مقدمة : إن مخزون ” الجينات الوراثية للمحاصيل الزراعية “ في العالم يُعد مخزوناً ضرورياً لتأمين الغذاء لشعوب العالم الذين بلغ تعدادهم سبعة مليارات إنسان ، سيما وإن هذه الجينات تؤمن المواد الأولية التي يحتاجها مربي النباتات لتطوير أصناف جديدة بإمكانها أن تواجه تحديات محتملة في المستقبل ، كالتغيرات في المناخ والأحوال الجوية والآفات والأمراض النباتية غير المعروفة، فضلاً عن تأمينها للغذاء وإرساء الأمن الغذائي.
بقلم الدكتور مجد جرعتلي - دراسات خضراء
ولكن وللأسف فإن التنوع البيولوجي الزراعي الذي يُعد أساساً لإنتاج الأغذية ، في حالة تناقص شديد بسبب تأثيرات التحديث والتغيرات في الوجبات الغذائية والكثافة السكانية المتزايدة . فقد طور مزارعي العالم منذ أن بدأوا بممارسة مهنة الزراعة ، نحو 10 آلاف نوعاً من النباتات لإستخدامها في إنتاج الغذاء والعلف ، وفي يومنا الحاضر يُؤمن 150 محصولاً فقط الغذاء لمعظم شعوب العالم، منها 12 محصولاً فقط يؤمن 80 في المائة من الطاقة الغذائية من النباتات ، علماً بأن الأرز والقمح والذرة والبطاطس تؤمن لوحدها 60 في المائة من تلك الطاقة
هذا ويُقدر أن نحو ثلاثة أرباع التنوع الوراثي الموجود في المحاصيل الزراعية قد تعرض للضياع خلال القرن الماضي ، في حين تتواصل عملية اندثار الجينات والموارد الوراثية إلى يومنا هذا؟.
النشاط الدولي لوقف إنقراض الموارد الوراثية النباتية
إبتدأ النشاط الدولي لوقف إنقراض الموارد الوراثية النباتية منذ أن أقرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في يوم 29 يونيو/ حزيران 2004 ” المعاهدة الدولية المعنية بالموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة ” والتي تعتبر من الإتفاقيات الهامة والمُلزمة من الناحية القانونية فيما يتعلق بالزراعة المستدامة وقد صادقت عليها 55 دولة .
وتعتبر هذه المعاهدة كما قال عنها المدير العام لمنظمة ” فاو ” يوم توقيعها ” إنها بداية عهد جديد ، سيما وأن المعاهدة تجمع ما بين البلدان والمزارعين ومربي النباتات ، وتؤمن اطاراً متعدد الأطراف للوصول الى الموارد الوراثية والاقتسام العادل والمتكافئ للمنافع الناشئة عن هذه الموارد . فان البشرية جمعاء بحاجة الى المحافظة على مخزون الجينات الوراثية للمحاصيل القيّمة وتطويرها نظراً لأهميتها بالنسبة للزراعة . والإتفاقية تُقر بأن المزارعين في مختلف أرجاء العالم لاسيما في الجنوب أنهم قد طوروا موارد وراثية نباتية منذ آلاف السنين. فقد حان الآن الوقت أن تؤمن البلدان الموارد اللازمة لجعل المعاهدة موضع التطبيق ” .
وبالفعل منذ توقيع تلك الإتفاقية الهامة في عام 2004م وإلى الأن ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “FAO” تُصعِّد جهودها لوقف تآكل الموارد الوراثية النباتية فقد إعتمدت إطاراً عالمياً جديداً للحماية والاستخدام المُستدام فيما يخص التنوُّع الحيوي للنباتات على نحوٍ يشكِّل دُعامةً للغذاء والزراعة على الصعيد الدولي.
وأقرّ منذ أيام المجلس الرئاسي للمنظمة الفاو في بداية ديسمبر/كانون الأوّل 2011، خطة العمل العالمية الثانية للموارد الوراثية النباتية في مجالات الأغذية والزراعة، وهو تَجديداً للالتزام الدولي بضمان الإدارة الفعّالة لتنوّع النباتات الحيوي، ويأتي كعنصرٍ رئيسيّ في التصدي للفقر وإحراز مزيدٍ من التقدم نحو بلوغ هدف الأمن الغذائي في مواجهة تغيُّر المناخ. ويواجِه التنوُّع النباتي تهديدا حقيقيا “التآكل الوراثي”، أي ما اصطلح العلماء على تسمية السياق الجاري لفقد الجينات الفردية أو مجموعات الموارد الوراثية، كتلك التي يُعثَر عليها في السلالات المتكيّفة محلياً.
الأسباب الرئيسيّة للتآكل الوراثي النباتي
هنالك عدة أسباب تؤدي إلى التآكل الوراثي النباتي وهي :
وبشكل عام فإن الموارد الوراثية النباتية تلعب دورا في غاية الأهمية في مواجهة تحديات المستقبل، مثل تكييف المحاصيل الزراعية للظروف المناخية المتغيِّرة أو في حالات تفشي الأمراض والآفات بها . وإن الاهتمام الرئيسيّ لخطة العمل العالمية الثانية لمنظمة ” فاو” في هذا المجال تهدف على تدعيم جهود الحماية والاستخدام المُستدام للنباتات ونُظم البذور، عبر تطبيق جملةٍ من الإجراءات الحاسمة والسياسات الملائمة، وتسخير المعلومات العلمية ومَعارف المُزارعين وجهودهم مباشرةً في هذا السياق.
كما تتضمَّن خطة العمل العالمية الثانية للموارد الوراثية النباتية في مجالات الأغذية والزراعة (18) نوعا من الأنشطة المترابطة وذات الأولوية، أعِدَّت على أساس المشاورات الإقليمية وضرورة سدّ الثغرات وتلبية الاحتياجات المحددة وفق التقرير الثاني عن حالة الموارد الوراثية النباتية للغذاء والزراعة في العالم.
وطالبت الخطة العالمية الثانية جميع دول العالم بما يلي:
وفي الختام يمكن القول بأن مخزون الجينات الوراثية للمحاصيل الزراعية في العالم سوف يبقى بقاؤه مهددا بين القرارات الرسمية للدول وبين العوامل والأسباب التي تزيد من إنقراضه يوما بعد يوم.
بقلم الدكتور مجد جرعتلي - دراسات خضراء
ولكن وللأسف فإن التنوع البيولوجي الزراعي الذي يُعد أساساً لإنتاج الأغذية ، في حالة تناقص شديد بسبب تأثيرات التحديث والتغيرات في الوجبات الغذائية والكثافة السكانية المتزايدة . فقد طور مزارعي العالم منذ أن بدأوا بممارسة مهنة الزراعة ، نحو 10 آلاف نوعاً من النباتات لإستخدامها في إنتاج الغذاء والعلف ، وفي يومنا الحاضر يُؤمن 150 محصولاً فقط الغذاء لمعظم شعوب العالم، منها 12 محصولاً فقط يؤمن 80 في المائة من الطاقة الغذائية من النباتات ، علماً بأن الأرز والقمح والذرة والبطاطس تؤمن لوحدها 60 في المائة من تلك الطاقة
هذا ويُقدر أن نحو ثلاثة أرباع التنوع الوراثي الموجود في المحاصيل الزراعية قد تعرض للضياع خلال القرن الماضي ، في حين تتواصل عملية اندثار الجينات والموارد الوراثية إلى يومنا هذا؟.
النشاط الدولي لوقف إنقراض الموارد الوراثية النباتية
إبتدأ النشاط الدولي لوقف إنقراض الموارد الوراثية النباتية منذ أن أقرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في يوم 29 يونيو/ حزيران 2004 ” المعاهدة الدولية المعنية بالموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة ” والتي تعتبر من الإتفاقيات الهامة والمُلزمة من الناحية القانونية فيما يتعلق بالزراعة المستدامة وقد صادقت عليها 55 دولة .
وتعتبر هذه المعاهدة كما قال عنها المدير العام لمنظمة ” فاو ” يوم توقيعها ” إنها بداية عهد جديد ، سيما وأن المعاهدة تجمع ما بين البلدان والمزارعين ومربي النباتات ، وتؤمن اطاراً متعدد الأطراف للوصول الى الموارد الوراثية والاقتسام العادل والمتكافئ للمنافع الناشئة عن هذه الموارد . فان البشرية جمعاء بحاجة الى المحافظة على مخزون الجينات الوراثية للمحاصيل القيّمة وتطويرها نظراً لأهميتها بالنسبة للزراعة . والإتفاقية تُقر بأن المزارعين في مختلف أرجاء العالم لاسيما في الجنوب أنهم قد طوروا موارد وراثية نباتية منذ آلاف السنين. فقد حان الآن الوقت أن تؤمن البلدان الموارد اللازمة لجعل المعاهدة موضع التطبيق ” .
وبالفعل منذ توقيع تلك الإتفاقية الهامة في عام 2004م وإلى الأن ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “FAO” تُصعِّد جهودها لوقف تآكل الموارد الوراثية النباتية فقد إعتمدت إطاراً عالمياً جديداً للحماية والاستخدام المُستدام فيما يخص التنوُّع الحيوي للنباتات على نحوٍ يشكِّل دُعامةً للغذاء والزراعة على الصعيد الدولي.
وأقرّ منذ أيام المجلس الرئاسي للمنظمة الفاو في بداية ديسمبر/كانون الأوّل 2011، خطة العمل العالمية الثانية للموارد الوراثية النباتية في مجالات الأغذية والزراعة، وهو تَجديداً للالتزام الدولي بضمان الإدارة الفعّالة لتنوّع النباتات الحيوي، ويأتي كعنصرٍ رئيسيّ في التصدي للفقر وإحراز مزيدٍ من التقدم نحو بلوغ هدف الأمن الغذائي في مواجهة تغيُّر المناخ. ويواجِه التنوُّع النباتي تهديدا حقيقيا “التآكل الوراثي”، أي ما اصطلح العلماء على تسمية السياق الجاري لفقد الجينات الفردية أو مجموعات الموارد الوراثية، كتلك التي يُعثَر عليها في السلالات المتكيّفة محلياً.
الأسباب الرئيسيّة للتآكل الوراثي النباتي
هنالك عدة أسباب تؤدي إلى التآكل الوراثي النباتي وهي :
• إستبدال الأصناف والأنواع المحليّة ببدائل حديثة أو مستوردة.
• الإختلاطات والتهجينات الوراثية بين الأصناف النباتية .
• التدهور البيئي.
• التوسُّع الحضري على حساب المواطن النباتية .
• تعرية الغطاء النباتي من خلال إزالة كل من الغطاء النباتي البري والغابات.
• حرائق الأدغال والمناطق البريّة.
• الإختلاطات والتهجينات الوراثية بين الأصناف النباتية .
• التدهور البيئي.
• التوسُّع الحضري على حساب المواطن النباتية .
• تعرية الغطاء النباتي من خلال إزالة كل من الغطاء النباتي البري والغابات.
• حرائق الأدغال والمناطق البريّة.
وبشكل عام فإن الموارد الوراثية النباتية تلعب دورا في غاية الأهمية في مواجهة تحديات المستقبل، مثل تكييف المحاصيل الزراعية للظروف المناخية المتغيِّرة أو في حالات تفشي الأمراض والآفات بها . وإن الاهتمام الرئيسيّ لخطة العمل العالمية الثانية لمنظمة ” فاو” في هذا المجال تهدف على تدعيم جهود الحماية والاستخدام المُستدام للنباتات ونُظم البذور، عبر تطبيق جملةٍ من الإجراءات الحاسمة والسياسات الملائمة، وتسخير المعلومات العلمية ومَعارف المُزارعين وجهودهم مباشرةً في هذا السياق.
كما تتضمَّن خطة العمل العالمية الثانية للموارد الوراثية النباتية في مجالات الأغذية والزراعة (18) نوعا من الأنشطة المترابطة وذات الأولوية، أعِدَّت على أساس المشاورات الإقليمية وضرورة سدّ الثغرات وتلبية الاحتياجات المحددة وفق التقرير الثاني عن حالة الموارد الوراثية النباتية للغذاء والزراعة في العالم.
وطالبت الخطة العالمية الثانية جميع دول العالم بما يلي:
• النهوض بإدارة التنوُّع المحصولي في حقول المُزارعين.
• تطوير أستراتيجيات حماية وجمع وحفظ الأصناف والأنواع المحصولية البرية من الغذاء الواقعة تحت طائلة التهديد.
• دعم تعميم مزايا أوسع لتربية النبات وتعزيز نُظم البذور وخصوصاً في حالة الأصناف المتكيّفة محلياً.
• تصعيد الجهود الوطنية والدولية لمجتمع المتبرِّعين لتدعيم المؤسسات وبناء القُدرات عملاً على إنجاز هذه الأولويات المتّفق عليها عالمياً.
• تطوير أستراتيجيات حماية وجمع وحفظ الأصناف والأنواع المحصولية البرية من الغذاء الواقعة تحت طائلة التهديد.
• دعم تعميم مزايا أوسع لتربية النبات وتعزيز نُظم البذور وخصوصاً في حالة الأصناف المتكيّفة محلياً.
• تصعيد الجهود الوطنية والدولية لمجتمع المتبرِّعين لتدعيم المؤسسات وبناء القُدرات عملاً على إنجاز هذه الأولويات المتّفق عليها عالمياً.
وفي الختام يمكن القول بأن مخزون الجينات الوراثية للمحاصيل الزراعية في العالم سوف يبقى بقاؤه مهددا بين القرارات الرسمية للدول وبين العوامل والأسباب التي تزيد من إنقراضه يوما بعد يوم.