• ◘ الدولية

  • سكان دمشق يخشون من انتقام نظام الأسد عند سقوطه

    الشرق الأوسط : يجزم كثير من الناشطين السوريين بأن العاصمة دمشق ستكون المسرح الأخير في المعركة التي يخوضها الشعب السوري لإسقاط نظام الأسد، إلا أن هؤلاء يخشون من انتقام ممنهج ينفذه نظام «البعث» لحظة انهياره ضد سكان العاصمة، لا سيما أن أقدم مدينة في التاريخ محاصرة بمخيمات عسكرية مدججة بالأسلحة تؤيد نظام الحكم بشكل مطلق.



    تقول فرح، وهي ناشطة من سكان دمشق تتعاون مع لجان التنسيق المحلية، لـ«الشرق الأوسط»: «إن بشار الأسد لن يسلم دمشق بسهولة حتى حين يشعر بأن نظامه سقط. ثمة روح انتقامية تتحكم في قرارات هذا الرجل وفي قرارات من حوله، سوف تتحول هذه الروح إلى رغبة عارمة في الانتقام وتحديدا ضد سكان دمشق، المدينة التي انتفضت ضده بعد أن توهم أنها تقف إلى جانبه». وتشير الناشطة الدمشقية إلى أن دمشق لم تنضم إلى الثورة بشكل فعلي خلال شهورها الأولى، لكن المدينة المعروفة بترددها وحسابات أهلها الدقيقة خرجت عن صمتها حين اتخذ القمع والقتل والمجازر المتنقلة شكلا مذهبيا وطائفيا، فلم يعد أهالي دمشق يحتملون رؤية الأطفال وهم جثث مقطعة، فخرجوا في مظاهرات تندد بنظام الأسد وحاشيته.

    يتفق عدنان، وهو أحد أعضاء «تنسيقية الميدان» في وسط دمشق، مع ما تقوله فرح، إلا أنه يضيف: «تحولان أساسيان دفعا المدينة إلى الانضمام للثورة السورية، هما قرب مناطق الريف التي انتفضت مبكرا من مركز المدينة، وانتقال الجيش الحر إلى الأحياء الرئيسية في دمشق وتنفيذه عمليات ضد أجهزة ومراكز النظام الحاكم».

    ويؤكد الناشط المعارض لـ«الشرق الأوسط»: «المعركة الأخيرة ستكون في دمشق حيث إن النظام سيقاتل بشراسة في هذه المدينة، ليس للدفاع عنها وإنما لتدميرها، لأنه يعلم جيدا أن النسيج المجتمعي الدمشقي يقف بفئاته الكبرى ضده». وعن الجيش الحر وقدرته على حسم المعركة التي توصف بالأخيرة يشير عدنان إلى أن «إمكانات الجيش الحر لا تزال بسيطة مقارنة بأسلحة نظام الأسد». ويضيف: «جيش النظام يتمركز على قمة قاسيون ويستطيع أن يدمر المدينة بالمدفعية إذا أراد».

    المدينة التي تبلغ مساحتها 105 كيلومترات مربعة، وتعتبر ثاني أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان بعد حلب، حيث يتجاوز عدد سكانها مع الضواحي 2.6 مليون نسمة، يعيش سكانها في خوف كبير، ليس فقط بسبب المعارك المتنقلة بين جيش النظام والجيش الحر التي تخلف تفجيرات وتصفيات واغتيالات وعمليات خطف، بل أيضا لأن هؤلاء يخشون أن يتحولوا ضحايا لجنون نظام الأسد لحظة شعوره بالانهيار، وهذا ما يشير إليه طارق، وهو ناشط إعلامي، بقوله «النظام يضع آلته العسكرية في دمشق، ويخصص ألوية من الحرس الجمهوري للدفاع عن نفسه في المدينة، مما يعد مؤشرا على احتمال حدوث معركة طاحنة يدفع ثمنها أهالي دمشق أنفسهم». ويلفت الناشط المعارض إلى أن وجود أكثرية سنية معارضة لنظام بشار الأسد في دمشق لا يعني حسم المعركة، إذ إن النظام سلح جميع الأحياء العلوية في المدينة لا سيما «مزة جبل» بغية الاستفادة منها لحظة المعركة.

    وتحيط بالعاصمة السورية كثير من المساكن والمخيمات العسكرية، يسكنها على الغالب علويون موالون للنظام، يسيطرون على المحاور الرئيسية تجاه الخارج. وقد صارت هذه المناطق، وفقا للناشطين، معاقل رئيسية لـ«الشبيحة» ينطلقون منها لقمع المظاهرات المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد.

    يذكر أن مدينة دمشق، التي كان النظام السوري يعتمد على استقرارها بوصفها دليلا على هامشية الثورة ضده وانحسار رقعتها، قفزت في الأيام الماضية لتتصدر واجهة الأحداث، ووصلت المظاهرات فيها أكثر من مرة إلى مشارف القصر الجمهوري، حيث يقطن بشار الأسد.
  • □ الهيئة العامة للترفيه


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا