دويتشه ﭭيله : بات تلوث الهواء من الأسباب الرئيسة للوفاة المبكرة، كما أنه يتسبب بمرض ملايين الناس حول العالم، خاصة في المدن الكبرى بالدول النامية. وأظهرت التجارب أن معضلة التلوث يمكن السيطرة عليها، ومدينة مكسيكو خير دليل على ذلك.
في كانون الثاني/ يناير الماضي تناقلت وسائل الإعلام في شتى أنحاء العالم صورا لسحابة ضباب داكنة غطت سماء العاصمة الصينية بكين لأيام، وهو الأمر الذي أثار الذعر بين الصينيين فاعتقد بعضهم أن العالم اقترب من نهايته.
وغداة ظهور تلك السحابة، حذرت الحكومة الصينية مواطنيها ببكين ودعتهم الى تجنب الأماكن العامة والاحتماء داخل البيوت، وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة القصوى مع ارتداء الأقنعة الواقية.
في غضون ذلك، أظهرت مؤشرات نقاء الهواء ارتفاع مستوى التلوث إلى 500 درجة ، وهو أعلى مؤشر تلوث تمّ تسجيله على الإطلاق، وذلك على طول الساحل الشرقي في الصين؛ فيما سُجل ارتفاع مهول في عدد الإصابات بأمراض الدورة الدموية وأمراض التنفس.
ولأن السحابة استمرت لأيام سيطر القلق على ليو لي، الشاب الذي يعمل خبيرا في وزارة البيئة الصينية ضمن فريق مكافحة التلوث. مهمة ليو لي تنحصر في البحث عن أجوبة لأسئلة عديدة حول كيفية مساعدة المدن التي تنمو بوتيرة سريعة، وكيف يمكن الاستفادة من المشاكل التي واجهتها في السابق الدول الصناعية الكبرى عند تطور مدنها؟ وأي الخطط المتبعة كانت أكثر فاعلية؟
السحابة الضبابية غطت سماء بكين بداية 2013.
التجربة المكسيكية
تعد مدينة مكسيكو من كبريات المدن العالم التي كانت تعاني من التلوث البيئي. وفي عام 1990 تمّ قياس نقاء الهواء على تلٍّ بالقرب من المدينة، وأظهرت النتيجة أنه لم يكن نقيّا نسبيا سوى لثمانية أيام في السنة.
أما في عام 2012، فقد ارتفع العدد إلى 237 يوما. وكان لوزيرة البيئة السابقة مارتا ديلغادو بيرالتا، دور بارز في هذا التطور الإيجابي.ديلغادو بيرالتا كانت قد أوضحت أن التلوث بلغ أقسى درجاته في العقدين الأخيرين، مشيرة بالقول" حتى أن الطيور كانت تقع ميتة على الأرض".
حينها، شعر المجتمع والمؤسسات معا بضرورة تغيير الوضع، فطُورت خطط على المدى البعيد بهدف تنقية الهواء. وعلى ضوئها أبعدت المصانع التي تنتج نسبا عالية من الغازات السامة ، كما أبعدت مصفاة النفط عن المدينة. كما تمّ تحسين الوقود لجعلها أكثر حفاظا على البيئة، ومنعت السيارات، التي بلغ عددها خمسة ملايين، من التحرك في يوم محدد من الأسبوع. المسؤولون من جهتهم، طوروا شبكة النقل العام، وعززوها بنظام يشجع على استعمال الدراجات الهوائية.
يتطلع ليو لي بأمل إلى التجربة المكسيكية، علّها تطبق يوما ما في بلاده، ليتمكن الناس في شنغهاي أو بكين من تنفس هواء نقي وطبيعي. والخبير الصيني مقتنع تماما أنه لا يمكن تحقيق ذلك، إلا عبر وضع سقف أقصى للانبعاثات السامة والاستغناء عن الفحم وتعويضه بالغاز الطبيعي كمصدر للطاقة. ولتحقيق الهدف المنشود، "يتعين تغيير البنية الاقتصادية للبلاد على المدى البعيد. والرفع من قطاع الخدمات والحد من أنشطة التصنيع" يوضح ليو لي. وقد أظهر موقع CIAالدولي، الذي يقدم إحصائيات حول جميع دول العالم أن قطاع الخدمات في السوق الصينية لا يشكل سوى 44,6%، فيما يصل إلى 70% في السوق الألمانية و80% في السوق الفرنسية.
منظرللتلوث في العاصمة الصينية بكين
مدينة أوروبية عادت خضراء
تراجعت نسب التلوث في أوروبا بعد أن تبنى الاتحاد الأوروبي في سبعينيات القرن الماضي مخططا للحد من الانبعاثات السامة. فترجع انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى حوالي 55% بالمائة.
وتمثل مدينة فيتوريا غاستايز البرتغالية أفضل مثال على نجاح السياسية الأوروبية ، وقد اختيرت عام 2012 كأفضل مدينة خضراء في أوروبا، بعد أن اتبعت فيها الإجراءات ذاتها التي اتبعت في مدينة مكسيكو بدءا من طرد الشركات الصناعية الكبرى من المدينة، وإصلاح شبكة النقل العام إلى غير ذلك. ويؤكد عمدة المدينة خافيير ماروتو أرنزابال أن النتيجة التي جرى التوصل إليها كانت ثمرة الجهود المشتركة بين المؤسسات وبين الشركات والمواطنين.
في كانون الثاني/ يناير الماضي تناقلت وسائل الإعلام في شتى أنحاء العالم صورا لسحابة ضباب داكنة غطت سماء العاصمة الصينية بكين لأيام، وهو الأمر الذي أثار الذعر بين الصينيين فاعتقد بعضهم أن العالم اقترب من نهايته.
وغداة ظهور تلك السحابة، حذرت الحكومة الصينية مواطنيها ببكين ودعتهم الى تجنب الأماكن العامة والاحتماء داخل البيوت، وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة القصوى مع ارتداء الأقنعة الواقية.
في غضون ذلك، أظهرت مؤشرات نقاء الهواء ارتفاع مستوى التلوث إلى 500 درجة ، وهو أعلى مؤشر تلوث تمّ تسجيله على الإطلاق، وذلك على طول الساحل الشرقي في الصين؛ فيما سُجل ارتفاع مهول في عدد الإصابات بأمراض الدورة الدموية وأمراض التنفس.
ولأن السحابة استمرت لأيام سيطر القلق على ليو لي، الشاب الذي يعمل خبيرا في وزارة البيئة الصينية ضمن فريق مكافحة التلوث. مهمة ليو لي تنحصر في البحث عن أجوبة لأسئلة عديدة حول كيفية مساعدة المدن التي تنمو بوتيرة سريعة، وكيف يمكن الاستفادة من المشاكل التي واجهتها في السابق الدول الصناعية الكبرى عند تطور مدنها؟ وأي الخطط المتبعة كانت أكثر فاعلية؟
السحابة الضبابية غطت سماء بكين بداية 2013.
التجربة المكسيكية
تعد مدينة مكسيكو من كبريات المدن العالم التي كانت تعاني من التلوث البيئي. وفي عام 1990 تمّ قياس نقاء الهواء على تلٍّ بالقرب من المدينة، وأظهرت النتيجة أنه لم يكن نقيّا نسبيا سوى لثمانية أيام في السنة.
أما في عام 2012، فقد ارتفع العدد إلى 237 يوما. وكان لوزيرة البيئة السابقة مارتا ديلغادو بيرالتا، دور بارز في هذا التطور الإيجابي.ديلغادو بيرالتا كانت قد أوضحت أن التلوث بلغ أقسى درجاته في العقدين الأخيرين، مشيرة بالقول" حتى أن الطيور كانت تقع ميتة على الأرض".
حينها، شعر المجتمع والمؤسسات معا بضرورة تغيير الوضع، فطُورت خطط على المدى البعيد بهدف تنقية الهواء. وعلى ضوئها أبعدت المصانع التي تنتج نسبا عالية من الغازات السامة ، كما أبعدت مصفاة النفط عن المدينة. كما تمّ تحسين الوقود لجعلها أكثر حفاظا على البيئة، ومنعت السيارات، التي بلغ عددها خمسة ملايين، من التحرك في يوم محدد من الأسبوع. المسؤولون من جهتهم، طوروا شبكة النقل العام، وعززوها بنظام يشجع على استعمال الدراجات الهوائية.
يتطلع ليو لي بأمل إلى التجربة المكسيكية، علّها تطبق يوما ما في بلاده، ليتمكن الناس في شنغهاي أو بكين من تنفس هواء نقي وطبيعي. والخبير الصيني مقتنع تماما أنه لا يمكن تحقيق ذلك، إلا عبر وضع سقف أقصى للانبعاثات السامة والاستغناء عن الفحم وتعويضه بالغاز الطبيعي كمصدر للطاقة. ولتحقيق الهدف المنشود، "يتعين تغيير البنية الاقتصادية للبلاد على المدى البعيد. والرفع من قطاع الخدمات والحد من أنشطة التصنيع" يوضح ليو لي. وقد أظهر موقع CIAالدولي، الذي يقدم إحصائيات حول جميع دول العالم أن قطاع الخدمات في السوق الصينية لا يشكل سوى 44,6%، فيما يصل إلى 70% في السوق الألمانية و80% في السوق الفرنسية.
منظرللتلوث في العاصمة الصينية بكين
مدينة أوروبية عادت خضراء
تراجعت نسب التلوث في أوروبا بعد أن تبنى الاتحاد الأوروبي في سبعينيات القرن الماضي مخططا للحد من الانبعاثات السامة. فترجع انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى حوالي 55% بالمائة.
وتمثل مدينة فيتوريا غاستايز البرتغالية أفضل مثال على نجاح السياسية الأوروبية ، وقد اختيرت عام 2012 كأفضل مدينة خضراء في أوروبا، بعد أن اتبعت فيها الإجراءات ذاتها التي اتبعت في مدينة مكسيكو بدءا من طرد الشركات الصناعية الكبرى من المدينة، وإصلاح شبكة النقل العام إلى غير ذلك. ويؤكد عمدة المدينة خافيير ماروتو أرنزابال أن النتيجة التي جرى التوصل إليها كانت ثمرة الجهود المشتركة بين المؤسسات وبين الشركات والمواطنين.