حياة المرأة السعودية هي حالة مستمرة من التناقض
بواسطة
نشر في October 1st, 2011 18:59
ما هو شعور أن تكونين امرأة سعودية؟ سؤال بت أتوقعه من الأجانب ومن العرب سواء. صرامة نظام ولي الأمر وقوانين منع الاختلاط وثقافة التمييز الجنسي، جميعها ساعدت على خلق نوعا من الغرابة والغموض حول طبيعة حياتنا اليومية التي لا يصعب تفسيرها فحسب بل فهمها كذلك.
كيف تفسرون النتاقض المتأصل حول قضية حظر القيادة على النساء؟ سبب الحظر هو لتجنب المواقف التي تؤدي إلى اختلاط النساء مع الرجال. بينما، يولّد هذا الحظر الحاجة إلى توظيف رجال أجانب والركوب معهم في السيارة بشكل يومي.
كيف تفسرون الأموال الطائلة التي تنفقها الحكومة على تعليم وتدريب المرأة؟ لدرجة أن 60٪ من خريجي الجامعات في السعودية هم من النساء، على الرغم من أن حقيقة قوانين منع الاختلاط يجعل توظيفها مهمة مستحيلة من الناحية العملية.
كيف تفسرون أن هذا هو أسلوب الحياة الذي يبتغيه الفرد السعودي لوطنه؟ بينما بإمكان أي شخص يصعد متن طائرة مغادرة من السعودية أن يلاحظ سرعة تخلي السعوديين للسلوكياتهم المحافظة وتخلي الفتاة السعودية عن العباءة.
بلد المتناقضات. حيث اصطلح السعوديون عبارة “الخصوصية السعودية” لتفسير كافة الأمور غير القابلة للتفسير. وفي الأسبوع الماضي، الخصوصية السعودية لم تخييب ظنوننا
بعد سنوات من الحملات وتقديم العرائض لخادم الحرمين والتي تطالب برفع حظر قيادة السيارة عن النساء وتخفيف قيود نظام ولي الأمر، أصدر الملك عبد الله مرسوما ملكيا الأسبوع الماضي يسمح للنساء بالمشاركة كعضوات كاملات العضوية في مجلس الشورى، والسماح لهن بالتصويت والترشح في الانتخابات البلدية المقبلة. في حيرة، احتفلنا بالمرسوم.
وفي غضون بضعة أيام من صدور المرسوم، حكم على امرأة سعودية بعشر جلدات لقيادة سيارتها الخاصة. على الرغم من وجود حظر على النساء لقيادة السيارة، لم يسبق وأن صدر حكما بالتعذيب الجسدي بحق أي منهن. إنما المعتاد هوالتوقيع على تعهد، وفي حالات قصوى فصل مؤقت من وظائفهن وسجن لا يتجاوز بضعة أيام.
المحللون السياسيون المحليون يعتقدون أن هذا الحكم بالجلد كان نوعا من ردة الفعل من المحاكم القضائية على قرار الملك. سرعان ما تفاقمت الضجة الإعلامية محليا ودوليا، مما تبعه عفوا ملكيا في وقت لاحق للمرأة التي صدر في شأنها الحكم، ولكن التناقض لا يزال قائما. فخلال 18 شهرا من الآن يمكن للمرأة السعودية أن تكون عضوا في مجلس الشورى بشرط موافقة ولي أمرها وتوفر رجل يقودها للمجلس.
كيف يفسر السعوديون ذلك؟ يعتمد على وجهة نظرهم بشأن قضايا حقوق المرأة. فالمؤيدون لحقوق المرأة يثنون على حكمة القرار بتمكين المرأة وتقليدها أعلى مستويات صنع القرار بحيث تستطيع المشاركة بصوتها وإحداث تغيير حقيقي في الحياة اليومية للمرأة السعودية العادية.
ووجود عضوات في مجلس الشورى سيساعد في دفع قضايا مثل زواج القاصرات ومعدل البطالة بين النساء إلى الواجهة. أما أولئك الذين يعارضون القرار، فهم يعتقدون أن الحكومة السعودية قد رضخت للضغوطات الدولية. وفي وجهة نظر هؤلاء، فإن الحملات الأخيرة من قبل منظمات مثل منظمة العفو الدولية وChange.org دفعت الحكومة لإصدار قرارات تخالف رغبة الشعب.
في النهاية فإن النتيجة هي ذاتها، تناقض آخر. بند آخر يضاف إلى قائمة الأشياء التي تجعل من تفسير ماهية أن تكونين امرأة سعودية مهمة صعبة؛ مرحلة غير منطقية أخرى في التاريخ السعودي. الثابت الوحيد فيها هو ”الخصوصية السعودية”.
—-
مترجم من مقال إيمان النفجان guardian.co.uk