بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعوة للتسامح..فهل تسامحني..
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام عليك يا رسول الله.
سبحان السلام..سبحان من إسمه السلام..سبحان من دينه الإسلام..سبحان من وحيا من السماء أنَََْزَلْ ِبَأن"
و ُقْل سَلاَمْ"..سبحان من أنطق حِبَّ القلوب محمد بأن "أفشوا السلام"..فعليك منا يا حبيب السلام
سلام..سبحان من أحب خديجة فأقرأها منه السلام..سبحان من إذا صلى له العبد تذكّرإخوانه بالسلام
فقال"السلام علينا و على عباد الله الصالحين"..سبحان من الدنيا برضاه نعيما و سلام..سبحان من يجزي
إحسانا في الدنيا جنة و دارالسلام..سبحان رب ذوالجلال و الإكرام..سبحان من هو محيط باليالي و
الأيام وصل اللهم و بارك على محمد خير الأنام..
تلقّى من بركات ربه الودود الرحمان ما لم يحض بذلك إنسان..فكان خلقه القرآن و كلامه نور الوجدان
وعهده تسامح و رحمة وإحسان..فكم مِمَّن في غير الله أبغضوه حتى إذا عرفوه قالوا لا إلاه إلا الله..وكم
مِمَّن إذْ سمعوا عنه تجاهلوه وإذْ سمعوا منه أحبوه..و كم مِمَّن أظلمت سماء قلوبهم حتى إذا رأوه أشرقت
شموسهم..صلى لله على محمد..صلى الله عليه و سلم ..أحسن ظنه في كافر فأسلم..وأحسن ظنه في
العاصي فتاب..وأحسن ظنه في المخطئ فأناب..وأحسن ظنه في المقصِّر فعاد و آب..لم يصغّر صغيرا
و إن صغر و كبّرالكبير ولو كبر..أعلى بحسن ظنه الهمم..ونشأت من حسن ظنه أمم..صلى الله على
محمد..صلى الله عليه وسلم..تطرب روحه لقرآن يسمعه من صاحبه وهو الذي جبريل صاحبه..أمره بين
أصحابه شورى وهو الذي فكره نورا..يتوجه لغيره بالسؤال وهو رسول العلاّم ويتلقى من ربه من
غيرترجمان..صلى الله على محمد..صلى الله عليه وسلم..
بدمي من وددته فافترقــــنا
وقضى الله بعد ذاك اجتماعا
فافترقنا حـــولا ً فلما التقينا
كان تسليمه عليَّ وداعــا
ننأى عن طرح الأعذار والظنون الحسنة ونظل واجمين نصافح الجفاء ونلجأ للهجران ،
نصم الآذان عن سماع الأعذار ونبتعد عن المواجهة والتحقق من المواقف والكلمات وكأن البشر ملاكا لايخطئ !!!!
ولانعلم اننا نقصف بذلك كل شجرة كانت بالمحبة تظللنا …
ترى هل نشتكي من حساسيتنا المفرطة ازاء المواقف والكلمات العابرة ؟؟
أم بدافع الحب الذي يجعلنا نرى أحبابنا لا يخطئون فنعتب عليهم ولو اخطئوا ا باليسير لكنا لهم بالمرصاد ؟؟
ام هو اتباع لهوى في انفسنا وحب لذاتنا ؟؟؟
فهل نمحو كل ما يسئ لعلاقاتنا الإنسانية ونبعد كل ما يحجب شمس الحب والتسامح عن دروبنا ؟؟؟
افتح قلبك المغلق بمفاتيح التسامح
واطرق الأبواب المغلقة بينك وبينهم
وضع باقات زهورك على عتباتهم
واحرص على أن تبقى المساحات بينك وبينهم بلون الثلج
قلوبكم
مدينة جميلة نقية .
فحافظوا على نظافتها
قلبكم الأبيض وطن .. وحلمكم الأخضر مدينة
المسامحة هي عملية تتشافى بها روحك ..
هي عملية فيها خطوات، وربما مطبات فشل وتردد،
وهي عملية تحدث في قلبك وروحك من الداخل .
إن أول أحساس يصيبك هو الأحساس بالحرية وقبول القضاء والقدر ....
قبول ضعفك وضعف الآخرين وتقبل أنك بشر
وقبول أنك قادر على محاولة الأحساس
الجديد وكأنه أعظم شيء وليس ضعفاً .......
المسامحة علامة جيدة .. لا لضعفك بل لقوة إرادتك في قرار شجاع، ناضج،مثالي
......المسامحه هي قدرة على أطلاق مشاعر متوترة مرتبطة بأمر حصل في الماضي القريب والبعيد
المسامحة هي الوصول إلى نقطة تدرك أنت فيها أنك لست في حاجة إلى الغضب ولا للإحساس بأنك الضحية،
وبذلك فإن حياتك بها سلامة وحرية أفضل من السابق .........
المسامحة هي أنطفاء لرغبة في رد الأذى لمن آذاك والعيش مع أحساس أخف وألذ على الروح والعقل ...
المسامحة هي الوصول إلى قناعة بأن أي أذية تسببها للآخر لن تشفي روحنا المجروحة
إن المسامحة هي حرية للعقل المحبوس بالغضب والألم ورغبة الانتقال إلى عالم فيه حياة أفضل .....
المسامحة هي مساعدة نفسك لأن تسير في الحياة خطوات إلى الأمام بدلاً من أن تكون واقفا في ذات التجربة المؤلمة ......
النقطة الأهم أن تعرف أن المسامحة هدية منك إليك ..
أنها شيء تعمله لنفسك حتى تنذها من وضع أنت تعرف أنه ليس جيداً ولن يتركك إلا في حال سيئه ........
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ
أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ
وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا
وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ
اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
[ سورة النور 22 ]
بلى أحب أن يغفر الله لي
أسأل الله تعالى أن أكون ممن يصفح ويعفو
كيف لا وحبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعلمنا أن نعفو عمن ظلمنا ونعطي من حرمنا ونصل من قطعنا
شكراً
للقلوب التي أحبتنا
وبرغم الحب لم تخلص لنا
وشكراً أكبر
للقلوب التي أخلصت لنا وبرغم الإخلاص لم تحبنا
منقولة
