الزلزال
لله در المسلمين في شتى بقاع الأرض فمع تسارع النهضة العمرانية يبقى الفقراء في بيوتهم القديمة التي وقفت من زمن بعيد وأعياها الوقوف بحيث لم تعالج أوجاعها بسبب أنانية البعض الاخر فحين كان أمر الله وحدث الزلزال خرت تلك البيوت مباشرة على ساكنيها فهي ليست قوية كفاية لتقاوم حتى يخرجوا منها فماذا نقدم لهم اليوم سوى الدعاء والتبرع بما لا نحتاج وقد تجاهلنا أستغاثاتهم سابقاً وأن كنا اليوم متضررين كحالهم ولكننا أحياء نريد أن نغيث أموات أو ماتبقى من ذويهم كأيتام أو ثكلى فلله نشكوا ونبث أحوالنا...
كان في تركيا والعراق وسوريا والأردن واليوم هو في المغرب فهل نحن في أي بقعة في مأمن من مكر الله قطعاً لا فأمر الله حين يأتي لايحدد ماهية المكان والزمان والذي لايحكمه سوى الله عز وجل فلا تعتقد أن الكوارث كلها شر أو هي عقوبة لأحد فأمر الله يقتضي حكمة كبيرة قد ندركها وقد لا ولكن الله لطيف بعبادة ولا يسمح لأي من عبادة بتأويلها كعقاب فنحن لا نعلم من تعرض للكوارث قد يكونوا أفضل منا وإلى الله أقرب فقد أخذهم لأن الموت خير لهم من الحياة...
أعظم الله أجركم أخواننا في الله في المغرب وعوضكم الله خير من دنيا زائلة وجبر مصابكم وشافى مرضاكم فنحن لانملك لكم سوى الأسى والحزن الملهج بالدعاء لكم بأن يجبركم ويعوضكم خير مما فقدتم وأن يطمئن روعكم ونتمنى أن تعذرونا على التقصير في حقكم ونسئل الله أن يثبتكم ويأويكم بلطفة ورحمته...
أخواني في كل بقاع الأرض أن المحن تظهر معادن البشر فلا تألوا جهداً في إيواء المتضررين في بيوتكم ومشاركتهم في طعامكم وضمهم إليكم فمهما كان حجم وقوة الدول لن تستطيع توفير اللازم لهم فوراً وكم في بيوتنا وقلوبنا متسع ورحمة لإستيعاب المتضررين فقد نمر بما مروا به نسئل الله أن يحفظنا جميعاً وكذلك أخواننا المتضررين التهموا الصبر والثبات فالله يمحصنا في المصائب ليرى مدى قربنا إليه فما تمرون به سيزول وينجلي وستعودون في حال أفضل فلا تجزعوا فالله لم ينجيكم إلا ليعوضكم كل خير فتقربوا إليه وأدعوه فهو المعوض سبحانه وتعالى...
تعازي الأرض لكل مكلوم وجريح وفاقد لذوية فمها كانت كلماتنا منمقة فهي لا ترتقي لدمعة مريض أو فاقد أو معاصر للحدث فجبر الله مصابكم ورحم الله الموتى من المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والمحسنين والمحسنات الأحياء منهم والأموات ومن لم يولدوا من جميع المخلوقات فكل مانرى سيمضي ويبقى الله برحمته التي وسعة كل شئ...
محبكم
سعودي حزين