• ◘ رحلات و سياحة

    رحلات و سياحة اشتراط دخول العاصمة المقدسة الحصول على تصريح (مقيمين) أو (عاملين)
  • مدائن صالح قوم ثمود الحجر

    درة : مدينة الحجر أو مدائن صالح. موقع أثري في المملكة العربية السعودية، تقع في محافظة العُـلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة. وتحتل موقعاً استراتيجياً على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين و بلاد الشام ومصر. وتعارف بعض المؤرخون على أن الحجر اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة المنورة وتبوك، ويقال الحجر كانت تعرف بمدائن صالح أو قرى صالح.



    تقع الحجر على بعد 22كم شمال شرق مدينة العلا ـ عند دائرة عرض 47ـ26 شمالاً، وخط طول 53ـ37 شرقاً ويطلق الحجر على هذا المكان منذ أقدم العصور ويستمد الحجر شهرته التاريخية من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام، ومن اصحابه المعروفين بقوم ثمود الذي جاء القرآن بذكرهم بأنهم لبوا دعوة نبي الله صالح وثم ارتدوا عن دينهم وعقرهم الناقة التي أرسلها الله لهم آية.

    حسب علم الآثار فقد سكنت مدينة الحجر من قبل المعينيين الثموديين في الألفية الثالثة ق.م ومن بعدهم سكنت من قبل اللحيانيون في القرن التاسع ق.م، وفي القرن الثاني ق.م احتل الانباط مدينة الحجر وأسقطوا دولة بني لحيان واتخذوا من بيوت الحجر معابد ومقابر، وقد نسب الأنباط بناء مدينة الحجر لنفسهم في النقوش التي عثر عليها. تحتوي مدينة الحجر على كمية هائلة من النقوش المعينية واللحيانية والتي تحتاج لدراسة وفك رموزها.



    مناطق العلا وديدان والخربية هي آثار لحيانية وأقدمها ربما يعود إلى 1700 ق.م حسب الكتابات وقد دمر جزء منها بزلزال وأما مدينة الحجر فهي آثار المعينيين التجار الثموديين الأوائل القادمين من جنوب الجزيرة العربية.

    في 2008، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة أن مدائن صالح موقع تراث عالمي، وبذلك يصبح أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي.


    صالح عليه السلام :

    ثمود هم من ولد ثمود بن جائر بن ارم بن سام و كانت مساكن ثمود بالحجر بين الحجاز و الشام و كانوا بعد عاد قد كثروا و كفروا و عتوا ، فبعث الله إليهم صالح ين عبيد بن أسف بن ماشج بن عبيد بن جادر بن ثمود و قيل : اسف بن كماشج بن أروم بن ثمود يدعوهم إلى توحيد الله و إفراده بالعبادة فقالوا : يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا ؟ و كان الله قد أطال أعمارهم حتى إن كان أحدهم يبني البيت من المدر فيتهدم و هو حي فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتا فارهين فنحتوها و كانوا في سعة من معايشهم ، و لم يزل صالح يدعوهم فلم يتبعه منهم إلا قليل مستضعفون ، فلما ألح عليهم بالدعاء و التحذير و التخويف سألوه فقالوا : يا صالح اخرج معنا إلى عيدنا و كان لهم عيد يخرجون إليه بأصنامهم فأرنا آية فتدعو إلهك و ندعو آلهتنا فإن استجيب لك اتبعناك و ان استجيب لنا اتبعتنا .فقال : نعم .فخرجوا بأصنامهم و صالح معهم فدعوا أصنامهم أن لا يستجاب لصالح ما يدعو به، و قال له سيد قومه : يا صالح اخرج لنا من هذه الصخرة - لصخرة منفردة- ناقة جوفاء عشراء ، فإن فعلت ذلك صدقناك ، فأخذ عليهم المواثيق بذلك ، و أتى الصخرة و صلى و دعا ربه عزوجل فإذا هي تتمخض كما تتمخض الحامل ثم انفجرت و خرجت من وسطها الناقة كما طلبوا و هم ينظرون ثم نتجت سقيا مثلها في العظم فآمن به سيد قومه و اسمه جندع بن عمرو و رهط من قومه .



    فلما خرجت الناقة قال لهم ٍصالح هذه الناقة ﴿ لها شرب و لكم شرب يوم معلوم ﴾ و متى عقرتموها أهلككم الله .فكان شربها يوما و شربهم يوما معلوما فأن كان يوم شربها خلوا بينها و بين الماء و حلبوا لبنها و ملؤوا كل وعاء و إناء ،و إذا كان يوم شربهم صرفوها عن الماء فلم تشرب منه شيئا و تزودوا من الماء للغد فأوحى الله إلى صالح إن قومك سيعقرون الناقة .فقال لهم ذلك ، فقالوا : ما كنا لنفعل ، قال : لا تعقروها أنتم ، يوشك أن يولد فيكم مولود يعقرها ، قالوا : و ما علامته فو الله لا نجده إلا قتلناه ، قال : فإنه غلام أشقر ، أزرق ، أصهب ، أحمر ، قال فكان في المدينة شيخان عزيزان منيعان لأحدهما ابن رغب له عن المناكح و للآخر ابنة لا يجد لها كفؤا فزوج أحدهما ابنة بابنة الآخر فولد بينهما المولود فلما قال لهم صالح : انما يعقرها مولود فيكم اختاروا قوابل من القرية و جعلوا معهن شرطا يطوفون في القرية فإذا وجدوا امرأة تلد نظروا ولدها ما هو ، فلما وجدوا ذلك المولود صرخ النسوة و قلن هذا الذي يريد نبي الله صالح ، فأراد الشرط أن يأخذوه فحال جداه بينهم و بينه ، و قالوا : لو اراد صالح هذا لقتلناه. فكان شر مولود ، و كان يشب في اليوم شباب غيره في الجمعة .



