الجنادرية - واس : استهوت الرواشين الحجازية التي تمثل أصالة الزمان والمكان للطراز المعماري الحجازي القديم بمدينة جدة والمدينة المنورة وينبع والطائف زوار مهرجان الجنادرية باعتبارها إحدى السمات المعمارية البارزة قديماً خاصة في الأحياء القديمة منها التي امتزجت عمارتها بخليط من الثقافات العربية والعثمانية والفارسية وهي تعريب للمفردة الفارسية (روزن) التي تعني الشباك ، حيث بقيت ضمن منظومة الإرث الحضاري لمنطقة مكة المكرمة .
وعُرفت صناعة الرواشين بحسب المصادر التاريخية في أواخر القرن السادس الهجري ، حيث تعرف في مصر والشام بالمشربيات ومفردها مشربية وهي الغرفة العالية أو المكان الذي يشرب منه حيث توضع أواني الشرب الفخارية "القلل أو البرادية" لتبريد المياه بداخلها، بينما في العراق يرادفها الشناشيل وجمعها شنشول .
وتتميز رواشين منطقة مكة المكرمة عن مرادفاتها في العالم الإسلامي بأنها الأكثر ارتفاعـًا والأكبر حجمـًا وهي تركب في صفوف متراصة وكثيرًا ما تمتد وتتواصل من الطابق الأرضي وحتى الأدوار العليا أو تمتد أفقيـًا حول الأدوار العليا فتكاد تغطي واجهة المنزل بأكملها.
وتمثل الرواشين بوجه عام وحدات تصميمية جمالية تبرز عن سمة جدران المباني وتطل على الشارع أو على الفناء الأوسط وتستند على دعائم ناتئة "كوابل" من الخشب وتظهر فيها مهارات النجارين من خلال المشغولات الخشبية للقطاعات المتشابكة والطنف والأفاريز المائلة ومصارع النوافذ وغالبـًا ما تكون مزودة بشيش يتألف من ستائر شبكية صغيرة.
وتوجد ستة أنماط للرواشين منها العبارة عن بروز بسيط عن الجدار على هيئة صندوق يمتد عادة من الطابق العلوي للمنزل حتى قاعدته في الدور الأرضي وهذا الطراز هو الأبسط بين أنواع الرواشين ويتميز بأنه أكثر تنميقـًا وإتقانـًا وعادة ما يتم وضعه فوق مدخل المنزل وتظهر فيه المقرنصات المتدلية والدعائم والكوابل المزخرفة وقد تختلف البروز الأمامية والتفاصيل الزخرفية من طابق لآخر في ذات المنزل .
وهناك نمط آخر يتمثل في وحدات منفردة توزع ضمن الإطار العام للشكل المميز لواجهة المنزل وتتنوع فيها التقسيمات والفتحات والستائر الشبكية ويتميز هذا الطراز بوجود مظلة تعلو قمته .
كما أن هناك نمطاً متميزاً للرواشين يتمثل في القواطع التي تأخذ شكل المستطيل وثمة فتحات صغيرة للنوافذ وعادة ما تكون قاعدته مسطحة ، أما قمته فتعلوها مظلة أو تاج وآخر تتحقق فيه الروعة الزخرفية وجمال المنمنمات بحيث لا ينافسه إلا النمط السادس ويتميز بتاج مجوف مثبت في أعلى مظلة مسطحة الشكل وقد تأخذ هذه المظلة هيئة زينة الشرفة وفي صناعتها تستخدم ألواح خشبية منقوش عليها نقوش خفيفة غير غائرة بما يشبه البلاط القيشاني.
ويتمثل أجمل الرواشين بذلك الذي يحتفظ بتفاصيله الواضحة ونقوشه وزخارفه التي أنجزت بعناية فائقة وذلك بمظلته التي في الأعلى التي يحيط بها عقد ثلاثي الفصوص ، إلى جانب تواجد الكوابل ذات المنمنمات البديعية إلى جانب التشكيلة المتباينة من الستائر الشبكية وحصير النوافذ والقطاعات ذات النقوش البارزة ، وفي الأسفل يصل الإبداع في النقـش على الخشب إلى قمة ذروته حيث ثمة صفوف رائعة من المقرنصات وأشكال مجوفة نصف دائرية لا ينجزها إلا مبدع فنان.
ولا تقتصر وظائف الرواشين على إضفاء الطابع الجمالي على واجهة المنزل وتحقيق الخصوصية لأهله بل تنسجم بشكل كبير مع تقلبات الطقس حيث توزع الرواشين إنارة داخلية تعطي الغرف والردهات طابعـًا رومانسيًا من خلال التحكم في نظام القلابات والمصبعات المتشابكة وهي في ذات الوقت تحد من وهج الشمس حيث إن مكوناتها الخشبية التي كانت تجلب من الخارج أو من خشب الدوم الذي ينمو في الأودية القريبة من الطائف وتتسم بقدرتها على العزل الحراري.
وتحقق الرواشين الخصوصية لداخل المبنى وتتيح فرصة الرؤية للخارج ولا تسمح للمارة برؤية الداخل ، كما أنها تعزل المبنى حرارياً حيث إن الخشب بطبيعته عازل ويحد من أشعة الشمس ك، ما تعبر عن المستوى الاقتصادي وهي إحدى الشواهد لثراء صاحب البيت أو فقره ويعرف قديماً كل منزل برواشين خاصة تميزه عن غيره ، حيث كان الأهالي سابقا يتفاخرون بالرواشين ويدفعون للمعلمين والبنائين بسخاء .
ويعد الخشب العنصر الأساسي في تصميم الرواشين وتكوين أجزائها كالقواطع الخشبية المصمتة والمفرغة والتشكيلات الزخرفية المتنوعة التي تظهر على جزء من أجزاء الروشان أو تغطي كامل مساحة الروشان في بعض الأحيان وتحتوي بعض الرواشين في الغالب على أجزاء بارزة تتقدم عن منسوب الروشان الأساسي تسمى عند أهل المدينة (الغولة) أو المشربية البارزة وتغطى هذه الغولات بالشيش من ثلاث جهات لتسهل دخول الهواء إلى داخل الروشان الذي يفتح مباشرة على العناصر الداخلية للبيت التقليدي كما تسهل الرؤية من تلك الاتجاهات وتحافظ على الخصوصية اللازمة المستمدة من العادات والتقاليد الإسلامية.
وتمثل الرواشين إلى جانب كونها حليات معمارية أو مفردات جمالية الأثر الكبير في إثراء العمارة التقليدية الحجازية بوظائف عملية وفي مقدمتها جلسة الروشان وهي من الأماكن المفضلة للجلوس وخاصة لكبار السن كالأبوين أو الجد لكونها مكان الصدارة في المجلس وأنسب الأماكن من حيث الإضاءة والتهوية والمكان الذي يطل من خلاله البيت التقليدي على الحوش أو الحارة .
وجلسة الروشان عبارة عن دكة من الحجر أو الطوب يبلغ ارتفاعها حوالي ستين سنتيمترا وبعرض يساوي عرض الحائط المكون لفتحة الروشان في الغالب التي تعد من أهم مصادر دخول الضوء والهواء إلى داخل البيت التقليدي خاصة الرواشين البارزة عن سمة الحائط الخارجي معترضة مسار الهواء فيدخل الهواء والضوء عبر شيش هذه الرواشين من جهاتها الثلاث مما جعل أهل المدينة يرون فيه المكان المناسب لوضع آنية مياه الشرب الفخارية (البرادية) لتبريد مياهها، نظرا لملامستها المستمرة لحركة الهواء ، كما أن وجود الماء في الرواشين يساعد على تلطيف الجو للجالس على دكة الروشان.
وعُرفت صناعة الرواشين بحسب المصادر التاريخية في أواخر القرن السادس الهجري ، حيث تعرف في مصر والشام بالمشربيات ومفردها مشربية وهي الغرفة العالية أو المكان الذي يشرب منه حيث توضع أواني الشرب الفخارية "القلل أو البرادية" لتبريد المياه بداخلها، بينما في العراق يرادفها الشناشيل وجمعها شنشول .
وتتميز رواشين منطقة مكة المكرمة عن مرادفاتها في العالم الإسلامي بأنها الأكثر ارتفاعـًا والأكبر حجمـًا وهي تركب في صفوف متراصة وكثيرًا ما تمتد وتتواصل من الطابق الأرضي وحتى الأدوار العليا أو تمتد أفقيـًا حول الأدوار العليا فتكاد تغطي واجهة المنزل بأكملها.
وتمثل الرواشين بوجه عام وحدات تصميمية جمالية تبرز عن سمة جدران المباني وتطل على الشارع أو على الفناء الأوسط وتستند على دعائم ناتئة "كوابل" من الخشب وتظهر فيها مهارات النجارين من خلال المشغولات الخشبية للقطاعات المتشابكة والطنف والأفاريز المائلة ومصارع النوافذ وغالبـًا ما تكون مزودة بشيش يتألف من ستائر شبكية صغيرة.
وتوجد ستة أنماط للرواشين منها العبارة عن بروز بسيط عن الجدار على هيئة صندوق يمتد عادة من الطابق العلوي للمنزل حتى قاعدته في الدور الأرضي وهذا الطراز هو الأبسط بين أنواع الرواشين ويتميز بأنه أكثر تنميقـًا وإتقانـًا وعادة ما يتم وضعه فوق مدخل المنزل وتظهر فيه المقرنصات المتدلية والدعائم والكوابل المزخرفة وقد تختلف البروز الأمامية والتفاصيل الزخرفية من طابق لآخر في ذات المنزل .
وهناك نمط آخر يتمثل في وحدات منفردة توزع ضمن الإطار العام للشكل المميز لواجهة المنزل وتتنوع فيها التقسيمات والفتحات والستائر الشبكية ويتميز هذا الطراز بوجود مظلة تعلو قمته .
كما أن هناك نمطاً متميزاً للرواشين يتمثل في القواطع التي تأخذ شكل المستطيل وثمة فتحات صغيرة للنوافذ وعادة ما تكون قاعدته مسطحة ، أما قمته فتعلوها مظلة أو تاج وآخر تتحقق فيه الروعة الزخرفية وجمال المنمنمات بحيث لا ينافسه إلا النمط السادس ويتميز بتاج مجوف مثبت في أعلى مظلة مسطحة الشكل وقد تأخذ هذه المظلة هيئة زينة الشرفة وفي صناعتها تستخدم ألواح خشبية منقوش عليها نقوش خفيفة غير غائرة بما يشبه البلاط القيشاني.
ويتمثل أجمل الرواشين بذلك الذي يحتفظ بتفاصيله الواضحة ونقوشه وزخارفه التي أنجزت بعناية فائقة وذلك بمظلته التي في الأعلى التي يحيط بها عقد ثلاثي الفصوص ، إلى جانب تواجد الكوابل ذات المنمنمات البديعية إلى جانب التشكيلة المتباينة من الستائر الشبكية وحصير النوافذ والقطاعات ذات النقوش البارزة ، وفي الأسفل يصل الإبداع في النقـش على الخشب إلى قمة ذروته حيث ثمة صفوف رائعة من المقرنصات وأشكال مجوفة نصف دائرية لا ينجزها إلا مبدع فنان.
ولا تقتصر وظائف الرواشين على إضفاء الطابع الجمالي على واجهة المنزل وتحقيق الخصوصية لأهله بل تنسجم بشكل كبير مع تقلبات الطقس حيث توزع الرواشين إنارة داخلية تعطي الغرف والردهات طابعـًا رومانسيًا من خلال التحكم في نظام القلابات والمصبعات المتشابكة وهي في ذات الوقت تحد من وهج الشمس حيث إن مكوناتها الخشبية التي كانت تجلب من الخارج أو من خشب الدوم الذي ينمو في الأودية القريبة من الطائف وتتسم بقدرتها على العزل الحراري.
وتحقق الرواشين الخصوصية لداخل المبنى وتتيح فرصة الرؤية للخارج ولا تسمح للمارة برؤية الداخل ، كما أنها تعزل المبنى حرارياً حيث إن الخشب بطبيعته عازل ويحد من أشعة الشمس ك، ما تعبر عن المستوى الاقتصادي وهي إحدى الشواهد لثراء صاحب البيت أو فقره ويعرف قديماً كل منزل برواشين خاصة تميزه عن غيره ، حيث كان الأهالي سابقا يتفاخرون بالرواشين ويدفعون للمعلمين والبنائين بسخاء .
ويعد الخشب العنصر الأساسي في تصميم الرواشين وتكوين أجزائها كالقواطع الخشبية المصمتة والمفرغة والتشكيلات الزخرفية المتنوعة التي تظهر على جزء من أجزاء الروشان أو تغطي كامل مساحة الروشان في بعض الأحيان وتحتوي بعض الرواشين في الغالب على أجزاء بارزة تتقدم عن منسوب الروشان الأساسي تسمى عند أهل المدينة (الغولة) أو المشربية البارزة وتغطى هذه الغولات بالشيش من ثلاث جهات لتسهل دخول الهواء إلى داخل الروشان الذي يفتح مباشرة على العناصر الداخلية للبيت التقليدي كما تسهل الرؤية من تلك الاتجاهات وتحافظ على الخصوصية اللازمة المستمدة من العادات والتقاليد الإسلامية.
وتمثل الرواشين إلى جانب كونها حليات معمارية أو مفردات جمالية الأثر الكبير في إثراء العمارة التقليدية الحجازية بوظائف عملية وفي مقدمتها جلسة الروشان وهي من الأماكن المفضلة للجلوس وخاصة لكبار السن كالأبوين أو الجد لكونها مكان الصدارة في المجلس وأنسب الأماكن من حيث الإضاءة والتهوية والمكان الذي يطل من خلاله البيت التقليدي على الحوش أو الحارة .
وجلسة الروشان عبارة عن دكة من الحجر أو الطوب يبلغ ارتفاعها حوالي ستين سنتيمترا وبعرض يساوي عرض الحائط المكون لفتحة الروشان في الغالب التي تعد من أهم مصادر دخول الضوء والهواء إلى داخل البيت التقليدي خاصة الرواشين البارزة عن سمة الحائط الخارجي معترضة مسار الهواء فيدخل الهواء والضوء عبر شيش هذه الرواشين من جهاتها الثلاث مما جعل أهل المدينة يرون فيه المكان المناسب لوضع آنية مياه الشرب الفخارية (البرادية) لتبريد مياهها، نظرا لملامستها المستمرة لحركة الهواء ، كما أن وجود الماء في الرواشين يساعد على تلطيف الجو للجالس على دكة الروشان.