عكاظ - أغلقت لجنة مشتركة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأمانة منطقة المدينة المنورة غار جبل أحد لمنع الصعود إليه من قبل الزوار. وفيما توقف البعض على أسباب إغلاق الغار التاريخي، نفى لـ«عكاظ» المدير التنفيذي لهيئة السياحة والآثار في منطقة المدينة المنورة الدكتور يوسف بن حمزة المزيني أن يكون الغار من ضمن الآثار النبوية المعتمدة لدى الهيئة، مشددا على أنه لا علاقة للهيئة بالغار، مشيرا إلى أنه لا علم لها أيضا بإغلاقه.
وكان الكثير من الزوار الذين تحملوا عناء الصعود إلى قمة الجبل للدخول إلى الغار، توقفوا أمام الخرسانة التي سدت مدخله.
وكان الزوار يرتادون الغار عطفا على الاعتقاد بأنه المكان الذي حظى بشرف احتضان الرسول عليه الصلاة والسلام برفقة عدد من أصحابه بعد إصابته في غزوة أحد لتلقي العلاج، إلا أن تلك الروايات يؤكد المختصون في الآثار الإسلامية عدم صحتها، لكن الكتابات التذكارية التي تملأ الصخور المجاورة للغار، باتت العلامة المؤكدة على حجم الزيارة التي يتمتع بها الغار من قبل زوار المدينة المنورة.
واختلف اثنان من مؤرخي المدينة المنورة على أهمية الغار، حيث نفى لـ «عكاظ» المؤرخ المعروف الدكتور تنيضيب الفايدي أن يكون لـ «غار جبل أحد» أي سند ونص يثبت علاقته بغزوة أحد، مبينا أن الكثير من الروايات أشارت إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل إلى الغار العلوي حيث وصل فقط إلى سفح الجبل، ولم يصعد ــ عليه الصلاة والسلام ــ إلى الغار، وبالتالي ليس للغار أي علاقة بالسيرة النبوية، مشيرا إلى أن «عملية الإغلاق كانت ضرورية ويجب اتخاذها بعد تزايد الزوار إلى ذلك الموقع».
في المقابل، ذكر لـ «عكاظ» المؤرخ المعروف الدكتور عبدالعزيز كعكي بأن الكثير من كتب السيرة النبوية لمحت لهذا الغار، مبينا أن التوجيهات التي صدرت لإغلاق الغار جاءت بعد النظر في الكثير من الأمور والتجاوزات التي تسبب فيها وضع الغار في السابق.
وأضاف أن إحدى الروايات تشير إلى أن طلحة بن عبيد الله رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد إصابته إلى مرتفع من الشعب، حيث أجمعت الكثير من الروايات إلى أنه رفع عليه الصلاة والسلام إلى صخرة بالقرب من غار جبل أحد، مشيرا إلى أن إحدى الروايات تشير إلى أن الرسول ــ عليه الصلاة والسلام ــ رفع على صخرة من الشعب حتى توارى عن قريش: «وكلمة توارى تعني أن رسول الله عليه الصلاة والسلام حجب عن قريش، فأشار الكثير من الباحثين إلى أن المكان الوحيد الذي من الممكن أن يتوارى فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام هو غار جبل أحد، حيث أن باقي المكان مكشوف بالكامل، لذا يميل الكثيرون للاعتقاد بأن الغار هو المكان الذي توارى فيه الرسول ــ عليه الصلاة والسلام».