    جتمع تسعة رهط منهم يفسدون في الأرض و لا يصلحون كانوا قتلوا أبناءهم حين ولدوا خوفا أن يكون عاقر الناقة منهم ثم ندموا فاقسموا ليقتلن صالحا و أهله ، و قالوا : نخرج فنرى الناس أننا نريد السفر فنأتي الغار الذي على طريق صالح فنكون فيه فإذا جاء الليل و خرج صالح إلى مسجده قتلناه ثم رجعنا إلى الغار سقطت عليهم صخرة فقتلتهم فانطلق رجال ممن عرف الحال الى الغار فرأوهم هلكى ، فعادوا يصيحون أن صالحا أمرهم بقتل أولادهم ثم قتلهم .

    و قيل : انما كان تقاسم التسعة على قتل صالح بعد عقر الناقة و إنذار صالح إياهم بالعذاب و ذلك أن التسعة الذين عقروا الناقة فأتوه في أهله فدمغتهم الملائكة بالحجارة فهلكوا فأتى أصحابهم فرأوهم هلكى فقالوا لصالح: أنت قتلتهم و ارادوا قتله فمنعهم عشيرته و قالوا : إنه قد أنذركم العذاب فإن كان صادقا فلا تزيدوا ربكم غضبا و ان كان كاذبا فنحن نسلمه اليكم فعادوا عنه.فعلى القول الأول يكون التسعة الذين تقاسموا غير الذين تقاسموا عقروا الناقة و الثاني أصح و الله أعلم.



    و أما سبب قتل الناقة فقيل : إن قداربن سالف جلس مع نفر يشربون الخمر فلم يقدروا على ماء يمزجون به خمرهم لأنه كان يوم شرب الناقة فحرض بعضهم بعضا على قتلها ، وقيل : ان ثمودا كان فيهم امرأتان يقال لاحداهما قطام و للأخرى قبال و كان قدار يهوى قطام و مصدع يهوى قبال و يجتمعان بهما ففي بعض الليالي قالتا لقدار و مصدع لا سبيل لكما إلينا حتى تقتلا الناقة فقالا : نعم و خرجا و جمعا أصحابهما و قصدا الناقة و هي على حوضها ، فقال الشقي لأحدهم اذهب فأعقرها فاتاها فتعاظمه ذلك فاصرت عنه ، و بعث أخر بأعظم ذلك ، و جعل لا يبعث أحدا إلا تعاظمه قتلها حتى مشى جبار ، و كان هلاككم يوم الأحد و هو عندهم أول فلما قتلت أتى رجل منهم صالحا فقال : أدرك الناقة فقد عقروها فأقبل و خرجوا يتلقونه يعتذرون اليه يا نبي الله إنما عقرها فلان إنه لا ذنب لنا قال : انظروا هل تدركون فصيلها ؟ فإن أدركتموه فعسى الله أن يرفع عنكم العذاب فخرجوا يطلبونه فأوحى الله الى الجبل فطال في السماء حتى ما يناله الطير و دخل صالح القرية و لما رأه الفصيل بكى حتى سالت دموعه ثم استقبل صالحا فرغى ثلاثا فقال صالح لكل رغوة أجل يوم ﴿ تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب ﴾ و آية العذاب أن وجوهكم تصبح في اليوم الأول مصفرة و تصبح في اليوم الثاني محمرة و تصبح في اليوم الثالث مسودة فلما أصبحوا إذا وجوههم كانما طلبت بالخلوق صغيرهم و كبيرهم و أنثاهم فلما أصبحوا في اليوم الثاني إذا وجوههم محمرة ، فلما اصبحوا في اليوم الثالث إذا وجوههم مسودة كأنما طليت بالقار فتكفنوا و تحنطوا و كان حنوطهم الصبر و المر و كانت أكفانهم الأنطاع ثم ألقوا أنفسهم إلى الأرض فجعلوا يقلبون أبصارهم إلى السماء و الأرض لا يدرون من أين يأتيهم العذاب ؟ فلما أصبحوا في اليوم الرابع أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كالصاعقة ، فتقطعت قلوبهم في صدورهم فأصبحوا في ديارهم جاثمين ، و أهلك الله من كان بين المشارق و المغارب منهم إلا رجلا كان في الحرم فمنعه الحرم ، قيل : و من هو ؟ قيل : هو أبورغال و هو أبوثقيف في قول ، و لما سار النبي صلى الله عليه و سلم ، أتى على قرية ثمود فقال لأصحابه : لا يدخلن أحد منكم القرية و لا تشربوا من مائها ،و أراهم مرتقى الفصيل في الجبل و أراهم الفج الذي كانت الناقة ترد منه الماء.

    وأما صالح عليه السلام فإنه سار إلى الشام فنزل فلسطين ، ثم انتقل الى مكة فأقام بها يعبد الله حتى مات و هو ابن ثمان و خمسين سنة و كان قد أقام في قومه يدعوهم عشرين سنة.

    المصدر : كتاب الكامل في التاريخ

  • بيئة آمنة


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا