• ◘ التاريخية

    وَأَذِّنْ معارض وحضور
  • المدرسة الاشرفية في اليمن .. ظاهرة حضارية نادرة

    رحلة المسافر : أثارت المدارس الإسلامية انتباه المؤرخين المسلمين وبعض المستشرقين منذ فترة طويلة كظاهرة حضارية أثرت في المجتمع الإسلامي علمياً وثقافياً واجتماعياً. بل إن بعض المؤرخين قد أدرك الأبعاد السياسية وراء إنشاء هذه المدارس وانتشارها في أرجاء العالم الإسلامي.



    وعلى الرغم من أن هذه المدارس بلغت أوج ازدهارها فيما بين بداية القرن الثاني الهجري وبداية القرن الثالث الهجري إلا أن اليمن لم يكن له نصيب يذكر من تلك المدارس الإسلامية بمفهومها المتعارف عليه اصطلاحياً إلا منذ الربع الأخير من المئة الهجرية السادسة، المئة الثانية عشرة للميلاد.

    فيما امتد نفوذ الدولة الأيوبية إلى اليمن في سنه 569هـ 1174م، ففي عهد المغر إسماعيل بن طغتكين بن أيوب تم بناء أول مدرستين إسلاميتين في اليمن إحداهما في تعز والأخرى في زبيد .

    ومنذ ذلك التاريخ أخذت المدارس الإسلامية في الظهور والانتشار لاسيما في عهد الدولتين الرسولية والطاهرية.



    المدرسة الأشرفية:
    تعد المدرسة الأشرفية الكبرى بتعز والتي أنشأها السلطان الملك الأشرف إسماعيل بن الملك الأفضل بن الملك المجاهد الرسولي سنة 800هـ من أبرز وأكبر تلك المدارس والتي لاتزال قائمة حتى الآن. حيث تشمل هذه المدرسة المدافن والخانقة ومكتب لتعليم الأيتام.

    فالمسجد أو (بيت الصلاة) يتكون من مستطيل طول جدار القبلة فيه حولي 25 متراً وعمقه 7.50 متر، تعلو بلاطة المحراب قبة كبيرة ويحف بها من الشرق والغرب جناحان سقف كل منهما أربع قباب صغيرة وترتكز القباب جميعاً على أربع دعامات تحمل 12عقداً من ذات الأربعة مراكز وتقوم القباب على حنيات ركنية.

    والمسجد هذا غني بالزخارف المحفورة على الجصَ وألوانه على وجوه العقود وتمتلئ داخل القباب أشرطة الكتابة القرآنية والزخارف النباتية والهندسية المنفذة بالألوان .

    أما ساحة الدفن فتقع جنوب بيت الصلاة وهي مربعة المساحة تقريباً أقيمت بها أربعة أضرحة يعلو كل منها قبة وتخصص ساحة أو قاعة الدفن وقد تضم أضرحة. ويكتنف هذه الساحة وعلى امتدادها من الناحيتين الشرقية والغربية قاعة الدرس والكتاب فهما تتقاربان من حيث المساحة وقد استعملت هاتان القاعتان للدرس وأيضاً لارتفاق الطلاب وإقامتهم ليلاً ونهاراً

    وتقع الخانقاه إلى الجنوب من ساحة الدفن وهي قاعة ذات ديوانين متقابلين، وهي مخصصة للصادر والوارد من الفقراء والمساكين وأبناء السبيل وطائفة الصوفية المتوسمين بالخير المنقطعين إلى الله. ولهذه المدرسة مئذنتان شرق وغرب الخانقاه وهما متشابهتان.

