جدة - واس : ولدت فكرة (طبقة العزل الحراري) منذ القدم، حيث كان البحّارة يضعون طبقتين من المواد العازلة في سفنهم، لمقاومة حرارة البحر، ومنع تسرب المياه إلى هيكل السفينة، وتطور العازل الحراري، حتى أصبح يستخدم في المباني لتخفيض درجات الحرارة العالية، وتخفيض استهلاك الكهرباء، ويستخدم في إطالة عمر المبنى السكني.
استطلعت وكالة الأنباء السعودية رأي المهندس محمد عبد الكريم الذي يعمل في أحد مكاتب الاستشارات الهندسية والمقاولات بمحافظة جدة عن أهمية العزل الحراري في المباني السكنية، موضحاً أن العازل الحراري يعد من الركائز والأساسيات المطلوبة عند البناء، فلا يستطيع مالك المبنى استخراج تصريح بناء إلا بوجود مخططات العزل الحراري، لافتا إلى أن هناك اتفاقية مشتركة بين البلديات وشركة الكهرباء تلزم الأخيرة عدم إيصال التيار الكهربائي لمن لا يلتزم في البناء بالتصاميم الهندسية التي يشمل أهم مكوناتها العزل الحراري.
وأبان أن نظام وزارة الشؤون البلدية والقروية يعاقب المكتب الهندسي الذي لا يبلغ مالك المبنى حين تصميم الخرائط الهندسية بوضع العازل بعقوبات متفاوتة تصل إلى إيقاف المكتب عن العمل لفترات محدودة إذا تكررت المخالفة، قد تصل إلى 24 شهراً، موضحا أن مهمة المكتب الهندسي تتلخص في تصميم المبنى بما يشمل من اشتراطات، من ضمنها وضع العزل الحراري، الذي تختلف نسبته المطلوبة للمنازل من مدينة لأخرى حسب لائحة العزل الحراري المقرة من هيئة المواصفات والجودة للمباني السكنية الأقل من ثلاثة أدوار، وكود البناء السعودي.
من جانبه عزز المهندس أحمد اليوسف الذي يعمل بمكتب للاستشارات الهندسية من أهمية العزل الحراري في المباني السكنية، مشيرًا إلى أن مالك المبنى يُعطى شهادة إتمام العزل الحراري بعد ثلاث زيارات للمبنى، من قبل الشركة السعودية للكهرباء، حيث يتم في الزيارة الأولى معاينة مفتش العزل الحراري على وجود العازل على الجدران، وفي الزيارة الثانية عند وضع العازل على سطح المبنى، وفي نهاية الزيارة الثالثة يتم التأكد من استخدام نوافذ عازلة، بعدها يعطى شهادة إتمام البناء عند الانتهاء من الأعمال الإنشائية للمبنى، التي على أساسها يتم إيصال التيار الكهرباء من قبل شركة الكهرباء.
في حين قدر المهندس سعيد المازن الذي يعمل في أحد المكاتب الهندسية بجدة تكلفة العزل الحراري للمبنى الواحد ما بين 3 إلى 5 % من قيمة التكلفة الاجمالية للمبنى، مبيناً أن المكتب الهندسي المصمم لا بد أن يضع إحداثيات الموقع -موقع المبنى- ورقم المبنى، ورقم القطعة والمخطط، بهدف سهولة التواصل بين مفتش الكهرباء والبلدية والمالك.
كما شملت جولة وكالة الأنباء السعودية محال بيع العزل الحراري، حيث أوضح مدير فرع أحدى المؤسسات الوطنية التي تعمل في بيع العزل الحراري عدنان محمد باجنيد أن حجم الطلب في محافظة جدة يقارب الـ 3 مليون ريال سنوياً، مشيرًا إلى أن من أكثر الأنواع مبيعا في السوق "الصوف الصخري، والـستايروفوم" وتتراوح أسعارها بحسب كثافة المادة الخام من العزل الحراري.
وأبان أن نوع "ستايرو فوم" يشكل ما نسبته 70 % من المبيعات عن غيره من الأنواع الأخرى لانخفاض سعره، وهو عازل يستخدم في الأسطح الخرسانية، والجدران، فيما يلي النوع الأخر الذي يسمى ( الصوف الصخري )، وهو عبارة عن صخور تعرضت لدرجة حرارة عالية، وتمددت، وصنعت في شكل ألواح وتستخدم في الجدران عادة، وذلك لتقليل الاحتراق لأنها تتحمل درجات حرارة عالية تصل إلى 700 درجة مئوية، وهو أغلى من "الستايروفوم" بقليل.
من جانبه أوضح سعيد بايزيد بائع بأحد المحال المتخصصة في العزل الحراري أن الـ ستاير فوم أو مايسمى بـ "الرووف ميت" تبلغ كثافته 35 كيلو جرامًا من المنتج الوطني، وهناك عزل الأولمييت للجدران وهناك منه ما هو على شكل لفات أو طيات والشكل الآخر على هيئة الواح، ويبلغ كثافته 28 كيلو جرامًا، وتختلف الكثافة لهذا النوع وتتراوح من 30 إلى 110 كيلو جرامات، وهو مقاوم للحرارة، والصوت، والحريق، ومن الأنواع الأخرى الصوف الصخري الذي تنتجه إحدى الشركات الوطنية المتخصصة في إنتاج الصوف الصخري، ومن أنواع العوازل الحرارية "الفايبر جلاس" والذي يستخدم للجدران والمكيفات.
وأرجع المهندس محمود جمال الذي يعمل في مكتب للاستشارات الهندسية والمقاولات بجدة السبب في عدم استخدام العزل الحراري إلى قلة الوعي لدى الكثير من أصحاب المباني، ومع ما تبثه وسائل الإعلام، في زيادة نشر الوعي للمجتمع بأهمية جدوى العازل الحراري، الذي يعود فائدته على مُلاك المنازل من حيث توفير الطاقة، وتخفيف نسب الحرائق، وإطالة عمر المبنى من ناحيه، وتخفيف الضغط الزائد على شركة الكهرباء في الاستهلاك الضخم للكهرباء.
من جانبه أوضح مدير إحدى شركات تصنيع العزل الحراري، أن مادة "ستايرو فوم" تتوافق مع الأجواء المناخية بالمملكة، وتمنع من دخول الحرارة للمباني، بالإضافة إلى أن المنتج يعمل على إطالة عمر المبنى، علماً بأن 70% من الطاقة الكهربائية تستهلكها المبان، مضيفاً إلى أن الاستهلاك الكهربائي في المملكة يزيد كل سنه بنسبة 7%.
وأبان أنه يوجد في السوق عدة أنواع من العزل الحراري ويسمى "البولسترين، والبليورثين، والصوف الصخري، والـ ABS" علماً بأن 90% من المادة الخام تجلب من شركة سابك، والغازات النافخة التي تتم في التصنيع يتم استيرادها من الخارج، مبيناً أنه سوف يكون هناك مصانع كبيرة ستكون منافسة في مدينة الجبيل الصناعية ستمد السوق المحلي بهذا المنتج الذي أصبح الطلب عليه يشهد ارتفاع ملحوظ.
والتقت "واس" بالمواطن صالح البارقي الذي أبرز إيجابيات استخدام العازل الحراري في تخفيض فواتير الكهرباء، وقال: إن تشغيل وسائل التبريد بالمنزل أصبح استخدامها محدود بساعات قليلة، وذلك لاحتفاظ المبنى بالبرودة، مضيفًا أن لديه مبنى آخر لم تتم به عملية العزل يعاني في فصل الصيف من سوء التبريد، وكثر أعطال التكييف.
وأيّد فيصل اليامي رأيه بحديث البارقي من ناحية وجود الفرق الشاسع ما بين وجود العازل بالمنزل وعدم وجوده وذلك في قلة استهلاك الكهرباء من ناحية، وإطالة عمر المبنى من ناحية أخرى، مفيداً أن وسائل الإعلام تركز بشكل كبير على رفع وعي المواطن والمقيم بأهمية العزل الحراري.
إعداد: علي ظافر الشهري - تصوير: تركي البوق
استطلعت وكالة الأنباء السعودية رأي المهندس محمد عبد الكريم الذي يعمل في أحد مكاتب الاستشارات الهندسية والمقاولات بمحافظة جدة عن أهمية العزل الحراري في المباني السكنية، موضحاً أن العازل الحراري يعد من الركائز والأساسيات المطلوبة عند البناء، فلا يستطيع مالك المبنى استخراج تصريح بناء إلا بوجود مخططات العزل الحراري، لافتا إلى أن هناك اتفاقية مشتركة بين البلديات وشركة الكهرباء تلزم الأخيرة عدم إيصال التيار الكهربائي لمن لا يلتزم في البناء بالتصاميم الهندسية التي يشمل أهم مكوناتها العزل الحراري.
وأبان أن نظام وزارة الشؤون البلدية والقروية يعاقب المكتب الهندسي الذي لا يبلغ مالك المبنى حين تصميم الخرائط الهندسية بوضع العازل بعقوبات متفاوتة تصل إلى إيقاف المكتب عن العمل لفترات محدودة إذا تكررت المخالفة، قد تصل إلى 24 شهراً، موضحا أن مهمة المكتب الهندسي تتلخص في تصميم المبنى بما يشمل من اشتراطات، من ضمنها وضع العزل الحراري، الذي تختلف نسبته المطلوبة للمنازل من مدينة لأخرى حسب لائحة العزل الحراري المقرة من هيئة المواصفات والجودة للمباني السكنية الأقل من ثلاثة أدوار، وكود البناء السعودي.
من جانبه عزز المهندس أحمد اليوسف الذي يعمل بمكتب للاستشارات الهندسية من أهمية العزل الحراري في المباني السكنية، مشيرًا إلى أن مالك المبنى يُعطى شهادة إتمام العزل الحراري بعد ثلاث زيارات للمبنى، من قبل الشركة السعودية للكهرباء، حيث يتم في الزيارة الأولى معاينة مفتش العزل الحراري على وجود العازل على الجدران، وفي الزيارة الثانية عند وضع العازل على سطح المبنى، وفي نهاية الزيارة الثالثة يتم التأكد من استخدام نوافذ عازلة، بعدها يعطى شهادة إتمام البناء عند الانتهاء من الأعمال الإنشائية للمبنى، التي على أساسها يتم إيصال التيار الكهرباء من قبل شركة الكهرباء.
في حين قدر المهندس سعيد المازن الذي يعمل في أحد المكاتب الهندسية بجدة تكلفة العزل الحراري للمبنى الواحد ما بين 3 إلى 5 % من قيمة التكلفة الاجمالية للمبنى، مبيناً أن المكتب الهندسي المصمم لا بد أن يضع إحداثيات الموقع -موقع المبنى- ورقم المبنى، ورقم القطعة والمخطط، بهدف سهولة التواصل بين مفتش الكهرباء والبلدية والمالك.
كما شملت جولة وكالة الأنباء السعودية محال بيع العزل الحراري، حيث أوضح مدير فرع أحدى المؤسسات الوطنية التي تعمل في بيع العزل الحراري عدنان محمد باجنيد أن حجم الطلب في محافظة جدة يقارب الـ 3 مليون ريال سنوياً، مشيرًا إلى أن من أكثر الأنواع مبيعا في السوق "الصوف الصخري، والـستايروفوم" وتتراوح أسعارها بحسب كثافة المادة الخام من العزل الحراري.
