• ◘ الدولية

  • العاهل السعودي يعين ابنه الشاب الإصلاحي وليا للعهد تمهيدا لخلافته

    دبي - ستيفن كالين / وليام ماكلين (رويترز) - أعلن العاهل السعودي الملك سلمان يوم الأربعاء ابنه الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد ليمنح الشاب البالغ من العمر 31 عاما سلطات واسعة فيما تسعى المملكة لإدخال تغيير جذري على اقتصادها الذي يعتمد على النفط وتواجه توتر متصاعدا مع منافستها الإقليمية إيران.



    ورغم أن ترقية الأمير محمد لمنصب ولي العهد كانت متوقعة منذ فترة ممن يتابعون شؤون العائلة المالكة فإن التوقيت جاء مفاجئا ويضع مستقبل المملكة في أيد لم تخُتبر نسبيا.

    ويحل الأمير محمد محل ابن عمه الأمير محمد بن نايف، وهو قائد أمني مخضرم قاد الحملة السعودية ضد تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، في وقت تواجه فيه الرياض توترا مع قطر وإيران وتخوض حربا في اليمن.

    ويقول محللون إن تعيينه قد يجعل السياسة السعودية أكثر تشددا تجاه إيران ومنافسين في الخليج مثل قطر مما سيزيد الاضطرابات في منطقة غير مستقرة بالفعل.

    وقال أوليفييه جاكوب من مؤسسة بيتروماتريكس للاستشارات النفطية ومقرها سويسرا "طورت السعودية تحت إشرافه سياسات خارجية صارمة (اليمن وقطر) ولم يتردد في الإدلاء بتصريحات قوية تجاه إيران... السؤال ليس إن كان سيبدأ تصعيدا جديدا مع إيران بل متى".

    واتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كانت السعودية أول محطة في جولته الخارجية الشهر الماضي بالأمير محمد لتهنئته على ترقيته.

    وقال البيت الأبيض في بيان بعد الاتصال الهاتفي "بحث الزعيمان أولوية قطع كل أشكال الدعم للإرهابيين والمتطرفين بالإضافة إلى كيفية حل النزاع الراهن مع قطر. كما بحثا جهود تحقيق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

    وذكر مسؤول أمريكي كبير أن الرياض لم تخطر واشنطن مسبقا بترقية الأمير محمد لكنها توقعت ذلك.

    ورحب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أيضا قائلا "نتطلع للعمل عن كثب مع الأمير محمد بن سلمان والسعودية للنهوض بالاستقرار في الشرق الأوسط على المدى البعيد".

    ووصفت إيران، التي تتنافس مع السعودية على النفوذ في الشرق الأوسط، اختيار الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في السعودية "بالانقلاب الناعم". وكانت القيادة الإيرانية انتقدت تصريحات للأمير محمد الشهر الماضي عندما قال إنه يجب نقل "المعركة" إلى إيران. ووصف الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في خطاب ألقاه الشهر الماضي حكام السعودية بأنهم "حمقى".

    وتتنافس إيران التي يغلب على سكانها الشيعة والسعودية التي تسكنها أغلبية سنية على الهيمنة في المنطقة. ويدعم البلدان أطرافا متحاربة في صراعي سوريا واليمن.

    ويقول محللون إن صعود الأمير السريع سبب شقاقا داخل الأسرة الحاكمة وزاد صعوبة التنبؤ بالسياسة السعودية مقارنة بالعقود السابقة.

    الابن المفضل
    فجر التغيير تكهنات على تويتر بشأن احتمال أن يتنازل الملك سلمان عن العرش في المستقبل لابنه الذي اجتذب شبابه وحيويته الجيل الأصغر من السعوديين الذين يشكلون غالبية المجتمع وكثيرا ما يطمحون إلى التغيير.



    وبعد عقود كانت مجموعة صغيرة من الأمراء تدير خلالها الشؤون السعودية على الساحة الدولية قاد الأمير محمد المساعي الدبلوماسية مع قوى دولية مثل واشنطن وموسكو.

    ونص مرسوم ملكي على "اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وليا للعهد وتعيين سموه نائبا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرا للدفاع واستمراره فيما كلف به من مهام أخرى".

    وأضاف المرسوم الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية أنه تقرر أيضا إعفاء الأمير محمد بن نايف من منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية.

    وقال المرسوم "يعفى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الداخلية".

    وجاء في المرسوم الملكي أن اختيار الأمير محمد وليا للعهد حصل على "تأييد أعضاء هيئة البيعة بالأغلبية العظمى وذلك بأغلبية 31 من 34".

    وبدافع حرصه الدائم على تبديد أي تكهنات بوجود انقسامات داخلية في عائلة آل سعود الحاكمة سارع التلفزيون السعودي لتوضيح أن هذا التغيير جاء بشكل ودي ويحظى بتأييد أفراد العائلة.

    وبث التلفزيون طول الصباح تغطية للأمير محمد بن نايف وهو يبايع محمد بن سلمان الأصغر منه سنا والذي ركع وقبل يد ابن عمه.

    وقال الأمير محمد بن نايف "نبايعك على كتاب الله وسنة رسوله في المنشط والمكره.. الله يعينك.. أنا بارتاح الحين (الآن) وأنت الله يعينك.. موفقين إن شاء الله".

    وقال الأمير محمد بن سلمان "ما نستغنى عن توجيهاتكم ونصحكم".

    ورحبت هيئة كبار العلماء بالمملكة باختيار الأمير الشاب وليا للعهد.

    ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء "إننا نرحب بهذا الاختيار الموفق لما عرف عن سموه الكريم من الحرص التام على خدمة دينه ووطنه وأمته، كما ننوه بتأييد هيئة البيعة لهذا الاختيار الموفق".

    لا صراع على السلطة
    قال محللون إن هذا التغيير يمكن الأمير محمد بن سلمان من الإسراع بخططه لتقليص اعتماد المملكة على النفط والتي تتضمن خصخصة جزئية لشركة أرامكو النفطية التابعة للدولة.



    وقال جون سفاكياناكيس مدير مركز الخليج للأبحاث ومقره الرياض "التغيير يعطي دفعة هائلة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي..رؤية المملكة 2030..ونموذج التحول بأكمله الذي تسعى المملكة إلى تطبيقه والأمير محمد بن سلمان مهندسه".

    وأضاف "من المهم أن يشرف الأمير محمد بن سلمان بنفسه على تنفيذ رؤيته واستراتيجيته".

    وقال برنارد هيكل أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برينستون إن قرار الملك سلمان يهدف إلى تحديد خط الخلافة بوضوح لتفادي صراع على السلطة بين ابنه والأمير محمد بن نايف.

    وأضاف "من الواضح أنه تحول حدث بسلاسة ودون إراقة دماء...ستكون الأمور المتعلقة بالخلافة أكثر وضوحا الآن. كان هناك نوع من التشوش وسط تخمينات الجميع بشأن ما سيحدث. الآن الأمور واضحة تماما. يقلل هذا الوضوح من أي مخاطر.. لا مجال للشك الآن فيمن سيتولى مقاليد الأمور".

    وقال هيكل "البعض يتكهن بأن ذلك سيؤدي إلى انقسام في العائلة وصراع ما. لا أعتقد ذلك".

    وذكرت وسائل إعلام رسمية أن زعماء عرب بينهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والسلطان قابوس سلطان عمان والملك عبد الله عاهل الأردن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هنأوا الأمير محمد بن سلمان.

    ولم يشر المرسوم الملكي إلى اختيار ولي جديد لولي العهد وهو منصب جديد نسبيا في السعودية التي عادة ما يختار ملكها ولي عهده.

    وفي محاولة واضحة لطمأنة الأسرة الحاكمة تضمن المرسوم بندا يوضح أنه لن يكون من حق الأمير محمد بن سلمان اختيار أحد أبنائه خلفا له.

    كما عين المرسوم أمراء شبانا من فروع أخرى من الأسرة لمناصب حكومية لطمأنتهم فيما يبدو أنهم سيظلون جزءا من الهيكل الحاكم.

    وكان الأمير محمد حتى وهو ولي ولي العهد مسؤولا عن إدارة الحرب التي تقودها السعودية في اليمن ويتولى رسم سياسة الطاقة ويقود خطط إعداد المستقبل الاقتصادي للمملكة لعصر ما بعد النفط.

    القوة وراء العرش
    أصبح سلمان بن عبد العزيز آل سعود الملك السابع للسعودية في يناير كانون الثاني عام 2015. وقبل ذلك الحين لم يكن كثيرون خارج المملكة يعلمون أي شيء عن ابنه الأمير محمد الذي يعتبر الآن وبعد أكثر من عامين من توليه منصب ولي ولي العهد القوة المحركة للعرش في المملكة.



    ويشغل الأمير محمد منصب وزير الدفاع وهو منصب في السعودية يوفر لمن يتولاه أحد أكبر ميزانيات السلاح في العالم كما يجعله مسؤولا عن المغامرة العسكرية غير المسبوقة للمملكة في اليمن.

    ويرأس الأمير محمد أيضا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي الذي يضم مجموعة من الوزراء يلتقون أسبوعيا للإشراف على جميع عناصر السياسة التي تمس الاقتصاد أو القضايا الاجتماعية مثل التعليم والصحة والإسكان.

    ويرأس الأمير محمد المجلس الأعلى لشركة أرامكو مما يجعله أول فرد من العائلة الحاكمة يشرف مباشرة على الشركة المملوكة للدولة.

    وخارج السعودية أثار هذا الصعود السريع والتغييرات المفاجئة لسياسات مستقرة منذ فترة طويلة فيما يتعلق بالشؤون الإقليمية والطاقة والاقتصاد بعض القلق وأضفى قدرا من الغموض على بلد يعتبره حلفاؤه منذ عهد بعيد شريكا معروفا لهم.

    وداخل المملكة نال ذلك إعجاب الشباب الذين يعتبرون صعود الأمير محمد دليلا على أن جيلهم يأخذ موقعا محوريا في إدارة شؤون البلاد التي تضع تقاليدها منذ عقود من الزمان السلطة في يد كبار السن.

  • □ الهيئة العامة للترفيه


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا