السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
دمعة متقاعد
حالة غريبة تعتري الخمسيني مابين الفراغ والتهميش فيصبح امرئ حساس دقيق في كل مايدور حوله ضعيف في داخلة متظاهراً بالقوة في ملامحة يمره اليوم بلا معنى حتى تتساوى أيامة وتصبح متشابهة الملامح…
فلا يقدر سوى التوحد بنفسه والابتعاد بهمة لايعرف مايريد ولايريد أن يستشير من لايفيد فقد أحيل للتقاعد داخل أسرة لاتعرف منه سوى رجل مهيب ملبي للطلبات حلال للمشاكل فالجميع حوله يتشاركون كل شئ إلا وجودة لأن الحياة بنمطيتها أجبرته على ذلك وحين عاد أكتشف أنه لم يكن مفقود أصلاً مما زاد عليه التأثير وأسفاً دور أقرب الناس إليه لم يكن سوى دور إعلامي لحكومة مستبدة بنشر الرعب في قلوب شعبها فقد صور على أنه صارم خالي من المشاعر فقط وساهم في ذلك جل وسائل التواصل الإجتماعي حيث همش الأب على حساب الأم مما أذكى البر بالأم على حسابه فعندما عاد أكتشف أن أسرته مع نفسه أسرته وتركته صورة على الحائط يجل ذكرى صاحبها ويهمل وجودة..
لاشك أن المبالغة في تصوير الحدث للقارئ كئيب ومحزن من خلال التصوير الذهني للموضوع ولكنه أشد وقعاً على من يعيشة ويمر به فهذه المرحلة من أصعب مراحل حياة الرجل فهو يستشعر الرحيل دون مودعين أو فاقدين فأسفاً الحياة ربطت البنت بالأب من حيث المشاعر ولم تجعل البنت مزكية لدور الزوج عندما تصبح أماً بل أن معظمهم يصبحن مراهقات ذوات شعراً أبيض يحاربن التقدم في العمر بتوافه التغيير في الأجساد والملامح على حساب رفيق العمر وكأنهن بلا قيم ولا مشاعر ولامعروف دام لعقود من الزمن بحجة من حقي أعيش حياتي فهل هذا المعنى الحقيقي للحياة!؟
عندما تبحث وتقراء عن الحلول تجد كل تيار يريد أن يجذبك إليه بأفكار وقيم ظاهرها حقيقي وجميل وكأنك لم تحققها في حياتك فالملتزم بالتعاليم الدينية والمنفلت كلاهما يعانيان من ماذكرت فالتعايش البشري أصبح اليوم مربوط بأهواء بشرية تصنف الإنسان حسب نمط معيشتها متناسين قيمة الإنسان نفسه وأن مايصلح لنا ليس بالضرورة يصبح قاعدة تنطبق على الآخرين فلكل حالة ظروف معينة ومناخ وبيئة تختلف عن الحالة الآخرى فتضارب الأراء والإشارات لم ولن يكون أنجع من بذل المشاعر العاطفية عند سماع مثل هذا الأنين والتغيير الإيجابي في الذات بحيث نصبح ظواهر أجتماعية يقتدى بها بحيث يصبح الأب محور حياة الأسرة وقدوتها بشتى الطرق من خلال سير الحياة فلا حل لكل إنسان سوى بديمومة الحب والعاطفة وإلا لطف الله أقرب وأشمل به عند أنتظاره للرحيل..
لا أعلم لماذا كتبت ذلك وهل أنا فعلياً متعايش له أو أنها حقيقتي التي أتجنب مواجهتها ولكن من على كرسيي المهترئ كتبت في هاتفي ملامح أنعكاس صورتي على طاولتي المغبرة وأحببت أن أشارك زوار متصفحي دمعة خمسيني متقاعد حاصرها الغبار على الطاولة كي تبقى حبيسة من العين الى كل عين شاهدتني تصوراً ولمست مشاعري بقلوبها…