المتنبي : "كأنّي عجيبٌ في عيونِ العجائب"،، تِرْبُ المعالي (من مخطوطات طاووس الجِّن)،، ( ليست القصيدة للفخر، أو تعظيم الذات، إنّما محاولة مجاراة للشعر القديم، ومعارضةٌ أسلوبية لأستاذ كلَّ من جاء بعده، كبير شعراء الأقدمين أبي الطيّب المتنبي) سامي مهنا
عتابٌ إلى حبٍّ يَصُبُّ نوائبي
وينأى بها والليلُ مقلةُ غائبِ
ضبابٌ على قلبٍ يغيّبُ وجهها
فيا ليت ذكراها ارتواءٌ لراغبِ
وليتَ النَّوى أرضٌ فأعرفُ دربها
وليتَ الهوى فيضٌ لصادٍ وطالبِ
وكلُّ دروبِ الفجرِ مغلقةٌ على
مسيرِ فؤادٍ صارَ رهنَ الغياهبِ
كأنَّ خيوطَ الحزنِ سرّةُ مولدي
ولم تنقطعْ حتّى بدتْ كركائبي
أراني غريبًا في زمانٍ مراوغٍ
شموخًا جنيبًا في كِيانٍ مجانبِ
وضاقت بِيَ الدُّنيا ولكنْ همَّتي
شروقٌ تجلّى في طموحِ المَغاربِ
وكلُّ زمانٍ تائهٌ بمكانهِ
ويخلطُ سخفُ الدهرِ بين المناصبِ
ويكفي بلاءُ الدهرِ أنَّ ثيابهُ
تضيقُ على الرِدفينِ ملءَ الجوانبِ
لحى الله دهرًا لا يقيّمُ أهلُهُ
مراتبَ أهليهِ وشرَّ العواقبِ
ففي كلِّ يومٍ يستفيقُ شويعرٌ
ويرعاهُ محتالٌ ولعبةُ كاذبِ
ويبقى فضاءُ النّسر حُكرًا وإنّما
يعلّي غبارُ الزيفِ قامةَ عائبِ
يُهَيِّجُ تأجيجٌ يروجُ مهرِّجٌ
ودهرٌ تعامى عن وكورِ العقاربِ
ولكنَّ غِربالَ الحياةِ كنبعِها
فإنْ لا تُنقّى لا تطيبُ لشاربِ
وإنّي قرينُ الخالدينَ وصِنوُهُمْ
فلا تكترثْ يا دهرُ لستُ بذاهبِ
كأنَّ قوافي الأوّلينَ تقولُني
كرمزٍ شدا في كلِّ شطحةِ كاتبِ
أُجيدُ وجودي لو أجِدُّ تدرُّجًا
فأرقى صفاتُ المَرْءِ جودُ المواهبِ
تنبّأ تِربي قاصدًا بعجيبهِ
عجيبين لو تُحصى صُنوفُ العجائبِ
هو الندُّ في قدرِ الحَلا وسطوعهِ
أنا المدُّ في بحر العُلا والمراتبِ
هوَ الجَّدُ في غمرِ الملا وشموخهِ
أنا الحَّدُ في فجرٍ جَلتْهُ مناقبي
أحاورُ أربابَ الخلودِ وأرتقي
إلى المجدِ إنَّ المجدَ ضربةُ صائبِ
يقيِّمُ قَدْري من يقدِّرُ قادرًا
وتجهلُ عمقَ البحرِ صُغرُ القواربِ
فإنّي بنارِ الجِّدِ أُظهرُ معدني
علوًا فشمسُ الشعرِ تحتَ حواجبي
يهُّبُ كخيلِ السَّيلِ خفقيَ ممطرًا
خيالاً تعالى فوق وهمِ السحائبِ
وشِعري على نجمٍ يؤسّسُ وَهْجَهُ
ليُرسي على شمسٍ شروقَ مراكبي
أقودُ شعاعَ اللفظِ ملءَ سمائهِ
وأربطُ قرنيَّ السَّنا بذوائبي
أزوّجُ آفاقَ المجازِ ببرقها
وتمطرُ أحوالي رعودُ التجاربِ
وسِحرٌ من الألفاظِ يُخلقُ فتنةً
فأجري دماءً في عروقِ الكواعبِ
وطاووسُ جنٍّ لو يموجُ كلامُهُ
يسوقُ سفينَ السِّحرِ نحو الكواكبِ
وشيطانُ شعري صارَ عندي شاعرًا
وأصبحتُ شيطانًا له بغرائبي
وحرفٌ كحدِّ السّيفِ لكنْ نصاُلهُ
بيانٌ وعزمٌ كانتفاضِ القواضبِ
قضى اللهُ أن أبقى أسيرَ عزيمةٍ
فإمّا العُلا أو انتحارُ المحاربِ
وينأى بها والليلُ مقلةُ غائبِ
ضبابٌ على قلبٍ يغيّبُ وجهها
فيا ليت ذكراها ارتواءٌ لراغبِ
وليتَ النَّوى أرضٌ فأعرفُ دربها
وليتَ الهوى فيضٌ لصادٍ وطالبِ
وكلُّ دروبِ الفجرِ مغلقةٌ على
مسيرِ فؤادٍ صارَ رهنَ الغياهبِ
كأنَّ خيوطَ الحزنِ سرّةُ مولدي
ولم تنقطعْ حتّى بدتْ كركائبي
أراني غريبًا في زمانٍ مراوغٍ
شموخًا جنيبًا في كِيانٍ مجانبِ
وضاقت بِيَ الدُّنيا ولكنْ همَّتي
شروقٌ تجلّى في طموحِ المَغاربِ
وكلُّ زمانٍ تائهٌ بمكانهِ
ويخلطُ سخفُ الدهرِ بين المناصبِ
ويكفي بلاءُ الدهرِ أنَّ ثيابهُ
تضيقُ على الرِدفينِ ملءَ الجوانبِ
لحى الله دهرًا لا يقيّمُ أهلُهُ
مراتبَ أهليهِ وشرَّ العواقبِ
ففي كلِّ يومٍ يستفيقُ شويعرٌ
ويرعاهُ محتالٌ ولعبةُ كاذبِ
ويبقى فضاءُ النّسر حُكرًا وإنّما
يعلّي غبارُ الزيفِ قامةَ عائبِ
يُهَيِّجُ تأجيجٌ يروجُ مهرِّجٌ
ودهرٌ تعامى عن وكورِ العقاربِ
ولكنَّ غِربالَ الحياةِ كنبعِها
فإنْ لا تُنقّى لا تطيبُ لشاربِ
وإنّي قرينُ الخالدينَ وصِنوُهُمْ
فلا تكترثْ يا دهرُ لستُ بذاهبِ
كأنَّ قوافي الأوّلينَ تقولُني
كرمزٍ شدا في كلِّ شطحةِ كاتبِ
أُجيدُ وجودي لو أجِدُّ تدرُّجًا
فأرقى صفاتُ المَرْءِ جودُ المواهبِ
تنبّأ تِربي قاصدًا بعجيبهِ
عجيبين لو تُحصى صُنوفُ العجائبِ
هو الندُّ في قدرِ الحَلا وسطوعهِ
أنا المدُّ في بحر العُلا والمراتبِ
هوَ الجَّدُ في غمرِ الملا وشموخهِ
أنا الحَّدُ في فجرٍ جَلتْهُ مناقبي
أحاورُ أربابَ الخلودِ وأرتقي
إلى المجدِ إنَّ المجدَ ضربةُ صائبِ
يقيِّمُ قَدْري من يقدِّرُ قادرًا
وتجهلُ عمقَ البحرِ صُغرُ القواربِ
فإنّي بنارِ الجِّدِ أُظهرُ معدني
علوًا فشمسُ الشعرِ تحتَ حواجبي
يهُّبُ كخيلِ السَّيلِ خفقيَ ممطرًا
خيالاً تعالى فوق وهمِ السحائبِ
وشِعري على نجمٍ يؤسّسُ وَهْجَهُ
ليُرسي على شمسٍ شروقَ مراكبي
أقودُ شعاعَ اللفظِ ملءَ سمائهِ
وأربطُ قرنيَّ السَّنا بذوائبي
أزوّجُ آفاقَ المجازِ ببرقها
وتمطرُ أحوالي رعودُ التجاربِ
وسِحرٌ من الألفاظِ يُخلقُ فتنةً
فأجري دماءً في عروقِ الكواعبِ
وطاووسُ جنٍّ لو يموجُ كلامُهُ
يسوقُ سفينَ السِّحرِ نحو الكواكبِ
وشيطانُ شعري صارَ عندي شاعرًا
وأصبحتُ شيطانًا له بغرائبي
وحرفٌ كحدِّ السّيفِ لكنْ نصاُلهُ
بيانٌ وعزمٌ كانتفاضِ القواضبِ
قضى اللهُ أن أبقى أسيرَ عزيمةٍ
فإمّا العُلا أو انتحارُ المحاربِ