روسيا: دول غربية تدرس القيام بعمل عسكري ضد إيران

موسكو - رويترز : قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف اليوم الأحد انه يجري في بعض الدول الغربية بحث القيام بعمل عسكري ضد إيران بسبب برنامجها النووي. وجاءت تصريحات ريابكوف للصحفيين في الطائرة التي تقله الى بلاده عائدا من كامب ديفيد بولاية ماريلاند الأمريكية حيث حضر قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى.

ملف مرفق 9112

وأشار قادة دول المجموعة في القمة الى استعدادهم للجوء الى مخزونات الطواريء النفطية سريعا هذا الصيف إذا تسببت عقوبات جديدة أشد على إيران في تهديد الإمدادات، وقال ريابكوف "هذا واحد من مؤشرات مختلفة كثيرة تأتي من مصادر متنوعة تفيد بأن العمل العسكري يدرس كخيار واقعي وممكن... نحن نتلقى إشارات من خلال قنوات عامة أو مخابراتية بأن هذا الخيار يدرس الآن في بعض العواصم وهو أكثر قابلية للتطبيق في هذا الوضع."

ونقلا عن روسيا اليوم : يعتقد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي ان المباحثات مع الولايات المتحدة والناتو حول منظومة الدفاع المضاد للصواريخ لا تجري بأفضل شكل ، حيث لم يتم التوصل الى أتفاق بشأنها حتى الآن، واذا لن يحدث ذلك فيمكن ان تبدأ روسيا بإتخاذ التدابير العسكرية – التقنية لمواجهة هذه المنظومة.

وقال ريابكوف في مؤتمره الصحفي في وكالة ايتار- تاس في يوم 17 نيسان/ابريل " ان الوضع في مجال الدفاع المضاد للصواريخ ليس بأفضل حال. فلم يتم التوصل حتى الآن الى اتفاقات مع الولايات المتحدة ومع الناتو.واذا لن نتوصل الى هذه الاتفاقات ، فقد تحل كما يبدو، وياللأسف ، اللحظة التي نبدأ فيها بإتخاذ التدابير العسكرية – التقنية اللازمة لمواجهة المنظومة الامريكية – الاطلسية القادمة ، وهو ما أعلنه الرئيس دميتري مدفيديف في 22 كانون الاول/ديسمبر الماضي". وبرأيه ان الولايات المتحدة حين رفضت فكرة اقامة منظومة القطاعات المشتركة للدرع الصاروخية ألمحت الى انها ستقيم منظومتها بدون مشاركة روسيا .

واشار ريابكوف الى ان فكرة اقامة منظومة قطاعات مشتركة للدفاع المضاد للصواريخ قد تغيرت عدة مرات " ونحن قدمنا الى شركائنا اقتراحين احدهما يسمى الدرع الصاروخية في قطاعات / حين يخصص لكل طرف قطاع " مسؤولية " معين /. ومما يؤسف له ان شركاءنا في الناتو اختاروا طريقا آخر واقترحوا بحث اماكنية تكوين منظومتين منفصلتين لكن مترابطتين للدفاع المضاد للصواريخ.. وبهذا ألمحوا لنا انهم سيقيمون منظومتهم بدون مشاركتنا ، وقالوا بصدد ما اذا ستقوم روسيا بخطوات ما – هذا شأنها وقرارها وخيارها السيادي".

وأكد ريابكوف على " وجود اهتمام بالتعاون مع الولايات المتحدة والناتو ، وبضمن ذلك في مجال تقديم المعلومات المستحصلة من محطات الرادار الروسية".." وما زالت سارية المفعول جميع اقتراحاتنا التي طرحناها بمختلف السبل وفي مختلف مراحل مناقشة موضوع الدرع الصاروخية ، وبضمن ذلك فيما يخص الاستخدام المشترك مع الامريكين لمحطة الرادار الروسية في غابالي(اذربيجان).

الخلافات حول الدرع الصاروخية لن تؤثر في العلاقات الروسية الامريكية
قال سيرغي ريابكوف "ان قضية الدرع الصاروخية يجب بالرغم من أهميتها ألا تؤثر في الجوانب الأخرى من الاجندة الايجابية للعلاقات الروسية – الامركيية". لكنه اعترف بأن مسألة الدرع الصاروخية تحتل مكانة الصدارة في جدول الاعمال العسكري – السياسي للبلدين ، إلا ان العلاقات بين موسكو وواشنطن لا تقتصر على ذلك فقط. ولا يجوز وضع علامة المساواة بين الدرع الصاروخية والعلاقات الروسية – الامريكية.

الضمانات القانونية بعدم توجيه الدرع الصاروخية ضد روسيا غير كافية
ويرى ريابكوف ان روسيا لا تعتبر تقديم الضمانات القانونية لها بان الدرع الصاروخية الامريكية – الاطلسية غير موجهة ضدها . وقال نائب الوزير:" يجب ان تكون الضمانات ملزمة قانونيا ، علما ان هذه ليست مجرد عبارة تسجل في وثيقة ما تفيد بأن المنظومة المذكورة ليست موجهة ضد روسيا ".

واشار ريابكوف الى " ان هذا التسجيل وهذا التأكيد وهذه الصياغة يجب ان تكون ملزمة قانونيا ، وان ترفق بمجموعة من المعايير العسكرية – التقنية الموضوعية ، يمكن ان تعتمدها روسيا في الحكم والاستنتاج بصورة مستقلة وبدون الاعتماد على قول احد ما بأن المنظومة المذكورة غير موجهة فعلا ضد القوى النووية الاستراتيجية الروسية ". "ولكن هذا لم يتم ، وياللأسف ، حتى الآن" .