دويتشه ﭭيله : تحتاج أشجار النيم الهندي إلى القليل من الماء وهي تنمو بسرعة وتضرب بجذورها عميقا في التربة. ألماني يزرع هذه الأشجار في الأراضي الجافة في شمال بيرو، الأمر الذي لا يعود بالفائدة على البيئة فقط، لكنه يحقق فوائد أخرى.
http://www.dw.de/image/0,,16972918_303,00.jpg
كان الحماس شديدا من البداية لهذه الشجرة، فهي شديدة المقاومة للعوامل المناخية، كما أن استخداماتها متنوعة أيضا، وكما تقول إلكه كروغر مؤسسة جمعية Plan Verdeوتعني بالعربية (الخطة الخضراء): "لقد وضعنا الشجرة لعدة أشهر تحت الماء، وأمكنها أن تتحمل درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، وقمنا حتى بزراعتها مباشرة على الساحل في التربة المالحة". شجرة النيم كبرت ونمت في تلك الظروف القاسية، شأنها شأن أشجار النيم البالغ عددها مئتي ألف شجرة، والتي تمت زراعتها حول مدينة بيورا في شمال بيرو.
هنا على ساحل الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، لا تنمو أنواع كثيرة من الأشجار، وحجم الغابات الجافة في تقلص مستمر. وترجع الأسباب التي تقف وراء ذلك بشكل أساسي إلى إزالة الغابات واستخدام الأرضي بشكل مكثف للزراعة من قبل السكان الذين تتزايد أعدادهم باستمرار.ويعاني المزارعون بسبب التربة الجافة والرملية، وقد تحولت أجزاء كبيرة من الأراضي بالفعل إلى صحراء.
http://www.dw.de/image/0,,16972891_404,00.jpg
تم زرع أول شجرة النيم قبل 14 عاما. يمكن لعمر أشجار النيم أن تصل إلى 200 عام
التربة الرملية الهشة لا تتمتع بمقاومة جيدة في مواجهة العواصف والفيضانات. ويشهد الساحل الشمالي الغربي من البلاد ما يسمى بظاهرة النينيو التي تضرب الساحل كل عامين إلى 7 أعوام. ومن المعروف أن هذه الظاهرة المناخية تضرب ساحل المحيط الهادئ في أمريكا الجنوبية على فترات غير منتظمة وغير قابلة للتنبؤ، وتنجم عن التقاء مناطق الضغط المرتفع والمنخفض والتيارات البحرية المختلفة مع بعضها البعض، ما يخلق الظروف الجوية القاسية مثل العواصف والأمطار التي تستمر لفترات طويلة، وهي تعمل على جرف التربة من الحقول، تاركة وراءها أرضا غير خصبة لا تصلح لشئ ومزارعين يائسين.
وهناك بالتحديد تظهر مميزات أشجار النيم، وقد أحاط الكثير من المزارعين في المنطقة حقولهم بهذه الأشجار، وهي تضرب بجذورها عميقا في التربة، موفرة بذلك الحماية الضرورية ضد التصحر.الأشجار التي يمكن أن تنمو لتصل إلى أربعة أمتار في غضون سنة واحدة فقط، تحسن في الوقت ذاته من نوعية التربة، كما أن زيتها طارد فعال للحشرات الضارة، ويحتوي على مواد تمنع تكاثر ونمو يرقات البعوض، من هنا فإن زراعة هذه الأشجار يكون مفيدا للغاية خصوصا في المناطق التي تتسبب فيها الحشرات في نقل أوبئة الحمى والملاريا.
شجرة متعددة الفوائد
يحصل المزارعون على أشجار النيم عبر إلكه كروغر وجمعيتها Plan Verde. وكانت كروغر قد جاءت الى بيرو عن طريق الصدفة، وقد أرادت مساعدة الناس في منطقة لا تحصل على كثير من الاهتمام على المستوى الدولي. وتعرف كروغر وزوجها شجرة النيم منذ الوقت الذي كانا يديران فيه متجرا للمنتجات الطبيعية في هانوفر، وقد كانا يبيعان هناك العديد من منتجات شجرة النيم، فالزيت المستخلص من ثمار النيم على سبيل المثال، يمكن استخدامه في تصنيع مواد التطهير وبعض المنتجات الأخرى.
http://www.dw.de/image/0,,16972889_404,00.jpg
عبر إلكه كروغر وناديها " Plan Verde " تم جلب شجرة النيم إلى بيرو. وقد أسست مع زوجها ستيفان كروغر النادي عام 2009
كل هذا هو السر وراء تسمية شجرة النيم في التقاليد الهندية بالـ "مداوية من جميع الأمراض" أو "الشجرة المباركة"، والجدير بالذكر أن أصل الشجرة أساسا هو من شبه القارة الهندية. راميش ساكسينا رئيس مؤسسة النيم الهندية، والمنحدر من جذور هندية، يتذكر جيدا كيف كان جميع أفراد الأسرة يستحمون بشكل منتظم في الماء الساخن المخلوط بأوراق النيم الجافة، وذلك بهدف الوقاية من مرض الجدري، وكما يرى ساكسينا، فإن "شجرة النيم يمكن أن تحل المشاكل العالمية، وشعار مؤسستنا هو جعل الهند خضراء بأشجار النيم التي يمكن في الوقت نفسه استخدامها لعلاج النباتات والحيوانات والبشر على حد سواء" . ويعرف الهنود هذه الشجرة وآثارها الإيجابية منذ آلاف السنين، ولجأ الكثيرون إلى مضغ فروعها لما لها من تأثير مطهر، أما خشبها فعلى الرغم من أن الشجرة تنمو بسرعة، إلا أن خشبها صلب للغاية، ويمكن استخدامه لصناعة الأثاث وغيره من المنتجات.
وتعمل إلكه كروغر وزوجها أيضا على زراعة شجر النيم على نطاق واسع في شمال بيرو، واستخدامها لمجموعة متنوعة من الأغراض منها على سبيل المثال، استخدامها في إطار مشروع اجتماعي ، لتعريف الأطفال والشباب عن قرب بالطبيعة وتعليمهم كيفية التعامل السليم معها. يضاف إلى كل هذه الفوائد، أن أشجار النيم تساهم في تجميل المنطقة، وقد تحدث السكان مع كروغر وزوجها عن ملاحظتهم بأن منطقتهم تصبح باستمرار أكثر اخضرارا عن ذي قبل، فالمنطقة القاحلة التي كانت مغطاة بالرمال قبل عام أو عامين، أصبحت الآن مغطاة بالأشجار.
الأشجار توفر إمكانات جديدة
لم تكنإلكه كروغر أول من زرع شجرة النيم في بيرو،فقبلها كان أحد المهندسين قد جلب تلك الأشجار إلى ذلك البلد، وكان معجبا بقدرتها على النمو بسرعة، وهي تبدو كذلك جميلة المنظر، بالإضافة إلى مميزاتها الأخرى كالفروع الظليلة والقدرة على طرد البعوض والحشرات الضارة الأخرى.
http://www.dw.de/image/0,,16972897_404,00.jpg
المزارعون يزرعون شتلات النيم حول حقولهم بهدف حماية التربة من الجرف
عندما وجدت إلكه كروغر الأشجار، كانت تحمل بذورا أقدمت هي على الفور على جمعها، وكما تروي: "كان المالك الجديد للمنزل متعجبا لحرصنا على جمع كل البذور من الأرض."
وتعتقد إلكه أن الأشجار تحتوي عل مواد جيدة، وهي توفر بالتالي إمكانيات جديدة: "هم أساس لتشكيل ثقافة انتهت في شمال بيرو نتيجة للقطع الجائر للغابات على نطاق واسع، وهنا يمكن لما حدث في منطقة الأمازون أن يتكرر، كما تقول كروغر.
جهود على النطاق العالمي
هناك مشاريع مماثلة لما تقوم به جمعيةPlan Verde وهي لا تقتصر على المناطق التي تشكل موطنا للأشجار النيم، بل تمتد لتشمل أنحاء مختلفة في العالم، من بينها مثلا، مجتمعات السكان الأصليين في المكسيك حيث تزرع شجرة النيم في إطار مشاريع مدرسية. وتبيع شركة"Just Neem" الأمريكية " منتجات ومستحضرات تجميل مستخلصة من شجرة النيم المزروعة في إطار مشروع لتشجير المناطق الجافة في شمال غرب أفريقيا.
ويحدثنا راميش ساكسينا عن مشروع في جامعة تكساس تخطط من خلاله لزراعة أشجار النيم في الصحراء، وكما يؤكد، فإنه عند زارعة أشجار النيم في الصحراء، لا يعد هذا مفيدا فقط بالنسبة للمناخ، ولكن يمكنك أيضا استخدام الثمار والبذور من أجل الحصول على منتجات مفيدة، يتزايد عليها الآن الطلب في جميع أنحاء العالم"، بحسب رئيس مؤسسة نيمNeem-Foundation.
الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، تركز على زراعة شجرة النيم بشكل رئيسي في غرب أفريقيا. وكما تقول مارتينا فاغنر، خبيرة التنمية الريفية والاقتصاد الزراعي في (GIZ)، فإن الشجرة تملك قدرة عالية على التكيف، وهذه ميزة من المميزات المهمة. لكن هذه الميزة المهمة تتحول في بعض المناطق إلى خطر، بسبب تهديدها للأنواع الأصلية الموجودة أساسا في المنطقة.
http://www.dw.de/image/0,,16972918_303,00.jpg
كان الحماس شديدا من البداية لهذه الشجرة، فهي شديدة المقاومة للعوامل المناخية، كما أن استخداماتها متنوعة أيضا، وكما تقول إلكه كروغر مؤسسة جمعية Plan Verdeوتعني بالعربية (الخطة الخضراء): "لقد وضعنا الشجرة لعدة أشهر تحت الماء، وأمكنها أن تتحمل درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، وقمنا حتى بزراعتها مباشرة على الساحل في التربة المالحة". شجرة النيم كبرت ونمت في تلك الظروف القاسية، شأنها شأن أشجار النيم البالغ عددها مئتي ألف شجرة، والتي تمت زراعتها حول مدينة بيورا في شمال بيرو.
هنا على ساحل الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، لا تنمو أنواع كثيرة من الأشجار، وحجم الغابات الجافة في تقلص مستمر. وترجع الأسباب التي تقف وراء ذلك بشكل أساسي إلى إزالة الغابات واستخدام الأرضي بشكل مكثف للزراعة من قبل السكان الذين تتزايد أعدادهم باستمرار.ويعاني المزارعون بسبب التربة الجافة والرملية، وقد تحولت أجزاء كبيرة من الأراضي بالفعل إلى صحراء.
http://www.dw.de/image/0,,16972891_404,00.jpg
تم زرع أول شجرة النيم قبل 14 عاما. يمكن لعمر أشجار النيم أن تصل إلى 200 عام
التربة الرملية الهشة لا تتمتع بمقاومة جيدة في مواجهة العواصف والفيضانات. ويشهد الساحل الشمالي الغربي من البلاد ما يسمى بظاهرة النينيو التي تضرب الساحل كل عامين إلى 7 أعوام. ومن المعروف أن هذه الظاهرة المناخية تضرب ساحل المحيط الهادئ في أمريكا الجنوبية على فترات غير منتظمة وغير قابلة للتنبؤ، وتنجم عن التقاء مناطق الضغط المرتفع والمنخفض والتيارات البحرية المختلفة مع بعضها البعض، ما يخلق الظروف الجوية القاسية مثل العواصف والأمطار التي تستمر لفترات طويلة، وهي تعمل على جرف التربة من الحقول، تاركة وراءها أرضا غير خصبة لا تصلح لشئ ومزارعين يائسين.
وهناك بالتحديد تظهر مميزات أشجار النيم، وقد أحاط الكثير من المزارعين في المنطقة حقولهم بهذه الأشجار، وهي تضرب بجذورها عميقا في التربة، موفرة بذلك الحماية الضرورية ضد التصحر.الأشجار التي يمكن أن تنمو لتصل إلى أربعة أمتار في غضون سنة واحدة فقط، تحسن في الوقت ذاته من نوعية التربة، كما أن زيتها طارد فعال للحشرات الضارة، ويحتوي على مواد تمنع تكاثر ونمو يرقات البعوض، من هنا فإن زراعة هذه الأشجار يكون مفيدا للغاية خصوصا في المناطق التي تتسبب فيها الحشرات في نقل أوبئة الحمى والملاريا.
شجرة متعددة الفوائد
يحصل المزارعون على أشجار النيم عبر إلكه كروغر وجمعيتها Plan Verde. وكانت كروغر قد جاءت الى بيرو عن طريق الصدفة، وقد أرادت مساعدة الناس في منطقة لا تحصل على كثير من الاهتمام على المستوى الدولي. وتعرف كروغر وزوجها شجرة النيم منذ الوقت الذي كانا يديران فيه متجرا للمنتجات الطبيعية في هانوفر، وقد كانا يبيعان هناك العديد من منتجات شجرة النيم، فالزيت المستخلص من ثمار النيم على سبيل المثال، يمكن استخدامه في تصنيع مواد التطهير وبعض المنتجات الأخرى.
http://www.dw.de/image/0,,16972889_404,00.jpg
عبر إلكه كروغر وناديها " Plan Verde " تم جلب شجرة النيم إلى بيرو. وقد أسست مع زوجها ستيفان كروغر النادي عام 2009
كل هذا هو السر وراء تسمية شجرة النيم في التقاليد الهندية بالـ "مداوية من جميع الأمراض" أو "الشجرة المباركة"، والجدير بالذكر أن أصل الشجرة أساسا هو من شبه القارة الهندية. راميش ساكسينا رئيس مؤسسة النيم الهندية، والمنحدر من جذور هندية، يتذكر جيدا كيف كان جميع أفراد الأسرة يستحمون بشكل منتظم في الماء الساخن المخلوط بأوراق النيم الجافة، وذلك بهدف الوقاية من مرض الجدري، وكما يرى ساكسينا، فإن "شجرة النيم يمكن أن تحل المشاكل العالمية، وشعار مؤسستنا هو جعل الهند خضراء بأشجار النيم التي يمكن في الوقت نفسه استخدامها لعلاج النباتات والحيوانات والبشر على حد سواء" . ويعرف الهنود هذه الشجرة وآثارها الإيجابية منذ آلاف السنين، ولجأ الكثيرون إلى مضغ فروعها لما لها من تأثير مطهر، أما خشبها فعلى الرغم من أن الشجرة تنمو بسرعة، إلا أن خشبها صلب للغاية، ويمكن استخدامه لصناعة الأثاث وغيره من المنتجات.
وتعمل إلكه كروغر وزوجها أيضا على زراعة شجر النيم على نطاق واسع في شمال بيرو، واستخدامها لمجموعة متنوعة من الأغراض منها على سبيل المثال، استخدامها في إطار مشروع اجتماعي ، لتعريف الأطفال والشباب عن قرب بالطبيعة وتعليمهم كيفية التعامل السليم معها. يضاف إلى كل هذه الفوائد، أن أشجار النيم تساهم في تجميل المنطقة، وقد تحدث السكان مع كروغر وزوجها عن ملاحظتهم بأن منطقتهم تصبح باستمرار أكثر اخضرارا عن ذي قبل، فالمنطقة القاحلة التي كانت مغطاة بالرمال قبل عام أو عامين، أصبحت الآن مغطاة بالأشجار.
الأشجار توفر إمكانات جديدة
لم تكنإلكه كروغر أول من زرع شجرة النيم في بيرو،فقبلها كان أحد المهندسين قد جلب تلك الأشجار إلى ذلك البلد، وكان معجبا بقدرتها على النمو بسرعة، وهي تبدو كذلك جميلة المنظر، بالإضافة إلى مميزاتها الأخرى كالفروع الظليلة والقدرة على طرد البعوض والحشرات الضارة الأخرى.
http://www.dw.de/image/0,,16972897_404,00.jpg
المزارعون يزرعون شتلات النيم حول حقولهم بهدف حماية التربة من الجرف
عندما وجدت إلكه كروغر الأشجار، كانت تحمل بذورا أقدمت هي على الفور على جمعها، وكما تروي: "كان المالك الجديد للمنزل متعجبا لحرصنا على جمع كل البذور من الأرض."
وتعتقد إلكه أن الأشجار تحتوي عل مواد جيدة، وهي توفر بالتالي إمكانيات جديدة: "هم أساس لتشكيل ثقافة انتهت في شمال بيرو نتيجة للقطع الجائر للغابات على نطاق واسع، وهنا يمكن لما حدث في منطقة الأمازون أن يتكرر، كما تقول كروغر.
جهود على النطاق العالمي
هناك مشاريع مماثلة لما تقوم به جمعيةPlan Verde وهي لا تقتصر على المناطق التي تشكل موطنا للأشجار النيم، بل تمتد لتشمل أنحاء مختلفة في العالم، من بينها مثلا، مجتمعات السكان الأصليين في المكسيك حيث تزرع شجرة النيم في إطار مشاريع مدرسية. وتبيع شركة"Just Neem" الأمريكية " منتجات ومستحضرات تجميل مستخلصة من شجرة النيم المزروعة في إطار مشروع لتشجير المناطق الجافة في شمال غرب أفريقيا.
ويحدثنا راميش ساكسينا عن مشروع في جامعة تكساس تخطط من خلاله لزراعة أشجار النيم في الصحراء، وكما يؤكد، فإنه عند زارعة أشجار النيم في الصحراء، لا يعد هذا مفيدا فقط بالنسبة للمناخ، ولكن يمكنك أيضا استخدام الثمار والبذور من أجل الحصول على منتجات مفيدة، يتزايد عليها الآن الطلب في جميع أنحاء العالم"، بحسب رئيس مؤسسة نيمNeem-Foundation.
الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، تركز على زراعة شجرة النيم بشكل رئيسي في غرب أفريقيا. وكما تقول مارتينا فاغنر، خبيرة التنمية الريفية والاقتصاد الزراعي في (GIZ)، فإن الشجرة تملك قدرة عالية على التكيف، وهذه ميزة من المميزات المهمة. لكن هذه الميزة المهمة تتحول في بعض المناطق إلى خطر، بسبب تهديدها للأنواع الأصلية الموجودة أساسا في المنطقة.