    ويحيط بالكتلة البنائية الوسطى للمدرسة ثلاثة دهاليز متصلة من جهاتها الشرقية والغربية والجنوبية ويفتح في منتصف كل منها مدخل من مداخل المدرسة، حيث إن المدخل الجنوبي هو المدخل الرئيسي للمدرسة وهو ذو حجر بارز من الحجر المشهر بالأخضر والأحمر ويتوج فتحته عقد مدبب يعلوه عقد زخرفي مفصص ويكتنف جانبي كتلة المدخل عمودان مختلفان، وعلى جانبي الحجر مكسلتان من الحجر يعلو كل منها نافذة معقودة. يغطي الحجر قبة حجرية ضحلة ويتوسط صدر المدخل لوحة من الحجر عليه نص تأسيس .

    ويفتح الباب على دركاه صغيرة مربعة الشكل تقريباً، تغطيها قبة ضحلة من الآجر يحف بها من الشرق والغرب إيوانان صغيران استخدماه الكتاب لجلوس الأيتام وتعلم القرآن الكريم .

    أما ملحقات المدرسة فتتمثل في البرك التي عادة ما يطلق على خزان كبير محفور مبطن جوانبه وتخزن فيه مياه الأمطار وقد تم ردم هذا الخزان وأصبح مكانه مساحة مسطحة ، وتحيط به من الشرق والغرب والجنوب بقية ملحقات المدرسة وهي دورة المياه والمغتسلات وتغطيها قباب صغيرة وهي تشكل جزءاً بارزاً عن المدرسة في زاويتها الجنوبية والشرقية .

    تلك هي المدرسة الأشرفية الكبرى أكثر المدارس اليمنية تفرّداً في تخطيطها وعناية بعناصرها المعمارية والزخرفية ليس هناك ما يماثلها في المدارس اليمنية القائمة وإذا ما وقفنا أمام ذلك البناء الرائع فسنجد أن الآباء كانوا ذوي رؤية واسعة ودقيقة الأمر الذي جعلهم يوظفون طوابق هذا البناء توظيفاً منطقياً وواقعياً مع أنماط سلوكهم الاجتماعي وعاداتهم المحافظة.



    فالبناء الذي يتكون مثلاً من سبعة طوابق يقسم على الشكل التالي:
    الدور الأول: ويسمى غيل – ويستخدم كمخزن للمواد الغذائية التي تحتاجها الأسر بالإضافة إلى الحطب والفحم.

    الدور الثاني : ويسمى سطوح – ويستخدم للحفاظ على الحيوانات بعد عودتها من المرعى.

    الدور الثالث :ويسمى هابطيه – ويكون خاصاً بالرجال فقط، توضع فيه جميع أغراضهم اليومية كما أنه أيضاً الدور الخاص بالرجال الزائرين والمسافرين.

    الدور الرابع :ويسمى طالعيه – ويقوم بنفس وظيفة الدور الثالث إلا أنه خاص بالنساء وإلزامهن ويمكن أن يبقى فيه أهل الدار من الرجال.

    الدور الخامس :ويسمى مراويح – وهو خاص بالنساء الزائرات ومخزن للاحتياجات في فترة العصرية.

    الدور السادس : ويسمى بن طييره – وهو خاص بالأبناء المتزوجين.

    الدور السابع : ويسمى قرح – وهو عبارة عن سطوح واسعة يتم فيه تجفيف الحبوب كما يستخدم لأغراض أخرى.


    واليوم تشهد المدرسة الكبرى جملة من الترميمات لإعادة الاعتبار لعظمة عمارتها بعبق روحانية قبوها الملكي الرسولي حيث يشرف على أعمال الترميمات وحدة التراث الثقافي بالصندوق الاجتماعي للتنمية.
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : المدرسة الاشرفية في اليمن .. ظاهرة حضارية نادرة كتبت بواسطة مشغووولة مشاهدة المشاركة الأصلية
  • مواقف وعبر ،،،

  • هيئة المتاحف

  • جائزة ومنح تاريخ الجزيرة العربية

  • عناقيد ثقافية

  • التخطيط والسياسة اللغوية

  • مجلة الآثار


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا