البيان : تزهو واشنطن بالمكتبة الأكبر والأكثر كلفة في العالم «مكتبة الكونغرس»، إذ تحوّلت ببناياتها المعمارية الضخمة، إلى إحدى علامات هذه المدينة، حيث تمتد مساحتها 39 هكتاراً.
ويبلغ طول رفوفها 856 كيلومتراً. وفي بداية تأسيسها، عام 1800، كانت مخصصة لخدمة أعضاء الكونغرس الأميركي، إذ أنشأها آنذاك، توماس جيفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة، بفعل ودافع اهتماماته الفكرية ومواهبه المتعددة. فهو كان كاتباً ودبلوماسياً وقانونياً ومهندساً.
شعبية ومكانة نوعيان، تحظى بهما مكتبة الكونغرس. إذ يقبل عليها الزائرون من كل أنحاء الولايات المتحدة. ومن العالم أجمع. وتحتوي أروقتها على نتاج العطاء الفكري والثقافي والفني للبشرية، عبر شتى الحقب التي تعاقبت.
توسعات
ظلت المكتبة ملحقة بمبنى الكونغرس منذ إنشائها، وتوسعت في قاعات المبنى الذي أحرقه الإنجليز في 24 أغسطس 1814، وفقدت المكتبة مقتنياتها، حينها. فعوضتها في 30 يناير 1815، بشراء مكتبة توماس جيفرسون، لتعيد جانباً مما فقدته. إلا أنها ظلت جزءاً لا يتجزأ من مبنى الكونغرس.
في عام 1851، تعرضت المكتبة لحريق كبير آخر، ودمرت النيران ما يقرب من 35 ألف كتاب، من إجمالي 55 ألف كتاب، بسبب عيب في إحدى المداخن. وهذا ما دفع توماس والتر إلى اقتراحه بناء جناح غير قابل للاحتراق في الكونغرس، مشيد بمواد جديدة. وبعد مرور عامين، أنشئ مبنى المكتبة الذي أطلقت عليه الصحافة حينها: «أكبر جناح في العالم». وأضيف إليه، لاحقاً، جناحان. كما توالت عمليات بناء الأجنحة.
دار جدل كبير حول المبنى الجـديـد الذي لم يقر إنشاؤه إلا في عام 1886، على غرار مباني عصر النهضة الإيطالي، ذلك وفقاً للتصميم الذي أعده المهندسان جون سميثير وبول بليز. ولم يُنجز إلا بعد مرور 11 عاماً. عرف هذا المبنى باسم مكتبة الكونغرس أو المكتبة الرئيسية، حتى استقر على تسميته رسمياً «مكتبة جيفرسون» في 13 أبريل من عام 1976،.
وذلك في حفل أقيم لتخليد ذكرى ميلاد جيفرسون نفسه. ثم شيد ملحق جديد للمكتبة في 1928، وبني بعد عامين، نفق يربط بينة وبين المكتبة الرئيسية. وأضيف جناح في الجهة الشرقية للمبنى، خصص للكتب النادرة. وشيد الجناح على الطراز الكلاسيكي البسيط، وافتتح بعد مرور عشرة أعوام.. كما تميز بأبوابه التي تحملها تماثيل من البرونز للشخصيات التاريخية، لتحاكي جانباً من التاريخ الإنساني.
وأطلق على هذا الجناح اسم جون آدمز، تيمناً بالرئيس الأميركي الثاني. وفي عام 1981، بحضور الرئيس الأميركي رونالد ريغان، افتتح ملحقاً سمي باسم جيمس ماديسون، وهو الرئيس الرابع لأميركا، ويُعد الأب الشرعي للدستور الأميركي.
مرسوم التأسيس
تقر أطر تولي رئاسة مكتبة الكونغرس وفق طقوس وأداء يعادل منوال وظروف تنصيب رئيس الولايات المتحدة، ذلك أنها تعد مسؤولية كبيرة. وتؤرخ المكتبة لرؤسائها الذين يتولون إدارتها، ولما يضيفونه من أفكار جديدة عليها، وبذا تبقى خالدة في أذهان الجمهور. وهو جمهور معرفي متخصص، ذلك بالإضافة إلى القراء العاديين.
تأسست مكتبة الكونغرس الأميركية في واشنطن، بمرسوم رسمي من الكونغرس، عام 1800، عندما وقع الرئيس الأميركي جون آدمز، على قانون لنقل كرسي الحكومة من فيلادلفيا إلى واشنطن، العاصمة الجديدة. وكان الهدف من المكتبة في حينه، أن تكون مرجعاً للكونغرس فقط. وخصص الكونغرس في حينه خمسة آلاف دولار لتكون رأس مال المكتبة الجديدة.
والتي ظل موقعها في الكونغرس حتى سنة 1814، عندما أطلق الغزاة البريطانيون النار على العاصمة. فأحرقوا المكتبة الصغيرة. وعلى الفور وخلال شهور، تبرع الرئيس المتقاعد توماس جيفرسون بمكتبته، لتعويض الدمار في مكتبة الكونغرس. وكانت مكتبة جيفرسون حصيلة خمسين سنة من الاهتمام والعناوين. وتضم كتباً في شتى شؤون المعرفة والعلم والتاريخ والفلسفة.
وفي عام 1815، قبل الكونغرس مكتبة جيفرسون وعوضه عنها بمبلغ 23950 دولاراً. وكانت تضم 6487 كتاباً. وأعلن عن تأسيس المكتبة الوطنية. وفي نهاية الحرب الأهلية وحتى نهاية عام 1897، عين آينسويرت راند سبافورد كمسؤول عن المكتبة.
وكان له الدور البارز في تأسيس ملامح تطور المكتبة. ولأنه كان مسؤول حقوق التأليف، أمر كل كاتب ومؤلف يريد تسجيل مؤلفاته، بأن يرسل نسختين منها إلى المكتبة. فأصبح لديه خلال فترة وجيزة، عشرات الآلاف من الكتب والخرائط والمطبوعات والتسجيلات الموسيقية.
وطلب المسؤول الجديد للمكتبة من الكونغرس، تغيير مكانها، لأنها لم تعد تتسع للكتب الموجودة. فأمر الكونغرس عام 1873 ببناء مكان جديد للمكتبة وأعلنوا عن مسابقة للمهندسين المعماريين، لاختيار أفضل شكل هندسي لها.
وأقر في عام 1886، البناء الجديد، الذي أعده المهندسان جان سميث وبول بيلز. وصدرت الموافقة بعد جهود مضنية بذلها السناتور دانييل فورهيز من ولاية إنديانا، وغستون موريل من ولاية فيرمونت. بدؤوا العمل في البناء الجديد للمكتبة، بمشاركة خمسين مصمماً ورساماً وفناناً، شاركوا في أعمال البناء والديكور بقيادة إدوارد بيرس كيسي ضمن أعمال القسم الداخلي. وفي الأول من نوفمبر 1897، افتتحت المكتبة أمام الجمهور، لتصبح أول مكتبة عامة لكل الشعب الأميركي.
التسجيلات الصوتية
تضم المكتبة 5.2 ملايين تسجيل صوتي. وبذا فهي تحتضن العالم كله بمعارفه، بين جدرانها. كما أنها تتطور يوماً بعد آخر، لتظل على قمة مكتبات العالم. وتعد التسجيلات الصوتية التاريخية فيها، معرضة للخطر، بفعل جعل المهم منها متاحاً بشكل أكبر للجمهور. وعلى هذا الأساس تدرس خطة جديدة لتلافي هذا الخلل، تهدف إلى إتاحة التسجيلات على الإنترنت لقاء مقابل مادي، وكذا بناء منشأة تخزين آمنة في الأجل الطويل، وإعداد دليل لمجموعات التسجيلات الصوتية.
تحتوي المكتبة، إضافة إلى ذلك، تسجيلات لها قيمة تاريخية كبيرة، بما في ذلك تسجيلات موسيقية ومجموعة خطب ومقابلات فقدت أو دمرت أو أصابها التلف بمرور الوقت. ويخصص الكونغرس، ما بين مليون دولار إلى 1.5 مليون دولار سنوياً، لمشروعات الحفاظ على التسجيلات السينمائية والصوتية في المكتبة.
لكن حدث أن فقد تسجيل يعود إلى الحرب العالمية الثانية، لأفراد طاقم الطائرة (إينولا غاي)، التي أسقطت أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية. وكذلك تسجيلات مهمة للموسيقي الأميركي جورج جيرشوين. كما فقدت أيضاً تسجيلات للممثلة والمغنية جودي غارلاند، والممثل والمغني فرانك سيناترا. في حين دمر الإعصاران «كاترينا» عام 2005 و«ساندي» عام 2012، مجموعات خاصة لبعض الفنانين.
إن أكثر من نصف أسطوانات التسجيلات، وهو الشكل الأكثر استخداماً في العقدين الأولين من صناعة التسجيلات في الولايات المتحدة أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، لم تعد موجودة في المكتبة، بفضل تلك الخطة الجديدة. كما تشمل الخطة تطبيق القانون الأميركي لحقوق الملكية الفكرية على التسجيلات التي طبقت قبل العام 1972. وهو ما سيسمح للمكتبة بنشر التسجيلات بطريقة قانونية، عبر الإنترنت لأغراض تعليمية.
قسم الشرق الأوسط وإفريقيا
امتلك توماس جيفرسون، الرئيس الأميركي السابق، المستنير، أول نسخة مصحف مترجم في العالم، عام 1765، ذلك أن دراساته القانونية كانت كثيراً ما تشير إلى القرآن الكريم كمصدر للتشريع الإسلامي. والترجمة التي اقتناها جيفرسون، أنجزها جورج سيل، وهي أول ترجمة للقرآن الكريم، من العربية إلى الإنجليزية مباشرة. فالترجمات الإنجليزية الأخرى التي سبقته كانت تنقل عن القرآن الكريم المترجم إلى اللغة الفرنسية.
وفي قسم الشرق الأوسط وإفريقيا، ضمن المكتبة، كتبت على الأبواب أسماء أهم المدن العربية، ويضم هذا القسم 300 ألف كتاب باللغة العربية وبلغات الشرق الأوسط الأخرى. ويقع هذا القسم في مبنى توماس جيفرسون، الذي يضم قاعتي: آسيا وأوروبا. وأيضاً، مركز التوثيق الياباني. بينما خصصت قاعة القراءة الرئيسية في المبنى، لقسم العلوم الاجتماعية والإنسانيات.
ومن أقسام هذا المبنى: قاعة الميكروفيلم وقاعة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة. ويضم مبنى جيمس ماديسون قاعات القراءة حول إفريقيا والخرائط ومكتبة القانون والسينما المتحركة والأفلام التلفزيونية. إلى جانب قاعة الدوريات والصحف وقاعة الفنون التطبيقية وقاعة الطباعة والصور.
هوية كلاسيكية
كان من الطبيعي أن يثار جدل حول المبنى الجديد لمكتبة الكونغرس، الذي لم يقر تخطيطه إلا في عام 1886، على غرار بنايات عصر النهضة الإيطالي وفقاً للتصميم الذي أعده كل من جون سمثير وبول بليز. فعند افتتاحه، كان يمثل الروح الأميركية الجديدة. وشكّل رمزاً وأثراً قومياً للدولة الأميركية. إذ اشترك في زخرفته جهود 50 فناناً ونحاتاً أميركياً، والمبنى يعد الأكثر إخلاصاً للثقافة الكلاسيكية، بشكل فاق كل ما تمتعت به المكتبات الأوربية الشهيرة.
أكبر مكتبة في القانون
تضم مكتبة الكونغرس أكبر مكتبة متخصصة في القانون في العالم، ففيها نحو 4.2 ملايين مصنف في هذا الحقل. يعود هذا المحتوى الغني إلى أن دور المكتبة الذي أسست من أجله، خدمة أعضاء الكونغرس كمكتبة مرجعية لهم. وهكذا أراد الأميركيون تأسيس دولتهم وفق قواعد علمية، تخدم المصالح العليا لدولتهم.
وتضم المكتبة أيضاً، أندر مجموعة من المخطوطات في العالم، وأكبر مجموعة من أوائل المطبوعات الأوروبية، وأبرزها أندر مئة كتاب للأطفال في العالم، ومنها أيضاً، أصغر كتاب في العالم.كما أنها تحتوي أكبر كتاب في العالم .
مراجع مهمة
تضم المكتبة حالياً، أهم المراجع في العالم، أي نحو أكثر من 130 مليون مادة، من كتب ووثائق وما شابه ذلك. ومنها 29 مليون كتاب على شكل كاتالوغات ومواد مطبوعة، ذلك بـ460 لغة. وفيها أكثر من 58 مليون وثيقة. وتعد أكبر مرجع للمواد الحقوقية والخرائط والأفلام والمعزوفات الموسيقية.
ويبلغ طول رفوفها 856 كيلومتراً. وفي بداية تأسيسها، عام 1800، كانت مخصصة لخدمة أعضاء الكونغرس الأميركي، إذ أنشأها آنذاك، توماس جيفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة، بفعل ودافع اهتماماته الفكرية ومواهبه المتعددة. فهو كان كاتباً ودبلوماسياً وقانونياً ومهندساً.
شعبية ومكانة نوعيان، تحظى بهما مكتبة الكونغرس. إذ يقبل عليها الزائرون من كل أنحاء الولايات المتحدة. ومن العالم أجمع. وتحتوي أروقتها على نتاج العطاء الفكري والثقافي والفني للبشرية، عبر شتى الحقب التي تعاقبت.
توسعات
ظلت المكتبة ملحقة بمبنى الكونغرس منذ إنشائها، وتوسعت في قاعات المبنى الذي أحرقه الإنجليز في 24 أغسطس 1814، وفقدت المكتبة مقتنياتها، حينها. فعوضتها في 30 يناير 1815، بشراء مكتبة توماس جيفرسون، لتعيد جانباً مما فقدته. إلا أنها ظلت جزءاً لا يتجزأ من مبنى الكونغرس.
في عام 1851، تعرضت المكتبة لحريق كبير آخر، ودمرت النيران ما يقرب من 35 ألف كتاب، من إجمالي 55 ألف كتاب، بسبب عيب في إحدى المداخن. وهذا ما دفع توماس والتر إلى اقتراحه بناء جناح غير قابل للاحتراق في الكونغرس، مشيد بمواد جديدة. وبعد مرور عامين، أنشئ مبنى المكتبة الذي أطلقت عليه الصحافة حينها: «أكبر جناح في العالم». وأضيف إليه، لاحقاً، جناحان. كما توالت عمليات بناء الأجنحة.
دار جدل كبير حول المبنى الجـديـد الذي لم يقر إنشاؤه إلا في عام 1886، على غرار مباني عصر النهضة الإيطالي، ذلك وفقاً للتصميم الذي أعده المهندسان جون سميثير وبول بليز. ولم يُنجز إلا بعد مرور 11 عاماً. عرف هذا المبنى باسم مكتبة الكونغرس أو المكتبة الرئيسية، حتى استقر على تسميته رسمياً «مكتبة جيفرسون» في 13 أبريل من عام 1976،.
وذلك في حفل أقيم لتخليد ذكرى ميلاد جيفرسون نفسه. ثم شيد ملحق جديد للمكتبة في 1928، وبني بعد عامين، نفق يربط بينة وبين المكتبة الرئيسية. وأضيف جناح في الجهة الشرقية للمبنى، خصص للكتب النادرة. وشيد الجناح على الطراز الكلاسيكي البسيط، وافتتح بعد مرور عشرة أعوام.. كما تميز بأبوابه التي تحملها تماثيل من البرونز للشخصيات التاريخية، لتحاكي جانباً من التاريخ الإنساني.
وأطلق على هذا الجناح اسم جون آدمز، تيمناً بالرئيس الأميركي الثاني. وفي عام 1981، بحضور الرئيس الأميركي رونالد ريغان، افتتح ملحقاً سمي باسم جيمس ماديسون، وهو الرئيس الرابع لأميركا، ويُعد الأب الشرعي للدستور الأميركي.
مرسوم التأسيس
تقر أطر تولي رئاسة مكتبة الكونغرس وفق طقوس وأداء يعادل منوال وظروف تنصيب رئيس الولايات المتحدة، ذلك أنها تعد مسؤولية كبيرة. وتؤرخ المكتبة لرؤسائها الذين يتولون إدارتها، ولما يضيفونه من أفكار جديدة عليها، وبذا تبقى خالدة في أذهان الجمهور. وهو جمهور معرفي متخصص، ذلك بالإضافة إلى القراء العاديين.
تأسست مكتبة الكونغرس الأميركية في واشنطن، بمرسوم رسمي من الكونغرس، عام 1800، عندما وقع الرئيس الأميركي جون آدمز، على قانون لنقل كرسي الحكومة من فيلادلفيا إلى واشنطن، العاصمة الجديدة. وكان الهدف من المكتبة في حينه، أن تكون مرجعاً للكونغرس فقط. وخصص الكونغرس في حينه خمسة آلاف دولار لتكون رأس مال المكتبة الجديدة.
