العواصم - الفرنسية : اجتاحت موجة التراجع أمس معظم البورصات العالمية وسط مخاوف بشأن احتمال خفض التصنيف الائتماني للبنوك الفرنسية وغياب حل لمشكلات الديون اليونانية مما عظم القلق بشأن أزمة ديون منطقة اليورو.
وفتحت البورصات الأوروبية أمس جلسات التداول على تراجع فيما سجلت البورصات الآسيوية تراجعا واضحا في الجلسات الصباحية في أعقاب قمة لمجموعة السبع عجزت عن طمأنة الأسواق التي شهدت موجة هلع الجمعة، كما فتحت الأسهم الأمريكية على انخفاض أمس وسط مخاوف من احتمال امتداد أزمة الائتمان في أوروبا إلى البنوك الأمريكية على وول ستريت منذ عدة أشهر، مما جعل أسهم بنوك كبيرة تسجل مستويات تاريخية منخفضة في الأسابيع الماضية. وتراجعت الأسهم الأوروبية إلى أدنى مستوى في 26 شهرا أمس، بينما نزل مؤشر داكس الألماني دون مستوى 5000 نقطة للمرة الأولى منذ تموز (يوليو) 2009، وسط مخاوف بشأن قدرة صناع السياسة على التوصل إلى حل دائم لأزمة الديون السيادية في منطقة اليورو. وتفاقمت خسائر مؤشر كاك 40 الفرنسي ليهبط 5 في المائة بعد أنباء عن انفجار في موقع ماركول النووي الفرنسي، وانخفض المؤشر الفرنسي 5.1 في المائة إلى 2823.94 نقطة في حين خسر مؤشر يوروفرست 300 لأسهم كبريات الشركات الأوروبية 3.6 في المائة إلى 882.99 نقطة.
وهبط مؤشر يوروفرست 300 لأسهم كبريات الشركات الأوروبية أثناء تداولات أمس 3.2 في المائة إلى 886.12 نقطة، وخسر مؤشر داكس 3.2 في المائة أيضا ليصل إلى 5021.67 نقطة بعدما نزل لفترة وجيزة إلى 4993.07 نقطة.
وهوى مؤشر ستوكس يوروب 600 لأسهم البنوك 4.7 في المائة وسجل أدنى مستوياته منذ آذار (مارس) 2009. وتراجع مؤشر فايننشيال تايمز 2.51 في المائة بينما هوى مؤشر كاك 40 الفرنسي 4.8 في المائة. وفي أثناء التعاملات تراجع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 116.97 نقطة أو 1.06 في المائة إلى 10875.16 نقطة. وانخفض مؤشر ستاندارد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 11.59 نقطة أو 1 في المائة إلى 1142.64 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 21.14 نقطة أو 0.86 في المائة إلى 2446.85 نقطة. وسجلت الأسواق الآسيوية أيضا انخفاضات حادة عند افتتاحها وتراجع اليورو كذلك إلى أدنى مستوياته مقابل الين منذ عشر سنوات.
وفي طوكيو، تراجع مؤشر نيكاي، 2 في المائة عند منتصف الجلسة بعدما فتح على انخفاض 2.24 في المائة. وتراجعت بورصة سيدني 3.32 في المائة وأغلقت بورصة هونج كونج على تراجع نسبته 4,21 في المائة.
وظلت بورصات سيئول وشنغهاي وتايبيه مغلقة بسبب يوم عطلة.
وكانت موجة من الذعر قد سيطرت الجمعة على البورصات الأوروبية والأمريكية نتيجة المخاوف الناجمة من الأزمة المزدوجة، الاقتصادية والديون، وورود مؤشرات مثيرة للقلق مثل استقالة رئيس القسم الاقتصادي في البنك المركزي الأوروبي يورغن شتارك، ما كشف عن خلافات في المؤسسة المالية حول إدارة أزمة الديون. وتم تعيين يورغ سموسن سكرتير الدولة الألماني للمالية منذ السبت محل شتارك، غير أن هذا الإجراء السريع لم يطمئن الأسواق.
وأوضح يوتاكا ميورا من شركة ميزوهو سيكيوريتيز متحدثا لوكالة داو جونز، أن ''الخلافات داخل البنك المركزي الأوروبي تثير مخاوف من أن أزمة الديون لن تجد حلا قبل وقت طويل. كما يخشى المستثمرون في حال تعثر اليونان عن سداد ديونها، أن ينعكس ذلك بشكل كبير على المصارف الألمانية والفرنسية''.
وسجلت أسعار النفط أيضا تراجعا حادا في سنغافورة حيث خسر برميل النفط المرجعي الخفيف، تسليم تشرين الأول (أكتوبر)، في المبادلات الإلكترونية الصباحية 1,23 دولار ليصل إلى 86.01 دولار، فيما تراجع سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال ''برنت''، تسليم تشرين الأول (أكتوبر) 1.02 دولار، ليصل إلى 111.75 دولار. وقال فيكتور شوم من شركة بورفين وغيرتز في سنغافورة إن ''ما يتسبب في تراجع أسعار النفط هي المخاوف المرتبطة بديون منطقة اليورو والمخاوف من تخلف اليونان عن سداد مستحقاتها، الأمر الذي سيضع المصارف الأوروبية في وضع مماثل لذلك الذي نتج عن إفلاس مصرف ليمان في أيلول (سبتمبر) 2008.
وما يعزز هذه المخاوف أن وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة السبع لم يعلنوا إثر اجتماعهم في نهاية الأسبوع الماضي في مرسيليا (فرنسا) عن إجراءات عملية لمواجهة الأزمة، واكتفوا بإصدار وعد بالتصدي للأزمة برد ''قوي'' و''منسق''، من دون أن يكشفوا فعلا عن كيفية القيام بذلك. وقال سومينو كاماي من مصرف طوكيو - ميتسوبيشي إن ''اجتماع المسؤولين الماليين في مجموعة السبع في نهاية الأسبوع لم يعلن إجراءات عملية؛ وبتنا نتساءل عما إذا كان في وسعهم القيام بأي شيء''. وتراجع سعر صرف اليورو الإثنين إلى أدنى مستوياته مقابل الين منذ تموز (يوليو) 2001، ليبلغ 104.90 ين.
كما سجل تراجعا واضحا مقابل الدولار ليصل إلى 1,3594 دولار قرابة الساعة 1:30 تغ، مقارنة بـ 1,3649 دولار عند إغلاق جلسة الجمعة. وبقي سعر الذهب، القيمة الملجأ في الأزمات، مستقرا عند 1846 دولارا للأونصة في هونج كونج مقابل 1851 دولارا لدى إقفال جلسة التداول في لندن الجمعة.