دويتشه ﭭيله : تجرب المؤسسة الألمانية للسكك الحديدية حاليا استخدام طائرة صغيرة دون طيار لملاحقة رسامي "الجرافيتي" على جدران المحطات. فيما يعتقد الخبراء أنه أمر مبالغ فيه وغير مجدي، ويقترحون بدلا عن ذلك توفير مادة طلاء لمسح الرسومات.
بهذه العبارة يرد مسؤول الأمن الداخلي في حزب الخضر، فولفغانغ فيلاند، على إعلان مؤسسة السكك الحديدية الألمانية عن نيتها استخدام طائرات صغيرة دون طيار لملاحقة رسامي "الجرافيتي". لكن المؤسسة الألمانية تجد نفسها محقة في خطوتها هذه. ففي العام الماضي، على سبيل المثال، اكتشفت المؤسسة أكثر من 14.000 رسم جرافيتي على جدران كل المباني التابعة لها في عموم ألمانيا، كما جاء ذلك في توضيح صحافي بهذا الشأن أصدرتها مؤخرا. وجاء في البيان الصحافي أيضا أن تكاليف إزالة الرسومات عن جدران المؤسسة بلغت حوالي سبعة ملايين يورو. وتدرس الشركة الألمانية حاليا عما إذا كانت فكرة استخدام طائرات صغيرة دون طيار ضد الرسامين أمرا مجديا. في هذا السياق قال متحدث باسم السكك الحديدية الألمانية إن المؤسسة ستقوم في الأسابيع القادمة بتجريب طائرات هيلكوبتر صغيرة دون طيار في فضاء الأراضي التابعة لها.
طائرة هليكوبتر دون طيار تراقب حركة رسامي الجرافيتي
وتكلف الطائرة الصغيرة الواحدة دون طيار من هذا النوع حوالي 60 ألف يورو. ويتم توجيه الطائرات الصغيرة من الأرض والتي تعمل دون إصدار أي ضجيج، لأنها تعمل بمحركات إلكترونية وبمراوح صغيرة. ويفترض أن تقوم الطائرات الصغيرة والمزودة بكاميرات تصوير حرارية بالكشف عن رسامي الجرافيتي أثناء قيامهم بنشاطاتهم غير المرغوبة.
لأنها مرئية فأنها غير مجدية
قانونيا يسمح باستخدام هذه الطائرات، شرط ألا تحلق على ارتفاع كبير وأن يبقى تحلقيها محصورا فوق أراضي المؤسسة. ولكن السؤال هو: ما مدى فائدة استخدام هذه الطائرات؟ يجيب خبير شؤون النقل الجوي، إلمار غيمولا، عن السؤال بأن استخدام هذه الطائرات، وفق القانون الحالي، أمر عبثي. وقال في حديث مع DW إن الطيارين لا يحتاجون إلى رخصة طيران، لأنهم يبقون على الأرض، ولكن في هذه الحالة عليهم قيادة الطائرة فقط في المجال المرئي. أي لا يجوز قيادة الطائرة في فضاء غير مرئي.
ويقول الخبير الألماني: " عندما استطيع رؤية الطائرة كقائد لها، فإن الآخرين يستطيعون رؤيتها أيضا". ويضيف غيمولا أنه في حال استخدام الطائرة في مكان مظلم، فانه ينبغي تزويدها بمصابيح ضوئية أو بأي شيء مضيء آخر، كي يستطيع قائد الطائرة متابعتها بصريا. لكن الغرض من استخدام الطائرة هو أن يتم استخدامها دون أن يكتشفها رسامو الجرافيتي. إذاً فائدة قدرة القائد على متابعة الطائرة بصريا تقضي على هدف استخدامها.
رسوم الجرافيتي تكلف مؤسسة السكك الحديدية الألمانية ملايين اليوروهات سنويا لإزالتها
اللعبة ستكون مثيرة أكثر
ويذهب المحامي، باتريك غاو، من مدينة دورتموند إلى أبعد من ذلك في تقديره للأمر. ويعتبر المحامي المتخصص في قضايا الجرافيتي أمام المحاكم الألمانية والذي يفهم عقلية رسامي الجرافيتي أن استخدام الطائرات دون طيار في مكافحة رسامي الجرافيتي يضيف زخما جديدا من الإثارة على فعلهم. ويقول الحقوقي في حديثه مع DW " ستكون نشاطات الرسامين كلعبة الشرطي والحرامي". فكلما ازدادت مخاطر الكشف عنهم، كلما زادت الإثارة في ممارسة نشاطات الرسم، كما يقول. ويتابع" عندما يكتشف الرسامون الطائرة دون طيار، فأنهم ينتقلون إلى مكان آخر دون مراقبة، وبذلك تنتقل اللعبة من مكان إلى آخر". وربما تزيد الطائرة الصغيرة دون طيارمن حماس الرسامين في مزاولة فنهم، كما يقول غاو. ويضيف:" سيقود الأمر إلى ظهور أفلام فيديو على شبكة اليوتيوب والتي تصور الطائرات في مكان عملها، وهو أمر سيدفع بالرسامين إلى المجازفة برسم شيء ما سريعا ليقولوا لاحقا إنهم خدعوا مؤسسة السكك الحديدية وانتصروا عليها".
"مدفع لقتل بعوضة"
ويضيف المحامي غاو أن استخدام الطائرات دون طيار أمر مبالغ فيه. ويتابع " أن الأمر شبه بقتل بعوضة بمدفع"، أو بعبارة أخرى أن السكك الحديدية تلاحق "طيور الرسم" بطائرات دون طيار، كما يوضح غاو. ويقول رجل القانون غاو " إن الرسم على القطارات يعتبر فعلا إجراميا في أسفل قائمة الجنايات التي يحاسب عليها القانون، ورغم ذلك تقوم المؤسسة العملاقة باتخاذ تدابير باهظة الثمن لمكافحتها". فيما يجوز لجهاز الشرطة استخدام الطائرات م هذا النوع فقط في مكافحة الجرائم الكبيرة، كما يقول غاو.
فولفغانغ فيلاند سياسي من حزب الخضر يرفض استخدام الطائرات دون طيار
ويقترح المحامي غاو بدلا من استخدام الطائرات دون طيار، استثمار الأموال في مادة الدهان لصبغ القطارات الملطخة برسوم الجرافيتي. فالمؤسسة تستخدم الدهان حاليا لهذا الغرض، كما يوضح غاو ويضيف: على المؤسسة توزيع مادة الدهان في أماكن مختلفة لغرض طلي القاطرات والمباني، خصوصا وأن مادة الدهان التي يستخدمها الرسامون من علب الرش غير متماسكة ويمكن إزالتها بسهولة. وأخيرا يتساءل غاو: " لماذا لا تستثمر مؤسسة السكك الحديدية الأموال في تغليف القطارات بكسوة خارجية، بدلا من الاستثمار في طائرات صغيرة دون طيار؟".
جوجل إرث مع صور حية
من جانبه، يرفض السياسي الألماني من حزب الخضر، فولفغانغ فيلاند، استخدام طائرات المراقبة دون طيار في المدن مبدئيا، وذلك لأسباب تتعلق بحماية المعلومات الشخصية والحرمة الشخصية. ويقول في هذا السياق:" عندما اجلس في حديقتي عاريا تحت الشمس، أريد أن أكون متأكدا من ألا يقوم بتصويري أحد من السماء". ويرى السياسي مخاطر متزايدة من أن تتطور الأمور إلى مشاهد صورحية، كما هو الحال مع خدمة جوجل إرث. ويضيف فيلاند" إذا لم نقوم الآن بفعل شيء ضد ذلك، فأنه سيتحول إلى أمر مرعب". لكن فيلاند يقترح استخدام الطائرات الصغيرة دون طيار بغرض ملاحقة وكشف سارقي المعادن من منشأت السكك الحديدية، فيما يرفض الخبير في شؤون النقل الجوي إلمار غيمولا المقترح هذا بسبب رفض القانون الحالي لذلك.
" ستكون سماؤنا في السنوات العشر القادمة مليئة بطائرات دون طيار، وعلينا من الآن أن نفكر وبجدية عن سبل للتقليل من حركة تلك الطائرات". فولفغانغ فيلاند
طائرة هليكوبتر دون طيار تراقب حركة رسامي الجرافيتي
وتكلف الطائرة الصغيرة الواحدة دون طيار من هذا النوع حوالي 60 ألف يورو. ويتم توجيه الطائرات الصغيرة من الأرض والتي تعمل دون إصدار أي ضجيج، لأنها تعمل بمحركات إلكترونية وبمراوح صغيرة. ويفترض أن تقوم الطائرات الصغيرة والمزودة بكاميرات تصوير حرارية بالكشف عن رسامي الجرافيتي أثناء قيامهم بنشاطاتهم غير المرغوبة.
لأنها مرئية فأنها غير مجدية
قانونيا يسمح باستخدام هذه الطائرات، شرط ألا تحلق على ارتفاع كبير وأن يبقى تحلقيها محصورا فوق أراضي المؤسسة. ولكن السؤال هو: ما مدى فائدة استخدام هذه الطائرات؟ يجيب خبير شؤون النقل الجوي، إلمار غيمولا، عن السؤال بأن استخدام هذه الطائرات، وفق القانون الحالي، أمر عبثي. وقال في حديث مع DW إن الطيارين لا يحتاجون إلى رخصة طيران، لأنهم يبقون على الأرض، ولكن في هذه الحالة عليهم قيادة الطائرة فقط في المجال المرئي. أي لا يجوز قيادة الطائرة في فضاء غير مرئي.
ويقول الخبير الألماني: " عندما استطيع رؤية الطائرة كقائد لها، فإن الآخرين يستطيعون رؤيتها أيضا". ويضيف غيمولا أنه في حال استخدام الطائرة في مكان مظلم، فانه ينبغي تزويدها بمصابيح ضوئية أو بأي شيء مضيء آخر، كي يستطيع قائد الطائرة متابعتها بصريا. لكن الغرض من استخدام الطائرة هو أن يتم استخدامها دون أن يكتشفها رسامو الجرافيتي. إذاً فائدة قدرة القائد على متابعة الطائرة بصريا تقضي على هدف استخدامها.
رسوم الجرافيتي تكلف مؤسسة السكك الحديدية الألمانية ملايين اليوروهات سنويا لإزالتها
اللعبة ستكون مثيرة أكثر
ويذهب المحامي، باتريك غاو، من مدينة دورتموند إلى أبعد من ذلك في تقديره للأمر. ويعتبر المحامي المتخصص في قضايا الجرافيتي أمام المحاكم الألمانية والذي يفهم عقلية رسامي الجرافيتي أن استخدام الطائرات دون طيار في مكافحة رسامي الجرافيتي يضيف زخما جديدا من الإثارة على فعلهم. ويقول الحقوقي في حديثه مع DW " ستكون نشاطات الرسامين كلعبة الشرطي والحرامي". فكلما ازدادت مخاطر الكشف عنهم، كلما زادت الإثارة في ممارسة نشاطات الرسم، كما يقول. ويتابع" عندما يكتشف الرسامون الطائرة دون طيار، فأنهم ينتقلون إلى مكان آخر دون مراقبة، وبذلك تنتقل اللعبة من مكان إلى آخر". وربما تزيد الطائرة الصغيرة دون طيارمن حماس الرسامين في مزاولة فنهم، كما يقول غاو. ويضيف:" سيقود الأمر إلى ظهور أفلام فيديو على شبكة اليوتيوب والتي تصور الطائرات في مكان عملها، وهو أمر سيدفع بالرسامين إلى المجازفة برسم شيء ما سريعا ليقولوا لاحقا إنهم خدعوا مؤسسة السكك الحديدية وانتصروا عليها".
"مدفع لقتل بعوضة"
ويضيف المحامي غاو أن استخدام الطائرات دون طيار أمر مبالغ فيه. ويتابع " أن الأمر شبه بقتل بعوضة بمدفع"، أو بعبارة أخرى أن السكك الحديدية تلاحق "طيور الرسم" بطائرات دون طيار، كما يوضح غاو. ويقول رجل القانون غاو " إن الرسم على القطارات يعتبر فعلا إجراميا في أسفل قائمة الجنايات التي يحاسب عليها القانون، ورغم ذلك تقوم المؤسسة العملاقة باتخاذ تدابير باهظة الثمن لمكافحتها". فيما يجوز لجهاز الشرطة استخدام الطائرات م هذا النوع فقط في مكافحة الجرائم الكبيرة، كما يقول غاو.
فولفغانغ فيلاند سياسي من حزب الخضر يرفض استخدام الطائرات دون طيار
ويقترح المحامي غاو بدلا من استخدام الطائرات دون طيار، استثمار الأموال في مادة الدهان لصبغ القطارات الملطخة برسوم الجرافيتي. فالمؤسسة تستخدم الدهان حاليا لهذا الغرض، كما يوضح غاو ويضيف: على المؤسسة توزيع مادة الدهان في أماكن مختلفة لغرض طلي القاطرات والمباني، خصوصا وأن مادة الدهان التي يستخدمها الرسامون من علب الرش غير متماسكة ويمكن إزالتها بسهولة. وأخيرا يتساءل غاو: " لماذا لا تستثمر مؤسسة السكك الحديدية الأموال في تغليف القطارات بكسوة خارجية، بدلا من الاستثمار في طائرات صغيرة دون طيار؟".
جوجل إرث مع صور حية
من جانبه، يرفض السياسي الألماني من حزب الخضر، فولفغانغ فيلاند، استخدام طائرات المراقبة دون طيار في المدن مبدئيا، وذلك لأسباب تتعلق بحماية المعلومات الشخصية والحرمة الشخصية. ويقول في هذا السياق:" عندما اجلس في حديقتي عاريا تحت الشمس، أريد أن أكون متأكدا من ألا يقوم بتصويري أحد من السماء". ويرى السياسي مخاطر متزايدة من أن تتطور الأمور إلى مشاهد صورحية، كما هو الحال مع خدمة جوجل إرث. ويضيف فيلاند" إذا لم نقوم الآن بفعل شيء ضد ذلك، فأنه سيتحول إلى أمر مرعب". لكن فيلاند يقترح استخدام الطائرات الصغيرة دون طيار بغرض ملاحقة وكشف سارقي المعادن من منشأت السكك الحديدية، فيما يرفض الخبير في شؤون النقل الجوي إلمار غيمولا المقترح هذا بسبب رفض القانون الحالي لذلك.
المزيد عن الجداريات عن المصدر :