بيروت (رويترز) - قال التلفزيون الحكومي السوري إن جنودا عثروا على مواد كيماوية في أنفاق لمقاتلي المعارضة في ضاحية جوبر بدمشق يوم السبت رافضا المسؤولية عن هجوم بغاز للاعصاب قتل المئات هذا الاسبوع.



ووصلت مسؤولة رفيعة في مجال نزع السلاح من الامم المتحدة الى دمشق يوم السبت لطلب السماح لمفتشي الامم المتحدة بدخول موقع الهجوم بينما تعيد الولايات المتحدة نشر قواتها البحرية في المنطقة بما يعطي الرئيس الامريكي باراك اوباما الخيار لشن ضربة مسلحة على سوريا.

وتقول المعارضة السورية ان ما بين 500 إلى اكثر من 1000 مدني قتلوا في هجوم بالغاز نفذته قوات الرئيس السوري بشار الاسد. واثارت صور الضحايا دعوات في الغرب إلى تدخل عاجل بقيادة الولايات المتحدة بعد عامين ونصف من الصمت الدولي في مواجهة الصراع في سوريا.

وفي محاولة واضحة لتعزيز نفي الحكومة المسؤولية عن الهجوم الكيماوي المزعوم قال التلفزيون السوري ان جنودا من القوات الحكومية عثروا على اسلحة كيماوية في انفاق للمعارضة المسلحة في ضاحية جوبر وان بعضهم تعرض للاختناق.

ونقل التلفزيون عن مصادر اخبارية قولها إن الجنود يدخلون أنفاق "الإرهابيين" وعثروا على مواد كيماوية وفي بعض الحالات كان الجنود يختنقون أثناء دخولهم جوبر.

وأضاف التلفزيون السوري ان وحدة من قوات الجيش تتأهب لاقتحام الضاحية التي تسيطر عليها المعارضة.

ويتهم نشطاء سوريون قوات الأسد بشن هجوم بغاز الأعصاب في جوبر وضواح أخرى قبيل فجر الأربعاء. وتسلل نشطاء في وقت لاحق عبر خطوط المواجهة في انحاء دمشق لتهريب عينات من انسجة ضحايا الهجوم.

وتقول الحكومة السورية انها لن تلجأ أبدا إلى استخدام الاسلحة الكيماوية ضد مواطنين سوريين وسبق ان اتهمت المعارضة المسلحة باستخدام هذه الاسلحة لتحقيق مكاسب عسكرية وهو زعم نفاه قادة غربيون.

وتقول حكومة الاسد ان المعارضة المسلحة ربما نفذت الهجوم الكيماوي بنفسها لاستدعاء التدخل الاجنبي.

وتردد اوباما كثيرا في التدخل في سوريا اخذا في الاعتبار موقعها الذي تتقاطع فيه خطوط صراع طائفي اوسع في الشرق الاوسط وجدد هذا العزوف يوم الجمعة.

لكن وفي تطور قدر يزيد من الضغوط على اوباما للتحرك قالت مصادر امنية امريكية واوروبية ان اجهزة مخابرات امريكية وغربية اجرت تقييمها الاولي والذي يفيد بأن قوات موالية للاسد استخدمت اسلحة كيماوية بالفعل.

وحثت قوى عالمية كبرى -من بينها روسيا حليف الاسد الرئيسي- الرئيس السوري على التعاون مع فريق مفتشي الامم المتحدة الموجود بالفعل منذ يوم الاحد في سوريا للتحقيق في مزاعم مشابهة عن استخدام اسلحة كيماوية في الحرب الاهلية في سوريا.


احد مقاتلي الجيش السوري الحر في حي صلاح الدين في وسط حلب يوم 22 اغسطس اب 2013 - رويترز

ووصلت ممثلة الامم المتحدة لشؤون نزع السلاح انجيلا كين إلى دمشق اليوم السبت لحث الحكومة السورية على السماح لمفتشي الامم المتحدة بفحص مناطق في ضواحي دمشق قيل انها استهدفت يوم الاربعاء.

ولم تقل حكومة الاسد حتى الان ما اذا كانت ستسمح بالدخول إلى موقع الهجوم على الرغم من تعرضها لضغوط متزايدة من الامم المتحدة ودول غربية وعربية وروسيا.

واذا تأكد استخدام الاسلحة الكيماوية في الهجوم فسيكون الهجوم الاكثر فتكا بهذا النوع من الاسلحة في عقود.

وقالت واشنطن يوم الجمعة انها ستعيد نشر سفن حربية في البحر المتوسط لكن مسؤولين حذروا من ان اوباما لم يتخذ اي قرار بشان اي تحرك عسكري. وقال مسؤول عسكري امريكي طلب عدم الكشف عن هويته ان البحرية الامريكية ستزيد وجودها في المنطقة إلى اربع مدمرات بدلا من ثلاث.

وقال وزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل وهو في طريقه إلى اسيا إن اوباما طلب من البنتاجون وضع خيارات بشأن سوريا.

واضاف هاجل قائلا "وزارة الدفاع عليها مسؤولية تزويد الرئيس بالخيارات لكل الحالات الطارئة.

"وهذا يتطلب وضع قواتنا وامكاناتنا في اوضاع مناسبة كي تكون قادرة على تنفيذ الخيارات المختلفة مهما كانت الخيارات التي قد يختارها الرئيس."

وقال المسؤول الدفاعي ان السفينة ماهان المسلحة بصواريخ كروز كانت قد انهت مهمتها ومن المقرر ان تعود لقاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا لكن قائد الاسطول السادس الامريكي قرر ابقاء السفينة في المنطقة.

وقال مسؤولون عسكريون ان من بين الخيارات العسكرية قيد الدراسة توجيه ضربات صاروخية للوحدات السورية التي يعتقد انها مسؤولة عن هجمات باسلحة كيماوية او على القوات الجوية للاسد ومواقع للصواريخ. ومن الممكن ان تشن هذه الهجمات من السفن الحربية الامريكية او بواسطة الطائرات الحربية القادرة على اطلاق الصواريخ من خارج المجال الجوي السوري تفاديا للدفاعات الجوية السورية.

لكن المسؤول الدفاعي أكد ان البحرية تلقت اوامر بالاستعداد لأي عمليات عسكرية ضد سوريا.

وقال مسؤول امريكي اخر ان كبار مستشاري اوباما لشؤون الامن القومي سيجتمعون في البيت الابيض في عطلة نهاية الاسبوع لمناقشة الخيارات الامريكية ومن بينها تدخل عسكري محتمل ضد الحكومة السورية.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية ان من غير المتوقع ان يصدر عن الاجتماع قرارات نهائية نظرا للحاجة إلى مزيد من المراجعة لمعلومات المخابرات الخاصة بالهجوم الكيماوي المزعوم.