• ◘ الدولية

  • واراء الملف الإيرانى بين مسقط وجنيف

    القاهرة - فتـحي مـحـمود (الأهرام) : الرابع والعشرون من نوفمبر الحالى هو آخر موعد للتوصل إلى اتفاق بين إيران ومجموعة القوى الكبرى (5+1) التى تضم الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) إلى جانب ألمانيا، حول الملف النووى الإيراني.



    وهو اليوم الذى شهد فى العام الماضى التوقيع على اتفاق مرحلى بين طهران والمجموعة الدولية، حصلت إيران بموجبه على اعتراف دولى بحقها فى تخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز الخمسة فى المائة، مقابل رفع تدريجى وجزئى للعقوبات الدولية المفروضة عليها.

    كان من المفترض أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائى خلال يوليو الماضى، لكن الطرفين فشلا فى ذلك فقررا مد فترة المباحثات 4 أشهر أخرى، وخلال هذا العام جرت نحو ثمانى جولات تفاوضية لم تؤد إلى حلول مقبولة من الطرفين، لتستضيف العاصمة العمانية مسقط الآن الجولة التاسعة والحاسمة لمحاولة التوصل إلى اتفاق حول النقاط العالقة.

    وقد سبق أن لعبت سلطنة عمان دورا مهما فى التقريب بين الغرب ، خاصة الولايات المتحدة الامريكية، وايران، مستغلة العلاقات القوية التى تربطها بجميع الأطراف، والدبلوماسية الهادئة التى تعمل من خلالها على الوساطة فى مختلف النزاعات والقضايا بسرية تامة وبعيدا عن ضجيج الإعلام حتى تفاجئ العالم بنتائج إيجابية غير متوقعة.

    كانت سلطنة عمان قد قامت بجهود وساطة عام 2011 لإطلاق سراح ثلاثة أمريكيين احتجزتهم إيران، وكذلك إطلاق سراح عالم إيرانى احتُجز فى أمريكا بتهمة انتهاك العقوبات الأمريكية، وأسهمت فى مواقف كثيرة مماثلة بين إيران والغرب، وقامت بدور الوسيط بين طهران وواشنطن فى هدوء شديد، حتى استضافت محادثات سرية أمريكية - ايرانية عام 2012 أسفرت عن إعادة طهران الى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووى، وكانت نقطة البداية للوصول إلى اتفاق جنيف فى نوفمبر الماضى.

    ولا يمكن فى هذا السياق تجاهل الزيارة التى قام بها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان إلى طهران فى أغسطس من العام الماضى ليصبح أول رئيس دولة يزور العاصمة الإيرانية بعد انتخاب حسن روحانى رئيساً للجمهورية الإسلامية، وقد ثارت علامات استفهام وقتها حول إمكان حمله رسالة إلى الرئيس الجديد من قبل الرئيس الأمريكى باراك وباما.



    لكن مصادر عمانية اكتفت بالقول إن هذه التحركات تأتى فى إطار ثوابت الدبلوماسية العمانية التى حددها السلطان قابوس بقوله إنها تعتمد على الإيمان بمبادئ التعايش السلمى بين جميع الدول والشعوب، والاحترام المتبادل لحقوق السيادة الوطنية، وحسن الجوار وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للغير ، والحرص على القيام بدور بناء على الساحة الدولية، والدعوة إلى حل جميع القضايا والمشكلات التى تنشأ بين الدول بالطرق السلمية.

    ورغم الجهد العمانى إلا أن تعقيدات الملف الإيرانى مازالت تعرقل التوصل إلى حل حتى الآن، ونقطة الخلاف الأساسية تتركز فى قدرات إيران المستقبلية لتخصيب اليورانيوم، وهى العملية التى يمكن أن تنتج وقودا للمفاعلات وكذلك مادة لصنع سلاح نووى فى حال الوصول إلى درجات عالية من النقاء فى التخصيب.

    وكذلك فيما يتعلق بضمان عمليات تفتيش أكبر، ووتيرة رفع العقوبات والجدول الزمنى الذى سيحدد للاتفاق وتحقيق الأمم المتحدة فى احتمال وجود زأبعاد عسكرية لأنشطة إيران فى السابق.

    لكن كان لافتا للانتباه الجملة التى ذكرها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عدة أسابيع، وهى أن الفرصة مواتية للتوصل إلى حل سياسى للملف النووى الإيرانى، وعلى إيران أن تثبت للعالم أنها لا تسعى إلى امتلاك أسلحة الدمار.

    وربط البعض بين ذلك وما كشفت عنه الصحف الأمريكية الأسبوع الماضى عن توجيه اوباما رسالة سرية الى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية فى إيران آية الله على خامنئى لبحث تعاون محتمل فى المعركة ضد التكفيريين اذا تم التوصل إلى اتفاق حول النووى.

    وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن «أشخاص اطلعوا على النص» أن اوباما وجه الرسالة الشهر الماضى الى خامنئى متطرقا إلى ما سماه زالمعركة المشتركةس ضد تنظيم «داعش» فى العراق وسوريا.

    ورغم نفى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بشدة أن تكون واشنطن اقترحت على إيران تعاونا محتملا فى مكافحة تنظيم داعش شرط الاتفاق بشأن برنامج ايران النووى، وتأكيده أنه ليس هناك أى ارتباط بين المفاوضات بشأن البرنامج النووى ومسائل أخرى منفصلة، إلا أن تكهنات كثيرة تشير إلى أن المفاوضات السرية التى تجرى قد تشمل عدة موضوعات متشابكة تتعلق باستقرار الشرق الأوسط، وخاصة أن هناك اعترافا فى الدوائر الأمريكية بشكل متزايد بأن ايران يمكن ان تلعب دورا فى اعادة الاستقرار إلى دول مثل سوريا والعراق، فى ظل الأوضاع المعقدة الآن فى هاتين الدولتين.

    لكن الظروف الحالية فى الشرق الأوسط ـ وخاصة الأوضاع ـ فى سوريا والعراق قد تكون دافعا للطرفين الأمريكى والإيرانى، للتوصل إلى اتفاق يحقق لهما مصالح عديدة متشابكة، وهذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة قبل 24 نوفمبر الحالى.

    فتـحي مـحـمود

    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : واراء الملف الإيرانى بين مسقط وجنيف كتبت بواسطة فيصل القرشي مشاهدة المشاركة الأصلية
  • □ الهيئة العامة للترفيه


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا