جامع الزيتونة هو أول جامعة university في عالمنا الإسلامي بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو (جامعة)، و (جامع) في مدينة تونس، ويعتبر جامع الزيتونة أقدم جامع في تونس بعد جامع القيروان كمسجد. ومن المعتبر تاريخيا انه ثاني الجوامع التي بنيت في أفريقية بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان، ومن المرجح أن حسان بن النعمان هو من أمر ببنائه عام 78 هـ، إلا ان عبيد الله بن الحبحاب هو من أتم عمارته في 116 هـ.
جامع الزيتونة
تعاقب خلفاء وولاة وأمراء حضارتنا الإسلامية، خصوصا من وُلّي مناطق إفريقية، بالإعتناء به، وكان محور إهتماماتهم، و كانت لبصمات بعضهم غلبت محاكاة جامع الزيتونة بجامع القيروان، اجتهادات منحته تلك البصمات عناصر يتميز بها إلى اليوم. حيث تتمثل أهم هذه العناصر في المصلى الذي على شكل مربع غير منتظم وسبع بلاطات مسكبة معمدة، قرابة على 15 مترا مربعا، مغطّاة بسقوف من سطحة. وتم اعتماد بناء جامع الزيتونة أساسا على الحجر والطوب في بعض الأماكن.
وتتميّز قبّة محرابه بزخرفة كامل المساحة الظاهرة في الطوابق الثلاثة بزخارف بالغة الدقة كنموذج فريد من نوعه في العمارة الإسلامية في عصورها الأولى. وكما اختلف المؤرخون حول باني الجامع، فقد اختلف الرواة حول جذر تسميته، فمنهم من ذكر أن الفاتحين وجدوا في مكان الجامع شجرة زيتون منفردة فاستأنسوا بها، وقالوا : أنها لتؤنس هذه الخضراء، وأطلقوا على الجامع الذي بنوه هناك اسم جامع الزيتونة.
أول جامعة إسلامية
تقول ويكيبيديا: لم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الذي تمتّع به جامع الزيتونة، بل شكّل دوره الحضاري والعلمي الريادة في العالم العربي والإسلامي إذ اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه، وتثبيت مكانته كمركز للتدريس، وقد لعب الجامع دورا طليعيا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب وفي رحابه تأسست أول مدرسة فكرية بإفريقية أشاعت روحا علميّة صارمة ومنهجا حديثا في تتبع المسائل نقدا وتمحيصا. ومن أبرز رموز هذه المدرسة علي ابن زياد مؤسسها وأسد بن الفرات والإمام سحنون صاحب المدوّنة التي رتبت المذهب المالكي وقننته.
اشتهرت الجامعة الزيتونية في العهد الحفصي بـ الفقيه المفسّر والمحدّث محمد بن عرفة التونسي صاحب المصنّفات العديدة وابن خلدون المؤرخ ومؤسس علم الإجتماع، ومبتكر علم النفس الاجتماعي. إلا أن الجامع تعرض إلى نكسة عندما دخله الجيس الإسباني في صائفة 1573 فيما يعرف بـ وقعة الجمعة، واستولوا على مخطوطاته، ونقلوا عددا منها إلى إسبانيا وإلى مكتبة البابا.
تخرّج من الزيتونة طوال مسيرتها آلاف العلماء والمصلحين الذين عملوا على إصلاح أمّة الإسلام والنهوض بها. إذ لم تكتف جامعة الزيتونة بأن تكون منارة تشع بعلمها وفكرها في العالم وتساهم في مسيرة الإبداع والتقدم وتقوم على العلم الصحيح والمعرفة الحقة والقيم الإسلامية السمحة، وإنما كانت قاعدة للتحرّر والتحرير بإعداد زعامات وطنية، وترسيخ الوعي بالهوية العربية الإسلامية.
