الرياض - واس : رأس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة التوجيهية لبرنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس هيئة تطوير المدينة المنورة أمس، الاجتماع الثاني للجنتين الاستشارية والتوجيهية لبرنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي بالمنطقة، الذي نفذته الهيئة مع الجهات ذات العلاقة.
وفي بداية الاجتماع رفع سمو الأمير سلطان بن سلمان نيابة عن أعضاء اللجنتين الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على دعمه واهتمامه بقضية التراث الوطني والبعد الحضاري للمملكة، وموافقته - أيده الله - على مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري للمملكة، وما يتعلق بالعناية بالتراث الحضاري وربط الأجيال بتاريخ دينهم ووطنهم.
كما رفع سموه الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز - حفظه الله - على دعمه كذلك كل ما يتعلق بتاريخ المملكة وتراثها الوطني، منوها باهتمام الدولة من خلال إقرار مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري للمملكة، ونظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، إضافة إلى عدد من الأنظمة والأوامر السامية المتعلقة بحماية مواقع التاريخ الإسلامي، والتراث العمراني.
وجدد الأمير سلطان بن سلمان في كلمته خلال الاجتماع التأكيد على أن جميع الأعمال التي يتم تنفيذها في جميع مسارات عمل الهيئة في مجال الآثار، وخاصة مواقع التاريخ الإسلامي، متوافقة تماماً مع الاعتبارات الشرعية، وتحترم أمور العقيدة، وأن منهج هذه البلاد منذ تأسيسها بقيادة الملك عبد العزيز - رحمه الله - قائم على شرع الله وسنة رسوله الكريم والعقيدة الصافية.
ونوه سموه بجهود الدولة في العناية بكل ما له صلة بأمور الإسلام ومن ذلك مشاريع خدمة وتوسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، ومجمع طباعة المصحف الشريف وغيرها من المبادرات الرائدة التي تعكس حرص هذه البلاد على إعلاء كلمة الله والتيسير على المسلمين لأداء نسكهم بيسر وسهولة.
وأكد سمو رئيس الهيئة على أن جميع ما يجري من مشاريع أو دراسات في شأن مواقع التاريخ الإسلامي أهم مسارات المشروع الكبير " مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة " الذي أقره خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، ويضم أكثر من 71 مشروعاً في مجال الآثار والتراث العمراني، والمتاحف، والحرف والصناعات اليدوية، إلى جانب المشاريع الأخرى الكبرى التي يجري العمل على تنفيذها من قبل شركاء الهيئة من مؤسسات الدولة ذات العلاقة.
وأعرب سمو الأمير سلطان بن سلمان عن تقديره لما تقوم به هيئة تطوير مكة المكرمة وهيئة تطوير المدينة المنورة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الشؤون الإسلامية وأمانات المناطق وشركاء الهيئة في برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي من مشاريع يجري تنفيذها حاليا ضمن البرنامج، مبيناً الاهتمام الكبير الذي توليه الهيئة للبرنامج انطلاقا من دوره المنتظر في إحداث نقلة نوعية في العناية بمواقع التاريخ الإسلامي وتهيئتها، بصفتها مكوناً أساسياً للبلاد والهوية الوطنية، وجزء أساسيا من التاريخ الحضاري الإسلامي المهم، مؤكداً على أن البرنامج يمثل جانبا من الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - للإسلام، عقيدة وتاريخاً وتراثاً .
وتم خلال الاجتماع مناقشة خطة ومسارات البرنامج وما تم تنفيذه من أعمال في الفترة الماضية، ومتابعة تنفيذ توصيات الاجتماع الاول، واستعراض عددا من الموضوعات المتعلقة بمشاريع البرنامج، منها مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري الصادر بالأمر السامي رقم (28863) وتاريخ 21 / 7 / 1435هـ، حيث تضمن الاجتماع عرضا عن المشروع ومراحل الإعداد له، والبرامج والمشاريع التي يتضمنها.
