكستان، وجهود وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وما وضعته من ضوابط لتنظيم هذه المهمة الدقيقة، ثم أشار البحث إلى المطابع المشهورة في باكستان، وقدم نبذة عن تاريخ جمعية حماية الإسلام، رصد أشهر المصاحف المطبوعة في باكستان، وواقعها، وعرف بمصحف جمعية حماية الإسلام، وتحدث عن مصاحف التجويد، منها ملون ومنها غير ملون، ثم تطرق في ختام بحثه إلى المأمول في طباعة المصحف في باكستان.
وفي البحث الرابع تحت عنوان "تاريخ طباعة المصحف الشريف في مصر" أبرزت الدكتورة آمال رمضان عبد الحميد دور مصر الريادي في نشر كتاب الله في أرجاء العالم كافة، مستعرضة مسيرة طباعة المصحف في مصر، منذ دخول الطباعة إلى مصر مع الحملة الفرنسية، وجهود والي مصر محمد علي باشا في طباعة المصحف الشريف، ودور المطابع الحكومية والأهلية المصرية في طباعة المصحف، كما تناول البحث مراحل إعداد المصحف للطباعة.
وفي القاعة الثانية من الجلسة الثانية التي رأسها معالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند، وقرر لها الدكتور خالد بن عبد المعطي العوفي، تم مناقشة ثلاثة بحوث ، البحث الأول بعنوان "طباعة المصحف الشريف في الجزائر" لرضوان إبراهيم لخشين، حيث درس البحث جهود الجزائر في طباعة المصحف، وبدأ بمقدمة عامة، ثم تمهيد تضمن فرعين: الفرع الأول أشار إلى بعض التعاريف المهمة، والفرع الثاني أشار إلى نبذة عن تاريخ المصحف الشريف في الجزائر، ثم يأتي المبحث الأول وتحدث عن تاريخ طباعة المصحف الشريف في الجزائر، كما تحدث عن بيان طبعات المصحف الشريف في الجزائر ومطابعها، ثم تناول في المبحث الثاني تقويم طباعة المصحف في الجزائر، وتقويم الطباعة من الجهة العلمية، والجهة العملية، أما المبحث الثالث والأخير فكان عن بيان تطلعات طباعة المصحف في الجزائر.
ونوه يوسف ذنون عبد الله في البحث الثاني تحت عنوان "أضواء على المصاحف المطبوعة في أوروبا بالمكتبة التراثية في الدوحة" بأن المقصود من هذا البحث الموجز لفت أنظار الباحثين إلى المصاحف المبكرة في مكتبة نادرة في البلاد العربية والإسلامية لما حوته من آلاف الكتب المطبوعة في أوروبا منذ عصر نشوء الطباعة على يد جوتنبرج في منتصف القرن الخامس عشر وإلى يومنا هذا، مشيرا إلى أنه لابد من إعطاء فكرة سريعة عن نشوء الطباعة وتطورها في أوروبا، والتركيز على طباعة المصاحف الكريمة فيها، لإعطاء فكرة موجزة عن المصاحف التي طبعت هناك من البداية وحتى الوقت الحاضر، وعما هو منها في المكتبة التراثية وغيرها في الدوحة، مما يندر وجوده في أي بلد عربي أو إسلامي، ويمكن الاستفادة منه في الدراسات المستقبلية في هذه المجالات، كما ألحق في البحث صورًا لبعض المصاحف النادرة.
وجاء البحث الثالث بعنوان "تاريخ طباعة القرآن الكريم في جمهورية باكستان" لأبي طلحة محمد يونس الكشميري حيث قدم الباحث فكرة عن نشأة الطباعة في شبة القارة الهندية وتطورها، وتحدث عن أشهر الشركات التي عملت في مجال طباعة المصحف الشريف قبل استقلال باكستان، واتجه نحو جمهورية باكستان الإسلامية، فقدم نماذج مصورة عنها بأنواعها المختلفة الكاملة والمجزأة والتجويدية والمترجمة، وقدم دراسة تحليلية لها مدعومة بصور المصاحف التي تمت طباعتها، والجهود المبذولة في تصحيحها وإتقان عملها، ثم عرض لجهود هيئة القرآن الكريم المحلية لإقليم البنجاب، وذكر بعض النماذج والأخطاء من بعض الشركات التي تطبع المصاحف، ثم خلص إلى بعض النتائج التوصيات، ومؤملاً أن تستفيد المؤسسات العاملة في طباعة المصحف الشريف منها.
وفي مساء اليوم أقيمت ورشة عمل ضمن فعاليات الندوة والمعرض المصاحب لها بعنوان "طباعة المصحف الشريف - عرض وتقويم " شارك فيها كل من الدكتور خالد أرن مدير عام مركز أرسيكا، والدكتور طيار آلتي من تركيا.
وستتواصل يوم غد الأربعاء أعمال ندوة "طباعة القرآن الكريم بين الواقع والمأمول" بعقد أربع جلسات في الفترتين الصباحية والمسائية، وهي (الثالثة، والرابعة، والخامسة، والسادسة) حيث يتم مناقشة (27) بحثاً.
وناقشت الجلسة الأولى التي رأسها معالي الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، وقرر لها الدكتور مصطفى بن عمر حلبي، أربعة بحوث حيث جاء البحث الأول بعنوان "تاريخ طباعة القرآن الكريم في أوروبا حتى منتصف القرن التاسع عشر" وقدمه الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الخطيب الذي أكد فيه أن القرآن الكريم ترك تأثيراً كبيراً في الأوروبيين، وخاصة بعد اختراع الطباعة عام (840 هـ ــــ 1436م ) واتجاه الأوروبيين نحو طباعة القرآن الكريم في مختلف الدول الأوروبية.
وتناول الباحث الخطيب في بحثه الحديث عن الطباعة العربية وطباعة المصحف في أوروبا، والدوافع التي ساعدت على ظهور طبعات القرآن الكريم وترجمته في أوروبا، وطبعات القرآن الكريم الكاملة في أوروبا حتى منتصف القرن التاسع عشر، وطبعات القرآن الكريم غير الكاملة في أوروبا حتى منتصف القرن التاسع عشر.
وفي البحث الثاني الذي جاء بعنوان "طباعة القرآن الكريم في البنغال" استعرض فيه الدكتور أبو بكر محمد زكريا نبذة عن بلاد البنغال ورسم خريطتها، متحدثا عن دخول الإسلام فيها، وتاريخ طباعة المصحف في منطقة البنغال، مشيرًا إلى أهم المطابع التي عنيت بطباعة المصاحف، وأبرز المكتبات التي تطبع القرآن الكريم، كما تناول خصائص المصحف المطبوعة في البنغال، كما قدم البحث ملحقاً يتضمن صفحات من القرآن الكريم مطبوعة في بلاد البنغال.
أما البحث الثالث الذي جاء بعنوان "تاريخ طباعة القرآن الكريم في المغرب" المقدم من الدكتور حسن إدريس عزوزي، تحدث فيها عن عناية المغاربة بحفظ القرآن الكريم ونشره، والوقوف عند تطور الخط العربي، الذي تكتب به المصاحف، وخصائص ومراحل تطور الخط المبسوط ورصيد الباحث ثلاث مراحل لتطور طباعة المصحف الشريف في المغرب وهي: مرحلة البدايات، ومرحلة التطور، ومرحلة النضج.
وجاء البحث الرابع بعنوان "طباعة القرآن الكريم في مصر في عهد محمد علي باشا وأسرته" المقدم من الدكتورة سماح عبد المنعم السلاوي، أوضحت فيه أن طباعة القرآن الكريم كان أمراً مهماً لنشر مبادئ الدين الإسلامي، مستعرضة تاريخ الطباعة في مصر التي دخلت في عهد الاحتلال الفرنسي 1798م، مرورا بعهد محمد علي باشا الذي أرسل بعثات تعليمية إلى أوروبا لتعلم فن الطباعة وإنشاء مطبعة بولاق، وجاء بعده الملك فؤاد الأول الذي أهتم كثيراً بطبع القرآن على الرسم العثماني برعاية نخبة من علماء الأزهر وصدرت أول نسخة عام 1924م.
وفي القاعة الثانية من الجلسة الأولى التي رأسها الدكتور عبد الله بن على بصفر، وقرر لها الدكتور وليد بن بليهش العمري وناقشت أربعة بحوث الأول بعنوان "تاريخ طباعة القرآن الكريم في أوروبا" للدكتور ميخائيلو يعقوبوفيتش، الذي أشار إلى أن المعرفة الأوروبية بالقرآن الكريم تعود إلى العصور الوسطى، كما تناول دراسة عميقة للنسخ الأوروبية للقرآن الكريم، التي تشمل النصوص العربية، وإبراز بعض التوجهات التاريخية والحديثة مع دراسة أصول هذه النصوص من حيث الدقة، وإعدادات الطباعة وغيرها من العناصر الضرورية.
أما البحث الثاني الذي قدمه محمد بن أحمد سالم أحمدو بعنوان "تاريخ طباعة المصحف في موريتانيا" الذي بين تاريخ طباعة المصحف الشريف في موريتانيا، التي بدأت الطباعة فيها متأخرة عن كل البلدان العربية، مبينا الأسباب التي أدت إلى تأخير ظهور أول مصحف موريتاني مطبوع حتى سنة 2012م، ومستعرضاً المحاولات والتجارب التي سبقت صدوره.
كما تناول البحث المراحل التي مر بها إنجاز المصحف الموريتاني، منذ أن كان في البداية مشروعاً لدار الدور للطباعة والنشر التي أشرفت على إنجازه والمراحل الأولى من تصحيحه قبل أن يفوز في مسابقة نظمتها وزارة الشؤون الإسلامية لطباعة مصحف رسمي موريتاني، كما درس بالتفصيل أهم خصائص المصحف الذي طبع برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق، ويلتزم في الرسم والضبط والتجزئة وسجود التلاوة وعد الآي والوقف ما جرى به العمل لدى الشناقطة، وقد خط بالخط المصحفي الشنقيطي المبسوط، واستخدمت فيه زخارف مستوحاة من الفن الموريتاني القديم والزخرفة الإسلامية، متناولا في ختام بحثه لواقع طباعة المصحف في موريتانيا، وآفاقها، وماهو مأمول أن يتحقق في هذا المجال من إنجازات.
كما عرض البحث المقدم من الدكتور محمد فوزي مصري رحيل بعنوان "الشمرلي تاريخ عريق في طباعة المصحف الشريف" جهود مؤسسة الشمرلي الرائدة في طباعة المصحف الشريف، فيما بدأ الباحث بمقدمة عامة عن تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن، وقدم موجزاً عن كتابته وجمعه ونقطه، ثم جاء المبحث الأول عن مدخل لطباعة القرآن الكريم في مصر، أما المبحث الثاني فكان عن بدء طباعة القرآن الكريم في مطابع الشمرلي، وكان المبحث الثالث عن انتشار مصحف الشمرلي، والمبحث الرابع عن إصدارات مصحف الشمرلي.
واشتمل البحث الرابع الذي كان عنوانه "طباعة القرآن الكريم في شبه القارة الهندية : تاريخ ونماذج" لمحمد نصير خان ثاقب، تناول فيها أهمية الطباعة وتاريخها، وتاريخ طباعة القرآن الكريم في شبه القارة الهندية، وتاريخ ظهور الطباعة في العالم، وكيف دخلت إلى الهند في القرن السادس عشر الميلادي على أيدي النصارى البرتغاليين، وذكر الباحث أهم المطابع التي أسست في مختلف أنحاء شبه القارة الهندية، متناولاً ظهور الطريقة الليثوغرافية في الطباعة، كما تضمن المبحث الثاني تعريفاً موجزاً بالمطابع التي أسهمت في طباعة القرآن الكريم في شبه القارة الهندية.
