جدة - واس : استطاع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، أن يعيد البهجة إلى نفوس أهالي سكان مدينة جدة، بعد فاجعة السيول التي ألمت بهم عام 1432هـ، حيث أعلن سموه مؤخرًا الانتهاء من المشاريع الدائمة لحماية عروس البحر الأحمر، من أضرار الأمطار والسيول من خلال مشروعات جبارة تمثلت في بناء خمسة سدود رئيسة على امتداد 2500 متراً ، تساندها سبعة سدود أخرى رديفة، وثلاثة مجاري للسيول بطول 68 كلم، مددت لها 55.8 كلم من الأنابيب لتصريف مياه الأمطار تحت الأرض.
وعد أهالي جدة فاجعة سيول ضحى يوم الأربعاء الثاني والعشرين من صفر 1432هـ، تاريخاً مؤثرًا في ذاكرتهم وذاكرة تلك المدينة الحالمة التي تعود نشأتها إلى ما يقارب 3000 سنة على أيدي مجموعة من الصيادين ، لتسابق الزمن في نموها فعدت مركزاً للمال والأعمال والعاصمة الاقتصادية والسياحية للمملكة.
وكانت سيول جدة القادمة من الشرق قد تجمعت في سد أم الخير في ذلك التاريخ، ما أدى إلى انهياره وإغراق الأحياء المجاورة له بالمياه، وإغراق قطاعات واسعة من شرق جدة ووسطها بالسيول، ما أربك وتيرة الحياة اليومية لسكان المدينة التي عاشت أيام عصيبة، علقت خلالها الدراسة سبعة أيام بلياليها، وشلت فيها حركة الطرق والكهرباء وغيرها.
وقدرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في حينها نسبة الأمطار التي شهدتها جدة عام 1432هـ بما يزيد عن (111 ملم ) ، وشكلت سيولاً جارفة شقت طريقها من جبال شرق جدة عبر أودية مريخ ، وبني مالك الكبير ، إلى غربها وصولاً للبحر قاطعة 13 كم من قلب جدة بقوة عاتية ، وجرفت السيول ما نسبته 80 % من مساحة جدة .
ولقد استمر هطول الأمطار ثلاث ساعات على مساحة 400 إلى 600 كم2 بكمية هطل بلغت 102 إلى 120 ملم ، ما يعني أن كمية الأمطار التي هطلت بلغت ثمانية مليارات متر مكعب من المياه ، وجرت هذه السيول من مرتفعات شرق جدة إلى البحر مخلفة معها كثير من الأضرار في الأرواح والممتلكات .
وأمام هذه الآلام الكبيرة، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بسرعة معالجة هذه الأزمة، لتعمل كل أركان الدولة وبكافة إمكاناتها على تطبيب الجراح، وإيجاد الحلول الجذرية والدائمة لحماية " جدة " من أضرار الأمطار والسيول مستقبلا، والتقليل من وقعتها على الأهالي والمقيمين، لتتحول بعدها " العروس" إلى ورشة عمل أشرف على تنفيذها أمير منطقة مكة المكرمة الذي كوّن لجان تنفيذية وأخرى تراقب العمل في الميدان على مدار الساعة.
وقام سمو الأمير خالد الفيصل، باختيار فريق العمل الذي شكّل مرحلة صعبة له - كما وصفها سموه في حديث صحفي آنذاك- وذلك قياساً بما يبنى عليه المستقبل ، إذ يتوجب اختيار فريق عمل مميز يستطيع تحويل إرادة " الملك المفدى " إلى واقع ملموس على الأرض ، ليعدّ سمو الأمير خالد الفيصل "عامل الزمن" المترجم الحقيقي لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين المعنية بإنهاء المشروعات التنموية الإصلاحية في وقت قياسي.
وتحققت بفضل الله عز وجل هذه التوجيهات كما يصفها لوكالة الأنباء السعودية مدير مشروع سد وادي غيا المهندس محمد الهندي، الذي أشار إلى أن الوقت كان عامل مهم بالنسبة لجميع العاملين في المشاريع التي نفذت لحماية جدة.
وقال الهندي : عملنا يبدأ السادسة صباحاً حتى منتصف الليل ، ولم نتمتع بإجازاتنا الاسبوعية ، من أجل ذلك تم بناء " مكاتب جاهزة متنقلة "موزعة على مناطق العمل لتهيئة فريق العمل من المهندسين والطاقم الإداري والمالي من أداء عملهم دونما مشقة ، وكان مشروع الحلول الدائمة لمحافظة جدة ، الذي رسم بناء خارطة طريق آمنة وقادرة على تحويل مياه الأمطار والسيول إلى مسارات تتجه بها نحو البحر ، وتم بناء خمسة سدود رئيسة ، وثلاثة مجاري مفتوحة لتصريف السيول ، وتمديد شبكة أنابيب لتصريف السيول مدفونة تحت الأرض ، بأيدي 4200 عامل أنجزت خلال 110 يوم .
وأضاف، أنه أثناء تدشين سمو أمير منطقة مكة المكرمة لـ مشروع الحلول الدائمة الذي أقيم على ضفاف سد وادي غيا قال سموه : من أجل جدة وحمايتها تم تسخير مليارات الريالات المصحوبة بمنح الجهات التخطيطية والتنفيذية استثناءات من أحكام نظام المنافسات والمشتريات الحكومية، لتمنح جدة استقلالية تامة في اتخاذ القرار ، فتسارعت وتيرة التنفيذ لتنفيذ توجيهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ما نتج عنه تحول محافظة جدة إلى صاحبة نظرية تطبيقية متفرّدة إقليميا في إثبات قدرة علم الهندسة وتطبيقاتها على تأمين وتحسين حياة الأمم ، وذلك من خلال 37 ألف وثيقة، وملايين من ساعات العمل على الورق والأرض نقلت " جدة " إلى موثوقية كاملة ضد أخطار السيول والأمطار وفق معدلات هطول الأمطار على امتداد مائة عام ، نفذت .
وكان الجزء الثالث من الحلم مخصص لتأمين جدة من مخاطر السيول نفذت على شكل حزمة حلول دائمة ونافعة للأجيال القادمة ، وتم الاستعانة بمراكز متخصصة سعودية وأخرى عالمية من أجل المشاركة في إعداد الدراسات، وقام مهندسو المشروع بإجراء الدراسات لاكتشاف الأودية التي لم تك مهمة العثور عليها بالأمر السهل لأنها استوجبت أكثر من 300 ألف ساعة عمل ، مضافاً إليها تقنيات مسح ضوئي جوي ، ودراسات هيدرولوكية ، وهيدرولوجية ، وتحليل تربة ورفع مساحي ، وبعد العثور على مصاب الأودية والأحواض المائية ، كان هناك حاجة لبذل خمسة ملايين ساعة عمل تقاسمها 4200 عامل ، نجحوا في إنجاز مهمتهم خلال 110 أيام ، وأسهمت حزمة الحلول العاجلة بالفعل في إعادة تناغم السدود مع قنوات تصريف السيول ، وإزالة العقبات التي كانت تعترض سيران تلك المجاري التي نفذت في وقت سابق ، وتم إضافة 13 ألف متر من الأنابيب الأسمنتية والحديدية لتلك المجاري القديمة .
وتمثلت الحلول الدائمة في إنشاء خمسة سدود ، بنيت على أودية غليل ، وبريمان ، وأم حبلين ، ودغبج ، وغيا ، بينما بلغ مجموع ارتفاعاتها بـ 76 متراَ ، قدرت طاقتها الاستيعابية بـ 24مليون متر مكعب ، كما تم بناء سبعة سدود رديفة لتلك الرئيسية بلغت أطوالها بـ 1800 متراً، بينما بلغت كمية المواد الصخرية المحلية لردم السدود بـ 1.8 مليون متر مكعب، صاحبها بناء ثلاثة مجاري رئيسية لتصريف السيول بلغ مجموع أطوالها بـ 68 كلم ، قدر كميات الحديد المستخدم في عملية البناء بـ 48 ألف طن،إضافة إلى تمديد أنابيب لتصريف السيول بلغ مجموع أطوالها بـ 55.8كيلو متر تحت الأرض، تراوحت أقطارها من 3 إلى 3.5 متر .
وعبر سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأسبوع الماضي في حفل التدشين عن سعادته البالغة بالخبرة " الإدارية والفنية " التي أكتسبها الفريق السعودي في تنفيذ هذه المشاريع الضخمة والتي أنجزت في وقت قياسي وبجودة عالية سوف يستفاد منها مستقبلاً في إدارة المشاريع الكبيرة ، حيث تم إجازة 200 مدير مشروع ، وتوظيف ما يقارب من 300 مهندس ، أنجزوا 24 مليون ساعة عمل ، بالإضافة إلى تأهيل المقاولين المحليين ، وتأهيل 21 مصنعاً للخرسانة الجاهزة تعمل على نظام الجودة العالمية ، قدرت كمياتها بـ 730 ألف متر مكعب ، فيما حققت نسبة الإنجاز مئة بالمائة ولله الحمد.
