الدمام (واس) تُعد الحُلي الذهبية والمجوهرات من المقتنيات المحببة لدى النساء، لما تضفيه من رونق وبهاء على من ترتديها، إذ تسعين لاقتناء مختلف أنواعها من العقود، والأقراط، والأساور، والخواتم وغيرها، أو تقديمها كهدايا للأعزاء.
http://doraksa.com/mlffat/files/1805.jpg
19 شوال 1446هـ 17 أبريل 2025م
وعُرف أهالي المنطقة الشرقية منذ مئات السنين بإتقانهم العديد من الصناعات والحرف اليدوية، من أبرزها صياغة الذهب والمجوهرات، وهي مهنة احترفتها عدة عائلات في محافظتي الأحساء والقطيف، وأسهمت في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية بالمنطقة.
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...bfj5LsrlfC.jpg
ومع النمو الاقتصادي للمملكة، اتجه بعض أصحاب هذه الحرفة إلى مهن أخرى أو وظائف مكتبية، فيما تحول آخرون إلى التجارة في الذهب بيعًا وشراءً أو استيراده من الخارج، بينما حافظت فئة منهم على مزاولة هذه المهنة.
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...sjrQ0tc3en.jpg
وفي هذا السياق، التقت "واس" الرئيس الأسبق للجنة الذهب والمجوهرات بغرفة التجارة والصناعة بالمنطقة الشرقية
محمد علي الحمد، المنتمي إلى عائلة عُرفت بصناعة وتجارة الذهب، واستعرض ملامح هذه المهنة بين الماضي والحاضر، مشيرًا إلى أنه التحق بها منذ صغره، وورثها عن والده وأجداده، الذين أبدعوا في تشكيل الذهب باستخدام أدوات بسيطة لإنتاج حُلي مميزة، تُباع في محال صغيرة أو عبر باعة متجولين.
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...OYYvcD2UjH.jpg
ويوضح أن الصائغ في الماضي لم يكن متقنًا لمهنته فحسب، بل كان تاجرًا بالفطرة، يستقبل الزبائن في دكانه، يبيعهم مشغولاته أو يعيد صياغة ما يجلبونه من ذهب وفضة، وكان بعضهم يتنقل سيرًا على الأقدام أو بوسائل النقل القديمة بين القرى والبوادي، يبيعون ويشترون الذهب المستعمل والفضة وزري البشوت (
الخيوط الذهبية المطرزة للعباءة)، مستخدمين ميزانًا يدويًا ومعايير تقليدية مثل الجنيه أو الريال الفضة قبل أن تُفرض وحدة الجرام قبل أكثر من 50 عامًا، وكانت المعاملة تقوم على الثقة المتبادلة، حيث يُباع الذهب بالدين أو يُسلَّم للصائغ لإعادة صياغته أو إصلاحه.
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...EkTbGtS1Cp.jpg
ويستذكر الحمد سعر الذهب في طفولته عندما كان يرافق والده لشراء سبيكة بوزن عشر تولات (مما يعادل 116 جرامًا) مقابل 600 ريال، موضحًا أن هذا السعر آنذاك لم يكن يُعد زهيدًا.
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...p5LEbFRSey.jpg
ويشير إلى مراحل الصياغة القديمة، بدءًا بصهر الذهب في "الكوبجة" (البوتقة) على الجمر باستخدام منفاخ جلدي، ثم تشكيله بالمطرقة والصندالة (السندان)، وهي من الأدوات الرئيسة لدى الصائغ، إذ تدل وثيقة شرعية تعود لأكثر من 200 عام على بيع "صندالة"، مما يعكس أهميتها، إضافة إلى أدوات أخرى كان الصائغ يصنعها بنفسه، ويعرض نتاج عمله في صندوق يُعرف بـ "المطبقة".
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...2PPAJPa7T6.jpg
وبيّن أن النمو الاقتصادي الذي شهدته المملكة دفعت الكثير من الصاغة إلى التحول للتجارة، بفتح محلات أو ورش ومصانع، فيما غادر آخرون المهنة إلى الشركات الوطنية أو الوظائف الحكومية، مؤكدًا أنه ينتمي لجيل مارس الصياغة يدويًا قبل أن ينتقل إلى تجارة الذهب وإنشاء ورش متخصصة.
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...exmw2ZvDQb.jpg
والتقت "واس" م.
جعفر بن أحمد الناصر، الشاب الذي أكمل دراسته في الهندسة الكهربائية بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي فضّل مواصلة مسيرة أسرته في صياغة الذهب، إذ أنشئ مصنعًا حديثًا مزودًا بأحدث التقنيات العالمية. حول ذلك ذكر أن صناعة الذهب والمجوهرات شهدت تغيّرات كبيرة مقارنة بالماضي، نتيجة عوامل اقتصادية وثقافية واجتماعية، أبرزها انفتاح المجتمع على الثقافات الأخرى، مما زاد من طلب الزبائن على التصاميم المميزة، ودفع الصاغة إلى ابتكار طُرز جديدة باستخدام آلات دقيقة مستوردة من مختلف دول العالم.
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...bg19NpLAcS.jpg
وأشار إلى أن ارتفاع سعر المعدن الثمين أثر مباشرة على هذه الصناعة، إذ إن القطع كبيرة الحجم أسهل من حيث التشكيل، لكنها أغلى ثمنًا، ما يضع المصمم أمام تحدٍّ لإنتاج أجمل الحُلي بأقل وزن ممكن، وهو ما يسعى إليه المصنعون اليوم.
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...C55DMH9WhZ.jpg
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...2iI5ZjmwwA.jpg
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...EcxB5065cP.jpg
https://portalcdn.spa.gov.sa/backend...sawJEjyAnn.jpg