دويتشه ﭭيله : تشهد قصبة شالة في العاصمة المغربية هذه الأيام فعاليات مهرجان موسيقى الجاز في دورته 18. ويشارك في المهرجان فنانون عرب وأوروبيون وينظم من قبل الاتحاد الأوروبي وبشراكة وزارة الثقافة المغربية ومعهد غوته الألماني.
داخل أسوار "القصبة الأثرية شالة" التي يعود بناء جزء منها إلى عهد الرومان بالعاصمة المغربية الرباط، تمتزج روح الموسيقى بعبق التاريخ، ويمتدد السحر إلى عنان السماء، وبعد أن تغرب الشمس عن بقايا الأبواب والقبب والأبراج وتأوي اللقالق إلى أعشاشها فوق أسوار القصبة تشرق شمس أخرى لموسيقى "فن الجاز" لتكسر الهدوء الكنائسي الذي يلف المكان وتفتح فيه أشرعة للحلم والسفر. هو مهرجان الجاز بشالة، الذي بلغ دورته 18 هذا العام (تختتم فعالياته الأحد 15 سبتمبر/ أيلول 2013) وينظم بمبادرة من مفوضية الاتحاد الأوروبي في المغرب وشراكة مع وزارة الثقافة والمعهد الألماني غوته.
العرض مزج فني بين الجاز الأوروبي والموسيقى المغربية
فرقة إدريس المالومي في مزج موسيقي فني رائع مع الثلاثي البلجيكي
في حفل الافتتاح كان لجمهور المهرجان لقاء مع المجموعة السويدية " ناوكو سكاتا"، وهو أيضا أسم عازفة البيانو وقائدة الفرقة ذات الأصول اليابانية والتي حلقت بالحضور في عوالم موسيقية وشعرية شفافة. كما استمتع زوار الحفل في نفس الوقت بصعود المغنية المغربية "أم الغيث" في مزج موسيقي في رفقة الفرقة الفرنسية "بابانوش"، بقيادة عازف الغيتارة باتريك ماري، حيث قدمت الفنانة المغربية مقطوعات من برنامجها الفني، فغنت للحب والحرية ولرمال الصحراء وروح أفريقيا.
ويعتبر المزج الفني، أو ما يعرف ب" الانصهار" واحدة من ركائز مهرجان الجاز بشالة، بهدف الدفع أكثر بالتلاقح الفني وتطوير التجارب الموسيقية، كما يسعى إلى ذلك منظمو المهرجان من خلال برمجة عروض مماثلة طيلة الأيام الخمسة التي يستغرقها المهرجان. ففي اليوم الثاني أدت فرقة الثلاثي البلجيكي ـ الفرنسي، "تريو غراند"، عروضا رقيقة برفقة الفرقة المغربية "إدريس المالومي"، حيث امتزجت آلات الترومبون والكلارينيت والبيانو والساكسوفون مع آلة العود والدف وإنشاد قصائد في شعر الملحن التراثية.
وتتوالى باقي العروض، إذ تعرف الدورة مشاركة 15 فرقة موسيقية و56 فنانا يمثلون 14 بلدا أوروبيا، بينهم أيضا كرواتيا التي دخلت المجموعة الأوروبية في فاتح يوليو/ تموز الأخير،كما تشهد ذات الدورة حضورا نسائيا لافتا من خلال مشاركة 10 نساء موسيقيات.
عرض رائع للرباعي فوغارا وللفنانين الألمان
الثلاثي البلجيكي الفرنسي "تريو غراند"
هو سفر في الروح والوجدان ذلك التي بسطت أشرعته مجموعة الرباعي "فوغارا" بقيادة الألماني ماركوس شتوكهاوزن، عازف آلة الترومبيت(البوق) برفقة عازف الساكسوفون الهولندي باول كيميناد وشتيفكو بوش(ألمانيا) على البيانو وماركو أوناسكاري(فنلندا) على آلة الباتري، فأدت المجموعة بداية قطعة "قمر وحلم" و"أندريا" لتغوص بعدها في تلاوين أغاني ومواضيع روسية قديمة بنفح روحاني عميق، أخذت معها الحضور الكثيف إلى ضفاف الأعالي في سفر آسر بعيد.
وبخصوص العرض وتفاعل الجمهور معه يقول ماركوس شتوكهاوزن الذي يحضر للمرة الثانية للمشاركة في مهرجان الجاز بشالة، في تصريح قصير لدويتشه فيله عربية:" العزف تحت ضوء القمر في نسيم الليل في هذا القصر القديم الرائع شيء جميل.." ثم يضيف:" أعتقد أن موسيقانا وجدت لها مكانا وأثرا هنا، هي موسيقى قوية وحساسة والناس فهمتها، كما أعتقد وهذا جميل.."، قبل أن يستدرك قائلا:" لقد تفاعلت اليوم كثيرا.."
أما أنس ( 24 سنة) وهو شاب مغربي فيرى أن العرض تميز بقوة روح الأداء.. "هو راقني كثيرا وأحسست معه بشعور عميق"، كما يقول. أما عصام( 25 سنة) الذي ينحدر من مدينة الرباط ويحضر منذ ست سنوات باستمرار فعاليات مهرجان الجاز فيقول:" عرض الفرقة، وفيهم فنانون ألمان، سافر بنا عاليا، وحرك فينا أحاسيس شدتنا إلى عالم هادئ جدا وتخلصنا فيه لبعض الوقت من ضغط العمل والمدينة.."
مشاركة مغربية فعالة
الرباعي فوغارو في عرض مميز في مهرجان شالة
وعن القيمة الفنية المضافة لمهرجان الجاز بشالة يقول عادل السمار، وهو ناقد فني في تصريح ل"دويتشه فيله" عربية:" إن اللقاءات الفنية التي تجمع فنانين مغاربة مع نظرائهم من أوروبا تمثل أحيانا انصهارا ناجحا بين الثقافات، كما تكون بعض الأعمال الأصيلة مثمرة، خصوصا إذا استحضرنا أن الجاز كموسيقى يعتمد بشكل كبير على الارتجال الفني والوحي الآني". ويرى السمار أن المهرجان يستهدف تقديم الصورة التي بلغها تطور الجاز الأوروبي، "بيد أنه يشجع في الآن نفسه على الانفتاح والحوار مع الجمهور المغربي"، كما يقول.
وعن مدى الأثر الذي يمكن أن يخلقه هذا اللقاء الفني في الساحة الثقافية المغربية يجيب عادل السمار في نبرة تفاؤل:" حتى وإن جاءت فقرات المزج الفني محصورة في البرمجة والزمن فإنها تمكنت مع مرور الدورات من تجاوز طابع المشاركة المغربية الفلكلورية التي ميزت البدايات الأولى. فيما نرى اليوم أن ذات المشاركة باتت أكثر نضجا، ما جعل منها مكونا أساسا في هوية المهرجان وفي البرمجة".
تشجيع التنوع والحوار الثقافي
بالنسبة لمجيد بقاس، المدير الفني لمهرجان الجاز بشالة عن الجانب المغربي،علما أن المهرجان له أيضا مديرا فنيا عن البرمجة الأوروبية، فيعتبر نجاح عروض التلاقح (المزج) الفني بين الفنانين المغاربة وزملائهم الأوروبيين من الرهانات الأساسية وركيزة في نجاح المهرجان ككل". نجاح عروض التلاقي الفني تعني أيضا نجاح التنوع والحوار الثقافي وهو هدفنا المشترك"، كما يقول بقاس ويخلص بالقول :" المهرجان له أثره الإيجابي على الساحة الثقافية في المغرب، فهو تمكن من خلق جمهور نوعي ملتزم وله ذوق فني وينصت لنبض الموسيقى، وتكثر فيه فئات الشباب، وهذه أيضا قيمة مضافة".
هي إذن لغة الموسيقى العالمية تصدح في مهرجان الجاز بشالة، لغة لا تعترف بالحدود وتسافر بالمتلقي في الأعالي، هي لغة الحوار والتقارب أيضا بين المغرب في الجنوب والمجموعة الأوروبية شمال البحر الأبيض المتوسط.
داخل أسوار "القصبة الأثرية شالة" التي يعود بناء جزء منها إلى عهد الرومان بالعاصمة المغربية الرباط، تمتزج روح الموسيقى بعبق التاريخ، ويمتدد السحر إلى عنان السماء، وبعد أن تغرب الشمس عن بقايا الأبواب والقبب والأبراج وتأوي اللقالق إلى أعشاشها فوق أسوار القصبة تشرق شمس أخرى لموسيقى "فن الجاز" لتكسر الهدوء الكنائسي الذي يلف المكان وتفتح فيه أشرعة للحلم والسفر. هو مهرجان الجاز بشالة، الذي بلغ دورته 18 هذا العام (تختتم فعالياته الأحد 15 سبتمبر/ أيلول 2013) وينظم بمبادرة من مفوضية الاتحاد الأوروبي في المغرب وشراكة مع وزارة الثقافة والمعهد الألماني غوته.
العرض مزج فني بين الجاز الأوروبي والموسيقى المغربية
فرقة إدريس المالومي في مزج موسيقي فني رائع مع الثلاثي البلجيكي
في حفل الافتتاح كان لجمهور المهرجان لقاء مع المجموعة السويدية " ناوكو سكاتا"، وهو أيضا أسم عازفة البيانو وقائدة الفرقة ذات الأصول اليابانية والتي حلقت بالحضور في عوالم موسيقية وشعرية شفافة. كما استمتع زوار الحفل في نفس الوقت بصعود المغنية المغربية "أم الغيث" في مزج موسيقي في رفقة الفرقة الفرنسية "بابانوش"، بقيادة عازف الغيتارة باتريك ماري، حيث قدمت الفنانة المغربية مقطوعات من برنامجها الفني، فغنت للحب والحرية ولرمال الصحراء وروح أفريقيا.
ويعتبر المزج الفني، أو ما يعرف ب" الانصهار" واحدة من ركائز مهرجان الجاز بشالة، بهدف الدفع أكثر بالتلاقح الفني وتطوير التجارب الموسيقية، كما يسعى إلى ذلك منظمو المهرجان من خلال برمجة عروض مماثلة طيلة الأيام الخمسة التي يستغرقها المهرجان. ففي اليوم الثاني أدت فرقة الثلاثي البلجيكي ـ الفرنسي، "تريو غراند"، عروضا رقيقة برفقة الفرقة المغربية "إدريس المالومي"، حيث امتزجت آلات الترومبون والكلارينيت والبيانو والساكسوفون مع آلة العود والدف وإنشاد قصائد في شعر الملحن التراثية.
وتتوالى باقي العروض، إذ تعرف الدورة مشاركة 15 فرقة موسيقية و56 فنانا يمثلون 14 بلدا أوروبيا، بينهم أيضا كرواتيا التي دخلت المجموعة الأوروبية في فاتح يوليو/ تموز الأخير،كما تشهد ذات الدورة حضورا نسائيا لافتا من خلال مشاركة 10 نساء موسيقيات.
عرض رائع للرباعي فوغارا وللفنانين الألمان
الثلاثي البلجيكي الفرنسي "تريو غراند"
هو سفر في الروح والوجدان ذلك التي بسطت أشرعته مجموعة الرباعي "فوغارا" بقيادة الألماني ماركوس شتوكهاوزن، عازف آلة الترومبيت(البوق) برفقة عازف الساكسوفون الهولندي باول كيميناد وشتيفكو بوش(ألمانيا) على البيانو وماركو أوناسكاري(فنلندا) على آلة الباتري، فأدت المجموعة بداية قطعة "قمر وحلم" و"أندريا" لتغوص بعدها في تلاوين أغاني ومواضيع روسية قديمة بنفح روحاني عميق، أخذت معها الحضور الكثيف إلى ضفاف الأعالي في سفر آسر بعيد.
وبخصوص العرض وتفاعل الجمهور معه يقول ماركوس شتوكهاوزن الذي يحضر للمرة الثانية للمشاركة في مهرجان الجاز بشالة، في تصريح قصير لدويتشه فيله عربية:" العزف تحت ضوء القمر في نسيم الليل في هذا القصر القديم الرائع شيء جميل.." ثم يضيف:" أعتقد أن موسيقانا وجدت لها مكانا وأثرا هنا، هي موسيقى قوية وحساسة والناس فهمتها، كما أعتقد وهذا جميل.."، قبل أن يستدرك قائلا:" لقد تفاعلت اليوم كثيرا.."
أما أنس ( 24 سنة) وهو شاب مغربي فيرى أن العرض تميز بقوة روح الأداء.. "هو راقني كثيرا وأحسست معه بشعور عميق"، كما يقول. أما عصام( 25 سنة) الذي ينحدر من مدينة الرباط ويحضر منذ ست سنوات باستمرار فعاليات مهرجان الجاز فيقول:" عرض الفرقة، وفيهم فنانون ألمان، سافر بنا عاليا، وحرك فينا أحاسيس شدتنا إلى عالم هادئ جدا وتخلصنا فيه لبعض الوقت من ضغط العمل والمدينة.."
مشاركة مغربية فعالة
الرباعي فوغارو في عرض مميز في مهرجان شالة
وعن القيمة الفنية المضافة لمهرجان الجاز بشالة يقول عادل السمار، وهو ناقد فني في تصريح ل"دويتشه فيله" عربية:" إن اللقاءات الفنية التي تجمع فنانين مغاربة مع نظرائهم من أوروبا تمثل أحيانا انصهارا ناجحا بين الثقافات، كما تكون بعض الأعمال الأصيلة مثمرة، خصوصا إذا استحضرنا أن الجاز كموسيقى يعتمد بشكل كبير على الارتجال الفني والوحي الآني". ويرى السمار أن المهرجان يستهدف تقديم الصورة التي بلغها تطور الجاز الأوروبي، "بيد أنه يشجع في الآن نفسه على الانفتاح والحوار مع الجمهور المغربي"، كما يقول.
وعن مدى الأثر الذي يمكن أن يخلقه هذا اللقاء الفني في الساحة الثقافية المغربية يجيب عادل السمار في نبرة تفاؤل:" حتى وإن جاءت فقرات المزج الفني محصورة في البرمجة والزمن فإنها تمكنت مع مرور الدورات من تجاوز طابع المشاركة المغربية الفلكلورية التي ميزت البدايات الأولى. فيما نرى اليوم أن ذات المشاركة باتت أكثر نضجا، ما جعل منها مكونا أساسا في هوية المهرجان وفي البرمجة".
تشجيع التنوع والحوار الثقافي
بالنسبة لمجيد بقاس، المدير الفني لمهرجان الجاز بشالة عن الجانب المغربي،علما أن المهرجان له أيضا مديرا فنيا عن البرمجة الأوروبية، فيعتبر نجاح عروض التلاقح (المزج) الفني بين الفنانين المغاربة وزملائهم الأوروبيين من الرهانات الأساسية وركيزة في نجاح المهرجان ككل". نجاح عروض التلاقي الفني تعني أيضا نجاح التنوع والحوار الثقافي وهو هدفنا المشترك"، كما يقول بقاس ويخلص بالقول :" المهرجان له أثره الإيجابي على الساحة الثقافية في المغرب، فهو تمكن من خلق جمهور نوعي ملتزم وله ذوق فني وينصت لنبض الموسيقى، وتكثر فيه فئات الشباب، وهذه أيضا قيمة مضافة".
هي إذن لغة الموسيقى العالمية تصدح في مهرجان الجاز بشالة، لغة لا تعترف بالحدود وتسافر بالمتلقي في الأعالي، هي لغة الحوار والتقارب أيضا بين المغرب في الجنوب والمجموعة الأوروبية شمال البحر الأبيض المتوسط.
.....
إقرأ عن المزيد من المصدر :