والتي ظل موقعها في الكونغرس حتى سنة 1814، عندما أطلق الغزاة البريطانيون النار على العاصمة. فأحرقوا المكتبة الصغيرة. وعلى الفور وخلال شهور، تبرع الرئيس المتقاعد توماس جيفرسون بمكتبته، لتعويض الدمار في مكتبة الكونغرس. وكانت مكتبة جيفرسون حصيلة خمسين سنة من الاهتمام والعناوين. وتضم كتباً في شتى شؤون المعرفة والعلم والتاريخ والفلسفة.
وفي عام 1815، قبل الكونغرس مكتبة جيفرسون وعوضه عنها بمبلغ 23950 دولاراً. وكانت تضم 6487 كتاباً. وأعلن عن تأسيس المكتبة الوطنية. وفي نهاية الحرب الأهلية وحتى نهاية عام 1897، عين آينسويرت راند سبافورد كمسؤول عن المكتبة.
وكان له الدور البارز في تأسيس ملامح تطور المكتبة. ولأنه كان مسؤول حقوق التأليف، أمر كل كاتب ومؤلف يريد تسجيل مؤلفاته، بأن يرسل نسختين منها إلى المكتبة. فأصبح لديه خلال فترة وجيزة، عشرات الآلاف من الكتب والخرائط والمطبوعات والتسجيلات الموسيقية.
وطلب المسؤول الجديد للمكتبة من الكونغرس، تغيير مكانها، لأنها لم تعد تتسع للكتب الموجودة. فأمر الكونغرس عام 1873 ببناء مكان جديد للمكتبة وأعلنوا عن مسابقة للمهندسين المعماريين، لاختيار أفضل شكل هندسي لها.
وأقر في عام 1886، البناء الجديد، الذي أعده المهندسان جان سميث وبول بيلز. وصدرت الموافقة بعد جهود مضنية بذلها السناتور دانييل فورهيز من ولاية إنديانا، وغستون موريل من ولاية فيرمونت. بدؤوا العمل في البناء الجديد للمكتبة، بمشاركة خمسين مصمماً ورساماً وفناناً، شاركوا في أعمال البناء والديكور بقيادة إدوارد بيرس كيسي ضمن أعمال القسم الداخلي. وفي الأول من نوفمبر 1897، افتتحت المكتبة أمام الجمهور، لتصبح أول مكتبة عامة لكل الشعب الأميركي.
التسجيلات الصوتية
تضم المكتبة 5.2 ملايين تسجيل صوتي. وبذا فهي تحتضن العالم كله بمعارفه، بين جدرانها. كما أنها تتطور يوماً بعد آخر، لتظل على قمة مكتبات العالم. وتعد التسجيلات الصوتية التاريخية فيها، معرضة للخطر، بفعل جعل المهم منها متاحاً بشكل أكبر للجمهور. وعلى هذا الأساس تدرس خطة جديدة لتلافي هذا الخلل، تهدف إلى إتاحة التسجيلات على الإنترنت لقاء مقابل مادي، وكذا بناء منشأة تخزين آمنة في الأجل الطويل، وإعداد دليل لمجموعات التسجيلات الصوتية.
تحتوي المكتبة، إضافة إلى ذلك، تسجيلات لها قيمة تاريخية كبيرة، بما في ذلك تسجيلات موسيقية ومجموعة خطب ومقابلات فقدت أو دمرت أو أصابها التلف بمرور الوقت. ويخصص الكونغرس، ما بين مليون دولار إلى 1.5 مليون دولار سنوياً، لمشروعات الحفاظ على التسجيلات السينمائية والصوتية في المكتبة.
لكن حدث أن فقد تسجيل يعود إلى الحرب العالمية الثانية، لأفراد طاقم الطائرة (إينولا غاي)، التي أسقطت أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية. وكذلك تسجيلات مهمة للموسيقي الأميركي جورج جيرشوين. كما فقدت أيضاً تسجيلات للممثلة والمغنية جودي غارلاند، والممثل والمغني فرانك سيناترا. في حين دمر الإعصاران «كاترينا» عام 2005 و«ساندي» عام 2012، مجموعات خاصة لبعض الفنانين.
إن أكثر من نصف أسطوانات التسجيلات، وهو الشكل الأكثر استخداماً في العقدين الأولين من صناعة التسجيلات في الولايات المتحدة أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، لم تعد موجودة في المكتبة، بفضل تلك الخطة الجديدة. كما تشمل الخطة تطبيق القانون الأميركي لحقوق الملكية الفكرية على التسجيلات التي طبقت قبل العام 1972. وهو ما سيسمح للمكتبة بنشر التسجيلات بطريقة قانونية، عبر الإنترنت لأغراض تعليمية.
قسم الشرق الأوسط وإفريقيا
امتلك توماس جيفرسون، الرئيس الأميركي السابق، المستنير، أول نسخة مصحف مترجم في العالم، عام 1765، ذلك أن دراساته القانونية كانت كثيراً ما تشير إلى القرآن الكريم كمصدر للتشريع الإسلامي. والترجمة التي اقتناها جيفرسون، أنجزها جورج سيل، وهي أول ترجمة للقرآن الكريم، من العربية إلى الإنجليزية مباشرة. فالترجمات الإنجليزية الأخرى التي سبقته كانت تنقل عن القرآن الكريم المترجم إلى اللغة الفرنسية.
وفي قسم الشرق الأوسط وإفريقيا، ضمن المكتبة، كتبت على الأبواب أسماء أهم المدن العربية، ويضم هذا القسم 300 ألف كتاب باللغة العربية وبلغات الشرق الأوسط الأخرى. ويقع هذا القسم في مبنى توماس جيفرسون، الذي يضم قاعتي: آسيا وأوروبا. وأيضاً، مركز التوثيق الياباني. بينما خصصت قاعة القراءة الرئيسية في المبنى، لقسم العلوم الاجتماعية والإنسانيات.
ومن أقسام هذا المبنى: قاعة الميكروفيلم وقاعة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة. ويضم مبنى جيمس ماديسون قاعات القراءة حول إفريقيا والخرائط ومكتبة القانون والسينما المتحركة والأفلام التلفزيونية. إلى جانب قاعة الدوريات والصحف وقاعة الفنون التطبيقية وقاعة الطباعة والصور.
هوية كلاسيكية
كان من الطبيعي أن يثار جدل حول المبنى الجديد لمكتبة الكونغرس، الذي لم يقر تخطيطه إلا في عام 1886، على غرار بنايات عصر النهضة الإيطالي وفقاً للتصميم الذي أعده كل من جون سمثير وبول بليز. فعند افتتاحه، كان يمثل الروح الأميركية الجديدة. وشكّل رمزاً وأثراً قومياً للدولة الأميركية. إذ اشترك في زخرفته جهود 50 فناناً ونحاتاً أميركياً، والمبنى يعد الأكثر إخلاصاً للثقافة الكلاسيكية، بشكل فاق كل ما تمتعت به المكتبات الأوربية الشهيرة.
أكبر مكتبة في القانون
تضم مكتبة الكونغرس أكبر مكتبة متخصصة في القانون في العالم، ففيها نحو 4.2 ملايين مصنف في هذا الحقل. يعود هذا المحتوى الغني إلى أن دور المكتبة الذي أسست من أجله، خدمة أعضاء الكونغرس كمكتبة مرجعية لهم. وهكذا أراد الأميركيون تأسيس دولتهم وفق قواعد علمية، تخدم المصالح العليا لدولتهم.
وتضم المكتبة أيضاً، أندر مجموعة من المخطوطات في العالم، وأكبر مجموعة من أوائل المطبوعات الأوروبية، وأبرزها أندر مئة كتاب للأطفال في العالم، ومنها أيضاً، أصغر كتاب في العالم.كما أنها تحتوي أكبر كتاب في العالم .
مراجع مهمة
تضم المكتبة حالياً، أهم المراجع في العالم، أي نحو أكثر من 130 مليون مادة، من كتب ووثائق وما شابه ذلك. ومنها 29 مليون كتاب على شكل كاتالوغات ومواد مطبوعة، ذلك بـ460 لغة. وفيها أكثر من 58 مليون وثيقة. وتعد أكبر مرجع للمواد الحقوقية والخرائط والأفلام والمعزوفات الموسيقية.
ملاحظة : البيانات مصدرها موقع البيان