محمد بن سعد
June 23rd, 2012, 21:14
أعلن الدكتور محمد قاري السيد، المدير التنفيذي للهيئة العليا للسياحة والآثار بمدينة الطائف، عن استهداف نصف مليون سائح خلال الدورة الثالثة لسوق عكاظ التاريخي، الذي سيبدأ فعالياته أواخر الشهر الحالي، لافتا إلى اهتمام ودعم الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة والأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة بإحياء السوق التاريخي الذي توقف منذ ألف عام ونيف. رجـب 1430
ينفض غباره للسنة الثالثة
10106
جانب من آثار سوق عكاظ («الشرق الأوسط»)
وأكد مؤرخون وباحثون لـ«الشرق الأوسط» على أهمية السوق الذي سينعش الاقتصاد المحلي للمدينة بشكل خاص، والمملكة بشكل عام، فضلا عما يحتويه السوق من بعد تاريخي وثقافي، وسياحي. وذكر الدكتور قاري أن سوق عكاظ التاريخي الذي يمتد على مساحة تقدر بنحو 11 مليون متر مربع شمال شرق الطائف، شرعت الهيئة في تطويره ليكون فعالية اقتصادية وثقافية حديثة، كما يشكل قوة ترابط اقتصادي وثقافي يخدم اقتصاد محافظة الطائف. وأضاف «تعد الهيئة لتنظيم رحلات سياحية للطائف وسوق عكاظ، ضمن الاستعدادات القائمة لإطلاق فعاليات مهرجان سوق عكاظ للعام الحالي، وعقد جهاز التنمية السياحية والآثار بالطائف ورشة عمل لمشغلي الرحلات السياحية بجدة ومكة المكرمة، بهدف تسويق سوق عكاظ، وعمل برامج سياحية، بما فيها المسارات التي يمكن تنظيمها خلال فترة المهرجان».
وزاد «بالإضافة إلى عرض المواقع السياحية الجاذبة بالطائف والتي من الممكن تنظيم رحلات سياحية إليها مثل محمية محازة الصيد بشمال شرق الطائف والتي تعد أكبر محمية مسيجة بالمملكة وتضم بيئات مميزة والعديد من الأحياء الفطرية النادرة».
من جانبه أوضح عيسى القصير، المؤرخ والباحث في شؤون الطائف لـ«الشرق الأوسط»، بأن التوجه الحديث في مشروع عكاظ يتلخص في استلهام واقعه الماضي كمكان لتجمع فطاحل العرب في الشعر والأدب، كانت يعرض المساجلات الشعرية، مما أثرى الساحة الثقافية آنذاك، علاوة على اجتماع أهل المهن الحرفية التي اشتهر بها العرب منذ القدم.
وأضاف «كان السوق مكانا لتبادل التجارة وملتقى أدبيا وساحة للمعرفة حتى إلى عهد الإسلام، وفي نهاية عام 129هـ أوقف السوق نشاطاته لأسباب أمنية في ذلك التاريخ، أما اليوم فيعتبر إحياء سوق عكاظ حكاية ماض مجيد ومستقبل مشرق»، ولفت إلى إقامة المنتديات الثقافية بالسوق بالإضافة إلى الندوات الأدبية والمعارض الفنية المصاحبة لافتتاح مهرجان التراث الشعبي الذي يتواكب مع الفعاليات المعلنة.
ويعود المدير التنفيذي للهيئة العليا للسياحة والآثار بالطائف بالإشارة إلى نقش عبارات ترحيبية وقصائد شعرية، بالإضافة إلى شعار سوق عكاظ على 50 صخرة من صخور الجرانيت، التي تم جلبها لموقع السوق ونشرها بين جنباته، إضافة إلى نقش شعار السوق على صخرة كبيرة سيتم وضعها في بوابة السوق.
وكان فهد بن معمر محافظ الطائف رئيس اللجنة الرئيسية للسوق قد وافق على تكليف النحات محمد الثقفي عضو جمعية الثقافة والفنون بالطائف ببدء العمل في نحت الصخور وإظهار النقوش التي تضفي على موقع سوق عكاظ صبغة تاريخية وتشعر الزوار بمكانته التاريخية. وعاد الدكتور قاري للإشارة إلى استحداث أربعة مراكز للمعلومات، تسهل على السائحين وزوار سوق عكاظ تعريفهم على الأنشطة والفعاليات، فضلا عن المعرض الذي سيضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية للسوق، ومجسما توضيحيا لمشروع السوق بعد تطويره ضمن منطقة المعارض بالسوق.
إلى ذلك بين حماد السالمي الباحث والأديب أن إعادة وإحياء سوق عكاظ يحفز شريحة الأدباء والشعراء على اقتفاء الأثر الطيب لصناع التاريخ، وقال «رغم الغياب الطويل الذي سجله سوق عكاظ واستمر 13 قرنا، إلا أن علاقة العرب بهذا السوق لم تنقطع، كونه الأبرز في المشهد الثقافي، وكانت أشعارهم من المعلقات، تجاز وتخرج إلى العالم من ساحة عكاظ، ولهذا كان عكاظ حاضرا في الحياة الثقافية العربية حتى وهو غائب، كان حاضرا في الثقافة العربية شعرا ونثرا حتى بعث من جديد قبل عامين، وها هو اليوم يسجل الحضور الثالث هذا العام، ليؤكد من جديد، أنه عكاظ الذي لا يغيب ولا يخيب».
المصدر : الشرق الأوسط جدة - بدر القحطاني - الخميـس 02 رجـب 1430 هـ
ينفض غباره للسنة الثالثة
10106
جانب من آثار سوق عكاظ («الشرق الأوسط»)
وأكد مؤرخون وباحثون لـ«الشرق الأوسط» على أهمية السوق الذي سينعش الاقتصاد المحلي للمدينة بشكل خاص، والمملكة بشكل عام، فضلا عما يحتويه السوق من بعد تاريخي وثقافي، وسياحي. وذكر الدكتور قاري أن سوق عكاظ التاريخي الذي يمتد على مساحة تقدر بنحو 11 مليون متر مربع شمال شرق الطائف، شرعت الهيئة في تطويره ليكون فعالية اقتصادية وثقافية حديثة، كما يشكل قوة ترابط اقتصادي وثقافي يخدم اقتصاد محافظة الطائف. وأضاف «تعد الهيئة لتنظيم رحلات سياحية للطائف وسوق عكاظ، ضمن الاستعدادات القائمة لإطلاق فعاليات مهرجان سوق عكاظ للعام الحالي، وعقد جهاز التنمية السياحية والآثار بالطائف ورشة عمل لمشغلي الرحلات السياحية بجدة ومكة المكرمة، بهدف تسويق سوق عكاظ، وعمل برامج سياحية، بما فيها المسارات التي يمكن تنظيمها خلال فترة المهرجان».
وزاد «بالإضافة إلى عرض المواقع السياحية الجاذبة بالطائف والتي من الممكن تنظيم رحلات سياحية إليها مثل محمية محازة الصيد بشمال شرق الطائف والتي تعد أكبر محمية مسيجة بالمملكة وتضم بيئات مميزة والعديد من الأحياء الفطرية النادرة».
من جانبه أوضح عيسى القصير، المؤرخ والباحث في شؤون الطائف لـ«الشرق الأوسط»، بأن التوجه الحديث في مشروع عكاظ يتلخص في استلهام واقعه الماضي كمكان لتجمع فطاحل العرب في الشعر والأدب، كانت يعرض المساجلات الشعرية، مما أثرى الساحة الثقافية آنذاك، علاوة على اجتماع أهل المهن الحرفية التي اشتهر بها العرب منذ القدم.
وأضاف «كان السوق مكانا لتبادل التجارة وملتقى أدبيا وساحة للمعرفة حتى إلى عهد الإسلام، وفي نهاية عام 129هـ أوقف السوق نشاطاته لأسباب أمنية في ذلك التاريخ، أما اليوم فيعتبر إحياء سوق عكاظ حكاية ماض مجيد ومستقبل مشرق»، ولفت إلى إقامة المنتديات الثقافية بالسوق بالإضافة إلى الندوات الأدبية والمعارض الفنية المصاحبة لافتتاح مهرجان التراث الشعبي الذي يتواكب مع الفعاليات المعلنة.
ويعود المدير التنفيذي للهيئة العليا للسياحة والآثار بالطائف بالإشارة إلى نقش عبارات ترحيبية وقصائد شعرية، بالإضافة إلى شعار سوق عكاظ على 50 صخرة من صخور الجرانيت، التي تم جلبها لموقع السوق ونشرها بين جنباته، إضافة إلى نقش شعار السوق على صخرة كبيرة سيتم وضعها في بوابة السوق.
وكان فهد بن معمر محافظ الطائف رئيس اللجنة الرئيسية للسوق قد وافق على تكليف النحات محمد الثقفي عضو جمعية الثقافة والفنون بالطائف ببدء العمل في نحت الصخور وإظهار النقوش التي تضفي على موقع سوق عكاظ صبغة تاريخية وتشعر الزوار بمكانته التاريخية. وعاد الدكتور قاري للإشارة إلى استحداث أربعة مراكز للمعلومات، تسهل على السائحين وزوار سوق عكاظ تعريفهم على الأنشطة والفعاليات، فضلا عن المعرض الذي سيضم مجموعة من الصور الفوتوغرافية للسوق، ومجسما توضيحيا لمشروع السوق بعد تطويره ضمن منطقة المعارض بالسوق.
إلى ذلك بين حماد السالمي الباحث والأديب أن إعادة وإحياء سوق عكاظ يحفز شريحة الأدباء والشعراء على اقتفاء الأثر الطيب لصناع التاريخ، وقال «رغم الغياب الطويل الذي سجله سوق عكاظ واستمر 13 قرنا، إلا أن علاقة العرب بهذا السوق لم تنقطع، كونه الأبرز في المشهد الثقافي، وكانت أشعارهم من المعلقات، تجاز وتخرج إلى العالم من ساحة عكاظ، ولهذا كان عكاظ حاضرا في الحياة الثقافية العربية حتى وهو غائب، كان حاضرا في الثقافة العربية شعرا ونثرا حتى بعث من جديد قبل عامين، وها هو اليوم يسجل الحضور الثالث هذا العام، ليؤكد من جديد، أنه عكاظ الذي لا يغيب ولا يخيب».
المصدر : الشرق الأوسط جدة - بدر القحطاني - الخميـس 02 رجـب 1430 هـ