المزح والدعابة من شيم الصحابة فانه في الخلق عنوان حسن الخلق تولي به السرورا خليلك المصدورا فامزح مزاح من قسط وكن على حد وسط واجتنب الايحاشا ولا تكن فحاشا فالفحش في المزاح ضرب من السلاح يجر للسخيمة والوظنة الوخيمة وجانب الاكثارا وحاذر العثارا وكثرة الدعابة تذهب بالمحابة وعثرة اللسان توقع بالانسان واحمل مزاح الأخوة وخل عنك النخوة فالبسط في المصاحبة يفضي الى المداعبة وان سمعت نادرة فلا تفه ببادرة لا تغضبن فالغضب في المدح من سوء الأدب وانظر الى المقام وقايل المقام فان يكن وليا وصاحبا صفيا فقوله وان نبا فهو الولاء المجتبى وان يكن عدوا وكاشحا مجفوا فقوله وان خلا لسامع هو البلا الا ترى للعرب تقول عند العجب قاتله الله ولا تقول ذاك عن قلا .
فصل في ضيافة الاخوان
اذا صديق طرقا من غير وعد سبقا فقدّمن ما حضر فليس في البر خطر ولا ترم تكلفا خير الطعام ما كفى واعلم بان الالفة مسقطة للكافة وان دعوت فاحتفل ولا تكن كمن بخل وقم بحق الضيف في شتوة وصيف واسأله عما يشتهي من طرق التفكه وأت بما يقترحفاللطف لا يستقبح واعمل بقول الاول الضيف رب المنزل واظهر الأناسا ولا تكن عباسا فالبشر واللطافة خير من الضيافة وخدمة الاضياف سجية الاشراف احرس على سرورهم بالبسط في حضورهم لا تشك دهراً عندهم ولا تكدر وردهم واعلم عن الخدام في الفعل والكلام وان اساؤا الادبا كيلا يروك مغضباً وقدم الخوانا واكرم الاخوانا عن انتظار من يجي فذاك فعل المهرج وقد رووا فيما ورد اعظم ما يضني الجسد مائدة تنتظر بأكلها من يحضر انسهم في الاكل فعل الكريم الجزل واطل الحديثا ولا تكن حثيثا فاللبث بالطعام من شيم الكرام وشيع الاضيافا ان طلبوا انصرافا وان دعاك من تحب الى طعام فأجب اجابة الصدّيق فرض على التحقيق فان عجبت دعوته فاحذر وجانب جفوته ولا تذر بصاحب أو احد الاقارب واجلس بحيث اجلسك وانس به ما آنسك لا تأب من كرامته وكف عن غرامته إياك والتنقيلا ولا تكن ثقيلا لا تحتقر ما احضرا ولا تعب ما حضرا فالذم للطعام من شيمة الطغام لا تحتشم من اكل كفعل أهل الجهل ما جيء بالطعام إلا للالتقام .
مواقع النشر