تخرج من جامع الزيتونة مشاهير أمثال المؤرخ ابن خلدون وابن عرفة، والتيجاني والو الحسن الشاذلي وإبراهيم الرياحي وسالم بوحاجب ومحمد النخلي ومحمد الطاهر بن عاشور صاحب تفسير التحرير والتنوير، ومحمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر ومحمد العزيز جعيط والمصلح الزعيم عبد العزيز الثعالبي وشاعر تونس أبو القاسم الشابي صاحب ديوان أغاني الحياة والطاهر الحداد صاحب كتاب (امرأتنا في الشريعة والمجتمع والتعليم الإسلامي وحركة الإصلاح في جامع الزيتونة) ومن حلقاته العلمية برز المصلح الجزائري ابن باديس والرئيس الجزائري الراحل هواري بو مدين،، وغيرهم كثير من النخب التونسية والمغاربية والعربية.
لقد تجاوز إشعاع جامعة الزيتونة حدود تونس ليصل إلى سائر الأقطار الإسلامية ولعلّ المفكر العربي الكبير شكيب ارسلان يوجز دور الزيتونة عندما اعتبره إلى جانب الأزهر والأموي والقرويين أكبر حصن للغة العربية والشريعة الإسلامية في القرون الأخيرة لقد مرّت الآن أكثر من 1300 سنة على قيام جامع الزيتونة والذي شهد ومنذ بنائه تحسينات وتوسعات وترميمات مختلفة بدءا من العهد الأغلبي حتى الوقت الحالي، ومرورا بالحفصيين والمراديين والحسينيين، وهم آخر ملوك تونس قبل إقرار النظام الجمهوري لذلك حافظ هذا الجامع باستمرار على رونقه ليبقى في قلب كل المناسبات، وليكون شاهدا على تأصل تونس في إسلامها منذ قرون وقرون.
ومع دوره كمكان للصلاة والعبادة كان جامع الزيتونة منارة للعلم والتعليم على غرار المساجد الكبرى في مختلف أصقاع العالم الإسلامي، حيث تلتئم حلقات الدرس حول الآئمة والمشايخ للاستزادة من علوم الدين ومقاصد الشريعة وبمرور الزمن أخذ التدريس في جامع الزيتونة يتخذ شكلا نظاميا حتى غدا في القرن الثامن للهجرة عصر (ابن خلدون) بمثابة المؤسسة الجامعية التي لها قوانينها ونواميسها وعاداتها وتقاليدها ومناهجها وإجازاتها.
مع مرور الوقت، اصب الجامع مدرسةتشدّ إليها الرحال من مختلف أنحاء المغرب العربي طلبا للعلم أو للاستزادة منه. وقد ساهم جامع الزيتونة خلال فترة الاستعمار الفرنسي في المحافظة على الثقافة العربية الإسلامية لتونس، وقاوم بصلابة محاولات القضاء على أنتماء تونس العربي الإسلامي، وكان جامع الزيتونة هو المدافع عن اللغة العربية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ تونس بعد أن فقدت اللغة العربية كل المدافعين عنها تحت تأثير وسيطرة الاستعمار، مما جعل الحاكم الفرنسي لتونس يقول: ((عندما قدمت الي تونس وجدت أكثر من عشرين ألف مدافع)) وهو يقصد طلاب العلم في جامع الزيتونة.
خلاف ويكيبيديا ،، هناك من يقول أن جامع الزيتونة في تونس يعتبر ثاني المساجد التي تم تأسيسها في بلاد المغرب العربي عقب الفتح الإسلامي، أسسه قائد الفتح الإسلامي في أفريقيا حسان بن النعمان عام 79 هجرية.
كان مسجدا بسيطا متواضع البناء، إلى أن عبدالله بن الحبحاب والي أفريقيا عام 116 هجرية قام بتوسعته والزيادة في فخامته، حتى صار من المعالم الإسلامية الرائعة في مدينة تونس. تذهب بعض الروايات إلى أن المسجد قد تم تشييده على أرض كان بها صومعة لراهب مسيحي، بعد فتح الإسلامي لتونس أشار على المسلمين أن يشيدوا مسجدهم في مكان صومعته بالتحديد، لأنه رأى نورا يتألق ليلا فأحس بأهمية المكان، فمنع عنه الحيوانات، وأبعد عنه القاذورات، فقرر المسلمون اتخاذ مسجده مصلى لهم، ويرجع سبب تسميته لوجود شجرة زيتون ضخمة، كانت بالقرب من صومعة الراهب.
يعتبر جامع الزيتونة من المعالم الإسلامية القليلة في العالم، التي تحتفظ جدرانها بأسماء جميع من شارك في تشييد البناء، لذلك قال عنه أحد المؤرخين أنه مسجد يسجل تاريخه، كما أولت جميع الأسر الحاكمة التي تعاقبت على حكم تونس منذ عهد الأغلبيين، ومرورا بالحفصيين، المراديين، وحتى الحسينيين آخر ملوك تونس قبل إقرار النظام الجمهوري بها، مزيدا من الرعاية والاهتمام بعمارة المسجد. تم بناء المسجد على شكل معين غير متوازي الأضلاع في بعض جوانبه، يتلاءم مع الشكل العام لمدينة تونس التي تأخذ نفس الشكل تقريبا، وهو يخضع في بنائه بوجه عام للنمط الإسلامي الذي بدأ منذ عهد بناء المسجد النبوي الذي يعتمد على تشييد مساحة مسقوفة من البناء، تقام فيها الصلاة، وباحة مفتوحة على السماء تمثل صحن المسجد.
يوجد بالمسجد أيضا منبر خشبي يعود تاريخ صنعه إلى عام 250 هجرية، له زوج من الأكتاف يزين كل منها زخارف هندسية على شكل مربعات، ودوائر محفورة في الخشب حفر غائرا بعناية ومهارة فائقة، تضفي عليه جمالا وإجلالا، يزعم بعض أهل تونس أن الدعاء بين حافتي المنبر مستجاب.
شرق بيت الصلاة بالمسجد، توجد مكتبة أسسها السلطان أبو عثمان الأغلبي عام 1450م، تحوي المكتبة أكثر من 200 ألف مجلد من أندر الكتب والمخطوطات العلمية القيمة، تعرضت تلك المكتبة لاعتداء الجنود الأسبان عام 970 هجرية، فاستباحوا حرمة المسجد بأقدام خيولهم، وأتلفوا محتويات المكتبة، كما قاموا بسرقة الكثير منها ونقلوه إلى أسبانيا، ظلت على ذلك الحال من الخراب والدمار حتى عهد العباسي أحمد، أحد ملوك الحسينيين الذي جددها وأعاد لها رونقها، لذلك تعرف تلك المكتبة اليوم بإسم المكتبة الأحمدية.
جامع الزيتونة
تعاقب خلفاء وولاة وأمراء حضارتنا الإسلامية، خصوصا من وُلّي مناطق إفريقية، بالإعتناء به، وكان محور إهتماماتهم، و كانت لبصمات بعضهم غلبت محاكاة جامع الزيتونة بجامع القيروان، اجتهادات منحته تلك البصمات عناصر يتميز بها إلى اليوم. حيث تتمثل أهم هذه العناصر في المصلى الذي على شكل مربع غير منتظم وسبع بلاطات مسكبة معمدة، قرابة على 15 مترا مربعا، مغطّاة بسقوف من سطحة. وتم اعتماد بناء جامع الزيتونة أساسا على الحجر والطوب في بعض الأماكن.
وتتميّز قبّة محرابه بزخرفة كامل المساحة الظاهرة في الطوابق الثلاثة بزخارف بالغة الدقة كنموذج فريد من نوعه في العمارة الإسلامية في عصورها الأولى. وكما اختلف المؤرخون حول باني الجامع، فقد اختلف الرواة حول جذر تسميته، فمنهم من ذكر أن الفاتحين وجدوا في مكان الجامع شجرة زيتون منفردة فاستأنسوا بها، وقالوا : أنها لتؤنس هذه الخضراء، وأطلقوا على الجامع الذي بنوه هناك اسم جامع الزيتونة.
أول جامعة إسلامية
تقول ويكيبيديا: لم يكن المعمار وجماليته الاستثناء الوحيد الذي تمتّع به جامع الزيتونة، بل شكّل دوره الحضاري والعلمي الريادة في العالم العربي والإسلامي إذ اتخذ مفهوم الجامعة الإسلامية منذ تأسيسه، وتثبيت مكانته كمركز للتدريس، وقد لعب الجامع دورا طليعيا في نشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد المغرب وفي رحابه تأسست أول مدرسة فكرية بإفريقية أشاعت روحا علميّة صارمة ومنهجا حديثا في تتبع المسائل نقدا وتمحيصا. ومن أبرز رموز هذه المدرسة علي ابن زياد مؤسسها وأسد بن الفرات والإمام سحنون صاحب المدوّنة التي رتبت المذهب المالكي وقننته.
اشتهرت الجامعة الزيتونية في العهد الحفصي بـ الفقيه المفسّر والمحدّث محمد بن عرفة التونسي صاحب المصنّفات العديدة وابن خلدون المؤرخ ومؤسس علم الإجتماع، ومبتكر علم النفس الاجتماعي. إلا أن الجامع تعرض إلى نكسة عندما دخله الجيس الإسباني في صائفة 1573 فيما يعرف بـ وقعة الجمعة، واستولوا على مخطوطاته، ونقلوا عددا منها إلى إسبانيا وإلى مكتبة البابا.
تخرّج من الزيتونة طوال مسيرتها آلاف العلماء والمصلحين الذين عملوا على إصلاح أمّة الإسلام والنهوض بها. إذ لم تكتف جامعة الزيتونة بأن تكون منارة تشع بعلمها وفكرها في العالم وتساهم في مسيرة الإبداع والتقدم وتقوم على العلم الصحيح والمعرفة الحقة والقيم الإسلامية السمحة، وإنما كانت قاعدة للتحرّر والتحرير بإعداد زعامات وطنية، وترسيخ الوعي بالهوية العربية الإسلامية.
تخرج من جامع الزيتونة مشاهير أمثال المؤرخ ابن خلدون وابن عرفة، والتيجاني والو الحسن الشاذلي وإبراهيم الرياحي وسالم بوحاجب ومحمد النخلي ومحمد الطاهر بن عاشور صاحب تفسير التحرير والتنوير، ومحمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر ومحمد العزيز جعيط والمصلح الزعيم عبد العزيز الثعالبي وشاعر تونس أبو القاسم الشابي صاحب ديوان أغاني الحياة والطاهر الحداد صاحب كتاب (امرأتنا في الشريعة والمجتمع والتعليم الإسلامي وحركة الإصلاح في جامع الزيتونة) ومن حلقاته العلمية برز المصلح الجزائري ابن باديس والرئيس الجزائري الراحل هواري بو مدين،، وغيرهم كثير من النخب التونسية والمغاربية والعربية.
لقد تجاوز إشعاع جامعة الزيتونة حدود تونس ليصل إلى سائر الأقطار الإسلامية ولعلّ المفكر العربي الكبير شكيب ارسلان يوجز دور الزيتونة عندما اعتبره إلى جانب الأزهر والأموي والقرويين أكبر حصن للغة العربية والشريعة الإسلامية في القرون الأخيرة لقد مرّت الآن أكثر من 1300 سنة على قيام جامع الزيتونة والذي شهد ومنذ بنائه تحسينات وتوسعات وترميمات مختلفة بدءا من العهد الأغلبي حتى الوقت الحالي، ومرورا بالحفصيين والمراديين والحسينيين، وهم آخر ملوك تونس قبل إقرار النظام الجمهوري لذلك حافظ هذا الجامع باستمرار على رونقه ليبقى في قلب كل المناسبات، وليكون شاهدا على تأصل تونس في إسلامها منذ قرون وقرون.
ومع دوره كمكان للصلاة والعبادة كان جامع الزيتونة منارة للعلم والتعليم على غرار المساجد الكبرى في مختلف أصقاع العالم الإسلامي، حيث تلتئم حلقات الدرس حول الآئمة والمشايخ للاستزادة من علوم الدين ومقاصد الشريعة وبمرور الزمن أخذ التدريس في جامع الزيتونة يتخذ شكلا نظاميا حتى غدا في القرن الثامن للهجرة عصر (ابن خلدون) بمثابة المؤسسة الجامعية التي لها قوانينها ونواميسها وعاداتها وتقاليدها ومناهجها وإجازاتها.
مع مرور الوقت، اصب الجامع مدرسةتشدّ إليها الرحال من مختلف أنحاء المغرب العربي طلبا للعلم أو للاستزادة منه. وقد ساهم جامع الزيتونة خلال فترة الاستعمار الفرنسي في المحافظة على الثقافة العربية الإسلامية لتونس، وقاوم بصلابة محاولات القضاء على أنتماء تونس العربي الإسلامي، وكان جامع الزيتونة هو المدافع عن اللغة العربية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ تونس بعد أن فقدت اللغة العربية كل المدافعين عنها تحت تأثير وسيطرة الاستعمار، مما جعل الحاكم الفرنسي لتونس يقول: ((عندما قدمت الي تونس وجدت أكثر من عشرين ألف مدافع)) وهو يقصد طلاب العلم في جامع الزيتونة.
خلاف ويكيبيديا ،، هناك من يقول أن جامع الزيتونة في تونس يعتبر ثاني المساجد التي تم تأسيسها في بلاد المغرب العربي عقب الفتح الإسلامي، أسسه قائد الفتح الإسلامي في أفريقيا حسان بن النعمان عام 79 هجرية.
كان مسجدا بسيطا متواضع البناء، إلى أن عبدالله بن الحبحاب والي أفريقيا عام 116 هجرية قام بتوسعته والزيادة في فخامته، حتى صار من المعالم الإسلامية الرائعة في مدينة تونس. تذهب بعض الروايات إلى أن المسجد قد تم تشييده على أرض كان بها صومعة لراهب مسيحي، بعد فتح الإسلامي لتونس أشار على المسلمين أن يشيدوا مسجدهم في مكان صومعته بالتحديد، لأنه رأى نورا يتألق ليلا فأحس بأهمية المكان، فمنع عنه الحيوانات، وأبعد عنه القاذورات، فقرر المسلمون اتخاذ مسجده مصلى لهم، ويرجع سبب تسميته لوجود شجرة زيتون ضخمة، كانت بالقرب من صومعة الراهب.
يعتبر جامع الزيتونة من المعالم الإسلامية القليلة في العالم، التي تحتفظ جدرانها بأسماء جميع من شارك في تشييد البناء، لذلك قال عنه أحد المؤرخين أنه مسجد يسجل تاريخه، كما أولت جميع الأسر الحاكمة التي تعاقبت على حكم تونس منذ عهد الأغلبيين، ومرورا بالحفصيين، المراديين، وحتى الحسينيين آخر ملوك تونس قبل إقرار النظام الجمهوري بها، مزيدا من الرعاية والاهتمام بعمارة المسجد. تم بناء المسجد على شكل معين غير متوازي الأضلاع في بعض جوانبه، يتلاءم مع الشكل العام لمدينة تونس التي تأخذ نفس الشكل تقريبا، وهو يخضع في بنائه بوجه عام للنمط الإسلامي الذي بدأ منذ عهد بناء المسجد النبوي الذي يعتمد على تشييد مساحة مسقوفة من البناء، تقام فيها الصلاة، وباحة مفتوحة على السماء تمثل صحن المسجد.
يوجد بالمسجد أيضا منبر خشبي يعود تاريخ صنعه إلى عام 250 هجرية، له زوج من الأكتاف يزين كل منها زخارف هندسية على شكل مربعات، ودوائر محفورة في الخشب حفر غائرا بعناية ومهارة فائقة، تضفي عليه جمالا وإجلالا، يزعم بعض أهل تونس أن الدعاء بين حافتي المنبر مستجاب.
شرق بيت الصلاة بالمسجد، توجد مكتبة أسسها السلطان أبو عثمان الأغلبي عام 1450م، تحوي المكتبة أكثر من 200 ألف مجلد من أندر الكتب والمخطوطات العلمية القيمة، تعرضت تلك المكتبة لاعتداء الجنود الأسبان عام 970 هجرية، فاستباحوا حرمة المسجد بأقدام خيولهم، وأتلفوا محتويات المكتبة، كما قاموا بسرقة الكثير منها ونقلوه إلى أسبانيا، ظلت على ذلك الحال من الخراب والدمار حتى عهد العباسي أحمد، أحد ملوك الحسينيين الذي جددها وأعاد لها رونقها، لذلك تعرف تلك المكتبة اليوم بإسم المكتبة الأحمدية.