دويتشه ﭭيله : على مدى 6 أيام يفتح معرض إيفا الدولي للاتصالات اللاسلكية في دورته الخمسين أبوابه على مصراعيها أمام الزوار من شتى أنحاء العالم. شركات عالمية ومحلية تتنافس فيما بينها على تقديم آخر الصيحات في عالم الترفيه والاتصالات وغيرها.
شهدت العاصمة الألمانية برلين اليوم الجمعة افتتاح الدورة الـ 50 للمعرض الدولي للاتصالات اللاسلكية (إيفا) وسط إقبال كبير من الزوار على مشاهدة أحدث أنواع التقنية ابتداء من أجهزة التلفزيون ثلاثية الأبعاد إلى غسالات الملابس الذكية.
مثل كل عام يتحول معرض إيفا إلى قبلة للزوار
وهواة الابتكارات في عالم الأجهزة الالكترونية
شهدت العاصمة الألمانية برلين اليوم الجمعة افتتاح الدورة الـ 50 للمعرض الدولي للاتصالات اللاسلكية (إيفا) وسط إقبال كبير من الزوار على مشاهدة أحدث أنواع التقنية ابتداء من أجهزة التلفزيون ثلاثية الأبعاد إلى غسالات الملابس الذكية.
مثل كل عام يتحول معرض إيفا إلى قبلة للزوار
وهواة الابتكارات في عالم الأجهزة الالكترونية
.....
«معرض إيفا الدولي»: نجاح الرهان الألماني على الأجهزة الذكيّة
برلين - إسكندر الديك - الحياة : على مدى ستة أيام، تمكّن حوالى 240 ألف زائر متنوّعي الهويّات من معايشة عالم من الخيال الواقعي في أجنحة «معرض إيفا الدولي الخمسين» المتخصّص في الأجهزة الإلكترونيّة الذكيّة في العاصمة الألمانية برلين.
وإذا كان عدد الزوار هذه السنة بقي في حدود الرقم القياسي الذي سجل العام الماضي، فإن الجديد في أمر المعرض تمثّل في خروج قطاع الإلكترونيّات من ضائقته التي عاشها في النصف الأول من السنة الجارية.
وأوضح كثيرون من العاملين في هذا القطاع أن طلب التجار على الأجهزة الإلكترونيّة خلال المعرض بلغ أربعة بلايين يورو (5.4 بليون دولار). واعتبر هانس يواخيم كمب، وهو رئيس «جمعية إلكترونيّات الاتصال والترفيه» في ألمانيا، هذا الرقم مبشّراً بفصلي خريف وشتاء جيدين لجهة مبيعات هذه الأجهزة، خصوصاً أنهما يشملان عيديّ الميلاد ورأس السنة.
وبصرف النظر عن هذه المعطيات، تعيش صناعة التلفزة مرحلة صعبة، خصوصاً مع إفلاس عدد من الشركات أو وصولها إلى حافة الإفلاس، كشركة «لوفه» الألمانية التي تبحث عن مستثمر جديد لإنقاذها من الانهيار الكامل. وذكر رئيسها ماتياس هارش أنه يتعيّن على شركته إعادة تحديد أهدافها. «جهاز التلفزيون لم يعد يكتفي بكونه أداة للمشاهدة، بل أن هذا أصبح جزءاً من الماضي»، يقول هارش. ويضيف أن التلفزيون «أصبح يذوب أكثر فأكثر في الانترنت، وبات المستخدم يختار كل شيء بنفسه، ويتفاعل مع الحدث عبر الشبكات الاجتماعية الرقميّة». وحتى الآن، تحتوي منازل خمسة ملايين ألماني على هذا النوع من أجهزة التلفاز. ومن المتوقع أن تصل أعداد مستخدميه إلى سبعة ملايين في نهاية العام الجاري. وبعد أن توقع هارش أن يصبح التلفزيون «فضاءً يستعمله كل شخص بحسب حاجاته، أشار إلى أن شركته «حوّلت تصنيع أجهزتها إلى شركات صينية، وأن الشركة - الأم ستتجه في المستقبل إلى التركيز على البرمجيّات الإلكترونيّة».
«غلاكسي غير»
واحتفى زوّار «معرض إيفا» ووسائل الإعلام فيه بالساعة الذكيّة الجديدة «غالاكسي غير» Galaxy Gear التي عرضتها شركة «سامسونغ»، وكانت من نجوم المعرض. ووفقاً لمعلومات روّجتها «سامسونغ»، زوّدت ساعة «غالاكسي غير» بشاشة تعمل بكهرباء «ب - ليد» B- LED («الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء» Bio Light Emitting Diode). ويصل حجمها إلى ثلاث بوصات، وتعمل ببطارية تتمتع بقدرة على العمل عشر ساعات، كما يديرها مُعالِج إلكتروني للمعلومات من طراز «إكسينوس» بقوة 800 ميغاهيرتز. ويبلغ مقاس شاشتها 1.63 بوصة، وهي من نوع «سوبر أمولد». وقُدّمَت هذه الساعة بستة ألوان. وتعمل بنظام التشغيل «أندرويد» Android، كما يمكن ربطها مع الأنواع الحديثة من جهاز «نوت» Note الذي تنتجه «سامسونغ» أيضاً.
ويتيح ربط الساعة بالهاتف الذكيّ المحمول إجراء المكالمات والتقاط الصور واستقبال تنبيهات في شأن البريد الإلكترونيّ والرسائل النصيّة القصيرة، من دون الحاجة إلى إخراج الهاتف من الجيب. وتطرح «سامسونغ» هذه الساعة في الأسواق الأوروبية في منتصف شهر أيلول (سبتمبر) الجاري، وفي الولايات المتحدة واليابان في أوائل تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ومن المُزمَع أن تتوافق هذه الساعة مع الأنواع الأخرى من هواتف «سامسونغ» الذكيّة عند وصولها إلى الأسواق مستقبلاً.
ويستطيع مستخدم «غلاكسي غير» التفاعل معها عبر سلسلة من النقرات، كما يمكنه التحدث إليها بفضل تكنولوجيا «إس فويس» التي طوّرتها الشركة كي تتيح استخدام الأوامر الشفوية مع الأجهزة الإلكترونيّة الذكية.
وأوضحت «سامسونغ» أن الساعة ستباع في السوق الأميركية بأسعار تبدأ بـ299 دولاراً، ما يعتبره المراقبون مرحلة جديدة من المنافسة بينها وبين شركة «آبل» الأميركية وشركات إلكترونيّة أخرى بهدف السيطرة على أسواق الأجهزة الإلكترونيّة المحمولة التي تؤدّي وظائف الكومبيوتر. ومن المتوقع أيضاً أن تعلن «آبل» عن أحدث أجيال هاتفها الذكي «آي فون» عقب انتهاء المعرض البرليني. ووفقاً لمصرف «كريدي سويس»، تكتسب الأجهزة التي ستوضع على الجسم، مثل الساعات الذكية والنظارات الرقمية، قيمة متنامية، بل يمكن أن يصل سوقها في العالم إلى 50 بليون دولار بحلول عام 2017.
منافسة في سوق ملتبسة
وثمة من يشكّك في المقابل في مستقبل سوق الساعة - الحاسوب. ويقول خبراء إن على المرء حملها إلى جانب الخليوي الذكي، لأنها لا تعمل من دونه، فما تكون القيمة المُضافة التي تقدّمها هذه الساعة؟
في المقابل، يخشى كبار المصنّعين من عدم ركوب قطار هذه التكنولوجيا في الوقت المناسب، وعدم اللحاق به في النهاية. وقدّمت شركة «سوني» في معرض برلين نموذجاً للجيل الثاني يحمل اسم «سمارت ووتش» Smart Watch في وقت يعمل خبراء «أبل» على تطوير نموذج جديد باسم «أي ووتش» iWatch.
وعلى صعيد السيارات اختارت شركة «فورد» Ford الأميركية المشاركة في المعرض لتقديم تصوّراتها عن كيفية ربط السيارات بشبكة الانترنت، ما أشّر الى الأهمية المتزايدة للتكنولوجيا الإلكترونيّة في مختلف قطاعات الصناعة. وفي هذا المجال طورت «فورد» نظاماً يمكِّن سائقي السيارات من استعمال الانترنت من دون الحاجة لاستعمال اليد. وقدّم آلان مولالي، رئيس مجلس ادارة الشركة، في «معرض إيفا برلين» للمرّة الأولى، وليس في معرض السيارات الدولي، أحدث التطبيقات التقنية التي توصلت إليها شركته. وفي معرض الإجابة عن الدافع لهذه النقلَة، قال: «وصل السيارة بالإنترنت والأجهزة الإلكترونيّة الأخرى وجعلها ذكيّة، هو المعيار الحاسم في مستقبل سوق السيّارات وصناعتها».
لذا، بدا أن استخدام الانترنت ووصله بباقي الأجهزة هو أمر هام في معرض برلين، إضافة إلى أهميّته أيضاً في سوق الإلكترونيّات المنزلية. إذ يحقّق «معرض إيفا» منذ بضع سنوات نجاحاً متزايداً في تقديم غسالات وثلاجات وآلات إعداد القهوة وغيرها من الأدوات المنزلية. وأصبحت هذه المنتجات جزءاً من أسلوب الحياة الرقمي المرتبط في بفروع حياة الفرد كافة.
وكذلك يقتحم الانترنت بشكل متزايد مجالات جديدة. وإذا صدقت مخيلة الخبراء والمبتكرين سيحمل كل إنسان في المستقبل حواسيب صغيرة على الأنف، وفي النظارات، أو ربما على الذراع، وسيجري ربطها بجهاز التلفزيون أو آلات منزلية محددة في عالم يديره الانترنت.
ويمكن القول إن أهمية «معرض إيفا الدولي في برلين» زادت إلى درجة حفّزت الرغبة بزيارة العاصمة الألمانية لرؤية مروحة ضخمة من الأجهزة معروضة في مكان واحد. وحتى عام 2007 جرت العادة على عرض التقنيات المرتبطة بأجهزة التلفزيون والراديو، لكن منذ عام 2008 بدأ المعرض استضافة الأجهزة المنزلية أيضاً. ولم يفكر المدير العام للمعرض كريستيان غوكه كثيراً في الإجابة عن الجهاز الذي جذب انتباهه في المعرض ويفضل اقتناءه، إذ ردّ ببساطة: «إنها غسالة الملابس الذكيّة التي لا يقتصر عملها على تصنيف مواد التنظيف وتحديد الكميّة المطلوبة تلقائياً، بل يمكن تشغيلها أيضاً من أي مكان بواسطة جهاز «أي فون»!
قفزة المشهدية الثلاثية الأبعاد
شاهد الزائرون وخبراء القطاع في الصالات العديدة لـ «معرض إيفا الدولي»، ما يثير الفضول ويبهر الأبصار: ثلاجة هنا تكتب على موقع التواصل الإلكترونيّ «تويتر» مدى استهلاكها للكهرباء، وغسالة ثياب هناك تنتقي وحدها كمية مسحوق الغسيل، وساعة كومبيوتر تتحكّم بلوح مواقد فرن الطهو، وساعة ذكية تعمل هاتفاً محمولاً وحاسوباً متنقّلاً، ونظارة رقمية، ونظارة ثلاثية الأبعاد وغيرها. وسرقت الساعة الذكية والتلفزيون الثلاثي الأبعاد الذي لا يحتاج نظارات خاصة لمشاهدته، الأضواء طيلة أيام المعرض.
وذكر رئيس «جمعية إلكترونيّات الاتصال والترفيه» في ألمانيا، أن أداء سوق أجهزة التسلية تدنّى هذه السنة بنسبة وصلت إلى قرابة 20 في المئة، على رغم استمرار بيع الهواتف الذكيّة والحواسيب اللوحيّة وأجهزة المنزل الإلكترونيّة، الأمر الذي أرعب الجميع. والملاحظ أن أجهزة التلفزيون هي من أكثر الأجهزة المتروكة على رفوف محلات البيع. ويرجع ذلك إلى أن كثيرين من الألمان اشتروا العام الماضي أجهزة حديثة متقدّمة تقنيّاً لمتابعة مباريات كرة قدم كأس أوروبا، بعد التوقف عن الإرسال التلفزيوني التناظري التقليدي. ولم يشهد العام الحالي حدثاً مهماً، ما أدى إلى تراجع مبيعات أجهزة التلفزيون بنسبة 25 في المئة.
واستطراداً، برز جهاز التلفزيون الذي يقدم عروضاً ثلاثيّة الأبعاد تُشاهد من دون استعمال نظارات خاصة، بوصفه نجم المعرض لهذه السنة. وعرضته شركة «توشيبا» في جناحها الواسع، وهو كناية عن شاشة ضخمة ثلاثية الأبعاد بقطر يبلغ 139 سنتيمتراً. ويؤكد مسؤولو «توشيبا» أن الشاشة تؤمن رؤية بتأثير ثلاثي الأبعاد حتى عندما يتحرّك المرء أمام التلفزيون. في المقابل، لا يزال سعر هذا الجهاز مرتفعاً بشدّة، ويلامس الـ8 آلاف دولار.
وتحقّق تقنية شاشات التلفاز العالية الوضوح والثلاثية الأبعاد تطوراً متسارعاً. وبات باستطاعة هذه الأجهزة الاتصال بشبكة الإنترنت وعرض أشرطة الفيديو من الشبكة العنكبوتية مباشرة، على غرار تلك المتوافرة على موقع «يوتيوب». وعلّق المدير العام للمعرض، كريستيان غوكه، على تطوّر هذه التقنية المرئية- المسموعة بالقول: «كل شركة تلفزيون مشاركة في المعرض تحرص على طرح تقنياتها في المُشاهدة الثلاثيّة الأبعاد. وتحتل التقنية قرابة نصف المساحة الإجمالية المخصّصة لعرض أجهزة التلفزيون في «إيفا 2013». وفي معرض وصفه لما ينتظر الزائر في جناح الأجهزة التلفزيونية، يشير غوكه إلى أن «بإمكان المرء الاطلاع عن كثب على طريقة عمل الأجهزة التي تقدّم عروضاً بصرية بالأبعاد الثلاثية، سواء عِبر شاشات العرض المُكبّرة أم ذات الحجم المنزلي، إضافة إلى التعرّف إلى كيفية التصوير بكاميرا فيديو ثلاثية الأبعاد».
البداية في زمن الراديو
يعتبر «معرض إيفا الدولي» في برلين أقدم معرض للتقنيات والإلكترونيّات الاستهلاكية والترفيهية عالميّاً، وأهمها وأكبرها، كما تؤكد الأرقام السنوية للمعرض الذي أقيم للمرّة الأولى في المكان ذاته في العام 1924، وكان يعرف بـ «معرض راديو برلين». وبلغ عدد المشاركين فيه هذه السنة قرابة 1500 شركة وجهة عارضة.
وجرى توسيع مساحة المعرض السنة الفائتة، فاستقبل 240 ألف زائر على الأقل بينهم 45 ألف خبير واختصاصي و6 آلاف صحافي. وبلغت المساحة المحجوزة فيه ما يزيد على 134 ألف متر مربع موزعة على 28 صالة عرض.
وفي العادة، يستقطب المعرض كبريات الشركات المتخصّصة بالتقنيّات الاستهلاكية والترفيهية وعوالم السينما والتلفزيون، أمثال «آل جي» LG و «توشيبا» Toshiba و «آبل» Apple و «سوني» SONY و «سامسونغ» Samsung و «فيليبس» Philips و «باناسونيك» Panasonic وغيرها. كما يتيح فرصاً أمام هذه الشركات لتقديم أحدث ابتكاراتها وتقنياتها أمام الرأي العام. ويضم المعرض أيضاً أنواعاً متنوّعة من التكنولوجيا الاستهلاكيّة، تشمل آلات التصوير والمكانس الكهربائية وسواها.
وعبر تاريخه، أطلق المعرض عدداً من التقنيات والابتكارات العالميّة، ومنها أول جهاز راديو، وأول جهاز تلفزيون ملوّن، وأول قرص إلكتروني مُدمَج. وعلّق كريستيان غوكه، المدير العام للمعرض على هذه المعطيات بأن لفت إلى أن «معرض «إيفا» يحتل المرتبة الأولى في التجارة المتخصّصة. إذ اعتاد تقديم عدد يفوق ما تعرضه المعارض المُنافِسَة، من المنتجات المبتكرة عالميّاً، ما يساعده على تحقيق نسب عالية من المبيعات خلال أيام العرض».
وفيما توقعت إدارة المعرض الذي يُنظم عادة قبل ثلاثة أشهر من عيدي الميلاد ورأس السنة، أن تبلغ قيمة المشتريات فيه 3.8 بليون يورو (وصلت إلى أربعة بلايين في نهايته) يتوقع خبراء السوق الألمانية أن تجلب مبيعات موسم عيدي الميلاد ورأس السنة من الأجهزة الإلكترونيّة والتقنية قرابة 28.1 بليون يورو.
برلين - إسكندر الديك - الحياة : على مدى ستة أيام، تمكّن حوالى 240 ألف زائر متنوّعي الهويّات من معايشة عالم من الخيال الواقعي في أجنحة «معرض إيفا الدولي الخمسين» المتخصّص في الأجهزة الإلكترونيّة الذكيّة في العاصمة الألمانية برلين.
وإذا كان عدد الزوار هذه السنة بقي في حدود الرقم القياسي الذي سجل العام الماضي، فإن الجديد في أمر المعرض تمثّل في خروج قطاع الإلكترونيّات من ضائقته التي عاشها في النصف الأول من السنة الجارية.
وأوضح كثيرون من العاملين في هذا القطاع أن طلب التجار على الأجهزة الإلكترونيّة خلال المعرض بلغ أربعة بلايين يورو (5.4 بليون دولار). واعتبر هانس يواخيم كمب، وهو رئيس «جمعية إلكترونيّات الاتصال والترفيه» في ألمانيا، هذا الرقم مبشّراً بفصلي خريف وشتاء جيدين لجهة مبيعات هذه الأجهزة، خصوصاً أنهما يشملان عيديّ الميلاد ورأس السنة.
وبصرف النظر عن هذه المعطيات، تعيش صناعة التلفزة مرحلة صعبة، خصوصاً مع إفلاس عدد من الشركات أو وصولها إلى حافة الإفلاس، كشركة «لوفه» الألمانية التي تبحث عن مستثمر جديد لإنقاذها من الانهيار الكامل. وذكر رئيسها ماتياس هارش أنه يتعيّن على شركته إعادة تحديد أهدافها. «جهاز التلفزيون لم يعد يكتفي بكونه أداة للمشاهدة، بل أن هذا أصبح جزءاً من الماضي»، يقول هارش. ويضيف أن التلفزيون «أصبح يذوب أكثر فأكثر في الانترنت، وبات المستخدم يختار كل شيء بنفسه، ويتفاعل مع الحدث عبر الشبكات الاجتماعية الرقميّة». وحتى الآن، تحتوي منازل خمسة ملايين ألماني على هذا النوع من أجهزة التلفاز. ومن المتوقع أن تصل أعداد مستخدميه إلى سبعة ملايين في نهاية العام الجاري. وبعد أن توقع هارش أن يصبح التلفزيون «فضاءً يستعمله كل شخص بحسب حاجاته، أشار إلى أن شركته «حوّلت تصنيع أجهزتها إلى شركات صينية، وأن الشركة - الأم ستتجه في المستقبل إلى التركيز على البرمجيّات الإلكترونيّة».
«غلاكسي غير»
واحتفى زوّار «معرض إيفا» ووسائل الإعلام فيه بالساعة الذكيّة الجديدة «غالاكسي غير» Galaxy Gear التي عرضتها شركة «سامسونغ»، وكانت من نجوم المعرض. ووفقاً لمعلومات روّجتها «سامسونغ»، زوّدت ساعة «غالاكسي غير» بشاشة تعمل بكهرباء «ب - ليد» B- LED («الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء» Bio Light Emitting Diode). ويصل حجمها إلى ثلاث بوصات، وتعمل ببطارية تتمتع بقدرة على العمل عشر ساعات، كما يديرها مُعالِج إلكتروني للمعلومات من طراز «إكسينوس» بقوة 800 ميغاهيرتز. ويبلغ مقاس شاشتها 1.63 بوصة، وهي من نوع «سوبر أمولد». وقُدّمَت هذه الساعة بستة ألوان. وتعمل بنظام التشغيل «أندرويد» Android، كما يمكن ربطها مع الأنواع الحديثة من جهاز «نوت» Note الذي تنتجه «سامسونغ» أيضاً.
ويتيح ربط الساعة بالهاتف الذكيّ المحمول إجراء المكالمات والتقاط الصور واستقبال تنبيهات في شأن البريد الإلكترونيّ والرسائل النصيّة القصيرة، من دون الحاجة إلى إخراج الهاتف من الجيب. وتطرح «سامسونغ» هذه الساعة في الأسواق الأوروبية في منتصف شهر أيلول (سبتمبر) الجاري، وفي الولايات المتحدة واليابان في أوائل تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ومن المُزمَع أن تتوافق هذه الساعة مع الأنواع الأخرى من هواتف «سامسونغ» الذكيّة عند وصولها إلى الأسواق مستقبلاً.
ويستطيع مستخدم «غلاكسي غير» التفاعل معها عبر سلسلة من النقرات، كما يمكنه التحدث إليها بفضل تكنولوجيا «إس فويس» التي طوّرتها الشركة كي تتيح استخدام الأوامر الشفوية مع الأجهزة الإلكترونيّة الذكية.
وأوضحت «سامسونغ» أن الساعة ستباع في السوق الأميركية بأسعار تبدأ بـ299 دولاراً، ما يعتبره المراقبون مرحلة جديدة من المنافسة بينها وبين شركة «آبل» الأميركية وشركات إلكترونيّة أخرى بهدف السيطرة على أسواق الأجهزة الإلكترونيّة المحمولة التي تؤدّي وظائف الكومبيوتر. ومن المتوقع أيضاً أن تعلن «آبل» عن أحدث أجيال هاتفها الذكي «آي فون» عقب انتهاء المعرض البرليني. ووفقاً لمصرف «كريدي سويس»، تكتسب الأجهزة التي ستوضع على الجسم، مثل الساعات الذكية والنظارات الرقمية، قيمة متنامية، بل يمكن أن يصل سوقها في العالم إلى 50 بليون دولار بحلول عام 2017.
منافسة في سوق ملتبسة
وثمة من يشكّك في المقابل في مستقبل سوق الساعة - الحاسوب. ويقول خبراء إن على المرء حملها إلى جانب الخليوي الذكي، لأنها لا تعمل من دونه، فما تكون القيمة المُضافة التي تقدّمها هذه الساعة؟
في المقابل، يخشى كبار المصنّعين من عدم ركوب قطار هذه التكنولوجيا في الوقت المناسب، وعدم اللحاق به في النهاية. وقدّمت شركة «سوني» في معرض برلين نموذجاً للجيل الثاني يحمل اسم «سمارت ووتش» Smart Watch في وقت يعمل خبراء «أبل» على تطوير نموذج جديد باسم «أي ووتش» iWatch.
وعلى صعيد السيارات اختارت شركة «فورد» Ford الأميركية المشاركة في المعرض لتقديم تصوّراتها عن كيفية ربط السيارات بشبكة الانترنت، ما أشّر الى الأهمية المتزايدة للتكنولوجيا الإلكترونيّة في مختلف قطاعات الصناعة. وفي هذا المجال طورت «فورد» نظاماً يمكِّن سائقي السيارات من استعمال الانترنت من دون الحاجة لاستعمال اليد. وقدّم آلان مولالي، رئيس مجلس ادارة الشركة، في «معرض إيفا برلين» للمرّة الأولى، وليس في معرض السيارات الدولي، أحدث التطبيقات التقنية التي توصلت إليها شركته. وفي معرض الإجابة عن الدافع لهذه النقلَة، قال: «وصل السيارة بالإنترنت والأجهزة الإلكترونيّة الأخرى وجعلها ذكيّة، هو المعيار الحاسم في مستقبل سوق السيّارات وصناعتها».
لذا، بدا أن استخدام الانترنت ووصله بباقي الأجهزة هو أمر هام في معرض برلين، إضافة إلى أهميّته أيضاً في سوق الإلكترونيّات المنزلية. إذ يحقّق «معرض إيفا» منذ بضع سنوات نجاحاً متزايداً في تقديم غسالات وثلاجات وآلات إعداد القهوة وغيرها من الأدوات المنزلية. وأصبحت هذه المنتجات جزءاً من أسلوب الحياة الرقمي المرتبط في بفروع حياة الفرد كافة.
وكذلك يقتحم الانترنت بشكل متزايد مجالات جديدة. وإذا صدقت مخيلة الخبراء والمبتكرين سيحمل كل إنسان في المستقبل حواسيب صغيرة على الأنف، وفي النظارات، أو ربما على الذراع، وسيجري ربطها بجهاز التلفزيون أو آلات منزلية محددة في عالم يديره الانترنت.
ويمكن القول إن أهمية «معرض إيفا الدولي في برلين» زادت إلى درجة حفّزت الرغبة بزيارة العاصمة الألمانية لرؤية مروحة ضخمة من الأجهزة معروضة في مكان واحد. وحتى عام 2007 جرت العادة على عرض التقنيات المرتبطة بأجهزة التلفزيون والراديو، لكن منذ عام 2008 بدأ المعرض استضافة الأجهزة المنزلية أيضاً. ولم يفكر المدير العام للمعرض كريستيان غوكه كثيراً في الإجابة عن الجهاز الذي جذب انتباهه في المعرض ويفضل اقتناءه، إذ ردّ ببساطة: «إنها غسالة الملابس الذكيّة التي لا يقتصر عملها على تصنيف مواد التنظيف وتحديد الكميّة المطلوبة تلقائياً، بل يمكن تشغيلها أيضاً من أي مكان بواسطة جهاز «أي فون»!
قفزة المشهدية الثلاثية الأبعاد
شاهد الزائرون وخبراء القطاع في الصالات العديدة لـ «معرض إيفا الدولي»، ما يثير الفضول ويبهر الأبصار: ثلاجة هنا تكتب على موقع التواصل الإلكترونيّ «تويتر» مدى استهلاكها للكهرباء، وغسالة ثياب هناك تنتقي وحدها كمية مسحوق الغسيل، وساعة كومبيوتر تتحكّم بلوح مواقد فرن الطهو، وساعة ذكية تعمل هاتفاً محمولاً وحاسوباً متنقّلاً، ونظارة رقمية، ونظارة ثلاثية الأبعاد وغيرها. وسرقت الساعة الذكية والتلفزيون الثلاثي الأبعاد الذي لا يحتاج نظارات خاصة لمشاهدته، الأضواء طيلة أيام المعرض.
وذكر رئيس «جمعية إلكترونيّات الاتصال والترفيه» في ألمانيا، أن أداء سوق أجهزة التسلية تدنّى هذه السنة بنسبة وصلت إلى قرابة 20 في المئة، على رغم استمرار بيع الهواتف الذكيّة والحواسيب اللوحيّة وأجهزة المنزل الإلكترونيّة، الأمر الذي أرعب الجميع. والملاحظ أن أجهزة التلفزيون هي من أكثر الأجهزة المتروكة على رفوف محلات البيع. ويرجع ذلك إلى أن كثيرين من الألمان اشتروا العام الماضي أجهزة حديثة متقدّمة تقنيّاً لمتابعة مباريات كرة قدم كأس أوروبا، بعد التوقف عن الإرسال التلفزيوني التناظري التقليدي. ولم يشهد العام الحالي حدثاً مهماً، ما أدى إلى تراجع مبيعات أجهزة التلفزيون بنسبة 25 في المئة.
واستطراداً، برز جهاز التلفزيون الذي يقدم عروضاً ثلاثيّة الأبعاد تُشاهد من دون استعمال نظارات خاصة، بوصفه نجم المعرض لهذه السنة. وعرضته شركة «توشيبا» في جناحها الواسع، وهو كناية عن شاشة ضخمة ثلاثية الأبعاد بقطر يبلغ 139 سنتيمتراً. ويؤكد مسؤولو «توشيبا» أن الشاشة تؤمن رؤية بتأثير ثلاثي الأبعاد حتى عندما يتحرّك المرء أمام التلفزيون. في المقابل، لا يزال سعر هذا الجهاز مرتفعاً بشدّة، ويلامس الـ8 آلاف دولار.
وتحقّق تقنية شاشات التلفاز العالية الوضوح والثلاثية الأبعاد تطوراً متسارعاً. وبات باستطاعة هذه الأجهزة الاتصال بشبكة الإنترنت وعرض أشرطة الفيديو من الشبكة العنكبوتية مباشرة، على غرار تلك المتوافرة على موقع «يوتيوب». وعلّق المدير العام للمعرض، كريستيان غوكه، على تطوّر هذه التقنية المرئية- المسموعة بالقول: «كل شركة تلفزيون مشاركة في المعرض تحرص على طرح تقنياتها في المُشاهدة الثلاثيّة الأبعاد. وتحتل التقنية قرابة نصف المساحة الإجمالية المخصّصة لعرض أجهزة التلفزيون في «إيفا 2013». وفي معرض وصفه لما ينتظر الزائر في جناح الأجهزة التلفزيونية، يشير غوكه إلى أن «بإمكان المرء الاطلاع عن كثب على طريقة عمل الأجهزة التي تقدّم عروضاً بصرية بالأبعاد الثلاثية، سواء عِبر شاشات العرض المُكبّرة أم ذات الحجم المنزلي، إضافة إلى التعرّف إلى كيفية التصوير بكاميرا فيديو ثلاثية الأبعاد».
البداية في زمن الراديو
يعتبر «معرض إيفا الدولي» في برلين أقدم معرض للتقنيات والإلكترونيّات الاستهلاكية والترفيهية عالميّاً، وأهمها وأكبرها، كما تؤكد الأرقام السنوية للمعرض الذي أقيم للمرّة الأولى في المكان ذاته في العام 1924، وكان يعرف بـ «معرض راديو برلين». وبلغ عدد المشاركين فيه هذه السنة قرابة 1500 شركة وجهة عارضة.
وجرى توسيع مساحة المعرض السنة الفائتة، فاستقبل 240 ألف زائر على الأقل بينهم 45 ألف خبير واختصاصي و6 آلاف صحافي. وبلغت المساحة المحجوزة فيه ما يزيد على 134 ألف متر مربع موزعة على 28 صالة عرض.
وفي العادة، يستقطب المعرض كبريات الشركات المتخصّصة بالتقنيّات الاستهلاكية والترفيهية وعوالم السينما والتلفزيون، أمثال «آل جي» LG و «توشيبا» Toshiba و «آبل» Apple و «سوني» SONY و «سامسونغ» Samsung و «فيليبس» Philips و «باناسونيك» Panasonic وغيرها. كما يتيح فرصاً أمام هذه الشركات لتقديم أحدث ابتكاراتها وتقنياتها أمام الرأي العام. ويضم المعرض أيضاً أنواعاً متنوّعة من التكنولوجيا الاستهلاكيّة، تشمل آلات التصوير والمكانس الكهربائية وسواها.
وعبر تاريخه، أطلق المعرض عدداً من التقنيات والابتكارات العالميّة، ومنها أول جهاز راديو، وأول جهاز تلفزيون ملوّن، وأول قرص إلكتروني مُدمَج. وعلّق كريستيان غوكه، المدير العام للمعرض على هذه المعطيات بأن لفت إلى أن «معرض «إيفا» يحتل المرتبة الأولى في التجارة المتخصّصة. إذ اعتاد تقديم عدد يفوق ما تعرضه المعارض المُنافِسَة، من المنتجات المبتكرة عالميّاً، ما يساعده على تحقيق نسب عالية من المبيعات خلال أيام العرض».
وفيما توقعت إدارة المعرض الذي يُنظم عادة قبل ثلاثة أشهر من عيدي الميلاد ورأس السنة، أن تبلغ قيمة المشتريات فيه 3.8 بليون يورو (وصلت إلى أربعة بلايين في نهايته) يتوقع خبراء السوق الألمانية أن تجلب مبيعات موسم عيدي الميلاد ورأس السنة من الأجهزة الإلكترونيّة والتقنية قرابة 28.1 بليون يورو.