ثم قدم عرض عن متحف المعارك الإسلامية الذي ستقوم وزارة الدفاع بإنشائه بالتعاون مع الهيئة بناء على موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله -، حيث تم استعراض الخطوات العملية لتنفيذ مشروع المتحف، ونتائج الاجتماعات التي واكبت هذا المشروع، الذي سيقام في محافظة بدر وناقش الحضور طريقة تشغيل المتحف، والتقنيات التي يجب أن تتوفر فيه، إلى جانب المواد الفلمية التي سيتم عرضها.
واعتمدت اللجنتان في الاجتماع قرارات مهمة وأعطت أولوية قصوى لتنفيذ مشروعات لتطوير منطقة غزوة بدر، وجبل أحد، والخندق، وجبل النور وجبل ثور، إلى جانب مشروع متحف الغزوات في محافظة بدر والذي ستتولى تنفيذه وزارة الدفاع، إضافة إلى عدد من المشاريع الأخرى ذات الصلة بمواقع التاريخ الإسلامي العظيم.
وحدد الاجتماع قائمة بالمشروعات التي يجب أن تنفذ، حيث وجه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة بأن تباشر سريعاً في عمليات تطوير منطقة بدر بالشراكة مع هيئة السياحة والآثار، وتطوير المنطقة المحيطة بالمشروع وتوفير الخدمات والمرافق العامة المثالية التي تعكس حضارة المملكة وعظمة هذا الدين الحنيف، وشكلت لذلك لجنة تضم إمارة المنطقة والأمانة وقطاع الآثار في هيئة السياحة والآثار، كما وجه الأمانة بسرعة المباشرة في أعمال ترميم المساجد السبعة وتنفيذ ما يحتاج إلى تنفيذ كامل وتقديم مشروع كامل الأركان بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وقدم مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للتراث المشرف على البرنامج الدكتور سعد الراشد شرحاً عن التقدم الذي حققه برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي، مؤكداً على أن المشروع يهدف إلى توثيق مواقع التاريخ الإسلامي، وتأهيل الآبار ومصادر المياه المرتبطة بالسيرة النبوية، وتأهيل مسار الهجرة النبوية، وتسجيل مواقع التاريخ الإسلامي في السجل الوطني، طبقا للأمر السامي القاضي بالمحافظة على مواقع التاريخ الإسلامي.
وقدمت هيئة تطوير المدينة المنورة عرضاً عن المشاريع المرتبطة بمواقع التاريخ الإسلامي، والاعتمادات المالية المخصصة لها وفي مقدمتها تطوير مواقع أحد، وبدر، والعقيق، والخندق، ومشروع المسار التراثي من المناخة إلى المساجد السبعة، وغيرها من المشاريع التي تصب في صالح هذا المشروع الكبير.
فيما قدمت هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسى عرض عن المشاريع المرتبطة بمواقع التاريخ الاسلامي، تضمن الإشارة إلى الأعمال الجارية لتطوير منطقتي جبل النور وجبل ثور والعناية بهما، وبدأت أمانة العاصمة المقدسة تحت إشراف هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في نزع ملكية 30 عقاراً لصالح توسعة شارع حراء المؤدي إلى جبل النور، كما رصدت نحو 60 مليوناً لأعمال الطرق والحماية لهذين المشروعين، وسيتبعهما سلسلة مشاريع مهمة في محيطيهما ولتأهيل المنطقة المتاخمة للموقعين.
وعرضت الهيئة في الاجتماع تصاميم المشروع وطريقة التنفيذ، حيث أكد الحضور على أهمية أن يكون طابعه العمراني متوائماً مع طبيعة مكة المكرمة إنساناً ومكاناً وأن يسير بخطوات متسارعة بهدف التسهيل على ضيوف الرحمن والزوار وتمكينهم من معرفة بداية نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك هجرته إلى المدينة المنورة، وتهيئة أماكن للزوار مجهزة بأحدث التقنيات وشاشات العرض، وتعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في قطاع الآثار بالشراكة مع هيئة تطوير مكة المكرمة وأمانة العاصمة المقدسة لتحقيق ذلك، ويعمل فيها فريق مختص جرى تدريبهم وتأهيلهم في مختلف العلوم التي يحتاج لها زوار هذه الأماكن، كما يجري التنسيق مع جامعة أم القرى لاستحداث برنامج تدريبي لتأهيل جميع من يعملون في هذه المواقع.
واستعرض فرع هيئة السياحة في منطقة الرياض مشروع العناية بمواقع التاريخ الإسلامي في المنطقة ممثلاً في موقع عقرباء التاريخي والجهود المبذولة بالتنسيق مع إمارة وأمانة المنطقة لإحداث نقلة نوعية في محيط الموقع وتطويره بطريقة حضارية متميزة.
كما استعرض فرع هيئة السياحة والآثار بالطائف مشروع توثيق مسار قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ودعوة أهلها إلى الإسلام، وإعداد بحث توثيقي لغزوة حنين وإعداد مسار غزوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف في أعقاب غزوة حنين، وترميم القصر الأموي، وتطوير مسارات مواقع الفتح الإسلامي.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في تصريح صحفي عقب الاجتماع على أن برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي يعد من أهم المسارات التي تعمل عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع شركائها في البرنامج، لافتا إلى اهتمام البرنامج لتحقيق اهتمام القيادة بمواقع التاريخ الإسلامي المجيد، وإعطاء عناية خاصة لمواقع التاريخ الإسلامي، وتوثيق المواقع والمعالم المرتبطة بالحقبة الإسلامية الأولى ودراستها، بهدف المحافظة عليها وتوظيفها للفائدة العلمية والدعوية، وتهيئتها لتكون مواقع لمعايشة انطلاقة الإسلام العظيم من ارض المملكة العربية السعودية، وتعزيز الثوابت والعقيدة الصافية التي تقوم عليها بلاد الحرمين.
ونوه بجهود الدولة في حماية مواقع التاريخ الإسلامي واهتمامها الكبير بهذه المواقع في مكة المكرمة والمدينة المنورة من خلال عدد من القرارات والأوامر التي توجت مؤخرا بمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز للتراث الحضاري الذي تمثل مشاريع حماية مواقع التاريخ الإسلامي من أهم المسارات في المشروع، واعتماد نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الذي يركز في جوانب منه على حماية مواقع التاريخ الإسلامي، إضافة إلى صدور أوامر سامية بالمحافظة على الآثار في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحصرها، وتوثيقها، ومنع التعدي عليها، وهو ما تم فعلا.
وأضاف سموه: "كما وأشير إلى الجهد الكبير الذي قامت به الدولة في الحفاظ على الآثار أثناء توسعة خادم الحرمين الشريفين الحالية للحرم المكي الشريف من خلال التنسيق مع الهيئة في حفظ ونقل القطع الأثرية التي يتم العثور عليها أثناء أعمال التوسعة ونقلها لمتحف خاص، إضافة إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بحماية الرواق العثماني بطريقة علمية موثقة وإعادته ضمن مشروع التوسعة، كما انه تم خلال أعمال التطوير للمنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف والمسجد النبوي الهادفة إلى قيام الدولة بمسئولياتها لاستيعاب الإعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين والزوار وتسهيل أدائهم لمشاعرهم وتيسير زيارة الحرمين لهم، فإن الدولة حرصت أيضا على توثيق المعالم التاريخية والتأكيد على عدم إزالتها بالتعاون مع هيئات مكة المكرمة والمدينة المنورة وبما يخدم أهداف البرنامج وخدمة العقيدة والحفاظ على المواقع كجزء لا يتجزأ من التاريخ العظيم لديننا ليتحول إلى تاريخ معاش.
وأفاد أن الهيئة ممثلة بقطاع الآثار والمتاحف تنفذ برنامجاً لمتابعة المواقع الأثرية الإسلامية من خلال تسجيل جميع المواقع التي تم حصرها ضمن سجل الآثار، وتسيير فرق متابعة بشكل شهري لزيارة هذه المواقع ورفع تقارير دورية عنها، إضافة إلى برمجة احتياجات المواقع الأثرية الإسلامية من ترميم أو صيانة أو حماية وفق الحاجة، وإسناد هذه المهمة إلى الإدارة العامة للمشاريع والصيانة.
وقال سمو الأمير سلطان بن سلمان: "يضاف لذلك أيضا ما تقوم به الهيئة من جهود في إطار البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة ضمن اتفاقية تنفيذ البرنامج مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية " ( رابط معلومات عن البرنامج: www.al-turath.com. ) وكذلك مشروع (دار القرآن الكريم) بالمدينة المنورة الذي تقوم عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وإمارة منطقة المدينة المنورة.
مما يذكر أن برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي الذي تأسس بقرار من مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار في اجتماعه الحادي والثلاثين بتاريخ 20 / 5 / 1434هـ يهدف إلى العناية بمواقع التاريخ الإسلامي بتأهيل وتطوير هذه المواقع من خلال العمل مع الجهات ذات العلاقة، وتوظيفها بالطريقة المثلى التي تبرز رسالة الإسلام الخالدة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، وربط الدارسين بالتاريخ الإسلامي المبني على التراث المادي والمعلومات التاريخية الموثوقة، والعمل مع العلماء في مجال الشريعة والتاريخ الإسلامي في مراجعة وإعداد النصوص التاريخية وتأهيل ذوي الخبرة العلمية والشرعية للتعريف بالمواقع التي يرتادها الجمهور وتأكيد الثوابت الشرعية والعبر التاريخية عبر منظومة من مراكز التوجيه والمتاحف المتخصصة.
ويتم العمل في البرنامج من خلال أربعة مسارات هي: مسار التسجيل والحماية، ومسار الدراسات والتوثيق، ومسار التطوير والتأهيل، ومسار التوعية والتعريف، حيث تندرج تحت كل مسار من هذه المسارات مشاريع وبرامج محددة.
وأعضاء اللجنة التوجيهية للبرنامج التي يرأسها سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار تضم كلا من: معالي مستشار سمو ولي العهد عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور فهد السماري، وعضو مجلس الشورى عضو اللجنة الاستشارية للآثار والمتاحف الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي، وعميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود عضو اللجنة الاستشارية للآثار والمتاحف أمين عام دارة الملك عبد العزيز الدكتور عبد الله بن محمد الشارخ، ومستشار رئيس الهيئة للتراث الدكتور سعد بن عبد العزيز الراشد، ونائب رئيس الهيئة المشرف على مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، والمستشار الخاص لرئيس الهيئة عبد الله بن محمد آل الشيخ، ونائب رئيس الهيئة للمناطق الدكتور وليد بن محمد الحميدي، والمشرف على مركز التراث العمراني الوطني الدكتور مشاري بن عبد الله النعيم.
وتضم اللجنة الاستشارية للبرنامج في عضويتها كلا من: معالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، ومعالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله بن محمد المطلق، عضو هيئة كبار العلماء الشيخ قيس بن محمد المبارك، ومعالي أمين العاصمة المقدسة أمين عام هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، ومعالي أمين المدينة المنورة الدكتور خالد بن عبد القادر طاهر، وعضو هيئة التدريس بجامعة طيبة وإمام وخطيب جامع قباء بالمدينة المنورة الشيخ صالح بن عواد المغامسي، وأمين عام هيئة تطوير المدينة المنورة الدكتور طلال بن عبد الرحمن الردادي، ورئيس المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة الدكتور عبد المحسن بن محمد آل الشيخ، وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور محمد عبد الهادي الشيباني، وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة الدكتور فواز بن علي الدهاس.