كما عقدت الجلسة الثانية، حيث رأس الجلسة فضيلة الدكتور صالح بن عبد الرحمن المحيميد وقرر لها الدكتور عبد الرحيم بن محمد المغذوي، وناقشت أربعة بحوث، ففي البحث الأول بعنوان "تاريخ طباعة القرآن الكريم لدى المستشرقين" للدكتور أنور محمود حلمي زناتي، بدأ الباحث بمقدمة عامة عن عناية المستشرقين بالتراث الإسلامي، ثم المبحث الأول: عن تاريخ طباعة القرآن الكريم لدى المستشرقين، فرصد طباعتهم الأولى، ووصفها، وقدم صوراً عنها، وكيفية ضبطها، والأصول التي اعتمدت عليها في النشر والطباعة، مشيرا إلى مقدمات المستشرقين على هذه المصاحف. وأما المبحث الثاني فكان عن أغراض بعض مستشرقي الغرب فيما يتعلق بطباعة القرآن الكريم حيث أكد الباحث أن محاولات تشويه طباعة القرآن الكريم لم تنجح، الذي يدل بجلاء أن الله سبحانه هيأ لكتابه كل أسباب الحفظ والصون.
وفي البحث الثاني للدكتور أحمد محمد السعيدي تحت عنوان "طباعة القرآن الكريم في المملكة المغربية في الفترة بين 1879- 2011م"، فصل البحث في تاريخ طباعة القرآن الكريم في المغرب من حيث الجهود الأولية والمحاولات التي سبقت في طباعة القرآن الكريم، ثم قدم البحث لائحة ببليوغرافية في هذا الموضوع، وبعض الملحوظات المنهجية والملحوظات الفنية، ثم خلص إلى: اطراد جهود المغاربة في طبع القرآن الكريم يعزز تشبثهم بشريعة الإسلام السمحة/ وتطلعهم الدائم لخدمة كتاب الله العزيز، واستفادة المصاحف المغربية من تطورتكنولوجيا الطباعة وحركة انبعاث الخط المغربي المزخرفة، وتشابه حالة المغرب في بلدان العالم الإسلامي بخصوص التأخر في طبع المصاحف، وتمكنه من تجاوز ذلك العائق التعاون بين المغرب والمشرق في إنتاج المصاحف يبرز انفتاح المغاربة على جهود غيرهم، واستفادتهم منها في تطوير قدراتهم الذاتية، وتمكن المغرب من إحداث مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، التي غدت رائدة في إنتاج المصاحف المغربية وفق خصوصيات البلاد، ومن ثم التمكن من مغربة الإنتاج المصحفي ’وحفاظ المغرب على تقاليده العريقة في العناية بالمصاحف من حيث الجانب العلمي والفني.
أما البحث الثالث بعنوان "تاريخ طباعة القرآن الكريم ونشره في باكستان" لمحمد أكرم، الذي تناول فيه تاريخ الطباعة على نحو عام، وأشار إلى مراكز الطباعة في دولة باكستان، وهي ثلاث مركز رئيسية: لاهور، وبشاور، وكراتشي، وتحدث عن تاريخ طباعة المصحف في باكستان، وجهود وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وما وضعته من ضوابط لتنظيم هذه المهمة الدقيقة، ثم أشار البحث إلى المطابع المشهورة في باكستان، وقدم نبذة عن تاريخ جمعية حماية الإسلام، رصد أشهر المصاحف المطبوعة في باكستان، وواقعها، وعرف بمصحف جمعية حماية الإسلام، وتحدث عن مصاحف التجويد، منها ملون ومنها غير ملون، ثم تطرق في ختام بحثه إلى المأمول في طباعة المصحف في باكستان.
وفي البحث الرابع تحت عنوان "تاريخ طباعة المصحف الشريف في مصر" أبرزت الدكتورة آمال رمضان عبد الحميد دور مصر الريادي في نشر كتاب الله في أرجاء العالم كافة، مستعرضة مسيرة طباعة المصحف في مصر، منذ دخول الطباعة إلى مصر مع الحملة الفرنسية، وجهود والي مصر محمد علي باشا في طباعة المصحف الشريف، ودور المطابع الحكومية والأهلية المصرية في طباعة المصحف، كما تناول البحث مراحل إعداد المصحف للطباعة.