وأبان أن نوع "ستايرو فوم" يشكل ما نسبته 70 % من المبيعات عن غيره من الأنواع الأخرى لانخفاض سعره، وهو عازل يستخدم في الأسطح الخرسانية، والجدران، فيما يلي النوع الأخر الذي يسمى ( الصوف الصخري )، وهو عبارة عن صخور تعرضت لدرجة حرارة عالية، وتمددت، وصنعت في شكل ألواح وتستخدم في الجدران عادة، وذلك لتقليل الاحتراق لأنها تتحمل درجات حرارة عالية تصل إلى 700 درجة مئوية، وهو أغلى من "الستايروفوم" بقليل.
من جانبه أوضح سعيد بايزيد بائع بأحد المحال المتخصصة في العزل الحراري أن الـ ستاير فوم أو مايسمى بـ "الرووف ميت" تبلغ كثافته 35 كيلو جرامًا من المنتج الوطني، وهناك عزل الأولمييت للجدران وهناك منه ما هو على شكل لفات أو طيات والشكل الآخر على هيئة الواح، ويبلغ كثافته 28 كيلو جرامًا، وتختلف الكثافة لهذا النوع وتتراوح من 30 إلى 110 كيلو جرامات، وهو مقاوم للحرارة، والصوت، والحريق، ومن الأنواع الأخرى الصوف الصخري الذي تنتجه إحدى الشركات الوطنية المتخصصة في إنتاج الصوف الصخري، ومن أنواع العوازل الحرارية "الفايبر جلاس" والذي يستخدم للجدران والمكيفات.
وأرجع المهندس محمود جمال الذي يعمل في مكتب للاستشارات الهندسية والمقاولات بجدة السبب في عدم استخدام العزل الحراري إلى قلة الوعي لدى الكثير من أصحاب المباني، ومع ما تبثه وسائل الإعلام، في زيادة نشر الوعي للمجتمع بأهمية جدوى العازل الحراري، الذي يعود فائدته على مُلاك المنازل من حيث توفير الطاقة، وتخفيف نسب الحرائق، وإطالة عمر المبنى من ناحيه، وتخفيف الضغط الزائد على شركة الكهرباء في الاستهلاك الضخم للكهرباء.
من جانبه أوضح مدير إحدى شركات تصنيع العزل الحراري، أن مادة "ستايرو فوم" تتوافق مع الأجواء المناخية بالمملكة، وتمنع من دخول الحرارة للمباني، بالإضافة إلى أن المنتج يعمل على إطالة عمر المبنى، علماً بأن 70% من الطاقة الكهربائية تستهلكها المبان، مضيفاً إلى أن الاستهلاك الكهربائي في المملكة يزيد كل سنه بنسبة 7%.
وأبان أنه يوجد في السوق عدة أنواع من العزل الحراري ويسمى "البولسترين، والبليورثين، والصوف الصخري، والـ ABS" علماً بأن 90% من المادة الخام تجلب من شركة سابك، والغازات النافخة التي تتم في التصنيع يتم استيرادها من الخارج، مبيناً أنه سوف يكون هناك مصانع كبيرة ستكون منافسة في مدينة الجبيل الصناعية ستمد السوق المحلي بهذا المنتج الذي أصبح الطلب عليه يشهد ارتفاع ملحوظ.
والتقت "واس" بالمواطن صالح البارقي الذي أبرز إيجابيات استخدام العازل الحراري في تخفيض فواتير الكهرباء، وقال: إن تشغيل وسائل التبريد بالمنزل أصبح استخدامها محدود بساعات قليلة، وذلك لاحتفاظ المبنى بالبرودة، مضيفًا أن لديه مبنى آخر لم تتم به عملية العزل يعاني في فصل الصيف من سوء التبريد، وكثر أعطال التكييف.
وأيّد فيصل اليامي رأيه بحديث البارقي من ناحية وجود الفرق الشاسع ما بين وجود العازل بالمنزل وعدم وجوده وذلك في قلة استهلاك الكهرباء من ناحية، وإطالة عمر المبنى من ناحية أخرى، مفيداً أن وسائل الإعلام تركز بشكل كبير على رفع وعي المواطن والمقيم بأهمية العزل الحراري.
صور خارج التقرير