محمد بن سعد
December 28th, 2008, 20:23
من BBC العربية
إنتقيت هذا الخبر
طموحات صناعة السيارات الصينية (http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/business/newsid_7782000/7782123.stm)
بيتر داي
بي بي سي
لست اعتياديا من عشاق السيارات. ولكن هذا الامر لا ينطبق على سيارة (BYD F3DM) الصينية. فقد قدت هذه السيارة بالامس واكتشفت انها فعلا سيارة مثيرة للاهتمام.
فمن جهة، لا تعدو هذه السيارة ان تكون سيارة صالون صغيرة كمئات السيارات الاخرى التي تنتجها المصانع في شتى ارجاء المعمورة - ولو انها تتمتع بتسارع رائع. اكتشفت ذلك عندما كنت اقودها في ارض مصنع الشركة في مدينة شينزين الجبارة شمالي هونجكونج.
فسيارة (BYD F3DM) تسير بالطاقة الكهربائية مما يفسر تسارعها القوي، ولكن عندما تفقد بطارياتها شحنتها بعد حوالي 128 كيلومترا من القيادة، ينطلق محركها الذي يسير بالبنزين بشكل سلس وتلقائي دون ان يشعر السائق بذلك.
قد يظن السائق ان هذه السيارة لا تعدو ان تكون اضافة اخرى الى قائمة السيارات الصديقة للبيئة التي بدأ صانعو السيارات بانتاجها.
ولكن الامر مختلف هذه المرة.
فصانعو هذه السيارة يقولون إن السيارات التي ينتجها الصانعون الآخرون تعتمد على البنزين اكثر من اعتمادها على الطاقة الكهربائية التي توفرها البطاريات. اما سيارتهم هذه، فتعتمد على هذين المصدرين مناصفة.
ومن هم هؤلاء المصنعين؟
إنها شركة صينية تطلق على نفسها اسم (BYD)، اسست قبل 13 عاما فقط ولم تتجه الى مجال انتاج السيارات الا قبل مدة وجيزة فقط.
ومن المقرر ان تزيح الشركة الستار عن هذه السيارة الجديدة في الصين في الخامس عشر من هذا الشهر، ولكن مديرها بول لين سمح لي بقيادتها يوم امس.
ولكن عندما اصطحبني في زيارة لمتحف شركته، جعلني ذلك افكر مليا. فما حاجة شركة لم يبلغ عمرها بعد 13 عاما الى متحف؟
يقول لين إن ذلك يعود الى ان لشركته طموحات جبارة، ولانها تريد ان تخبر العالم بالتقدم الذي احرزته في عمرها القصير وبالاهداف الطموحة التي تنوي تحقيقها.
نمو سريع
اطلعني بول لين على كيفية تطور الشركة، إذ بدأت حياتها بانتاج البطاريات التي يمكن شحنها عدة مرات سرعان ما اصبحت جزءا من ثلث الهواتف المحمولة التي تنتج على نطاق العالم. ويعود الفضل في تطوير هذه البطاريات الى مؤسس الشركة ورئيس مجلس ادارتها وانج تشوانفو.
وقد نمت الشركة وترعرعت بفضل هذه البطاريات حتى استنتج وانج ان السيارات الكهربائية قد تكون الطريق الى المستقبل.
فـ(BYD) تعرف الكثير عن صنع البطاريات، ولم تكن تعقيدات عملية انتاج السيارات لتثنيها عن مطمحها.
ولذا قامت منذ ست سنوات بشراء شركتين صينيتين للسيارات، ولديها الآن سبعة مصانع كبيرة يعمل فيها اكثر من 130 الفا من العمال.
وتنتج السيارة التي قدتها في مصنع الشركة الرئيسي في مدينة شينزين، وهي مدينة كانت قبل 30 عاما فقط تعتمد على صيد الاسماك ولم يكن يسكنها سوى 30 الف نسمة.
ولكن بفضل السعي الصيني الحثيث نحو التحديث، اصبحت شينزين جزءا من منطقة دلتا نهر اللؤلؤ الصناعية العالمية الجبارة، ويبلغ تعداد سكانها الآن زهاء الـ 14 مليون.
عجلة التحديث
ولم يكن مصنع (BYD) الكبير موجودا منذ 15 شهرا فقط، إذ اضطرت الشركة الى تسوية عدة تلال وازالة عدة بحيرات من اجل تشييده.
ويقيم معظم عمال الشركة في مبان شيدت خصيصا لذلك تقع قرب المصنع.
وكغالبية العمالة في شينزين، فإن معظم عمال الشركة من المهاجرين الذين اتوا الى المنطقة من ارياف الصين بحثا عن حياة افضل. إن هؤلاء العمال المهاجرين هم الذين يديرون عجلة التحديث الصينية الجبارة.
وبينما تبدو المنجزات التي حققتها (BYD) مذهلة، فإن حجمها يتضاءل مقارنة بطموحاتها.
فالشركة قد اعلنت عن نيتها صراحة في ان تصبح اكبر منتج للسيارات في الصين بحلول عام 2015، وان تصبح اكبر مصنع للسيارات في العالم بحلول 2025.
وبالرغم من ارتيابي في امكانية تحقيق ذلك، لم يبد بول لين اية شكوك بالمرة. وفي الحقيقة فإن الصعوبات التي تعاني منها صناعة السيارات في الولايات المتحدة في الوقت الراهن تشير الى امكانية تحقيق الشركة الصينية لطموحاتها.
فالشركة الصينية تصر على ان عملية صنع السيارات ابسط بكثير من التقنية المتطورة التي جبلوا عليها، ويقولون إن الكثير من الاساليب التي تعلموها في مجال التقنية المتطورة يمكن استخدامها في صنع السيارات.
وبينما كنت اقود السيارة الجديدة - الصامتة تماما - بدأت بتأمل المستقبل.
فالصين، التي تعتمد اعتمادا كبيرا على التصدير، ستتأثر بشكل كبير بالركود الذي اصاب العالم. ولكن المصانع الصينية بدأت منذ مدة - كما بدأت شركة (BYD) - بتطوير التقنيات التي تعتمدها وتحويرها الى مجالات اخرى.
فـ (BYD) التي بدأت حياتها كمصنع لبطاريات الهواتف المحمولة اصبحت الآن تنتج السيارات. وبينما يقول المنتقدون إن السيارات التي تنتجها الشركة لا تعدو كونها نسخ لسيارات اخرى، عليهم ان يتذكروا ان صناعة السيارات اليابانية التي اكتسحت العالم كانت لها نفس البداية.
وقد فازت شركة (BYD) بتزكية مهمة في شهر سبتمبر/ايلول الماضي. فبينما كانت اسواق الاسهم تشهد انهيارا كبيرا، قرر شيخ المستثمرين الامريكيين الملياردير وارين بوفيت شراء ما قيمته 230 مليون دولار من اسهم الشركة ليصبح بذلك مالكا لـ 10 في المئة من اسهمها.
والمعروف عن بوفيت انه يستثمر امواله للامد البعيد وليس للربح السريع، ولذلك فلا بد ان يكون قد استشرف شيئا عن شركة (BYD) غاب عن اعين الكثيرين.
إنتقيت هذا الخبر
طموحات صناعة السيارات الصينية (http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/business/newsid_7782000/7782123.stm)
بيتر داي
بي بي سي
لست اعتياديا من عشاق السيارات. ولكن هذا الامر لا ينطبق على سيارة (BYD F3DM) الصينية. فقد قدت هذه السيارة بالامس واكتشفت انها فعلا سيارة مثيرة للاهتمام.
فمن جهة، لا تعدو هذه السيارة ان تكون سيارة صالون صغيرة كمئات السيارات الاخرى التي تنتجها المصانع في شتى ارجاء المعمورة - ولو انها تتمتع بتسارع رائع. اكتشفت ذلك عندما كنت اقودها في ارض مصنع الشركة في مدينة شينزين الجبارة شمالي هونجكونج.
فسيارة (BYD F3DM) تسير بالطاقة الكهربائية مما يفسر تسارعها القوي، ولكن عندما تفقد بطارياتها شحنتها بعد حوالي 128 كيلومترا من القيادة، ينطلق محركها الذي يسير بالبنزين بشكل سلس وتلقائي دون ان يشعر السائق بذلك.
قد يظن السائق ان هذه السيارة لا تعدو ان تكون اضافة اخرى الى قائمة السيارات الصديقة للبيئة التي بدأ صانعو السيارات بانتاجها.
ولكن الامر مختلف هذه المرة.
فصانعو هذه السيارة يقولون إن السيارات التي ينتجها الصانعون الآخرون تعتمد على البنزين اكثر من اعتمادها على الطاقة الكهربائية التي توفرها البطاريات. اما سيارتهم هذه، فتعتمد على هذين المصدرين مناصفة.
ومن هم هؤلاء المصنعين؟
إنها شركة صينية تطلق على نفسها اسم (BYD)، اسست قبل 13 عاما فقط ولم تتجه الى مجال انتاج السيارات الا قبل مدة وجيزة فقط.
ومن المقرر ان تزيح الشركة الستار عن هذه السيارة الجديدة في الصين في الخامس عشر من هذا الشهر، ولكن مديرها بول لين سمح لي بقيادتها يوم امس.
ولكن عندما اصطحبني في زيارة لمتحف شركته، جعلني ذلك افكر مليا. فما حاجة شركة لم يبلغ عمرها بعد 13 عاما الى متحف؟
يقول لين إن ذلك يعود الى ان لشركته طموحات جبارة، ولانها تريد ان تخبر العالم بالتقدم الذي احرزته في عمرها القصير وبالاهداف الطموحة التي تنوي تحقيقها.
نمو سريع
اطلعني بول لين على كيفية تطور الشركة، إذ بدأت حياتها بانتاج البطاريات التي يمكن شحنها عدة مرات سرعان ما اصبحت جزءا من ثلث الهواتف المحمولة التي تنتج على نطاق العالم. ويعود الفضل في تطوير هذه البطاريات الى مؤسس الشركة ورئيس مجلس ادارتها وانج تشوانفو.
وقد نمت الشركة وترعرعت بفضل هذه البطاريات حتى استنتج وانج ان السيارات الكهربائية قد تكون الطريق الى المستقبل.
فـ(BYD) تعرف الكثير عن صنع البطاريات، ولم تكن تعقيدات عملية انتاج السيارات لتثنيها عن مطمحها.
ولذا قامت منذ ست سنوات بشراء شركتين صينيتين للسيارات، ولديها الآن سبعة مصانع كبيرة يعمل فيها اكثر من 130 الفا من العمال.
وتنتج السيارة التي قدتها في مصنع الشركة الرئيسي في مدينة شينزين، وهي مدينة كانت قبل 30 عاما فقط تعتمد على صيد الاسماك ولم يكن يسكنها سوى 30 الف نسمة.
ولكن بفضل السعي الصيني الحثيث نحو التحديث، اصبحت شينزين جزءا من منطقة دلتا نهر اللؤلؤ الصناعية العالمية الجبارة، ويبلغ تعداد سكانها الآن زهاء الـ 14 مليون.
عجلة التحديث
ولم يكن مصنع (BYD) الكبير موجودا منذ 15 شهرا فقط، إذ اضطرت الشركة الى تسوية عدة تلال وازالة عدة بحيرات من اجل تشييده.
ويقيم معظم عمال الشركة في مبان شيدت خصيصا لذلك تقع قرب المصنع.
وكغالبية العمالة في شينزين، فإن معظم عمال الشركة من المهاجرين الذين اتوا الى المنطقة من ارياف الصين بحثا عن حياة افضل. إن هؤلاء العمال المهاجرين هم الذين يديرون عجلة التحديث الصينية الجبارة.
وبينما تبدو المنجزات التي حققتها (BYD) مذهلة، فإن حجمها يتضاءل مقارنة بطموحاتها.
فالشركة قد اعلنت عن نيتها صراحة في ان تصبح اكبر منتج للسيارات في الصين بحلول عام 2015، وان تصبح اكبر مصنع للسيارات في العالم بحلول 2025.
وبالرغم من ارتيابي في امكانية تحقيق ذلك، لم يبد بول لين اية شكوك بالمرة. وفي الحقيقة فإن الصعوبات التي تعاني منها صناعة السيارات في الولايات المتحدة في الوقت الراهن تشير الى امكانية تحقيق الشركة الصينية لطموحاتها.
فالشركة الصينية تصر على ان عملية صنع السيارات ابسط بكثير من التقنية المتطورة التي جبلوا عليها، ويقولون إن الكثير من الاساليب التي تعلموها في مجال التقنية المتطورة يمكن استخدامها في صنع السيارات.
وبينما كنت اقود السيارة الجديدة - الصامتة تماما - بدأت بتأمل المستقبل.
فالصين، التي تعتمد اعتمادا كبيرا على التصدير، ستتأثر بشكل كبير بالركود الذي اصاب العالم. ولكن المصانع الصينية بدأت منذ مدة - كما بدأت شركة (BYD) - بتطوير التقنيات التي تعتمدها وتحويرها الى مجالات اخرى.
فـ (BYD) التي بدأت حياتها كمصنع لبطاريات الهواتف المحمولة اصبحت الآن تنتج السيارات. وبينما يقول المنتقدون إن السيارات التي تنتجها الشركة لا تعدو كونها نسخ لسيارات اخرى، عليهم ان يتذكروا ان صناعة السيارات اليابانية التي اكتسحت العالم كانت لها نفس البداية.
وقد فازت شركة (BYD) بتزكية مهمة في شهر سبتمبر/ايلول الماضي. فبينما كانت اسواق الاسهم تشهد انهيارا كبيرا، قرر شيخ المستثمرين الامريكيين الملياردير وارين بوفيت شراء ما قيمته 230 مليون دولار من اسهم الشركة ليصبح بذلك مالكا لـ 10 في المئة من اسهمها.
والمعروف عن بوفيت انه يستثمر امواله للامد البعيد وليس للربح السريع، ولذلك فلا بد ان يكون قد استشرف شيئا عن شركة (BYD) غاب عن اعين الكثيرين.