وفي القاعة الثانية من الجلسة الثانية التي رأسها معالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند، وقرر لها الدكتور خالد بن عبد المعطي العوفي، تم مناقشة ثلاثة بحوث ، البحث الأول بعنوان "طباعة المصحف الشريف في الجزائر" لرضوان إبراهيم لخشين، حيث درس البحث جهود الجزائر في طباعة المصحف، وبدأ بمقدمة عامة، ثم تمهيد تضمن فرعين: الفرع الأول أشار إلى بعض التعاريف المهمة، والفرع الثاني أشار إلى نبذة عن تاريخ المصحف الشريف في الجزائر، ثم يأتي المبحث الأول وتحدث عن تاريخ طباعة المصحف الشريف في الجزائر، كما تحدث عن بيان طبعات المصحف الشريف في الجزائر ومطابعها، ثم تناول في المبحث الثاني تقويم طباعة المصحف في الجزائر، وتقويم الطباعة من الجهة العلمية، والجهة العملية، أما المبحث الثالث والأخير فكان عن بيان تطلعات طباعة المصحف في الجزائر.
ونوه يوسف ذنون عبد الله في البحث الثاني تحت عنوان "أضواء على المصاحف المطبوعة في أوروبا بالمكتبة التراثية في الدوحة" بأن المقصود من هذا البحث الموجز لفت أنظار الباحثين إلى المصاحف المبكرة في مكتبة نادرة في البلاد العربية والإسلامية لما حوته من آلاف الكتب المطبوعة في أوروبا منذ عصر نشوء الطباعة على يد جوتنبرج في منتصف القرن الخامس عشر وإلى يومنا هذا، مشيرا إلى أنه لابد من إعطاء فكرة سريعة عن نشوء الطباعة وتطورها في أوروبا، والتركيز على طباعة المصاحف الكريمة فيها، لإعطاء فكرة موجزة عن المصاحف التي طبعت هناك من البداية وحتى الوقت الحاضر، وعما هو منها في المكتبة التراثية وغيرها في الدوحة، مما يندر وجوده في أي بلد عربي أو إسلامي، ويمكن الاستفادة منه في الدراسات المستقبلية في هذه المجالات، كما ألحق في البحث صورًا لبعض المصاحف النادرة.
وجاء البحث الثالث بعنوان "تاريخ طباعة القرآن الكريم في جمهورية باكستان" لأبي طلحة محمد يونس الكشميري حيث قدم الباحث فكرة عن نشأة الطباعة في شبة القارة الهندية وتطورها، وتحدث عن أشهر الشركات التي عملت في مجال طباعة المصحف الشريف قبل استقلال باكستان، واتجه نحو جمهورية باكستان الإسلامية، فقدم نماذج مصورة عنها بأنواعها المختلفة الكاملة والمجزأة والتجويدية والمترجمة، وقدم دراسة تحليلية لها مدعومة بصور المصاحف التي تمت طباعتها، والجهود المبذولة في تصحيحها وإتقان عملها، ثم عرض لجهود هيئة القرآن الكريم المحلية لإقليم البنجاب، وذكر بعض النماذج والأخطاء من بعض الشركات التي تطبع المصاحف، ثم خلص إلى بعض النتائج التوصيات، ومؤملاً أن تستفيد المؤسسات العاملة في طباعة المصحف الشريف منها.
وفي مساء اليوم أقيمت ورشة عمل ضمن فعاليات الندوة والمعرض المصاحب لها بعنوان "طباعة المصحف الشريف - عرض وتقويم " شارك فيها كل من الدكتور خالد أرن مدير عام مركز أرسيكا، والدكتور طيار آلتي من تركيا.
وستتواصل يوم غد الأربعاء أعمال ندوة "طباعة القرآن الكريم بين الواقع والمأمول" بعقد أربع جلسات في الفترتين الصباحية والمسائية، وهي (الثالثة، والرابعة، والخامسة، والسادسة) حيث يتم مناقشة (27) بحثاً.