(إعداد : عبد المعطي السلمي)
وعد أهالي جدة فاجعة سيول ضحى يوم الأربعاء الثاني والعشرين من صفر 1432هـ، تاريخاً مؤثرًا في ذاكرتهم وذاكرة تلك المدينة الحالمة التي تعود نشأتها إلى ما يقارب 3000 سنة على أيدي مجموعة من الصيادين ، لتسابق الزمن في نموها فعدت مركزاً للمال والأعمال والعاصمة الاقتصادية والسياحية للمملكة.
وكانت سيول جدة القادمة من الشرق قد تجمعت في سد أم الخير في ذلك التاريخ، ما أدى إلى انهياره وإغراق الأحياء المجاورة له بالمياه، وإغراق قطاعات واسعة من شرق جدة ووسطها بالسيول، ما أربك وتيرة الحياة اليومية لسكان المدينة التي عاشت أيام عصيبة، علقت خلالها الدراسة سبعة أيام بلياليها، وشلت فيها حركة الطرق والكهرباء وغيرها.
وقدرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في حينها نسبة الأمطار التي شهدتها جدة عام 1432هـ بما يزيد عن (111 ملم ) ، وشكلت سيولاً جارفة شقت طريقها من جبال شرق جدة عبر أودية مريخ ، وبني مالك الكبير ، إلى غربها وصولاً للبحر قاطعة 13 كم من قلب جدة بقوة عاتية ، وجرفت السيول ما نسبته 80 % من مساحة جدة .
ولقد استمر هطول الأمطار ثلاث ساعات على مساحة 400 إلى 600 كم2 بكمية هطل بلغت 102 إلى 120 ملم ، ما يعني أن كمية الأمطار التي هطلت بلغت ثمانية مليارات متر مكعب من المياه ، وجرت هذه السيول من مرتفعات شرق جدة إلى البحر مخلفة معها كثير من الأضرار في الأرواح والممتلكات .
وأمام هذه الآلام الكبيرة، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بسرعة معالجة هذه الأزمة، لتعمل كل أركان الدولة وبكافة إمكاناتها على تطبيب الجراح، وإيجاد الحلول الجذرية والدائمة لحماية " جدة " من أضرار الأمطار والسيول مستقبلا، والتقليل من وقعتها على الأهالي والمقيمين، لتتحول بعدها " العروس" إلى ورشة عمل أشرف على تنفيذها أمير منطقة مكة المكرمة الذي كوّن لجان تنفيذية وأخرى تراقب العمل في الميدان على مدار الساعة.
وقام سمو الأمير خالد الفيصل، باختيار فريق العمل الذي شكّل مرحلة صعبة له - كما وصفها سموه في حديث صحفي آنذاك- وذلك قياساً بما يبنى عليه المستقبل ، إذ يتوجب اختيار فريق عمل مميز يستطيع تحويل إرادة " الملك المفدى " إلى واقع ملموس على الأرض ، ليعدّ سمو الأمير خالد الفيصل "عامل الزمن" المترجم الحقيقي لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين المعنية بإنهاء المشروعات التنموية الإصلاحية في وقت قياسي.
وتحققت بفضل الله عز وجل هذه التوجيهات كما يصفها لوكالة الأنباء السعودية مدير مشروع سد وادي غيا المهندس محمد الهندي، الذي أشار إلى أن الوقت كان عامل مهم بالنسبة لجميع العاملين في المشاريع التي نفذت لحماية جدة.
وقال الهندي : عملنا يبدأ السادسة صباحاً حتى منتصف الليل ، ولم نتمتع بإجازاتنا الاسبوعية ، من أجل ذلك تم بناء " مكاتب جاهزة متنقلة "موزعة على مناطق العمل لتهيئة فريق العمل من المهندسين والطاقم الإداري والمالي من أداء عملهم دونما مشقة ، وكان مشروع الحلول الدائمة لمحافظة جدة ، الذي رسم بناء خارطة طريق آمنة وقادرة على تحويل مياه الأمطار والسيول إلى مسارات تتجه بها نحو البحر ، وتم بناء خمسة سدود رئيسة ، وثلاثة مجاري مفتوحة لتصريف السيول ، وتمديد شبكة أنابيب لتصريف السيول مدفونة تحت الأرض ، بأيدي 4200 عامل أنجزت خلال 110 يوم .
وأضاف، أنه أثناء تدشين سمو أمير منطقة مكة المكرمة لـ مشروع الحلول الدائمة الذي أقيم على ضفاف سد وادي غيا قال سموه : من أجل جدة وحمايتها تم تسخير مليارات الريالات المصحوبة بمنح الجهات التخطيطية والتنفيذية استثناءات من أحكام نظام المنافسات والمشتريات الحكومية، لتمنح جدة استقلالية تامة في اتخاذ القرار ، فتسارعت وتيرة التنفيذ لتنفيذ توجيهات الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ما نتج عنه تحول محافظة جدة إلى صاحبة نظرية تطبيقية متفرّدة إقليميا في إثبات قدرة علم الهندسة وتطبيقاتها على تأمين وتحسين حياة الأمم ، وذلك من خلال 37 ألف وثيقة، وملايين من ساعات العمل على الورق والأرض نقلت " جدة " إلى موثوقية كاملة ضد أخطار السيول والأمطار وفق معدلات هطول الأمطار على امتداد مائة عام ، نفذت .
وكان الجزء الثالث من الحلم مخصص لتأمين جدة من مخاطر السيول نفذت على شكل حزمة حلول دائمة ونافعة للأجيال القادمة ، وتم الاستعانة بمراكز متخصصة سعودية وأخرى عالمية من أجل المشاركة في إعداد الدراسات، وقام مهندسو المشروع بإجراء الدراسات لاكتشاف الأودية التي لم تك مهمة العثور عليها بالأمر السهل لأنها استوجبت أكثر من 300 ألف ساعة عمل ، مضافاً إليها تقنيات مسح ضوئي جوي ، ودراسات هيدرولوكية ، وهيدرولوجية ، وتحليل تربة ورفع مساحي ، وبعد العثور على مصاب الأودية والأحواض المائية ، كان هناك حاجة لبذل خمسة ملايين ساعة عمل تقاسمها 4200 عامل ، نجحوا في إنجاز مهمتهم خلال 110 أيام ، وأسهمت حزمة الحلول العاجلة بالفعل في إعادة تناغم السدود مع قنوات تصريف السيول ، وإزالة العقبات التي كانت تعترض سيران تلك المجاري التي نفذت في وقت سابق ، وتم إضافة 13 ألف متر من الأنابيب الأسمنتية والحديدية لتلك المجاري القديمة .
وتمثلت الحلول الدائمة في إنشاء خمسة سدود ، بنيت على أودية غليل ، وبريمان ، وأم حبلين ، ودغبج ، وغيا ، بينما بلغ مجموع ارتفاعاتها بـ 76 متراَ ، قدرت طاقتها الاستيعابية بـ 24مليون متر مكعب ، كما تم بناء سبعة سدود رديفة لتلك الرئيسية بلغت أطوالها بـ 1800 متراً، بينما بلغت كمية المواد الصخرية المحلية لردم السدود بـ 1.8 مليون متر مكعب، صاحبها بناء ثلاثة مجاري رئيسية لتصريف السيول بلغ مجموع أطوالها بـ 68 كلم ، قدر كميات الحديد المستخدم في عملية البناء بـ 48 ألف طن،إضافة إلى تمديد أنابيب لتصريف السيول بلغ مجموع أطوالها بـ 55.8كيلو متر تحت الأرض، تراوحت أقطارها من 3 إلى 3.5 متر .
وعبر سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأسبوع الماضي في حفل التدشين عن سعادته البالغة بالخبرة " الإدارية والفنية " التي أكتسبها الفريق السعودي في تنفيذ هذه المشاريع الضخمة والتي أنجزت في وقت قياسي وبجودة عالية سوف يستفاد منها مستقبلاً في إدارة المشاريع الكبيرة ، حيث تم إجازة 200 مدير مشروع ، وتوظيف ما يقارب من 300 مهندس ، أنجزوا 24 مليون ساعة عمل ، بالإضافة إلى تأهيل المقاولين المحليين ، وتأهيل 21 مصنعاً للخرسانة الجاهزة تعمل على نظام الجودة العالمية ، قدرت كمياتها بـ 730 ألف متر مكعب ، فيما حققت نسبة الإنجاز مئة بالمائة ولله الحمد.