وفي بداية الاجتماع رفع سمو الأمير سلطان بن سلمان نيابة عن أعضاء اللجنتين الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على دعمه واهتمامه بقضية التراث الوطني والبعد الحضاري للمملكة، وموافقته - أيده الله - على مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري للمملكة، وما يتعلق بالعناية بالتراث الحضاري وربط الأجيال بتاريخ دينهم ووطنهم.
كما رفع سموه الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز - حفظه الله - على دعمه كذلك كل ما يتعلق بتاريخ المملكة وتراثها الوطني، منوها باهتمام الدولة من خلال إقرار مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري للمملكة، ونظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، إضافة إلى عدد من الأنظمة والأوامر السامية المتعلقة بحماية مواقع التاريخ الإسلامي، والتراث العمراني.
وجدد الأمير سلطان بن سلمان في كلمته خلال الاجتماع التأكيد على أن جميع الأعمال التي يتم تنفيذها في جميع مسارات عمل الهيئة في مجال الآثار، وخاصة مواقع التاريخ الإسلامي، متوافقة تماماً مع الاعتبارات الشرعية، وتحترم أمور العقيدة، وأن منهج هذه البلاد منذ تأسيسها بقيادة الملك عبد العزيز - رحمه الله - قائم على شرع الله وسنة رسوله الكريم والعقيدة الصافية.
ونوه سموه بجهود الدولة في العناية بكل ما له صلة بأمور الإسلام ومن ذلك مشاريع خدمة وتوسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، ومجمع طباعة المصحف الشريف وغيرها من المبادرات الرائدة التي تعكس حرص هذه البلاد على إعلاء كلمة الله والتيسير على المسلمين لأداء نسكهم بيسر وسهولة.
وأكد سمو رئيس الهيئة على أن جميع ما يجري من مشاريع أو دراسات في شأن مواقع التاريخ الإسلامي أهم مسارات المشروع الكبير " مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة " الذي أقره خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، ويضم أكثر من 71 مشروعاً في مجال الآثار والتراث العمراني، والمتاحف، والحرف والصناعات اليدوية، إلى جانب المشاريع الأخرى الكبرى التي يجري العمل على تنفيذها من قبل شركاء الهيئة من مؤسسات الدولة ذات العلاقة.
وأعرب سمو الأمير سلطان بن سلمان عن تقديره لما تقوم به هيئة تطوير مكة المكرمة وهيئة تطوير المدينة المنورة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الشؤون الإسلامية وأمانات المناطق وشركاء الهيئة في برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي من مشاريع يجري تنفيذها حاليا ضمن البرنامج، مبيناً الاهتمام الكبير الذي توليه الهيئة للبرنامج انطلاقا من دوره المنتظر في إحداث نقلة نوعية في العناية بمواقع التاريخ الإسلامي وتهيئتها، بصفتها مكوناً أساسياً للبلاد والهوية الوطنية، وجزء أساسيا من التاريخ الحضاري الإسلامي المهم، مؤكداً على أن البرنامج يمثل جانبا من الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - للإسلام، عقيدة وتاريخاً وتراثاً .
وتم خلال الاجتماع مناقشة خطة ومسارات البرنامج وما تم تنفيذه من أعمال في الفترة الماضية، ومتابعة تنفيذ توصيات الاجتماع الاول، واستعراض عددا من الموضوعات المتعلقة بمشاريع البرنامج، منها مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري الصادر بالأمر السامي رقم (28863) وتاريخ 21 / 7 / 1435هـ، حيث تضمن الاجتماع عرضا عن المشروع ومراحل الإعداد له، والبرامج والمشاريع التي يتضمنها.
ثم قدم عرض عن متحف المعارك الإسلامية الذي ستقوم وزارة الدفاع بإنشائه بالتعاون مع الهيئة بناء على موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله -، حيث تم استعراض الخطوات العملية لتنفيذ مشروع المتحف، ونتائج الاجتماعات التي واكبت هذا المشروع، الذي سيقام في محافظة بدر وناقش الحضور طريقة تشغيل المتحف، والتقنيات التي يجب أن تتوفر فيه، إلى جانب المواد الفلمية التي سيتم عرضها.
واعتمدت اللجنتان في الاجتماع قرارات مهمة وأعطت أولوية قصوى لتنفيذ مشروعات لتطوير منطقة غزوة بدر، وجبل أحد، والخندق، وجبل النور وجبل ثور، إلى جانب مشروع متحف الغزوات في محافظة بدر والذي ستتولى تنفيذه وزارة الدفاع، إضافة إلى عدد من المشاريع الأخرى ذات الصلة بمواقع التاريخ الإسلامي العظيم.
وحدد الاجتماع قائمة بالمشروعات التي يجب أن تنفذ، حيث وجه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة بأن تباشر سريعاً في عمليات تطوير منطقة بدر بالشراكة مع هيئة السياحة والآثار، وتطوير المنطقة المحيطة بالمشروع وتوفير الخدمات والمرافق العامة المثالية التي تعكس حضارة المملكة وعظمة هذا الدين الحنيف، وشكلت لذلك لجنة تضم إمارة المنطقة والأمانة وقطاع الآثار في هيئة السياحة والآثار، كما وجه الأمانة بسرعة المباشرة في أعمال ترميم المساجد السبعة وتنفيذ ما يحتاج إلى تنفيذ كامل وتقديم مشروع كامل الأركان بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وقدم مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للتراث المشرف على البرنامج الدكتور سعد الراشد شرحاً عن التقدم الذي حققه برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي، مؤكداً على أن المشروع يهدف إلى توثيق مواقع التاريخ الإسلامي، وتأهيل الآبار ومصادر المياه المرتبطة بالسيرة النبوية، وتأهيل مسار الهجرة النبوية، وتسجيل مواقع التاريخ الإسلامي في السجل الوطني، طبقا للأمر السامي القاضي بالمحافظة على مواقع التاريخ الإسلامي.
وقدمت هيئة تطوير المدينة المنورة عرضاً عن المشاريع المرتبطة بمواقع التاريخ الإسلامي، والاعتمادات المالية المخصصة لها وفي مقدمتها تطوير مواقع أحد، وبدر، والعقيق، والخندق، ومشروع المسار التراثي من المناخة إلى المساجد السبعة، وغيرها من المشاريع التي تصب في صالح هذا المشروع الكبير.
فيما قدمت هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسى عرض عن المشاريع المرتبطة بمواقع التاريخ الاسلامي، تضمن الإشارة إلى الأعمال الجارية لتطوير منطقتي جبل النور وجبل ثور والعناية بهما، وبدأت أمانة العاصمة المقدسة تحت إشراف هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في نزع ملكية 30 عقاراً لصالح توسعة شارع حراء المؤدي إلى جبل النور، كما رصدت نحو 60 مليوناً لأعمال الطرق والحماية لهذين المشروعين، وسيتبعهما سلسلة مشاريع مهمة في محيطيهما ولتأهيل المنطقة المتاخمة للموقعين.
وعرضت الهيئة في الاجتماع تصاميم المشروع وطريقة التنفيذ، حيث أكد الحضور على أهمية أن يكون طابعه العمراني متوائماً مع طبيعة مكة المكرمة إنساناً ومكاناً وأن يسير بخطوات متسارعة بهدف التسهيل على ضيوف الرحمن والزوار وتمكينهم من معرفة بداية نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك هجرته إلى المدينة المنورة، وتهيئة أماكن للزوار مجهزة بأحدث التقنيات وشاشات العرض، وتعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في قطاع الآثار بالشراكة مع هيئة تطوير مكة المكرمة وأمانة العاصمة المقدسة لتحقيق ذلك، ويعمل فيها فريق مختص جرى تدريبهم وتأهيلهم في مختلف العلوم التي يحتاج لها زوار هذه الأماكن، كما يجري التنسيق مع جامعة أم القرى لاستحداث برنامج تدريبي لتأهيل جميع من يعملون في هذه المواقع.
واستعرض فرع هيئة السياحة في منطقة الرياض مشروع العناية بمواقع التاريخ الإسلامي في المنطقة ممثلاً في موقع عقرباء التاريخي والجهود المبذولة بالتنسيق مع إمارة وأمانة المنطقة لإحداث نقلة نوعية في محيط الموقع وتطويره بطريقة حضارية متميزة.
كما استعرض فرع هيئة السياحة والآثار بالطائف مشروع توثيق مسار قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ودعوة أهلها إلى الإسلام، وإعداد بحث توثيقي لغزوة حنين وإعداد مسار غزوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف في أعقاب غزوة حنين، وترميم القصر الأموي، وتطوير مسارات مواقع الفتح الإسلامي.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في تصريح صحفي عقب الاجتماع على أن برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي يعد من أهم المسارات التي تعمل عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع شركائها في البرنامج، لافتا إلى اهتمام البرنامج لتحقيق اهتمام القيادة بمواقع التاريخ الإسلامي المجيد، وإعطاء عناية خاصة لمواقع التاريخ الإسلامي، وتوثيق المواقع والمعالم المرتبطة بالحقبة الإسلامية الأولى ودراستها، بهدف المحافظة عليها وتوظيفها للفائدة العلمية والدعوية، وتهيئتها لتكون مواقع لمعايشة انطلاقة الإسلام العظيم من ارض المملكة العربية السعودية، وتعزيز الثوابت والعقيدة الصافية التي تقوم عليها بلاد الحرمين.
ونوه بجهود الدولة في حماية مواقع التاريخ الإسلامي واهتمامها الكبير بهذه المواقع في مكة المكرمة والمدينة المنورة من خلال عدد من القرارات والأوامر التي توجت مؤخرا بمشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز للتراث الحضاري الذي تمثل مشاريع حماية مواقع التاريخ الإسلامي من أهم المسارات في المشروع، واعتماد نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الذي يركز في جوانب منه على حماية مواقع التاريخ الإسلامي، إضافة إلى صدور أوامر سامية بالمحافظة على الآثار في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحصرها، وتوثيقها، ومنع التعدي عليها، وهو ما تم فعلا.
وأضاف سموه: "كما وأشير إلى الجهد الكبير الذي قامت به الدولة في الحفاظ على الآثار أثناء توسعة خادم الحرمين الشريفين الحالية للحرم المكي الشريف من خلال التنسيق مع الهيئة في حفظ ونقل القطع الأثرية التي يتم العثور عليها أثناء أعمال التوسعة ونقلها لمتحف خاص، إضافة إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بحماية الرواق العثماني بطريقة علمية موثقة وإعادته ضمن مشروع التوسعة، كما انه تم خلال أعمال التطوير للمنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف والمسجد النبوي الهادفة إلى قيام الدولة بمسئولياتها لاستيعاب الإعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين والزوار وتسهيل أدائهم لمشاعرهم وتيسير زيارة الحرمين لهم، فإن الدولة حرصت أيضا على توثيق المعالم التاريخية والتأكيد على عدم إزالتها بالتعاون مع هيئات مكة المكرمة والمدينة المنورة وبما يخدم أهداف البرنامج وخدمة العقيدة والحفاظ على المواقع كجزء لا يتجزأ من التاريخ العظيم لديننا ليتحول إلى تاريخ معاش.
وأفاد أن الهيئة ممثلة بقطاع الآثار والمتاحف تنفذ برنامجاً لمتابعة المواقع الأثرية الإسلامية من خلال تسجيل جميع المواقع التي تم حصرها ضمن سجل الآثار، وتسيير فرق متابعة بشكل شهري لزيارة هذه المواقع ورفع تقارير دورية عنها، إضافة إلى برمجة احتياجات المواقع الأثرية الإسلامية من ترميم أو صيانة أو حماية وفق الحاجة، وإسناد هذه المهمة إلى الإدارة العامة للمشاريع والصيانة.
وقال سمو الأمير سلطان بن سلمان: "يضاف لذلك أيضا ما تقوم به الهيئة من جهود في إطار البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة ضمن اتفاقية تنفيذ البرنامج مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية " ( رابط معلومات عن البرنامج: www.al-turath.com. ) وكذلك مشروع (دار القرآن الكريم) بالمدينة المنورة الذي تقوم عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وإمارة منطقة المدينة المنورة.
مما يذكر أن برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي الذي تأسس بقرار من مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار في اجتماعه الحادي والثلاثين بتاريخ 20 / 5 / 1434هـ يهدف إلى العناية بمواقع التاريخ الإسلامي بتأهيل وتطوير هذه المواقع من خلال العمل مع الجهات ذات العلاقة، وتوظيفها بالطريقة المثلى التي تبرز رسالة الإسلام الخالدة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، وربط الدارسين بالتاريخ الإسلامي المبني على التراث المادي والمعلومات التاريخية الموثوقة، والعمل مع العلماء في مجال الشريعة والتاريخ الإسلامي في مراجعة وإعداد النصوص التاريخية وتأهيل ذوي الخبرة العلمية والشرعية للتعريف بالمواقع التي يرتادها الجمهور وتأكيد الثوابت الشرعية والعبر التاريخية عبر منظومة من مراكز التوجيه والمتاحف المتخصصة.
ويتم العمل في البرنامج من خلال أربعة مسارات هي: مسار التسجيل والحماية، ومسار الدراسات والتوثيق، ومسار التطوير والتأهيل، ومسار التوعية والتعريف، حيث تندرج تحت كل مسار من هذه المسارات مشاريع وبرامج محددة.
وأعضاء اللجنة التوجيهية للبرنامج التي يرأسها سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار تضم كلا من: معالي مستشار سمو ولي العهد عضو مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور فهد السماري، وعضو مجلس الشورى عضو اللجنة الاستشارية للآثار والمتاحف الدكتور أحمد بن عمر الزيلعي، وعميد كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود عضو اللجنة الاستشارية للآثار والمتاحف أمين عام دارة الملك عبد العزيز الدكتور عبد الله بن محمد الشارخ، ومستشار رئيس الهيئة للتراث الدكتور سعد بن عبد العزيز الراشد، ونائب رئيس الهيئة المشرف على مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، والمستشار الخاص لرئيس الهيئة عبد الله بن محمد آل الشيخ، ونائب رئيس الهيئة للمناطق الدكتور وليد بن محمد الحميدي، والمشرف على مركز التراث العمراني الوطني الدكتور مشاري بن عبد الله النعيم.
وتضم اللجنة الاستشارية للبرنامج في عضويتها كلا من: معالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، ومعالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله بن محمد المطلق، عضو هيئة كبار العلماء الشيخ قيس بن محمد المبارك، ومعالي أمين العاصمة المقدسة أمين عام هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، ومعالي أمين المدينة المنورة الدكتور خالد بن عبد القادر طاهر، وعضو هيئة التدريس بجامعة طيبة وإمام وخطيب جامع قباء بالمدينة المنورة الشيخ صالح بن عواد المغامسي، وأمين عام هيئة تطوير المدينة المنورة الدكتور طلال بن عبد الرحمن الردادي، ورئيس المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة الدكتور عبد المحسن بن محمد آل الشيخ، وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور محمد عبد الهادي الشيباني، وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة الدكتور فواز بن علي الدهاس.