النجاح للجميع
سأفعل ذلك وحدي فأنا قوي وأستطيع..
نعم تستطيع وأنت قوي وستبني مجداً شخصياً ولكن للأسف ستفتقد لذّة مشاركة الآخرين وسيصبح نجاحك فردياً دون إشراك الآخرين فيه فلوجود الجماعة جمالية خاصة تجعل أكبر عدد ممكن يتمتع معك بالنجاح فقد تكون سبباً في تغيير الأنانية في نفوسهم والبعد عن التفرد بكل شئ لوحدك بحجج أن لا أحد معك فقد تكون نظرتك أو طريقتك خاطئه في التعامل معهم فكن لطيفاً مع نفسك والآخرين وشارك عملك وأكلك وشربك وجلوسك مع من هم حولك دون إستثناء فتعامل على أن الجميع يحبونك ولاترى ذلك الحب بسبب أمور في حقيقتها تافهه فأنت تستحق وهم يستحقون الحب والمشاركة حتى وأن جهلوا الطريقة المثلى المتوافقة مع رؤياك لهم فلا النجاح ولا المال ولا المجد له معنى بدون أشراك الآخرين فيه فقد توادع الحياة ويموت مجدك وذكرك معه لآنه فردي لاقيمة له فكلما زاد عدد المشاركين والمستفيدين من النجاح كلما أصبح تأثيرة أكبر والمروجين له أكثر وبالتالي يصبح الإستفادة منه أطول فلذلك تنازل من برجك العاجي وأبتعد عن تمجيد قدراتك الذاتيه وشاركهم وتنعم معهم بالنتائج الجميلة فللأسف نحن العرب المعاصرين بالذات نبحث عن المجد الشخصي وتخليد الذات دون إشراك من حولنا فيه بحجج واهية فالنجاح الخالد هو الممتد من أسمك لكل من حولك ويأتي تبعاً الى أجيال خالفة وله بالغ التأثير والسبب أن تعمل وتدع النتائج للآخرين معك ليستمتعوا بها ويتشاركوها فقد قال عنترة بيت خالد ينبئ عن شخصية في قمة العقلانية والتواضع خلدت أسمه من خلال تصرفاته مع جماعته
(يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي
أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـم)
فقد كان إنتحارياً ولكن ليس لنفسه بقدر الجماعة التي ترك الغنيمة لها فما تستطيعه هو أن تكون جزء من الجماعة وتكون فعاليتك القصوى ولكن دون التميز عن الجماعة ونكرانها بإيعاز كل شئ لقدراتك الشخصية فلا تقل أستطيع بل نستطيع فمهما كانت قدراتك الفردية فريدة تأكد إن سخرتها من خلال العمل الجماعي ستكون أقوى وأخلد والأمثلة على ذلك كثيرة فشارك وساهم بكل قدراتك الآخرين وأن لم يريدوا فكن شهماً وأشركهم في النتائج الايجابية فبئر عثمان بن عفان رضي الله عنه الموقفة للمسلمين وعين زبيدة وفعل عبدالله بن عوف رضي الله عنه خلدت ليس بالفعل الذاتي من خلال نظرتهم لمجد ذاتي بقدر ماهو تسخير القدرات الشخصية للفائدة الجماعية فمها أستطعت وقدرت أجعل ذلك مع الآخرين ليستفيد الجميع منه فهذا فعل المسلم العظيم ولك في ذلك ملايين العبر في سير من سبقونا وطبعوا فينا المجد والأصالة بكل شهامة ومرؤة..
محبكم
شيخ النظر