دبي (رويترز) - واصل الإيرانيون احتفالاتهم حتى صباح الأحد بعد فوز السياسي المعتدل حسن روحاني بمنصب الرئيس وتعهده باتباع نهج جديد يقوم على الاحترام فيما يتعلق بالشؤون الدولية.
وحصل روحاني وهو مفاوض نووي سابق مع القوى الغربية على تفويض كبير من الإيرانيين لإحداث تغيير بعد أن سئموا من التراجع الاقتصادي الذي دام سنوات في ظل عقوبات من الأمم المتحدة ودول غربية وإجراءات أمنية قمعية تستهدف المعارضة.
ويمثل انتصاره تحسينا نوعا ما لصورة الشرعية في إيران التي تلطخت قبل أربع سنوات عندما أدت انتخابات شابها تلاعب إلى قيام احتجاجات هائلة وربما يعطي ثقلا لأصوات إصلاحية تم تكميمها منذ ذلك الحين.
لكن الأمل الذي جاء مع فوز روحاني في الانتخابات صاحبه أيضا تشكك في قدرته على التغلب على الريبة والاستياء بين طهران وأغلب دول العالم وحذرت اسرائيل من أي تهاون مع البرنامج النووي الإيراني.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "يجب ألا يستسلم المجتمع الدولي للأماني الطيبة أو الإغراء وألا يخفف الضغط على إيران كي توقف برنامجها النووي."
وأشار إلى أن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي وليس الرئيس هو الذي يحدد السياسة النووية للبلاد. ويعتقد أن اسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ويخشى الغرب أن تكون إيران بصدد تخصيب اليورانيوم بهدف صنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.
ولن يحل الفوز المفاجيء لروحاني الخلاف الدائر مع الغرب بسبب البرنامج النووي في أي وقت قريب أو يقلل من دعم البلاد للرئيس السوري بشار الأسد وهي كلها قضايا يحدد السياسة فيها خامنئي.
لكن الرئيس يدير الاقتصاد وله كلمة مسموعة في عملية صنع القرار وشعر الإيرانيون بوضوح بأن هناك ضرورة للتغيير بعد ثماني سنوات من رئاسة الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد المرتبطة بسوء الإدارة والإهدار والقمع.
وقال روحاني للتلفزيون الحكومي "هذا الانتصار انتصار للحكمة.. انتصار للاعتدال.. انتصار للنمو والوعي وانتصار للالتزام على التطرف والعصبية" وتعهد بالعمل من اجل كل الإيرانيين ومنهم من يطلق عليهم "الأصوليون" الذين هزمهم في الانتخابات.
وأعاد التلفزيون الحكومي بث كلمته يوم الأحد ونقل موقعه على الانترنت عنه قوله "أظهر الشعب الإيراني باحتفالاته الليلة الماضية أن لديه أملا تجاه المستقبل وإن شاء الله سيكون النصر للأخلاق والاعتدال في هذا البلد."
لكنه قال لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن مشكلات البلاد "لن يتم حلها بين عشية وضحاها ويحتاج هذا أن يحدث بالتدريج وبالتشاور مع خبراء."
ايرانية ترفع صورة لروحاني بعد اعلان فوزه في أحد شوارع طهران يوم الأحد. تصوير: يالدا موايري - رويترز
غير ان روحاني قال إن هناك فرصة جديدة "على الساحة الدولية" لمن "يحترمون حقا الديمقراطية والتعاون والتفاوض الحر".
وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة للتفاهم مع إيران للوصول إلى "حل دبلوماسي" فيما يتعلق ببرنامجها النووي حتى رغم أنها واسرائيل رفضتا استبعاد شن ضربات عسكرية على مواقع نووية إيرانية.
وقال البيت الأبيض في بيان "نحترم (نتيجة) تصويت الشعب الإيراني ونهنئهم على مشاركتهم في العملية السياسية وعلى شجاعتهم في جعل أصواتهم مسموعة."
وأضاف "يحدونا الأمل في أن تحترم الحكومة الإيرانية رغبة الشعب الإيراني وتتخذ خيارات مسؤولة تصنع مستقبلا افضل لجميع الإيرانيين."
واحتفل الناس في شوارع طهران وفي مدن رئيسية أخرى مع تأكيد انتصار روحاني.
وهتفت الحشود قائلة "يعيش الإصلاح.. يعيش روحاني" و"وداعا أحمدي".
وأشار آخرون بعلامة النصر ورددوا هتافات مؤيدة لمير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الذي يعتقد انصاره أنه حرم من الفوز في انتخابات 2009 بسبب ما يقولون إنه تلاعب في الأصوات لصالح احمدي نجاد. وقالوا "موسوي.. موسوي.. هنيئا بالفوز."
وقتل عشرات عندما قضت قوات الأمن تماما على الاحتجاجات التي اجتاحت شوارع إيران عام 2009. وما زال موسوي ومرشح إصلاحي آخر رهن الاقامة الجبرية في المنزل. وتقول السلطات إن الانتخابات كانت حرة ونزيهة.
وقالت امرأة تدعى منة في مكالمة هاتفية مع رويترز وهي تبكي "لم أشعر بمثل هذه السعادة منذ أربع سنوات. أشعر بأننا تمكنا اخيرا من تحقيق جزء مما كنا نحارب من أجله منذ الانتخابات الماضية. احترموا أصواتنا أخيرا. هذا انتصار للإصلاحيين ولنا جميعا كإصلاحيين."
وقال عدد من الأشخاص حضروا الاحتفالات إن الشرطة لم تتدخل في مظاهر الاحتفال بل كان أفرادها يضحكون ويتبادلون المزاح مع الموجودين في الشوارع. وبحلول صباح الأحد عادت طهران للحالة العادية لكن سكانا قالوا إن الانتخابات ما زالت هي الموضوع الذي يتحدث عنه الجميع.
ورغم أن بعض المحللين أقروا بأن النتيجة ربما تكون مؤشرا للتغيير فإن بعض المحللين طالبوا بالحذر.
وقال علي رضا نادر وهو محلل سياسي كبير في مركز راند للدراسات "هناك سبب يدعو للتفاؤل تجاه فوز حسن روحاني. إنه هاديء وعملي وأكثر تعقلا من أغلب الساسة الإيرانيين."
ومضى يقول "لكن هناك الكثير الذي يدعو للحذر. روحاني جزء من النظام... إنه ليس إصلاحيا. يبدو كمرشح بديل مقارنة بشخصيات مثل الرئيس محمود أحمدي نجاد. هذا سقف منخفض."
وسيتولى روحاني الرئاسة في أغسطس آب وهي أعلى منصب منتخب في البلاد.
ورغم أنه من الشخصيات البارزة في المؤسسة الحاكمة فمعروف عنه النهج التصالحي المنضبط عندما كان كبير مفاوضي إيران في الملف النووي الإيراني إلى أن تولى أحمدي نجاد الرئاسة في 2005.
وربما يتمكن من مد الجسور بين المتشددين المحيطين بخامنئي الذين يرفضون أي تنازل للغرب والإصلاحيين الذين تم تهميشهم في السنوات الأربع الماضية ويرون أن من الضروري أن تكون البلاد أكثر عملية في علاقاتها مع العالم وأن تتبنى التحديث في الداخل حتى تبقى.
وكان أقرب منافسي روحاني رئيس بلدية طهران المحافظ محمد باقر قاليباف الذي تفوق عليه روحاني بفارق كبير بعد ان حصل على 17 في المئة فقط من الأصوات. وكانت النسبة التي حصل عليها مرشحان محافظان آخران مقربان من خامنئي أحدهما المفاوض النووي الحالي سعيد جليلي أقل من ذلك.
وحصل روحاني وهو مفاوض نووي سابق مع القوى الغربية على تفويض كبير من الإيرانيين لإحداث تغيير بعد أن سئموا من التراجع الاقتصادي الذي دام سنوات في ظل عقوبات من الأمم المتحدة ودول غربية وإجراءات أمنية قمعية تستهدف المعارضة.
ويمثل انتصاره تحسينا نوعا ما لصورة الشرعية في إيران التي تلطخت قبل أربع سنوات عندما أدت انتخابات شابها تلاعب إلى قيام احتجاجات هائلة وربما يعطي ثقلا لأصوات إصلاحية تم تكميمها منذ ذلك الحين.
لكن الأمل الذي جاء مع فوز روحاني في الانتخابات صاحبه أيضا تشكك في قدرته على التغلب على الريبة والاستياء بين طهران وأغلب دول العالم وحذرت اسرائيل من أي تهاون مع البرنامج النووي الإيراني.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "يجب ألا يستسلم المجتمع الدولي للأماني الطيبة أو الإغراء وألا يخفف الضغط على إيران كي توقف برنامجها النووي."
وأشار إلى أن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي وليس الرئيس هو الذي يحدد السياسة النووية للبلاد. ويعتقد أن اسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ويخشى الغرب أن تكون إيران بصدد تخصيب اليورانيوم بهدف صنع أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.
ولن يحل الفوز المفاجيء لروحاني الخلاف الدائر مع الغرب بسبب البرنامج النووي في أي وقت قريب أو يقلل من دعم البلاد للرئيس السوري بشار الأسد وهي كلها قضايا يحدد السياسة فيها خامنئي.
لكن الرئيس يدير الاقتصاد وله كلمة مسموعة في عملية صنع القرار وشعر الإيرانيون بوضوح بأن هناك ضرورة للتغيير بعد ثماني سنوات من رئاسة الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد المرتبطة بسوء الإدارة والإهدار والقمع.
وقال روحاني للتلفزيون الحكومي "هذا الانتصار انتصار للحكمة.. انتصار للاعتدال.. انتصار للنمو والوعي وانتصار للالتزام على التطرف والعصبية" وتعهد بالعمل من اجل كل الإيرانيين ومنهم من يطلق عليهم "الأصوليون" الذين هزمهم في الانتخابات.
وأعاد التلفزيون الحكومي بث كلمته يوم الأحد ونقل موقعه على الانترنت عنه قوله "أظهر الشعب الإيراني باحتفالاته الليلة الماضية أن لديه أملا تجاه المستقبل وإن شاء الله سيكون النصر للأخلاق والاعتدال في هذا البلد."
لكنه قال لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن مشكلات البلاد "لن يتم حلها بين عشية وضحاها ويحتاج هذا أن يحدث بالتدريج وبالتشاور مع خبراء."
ايرانية ترفع صورة لروحاني بعد اعلان فوزه في أحد شوارع طهران يوم الأحد. تصوير: يالدا موايري - رويترز
غير ان روحاني قال إن هناك فرصة جديدة "على الساحة الدولية" لمن "يحترمون حقا الديمقراطية والتعاون والتفاوض الحر".
وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة للتفاهم مع إيران للوصول إلى "حل دبلوماسي" فيما يتعلق ببرنامجها النووي حتى رغم أنها واسرائيل رفضتا استبعاد شن ضربات عسكرية على مواقع نووية إيرانية.
وقال البيت الأبيض في بيان "نحترم (نتيجة) تصويت الشعب الإيراني ونهنئهم على مشاركتهم في العملية السياسية وعلى شجاعتهم في جعل أصواتهم مسموعة."
وأضاف "يحدونا الأمل في أن تحترم الحكومة الإيرانية رغبة الشعب الإيراني وتتخذ خيارات مسؤولة تصنع مستقبلا افضل لجميع الإيرانيين."
واحتفل الناس في شوارع طهران وفي مدن رئيسية أخرى مع تأكيد انتصار روحاني.
وهتفت الحشود قائلة "يعيش الإصلاح.. يعيش روحاني" و"وداعا أحمدي".
وأشار آخرون بعلامة النصر ورددوا هتافات مؤيدة لمير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الذي يعتقد انصاره أنه حرم من الفوز في انتخابات 2009 بسبب ما يقولون إنه تلاعب في الأصوات لصالح احمدي نجاد. وقالوا "موسوي.. موسوي.. هنيئا بالفوز."
وقتل عشرات عندما قضت قوات الأمن تماما على الاحتجاجات التي اجتاحت شوارع إيران عام 2009. وما زال موسوي ومرشح إصلاحي آخر رهن الاقامة الجبرية في المنزل. وتقول السلطات إن الانتخابات كانت حرة ونزيهة.
وقالت امرأة تدعى منة في مكالمة هاتفية مع رويترز وهي تبكي "لم أشعر بمثل هذه السعادة منذ أربع سنوات. أشعر بأننا تمكنا اخيرا من تحقيق جزء مما كنا نحارب من أجله منذ الانتخابات الماضية. احترموا أصواتنا أخيرا. هذا انتصار للإصلاحيين ولنا جميعا كإصلاحيين."
وقال عدد من الأشخاص حضروا الاحتفالات إن الشرطة لم تتدخل في مظاهر الاحتفال بل كان أفرادها يضحكون ويتبادلون المزاح مع الموجودين في الشوارع. وبحلول صباح الأحد عادت طهران للحالة العادية لكن سكانا قالوا إن الانتخابات ما زالت هي الموضوع الذي يتحدث عنه الجميع.
ورغم أن بعض المحللين أقروا بأن النتيجة ربما تكون مؤشرا للتغيير فإن بعض المحللين طالبوا بالحذر.
وقال علي رضا نادر وهو محلل سياسي كبير في مركز راند للدراسات "هناك سبب يدعو للتفاؤل تجاه فوز حسن روحاني. إنه هاديء وعملي وأكثر تعقلا من أغلب الساسة الإيرانيين."
ومضى يقول "لكن هناك الكثير الذي يدعو للحذر. روحاني جزء من النظام... إنه ليس إصلاحيا. يبدو كمرشح بديل مقارنة بشخصيات مثل الرئيس محمود أحمدي نجاد. هذا سقف منخفض."
وسيتولى روحاني الرئاسة في أغسطس آب وهي أعلى منصب منتخب في البلاد.
ورغم أنه من الشخصيات البارزة في المؤسسة الحاكمة فمعروف عنه النهج التصالحي المنضبط عندما كان كبير مفاوضي إيران في الملف النووي الإيراني إلى أن تولى أحمدي نجاد الرئاسة في 2005.
وربما يتمكن من مد الجسور بين المتشددين المحيطين بخامنئي الذين يرفضون أي تنازل للغرب والإصلاحيين الذين تم تهميشهم في السنوات الأربع الماضية ويرون أن من الضروري أن تكون البلاد أكثر عملية في علاقاتها مع العالم وأن تتبنى التحديث في الداخل حتى تبقى.
وكان أقرب منافسي روحاني رئيس بلدية طهران المحافظ محمد باقر قاليباف الذي تفوق عليه روحاني بفارق كبير بعد ان حصل على 17 في المئة فقط من الأصوات. وكانت النسبة التي حصل عليها مرشحان محافظان آخران مقربان من خامنئي أحدهما المفاوض النووي الحالي سعيد جليلي أقل من ذلك.