بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نهاية المجاملات
التاريخ يعيد نفسه.. عفواً الوصف غير دقيق !! التاريخ ثابت جامد غارق في مكانه ، هكذا أكثر دقة !! وكرتنا (غارقة) في مكانها لا تستطيع الحراك، تتقدم خطوة تعود خطوة لتوهم الجميع بأنها تتحرك وهي في حقيقة الأمر تدور وتلتف على نفسها منذ زمن !
إن قلت.. أن كرتنا في حالة توهان غريب فهذا صحيح ، وإن قلت إننا نزداد مكابرة مع الأيام في الاعتراف بهذا التوهان فهذا أيضا صحيح ، وإن قلت إننا سنبقى مكانك (راوح) الى ما شاء الله (طالما) ظل الوضع بهذا الشكل فهذا أصح الصحيح !
أنا لا أتفلسف ولا أدعي التنظير إطلاقا لا .. إنما هي الشواهد أمامنا تتحدث بأعلى صوت لها .. فالكرة السعودية حققت (وثبتين) رائعتين في تاريخها الطويل ثم توقفت .. الوثبة الأولى حدثت قبل 25 سنة في كأس آسيا 84، والوثبة الثانية حدثت قبل 15 عاما عندما تأهلنا لكأس العالم 94 لكن ثم ماذا..ما الجديد !
الجديد..اننا عاودنا للخلف ..فبطولة آسيا آخر عهدنا بها عام 96 وهانحن نتجاوز ال 13 عاما دون تحقيقها ، والتأهل لنهائيات كأس العالم اصبح من ذكريات الماضي فقد خرج منتخبنا من تصفياته بكل جدارة واستحقاق لنرتاح على الأقل من رؤية الأربعات والثمانيات المنظر المؤلم الذي تعودنا عليه في كل مشاركة من المشاركات الثلاث الأخيرة.. بل انني اجزم أن رأسية البديل البحريني اسماعيل عبداللطيف (لربما) أنقذت المنتخب السعودي من فضيحة مدوية كانت تنتظره فيما لو ذهب الى جنوب افريقيا وهو بهذ الشكل! فإذا البحرين يكشف مرمانا عشرات المرات فماذا ستفعل المنتخبات العالمية بنا !! فنيابة عن الجماهير السعودية شكراً يا اسماعيل ويسلم رأسك الذي انقذ سمعتنا وأعصابنا بحق ..
صدقوني .. مهما أتينا بالمال وبالرجال ونحن على وضع _ مدرب رايح مدرب جاي _ او بمعنى اكثر (مدرب لكل سنة) فسيكون هذا المآل وهذا الحال .. منذ مونديال فرنسا عام 98 تعاقدنا مع كارلوس البرتو والخراشي ثم اوتو بفيستر ومع ماتشالا والجوهر وفاندرليم وكالديرون ثم باكيتا ثم آنجوس ومرة أخرى الجوهر وأخيرا بوسيرو في عام 2009 أي 11 مدرب ل 11 سنة !! لا اكاد أتخيل !! بل لا اكاد اتخيل انه ومن ايام الزياني1985 الى 2009 اي خلال 23 سنة مر على المنتخب السعودي 28 مدرب !! اعتقد اننا تطورنا قليلا لنصل الى مستوى مدرب / سنة !!
للأسف اننا كل شي نديره بالمزاج لا غيره، وكل أمورنا تسير بالنظرة (الأحادية) التي تعتقد انها ملهمة أيما إلهام وذات عقلية خارقة تفكر وتخطط وتنفذ كل شي في آن واحد ! للأسف سنبقى أسرى لهذه الأمزجة وما علينا الإ الإستمتاع بعد كل إخفاق بأهزوجة ( سنخطط ، سندرس، سنصحح ، سنغير، سنفعل .. الخ ) لتعطينا إبرة مخدرة في العضل تبقينا في سبات عميق !
م.طارق التويجري
