الرياض - أنجوس مكدوال (رويترز) - يزيد شبح انطلاق سباق للتسلح النووي في أخطر منطقة بالعالم من المخاطر المحيطة بالمحادثات النووية الإيرانية بعد أن لمحت السعودية اكثر من مرة الى أنها ستسعى لامتلاك أسلحة ذرية اذا قامت طهران بذلك.
وتوصلت إيران والقوى العالمية إلى اتفاق إطار يوم الخميس للحد من أنشطة البرنامج النووي الإيراني لعشر سنوات على الأقل. ويتضمن اتفاق الإطار رفع العقوبات الغربية تدريجيا عن إيران وهو مرهون بالتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 30 يونيو حزيران.
وذكرت وسائل اعلام رسمية أن العاهل السعودي الملك سلمان قال للرئيس الأمريكي باراك أوباما في اتصال هاتفي إنه يأمل في التوصل لاتفاق نهائي مع إيران يعزز الأمن في المنطقة والعالم.
وقالت وكالة الأنباء السعودية في وقت مبكر يوم الجمعة إن الملك سلمان عبر "عن أمله في أن يتم الوصول إلى اتفاق نهائي ملزم يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم."
وتشعر السعودية التي تتنافس مع إيران على النفوذ في المنطقة بالقلق من أن يتيح تخفيف العقوبات لطهران مجالا أوسع لتدعم وكلاء لها ترفضهم الرياض في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط.
ويظهر قرار الرياض غير المسبوق بتشكيل تحالف مع دول سنية أخرى لقصف الحوثيين حلفاء طهران في اليمن الأسبوع الماضي مدى الجدية التي تتعامل بها المملكة مع التهديد الذي تمثله ايران وكيف تطورت سياستها الخارجية لتصبح اكثر حزما.
بالنسبة للسعودية التي تخوض صراعا بدأ قبل عشر سنوات ضد حكام ايران من رجال الدين فإن احتمال امتلاك طهران قنبلة نووية سيناريو كابوسي. وتنفي طهران السعي لحيازة سلاح نووي.
لكن ليس واضحا ما اذا كانت أسرة آل سعود الحاكمة ستجازف فعلا بأن تصبح المملكة دولة منبوذة من خلال انتهاج سياسة ستقود الى دعوات بفرض عقوبات عليها أم أنها تراوغ.
وكان كبار أمراء الأسرة الحاكمة قد ذكروا مرارا أن الرياض ستسعى للحصول على نفس الحقوق النووية التي تتفق القوى العالمية عليها مع ايران في المحادثات التي جرت في مدينة لوزان في سويسرا ولمحوا ايضا الى أنه اذا فشلت المفاوضات في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية فإن المملكة ستسعى لامتلاكها.
وقال عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره جدة وجنيف "اذا امتلكت ايران قنبلة نووية فإن السعودية سيكون عليها أن تفكر بجدية شديدة في موازنة ذلك. السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي."
ولم تغب عن الدول التي تفاوضت على الاتفاق المبدئي الإيراني فكرة أن المملكة وغيرها من دول الشرق الأوسط يمكن أن تسعى للحصول على نفس الشروط التي تحصل عليها ايران بموجب الاتفاق لإنشاء برامج نووية سلمية خاصة بها.
وتعثر البرنامج النووي السعودي المقترح في السنوات الأخيرة بسبب خلافات على نطاقه واي الهيئات الحكومية ستتولى السيطرة عليه لكن على الرغم من ذلك وقعت الرياض اتفاقيات للتعاون النووي مع عدة دول.
ويدل التعامل بجدية مع دراسة الرياض امتلاك برنامج للتسلح النووي على حجم التغير الذي طرأ على علاقاتها مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة بعد خلافات بشأن التعامل مع الأوضاع في مصر وسوريا إثر انتفاضات الربيع العربي.
وعلى الرغم من أنها مازالت تنظر الى واشنطن باعتبارها حليفة وثيقة فإن السعودية لم تعد تعتقد أن باستطاعتها الاعتماد على الولايات المتحدة للدفاع عنها وعن حلفائها في مواجهة ما تعتبرها سياسة توسعية إيرانية في الدول العربية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 للإطاحة بصدام حسين.
وينظر الى تحرك السعودية بشأن اليمن داخل المملكة على أنه دليل على حقبة اكثر صرامة وحزما للسياسة الخارجية السعودية أساسها القيام بتحركات مباشرة ضد ايران بدلا من الاعتماد على مساعدة غربية.
وقال سعود السرحان الباحث بمركز الملك فيصل بالرياض "اذا انتصرنا في اليمن كما هو مرجح فإن هذا سيمثل نهاية عقد من القوة لإيران في المنطقة وسيصبح النفوذ السعودي أقوى وأقوى."
وأضاف أن المواجهة الآن ستصبح مباشرة.
وتمثل العلاقات مع دول سنية أخرى بالمنطقة عنصرا أساسيا لهذا الموقف السعودي الاكثر حزما خاصة العلاقات الأمنية مع مصر وباكستان.
وقام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بزيارة الرياض فيما سعى الملك سلمان الى بناء تحالف إقليمي لمواجهة ايران.
*تهديد العقوبات
ينطوي امتلاك أي قدرة على إنتاج أسلحة نووية على مخالفة بنود معاهدة حظر الانتشار النووي ويحتمل أن يعرض الرياض لأن تصبح دولة منبوذة او لفرض عقوبات قاسية كتلك التي فرضت على ايران.
ويعتمد الاقتصاد السعودي على التجارة الدولية اكثر من اعتماد الاقتصاد الإيراني لكن صادراته من النفط الخام اكثر أهمية بكثير للاقتصاد العالمي مما يجعل من الصعب فرض اي عقوبات اقتصادية بفاعلية.
وقال الدبلوماسي "لا أظن أنها ستواجه عقوبات. اذا كان لديك ربع احتياطيات العالم من الطاقة فإنك لا تخضع لعقوبات. فكرة أن المجتمع الدولي يستطيع فرض عقوبات على السعودية مخادعة منه."
ومن بين الاحتمالات التي تتردد كثيرا أن بوسع السعودية شراء سلاح من باكستان أو الدخول تحت مظلتها بدلا من محاولة استخدام برنامجها النووي المدني لإنتاج قنبلة وهي عملية معقدة يصعب الحفاظ على سريتها.
وقال بن صقر من مركز الخليج للأبحاث "أرسلت السعودية ما يكفي من المؤشرات. تتمتع بعلاقة قوية جدا مع باكستان التي تملك بعض القدرات. اذا كان جيراني يمتلكونها فلماذا علي أن أنتظر لحين أن أصبح تحت تهديد؟ سأحمي مصالحي."
وتوصلت إيران والقوى العالمية إلى اتفاق إطار يوم الخميس للحد من أنشطة البرنامج النووي الإيراني لعشر سنوات على الأقل. ويتضمن اتفاق الإطار رفع العقوبات الغربية تدريجيا عن إيران وهو مرهون بالتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 30 يونيو حزيران.
وذكرت وسائل اعلام رسمية أن العاهل السعودي الملك سلمان قال للرئيس الأمريكي باراك أوباما في اتصال هاتفي إنه يأمل في التوصل لاتفاق نهائي مع إيران يعزز الأمن في المنطقة والعالم.
وقالت وكالة الأنباء السعودية في وقت مبكر يوم الجمعة إن الملك سلمان عبر "عن أمله في أن يتم الوصول إلى اتفاق نهائي ملزم يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم."
وتشعر السعودية التي تتنافس مع إيران على النفوذ في المنطقة بالقلق من أن يتيح تخفيف العقوبات لطهران مجالا أوسع لتدعم وكلاء لها ترفضهم الرياض في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط.
ويظهر قرار الرياض غير المسبوق بتشكيل تحالف مع دول سنية أخرى لقصف الحوثيين حلفاء طهران في اليمن الأسبوع الماضي مدى الجدية التي تتعامل بها المملكة مع التهديد الذي تمثله ايران وكيف تطورت سياستها الخارجية لتصبح اكثر حزما.
بالنسبة للسعودية التي تخوض صراعا بدأ قبل عشر سنوات ضد حكام ايران من رجال الدين فإن احتمال امتلاك طهران قنبلة نووية سيناريو كابوسي. وتنفي طهران السعي لحيازة سلاح نووي.
لكن ليس واضحا ما اذا كانت أسرة آل سعود الحاكمة ستجازف فعلا بأن تصبح المملكة دولة منبوذة من خلال انتهاج سياسة ستقود الى دعوات بفرض عقوبات عليها أم أنها تراوغ.
وكان كبار أمراء الأسرة الحاكمة قد ذكروا مرارا أن الرياض ستسعى للحصول على نفس الحقوق النووية التي تتفق القوى العالمية عليها مع ايران في المحادثات التي جرت في مدينة لوزان في سويسرا ولمحوا ايضا الى أنه اذا فشلت المفاوضات في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية فإن المملكة ستسعى لامتلاكها.
وقال عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره جدة وجنيف "اذا امتلكت ايران قنبلة نووية فإن السعودية سيكون عليها أن تفكر بجدية شديدة في موازنة ذلك. السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي."
ولم تغب عن الدول التي تفاوضت على الاتفاق المبدئي الإيراني فكرة أن المملكة وغيرها من دول الشرق الأوسط يمكن أن تسعى للحصول على نفس الشروط التي تحصل عليها ايران بموجب الاتفاق لإنشاء برامج نووية سلمية خاصة بها.
وتعثر البرنامج النووي السعودي المقترح في السنوات الأخيرة بسبب خلافات على نطاقه واي الهيئات الحكومية ستتولى السيطرة عليه لكن على الرغم من ذلك وقعت الرياض اتفاقيات للتعاون النووي مع عدة دول.
ويدل التعامل بجدية مع دراسة الرياض امتلاك برنامج للتسلح النووي على حجم التغير الذي طرأ على علاقاتها مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة بعد خلافات بشأن التعامل مع الأوضاع في مصر وسوريا إثر انتفاضات الربيع العربي.
وعلى الرغم من أنها مازالت تنظر الى واشنطن باعتبارها حليفة وثيقة فإن السعودية لم تعد تعتقد أن باستطاعتها الاعتماد على الولايات المتحدة للدفاع عنها وعن حلفائها في مواجهة ما تعتبرها سياسة توسعية إيرانية في الدول العربية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 للإطاحة بصدام حسين.
وينظر الى تحرك السعودية بشأن اليمن داخل المملكة على أنه دليل على حقبة اكثر صرامة وحزما للسياسة الخارجية السعودية أساسها القيام بتحركات مباشرة ضد ايران بدلا من الاعتماد على مساعدة غربية.
وقال سعود السرحان الباحث بمركز الملك فيصل بالرياض "اذا انتصرنا في اليمن كما هو مرجح فإن هذا سيمثل نهاية عقد من القوة لإيران في المنطقة وسيصبح النفوذ السعودي أقوى وأقوى."
وأضاف أن المواجهة الآن ستصبح مباشرة.
وتمثل العلاقات مع دول سنية أخرى بالمنطقة عنصرا أساسيا لهذا الموقف السعودي الاكثر حزما خاصة العلاقات الأمنية مع مصر وباكستان.
وقام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بزيارة الرياض فيما سعى الملك سلمان الى بناء تحالف إقليمي لمواجهة ايران.
*تهديد العقوبات
ينطوي امتلاك أي قدرة على إنتاج أسلحة نووية على مخالفة بنود معاهدة حظر الانتشار النووي ويحتمل أن يعرض الرياض لأن تصبح دولة منبوذة او لفرض عقوبات قاسية كتلك التي فرضت على ايران.
ويعتمد الاقتصاد السعودي على التجارة الدولية اكثر من اعتماد الاقتصاد الإيراني لكن صادراته من النفط الخام اكثر أهمية بكثير للاقتصاد العالمي مما يجعل من الصعب فرض اي عقوبات اقتصادية بفاعلية.
وقال الدبلوماسي "لا أظن أنها ستواجه عقوبات. اذا كان لديك ربع احتياطيات العالم من الطاقة فإنك لا تخضع لعقوبات. فكرة أن المجتمع الدولي يستطيع فرض عقوبات على السعودية مخادعة منه."
ومن بين الاحتمالات التي تتردد كثيرا أن بوسع السعودية شراء سلاح من باكستان أو الدخول تحت مظلتها بدلا من محاولة استخدام برنامجها النووي المدني لإنتاج قنبلة وهي عملية معقدة يصعب الحفاظ على سريتها.
وقال بن صقر من مركز الخليج للأبحاث "أرسلت السعودية ما يكفي من المؤشرات. تتمتع بعلاقة قوية جدا مع باكستان التي تملك بعض القدرات. اذا كان جيراني يمتلكونها فلماذا علي أن أنتظر لحين أن أصبح تحت تهديد؟ سأحمي مصالحي."