محمد بن سعد
March 18th, 2012, 20:00
يتعرض النخيل عامة وخاصة نخيل البلح للإصابة بالعديد من الآفات الحشرية أخطرها في الوقت الراهن حشرة سوسة النخيل الحمراء التي تؤدي إلي هلاك النخلة سواء كانت كبيرة أو صغيرة إذا ماتركت دون اكتشاف ومعالجة لذا كانت هذه المعلومات عن هذه الآفة الخطيرة لإمكانية التعرف عليها والتعامل معها والحد من انتشارها وتقليل أضرارها إلي أضيق الحدود الممكنة.
6350
الأسم العلمي: Rhynchophorus Ferrugineus oliver
العائلة: Curculionidae
الرتبة: Coleoptera
شكل الحشرة كاملة
التسمية: تسمي بسوسة النخيل لأنها تصيب النخيل بكافة أنواعه من نخيل الزيت ونخيل جوز الهند وبعض أنواع نخيل الزينة ولكنها تفضل نخيل البلح جدا وذلك لملاءمة أنسجة جذع النخلة لحياة الحشرة من حيث درجة الليونة والمكونات الغذائية.
وتسمي بالحمراء نظرا للون الحشرة الكاملة المائل للإحمرار كما أنها تسمي بالهندية أو الأسيوية نظرا لموطنها الأصلي في منطقة الهند ودول شرق آسيا.
الانتشار الجغرافي: منشأها بالهند أكثر من مائة عام وتنتشر في قارة آسيا بالهند وباكستان والفلبين وسيرلانكا وبورما وتايلاند وأندونيسيا ودول الخليج العربي وإيران والأردن وأوربا بأسبانيا والأراضي الفلسطينية واليابان ومصر .
ملحوظة هامة: بالرغم من انتشار هذه الآفة منذ زمن بعيد وبشكل كبير في دول أسيا إلا أنها لاتشكل نفس مستوي الخطورة الاقتصادية كما في المنطقة العربية وذلك لإصابتها نخيل جوز الهند ونخيل الزيت في آسيا والذي يتميز بجذع أملس شديد الصلابة يسهل فحصه علي المزارع ويصعب إختراقه بيرقات الحشرة فلا تكون الإصابات قاتلة ومميتة ويتم التعامل معها بأساليب العلاج بالحقن بسهولة.
العوائل: تصيب سوسة النخيل الحمراء جميع أنواع النخيل من نخيل تمر وجوز هند وزيت وزينة ولكن لها أفضلية في العوائل ومن خلال المشاهدات لوحظ أنها تفضل نخيل البلح ومن نخيل الزينة تفضل نخيل الكناريا المعروف محليا باسم (الفوينكس الأفرنجي) حيث تصيبه في منطقة القمة النامية مباشرة.
إن إصابة نخيل البلح بهذه الآفة تعتبر إصابة مدمرة وقاتلة حيث إنه إذا ما تركت الإصابة دون اكتشاف أو علاج تقضي علي النخلة تماما في فترة تتراوح من سنة إلي سنتين حسب عمر وحجم النخلة وذلك التدمير يتم بطريقتين:
أولهما: حدوث الإصابة بالقمة النامية (الجمارة) وبالتالي تموت النخلة ولا يمكنها تعويض قمتها النامية.
ثانيهما: تأكل جذع النخلة من الداخل بحيث يصبح مجوفا لا يقوي علي حمل جسم النخلة فتسقط مع هبوب الريح.
اعراض الاصابة:
1- وجود سوائل صمغية كريمية أو بنية اللون ذات رائحة كريهة تسيل علي جذع االنخلة, وكذلك وجود نشارة لينة لها نفس الرائحة علي الجذع.
2- موت بعض الفسائل حول جذع النخلة الأم يمكن فصلها بسهولة باليد ووجود الاهتراء وتآكل قاعدة الفسيلة كما توجد بعض أطوار الحشرة في منطقة الإصابة أسفل الفسيلة.
3- اصفرار وموت بعض السعف في النخلة وبإزالته يلاحظ وجود الإصابة أسفل قاعدة السعف ووجود بعض الأطوار للحشرة.
4- موت القمة النامية للنخلة وميل رأسها علي أحد الجوانب.
6345
مظهر الأصابة
بعض الملاحظات علي مظاهر الإصابة:
تكثر الإصابة في النخيل من عمر 3 – 10 سنوات حيث يعتبر النخيل في هذه الأعمار مفضل جدا للحشرة لوضع البيض وإحداث الإصابة.
تكثر الإصابة في المنطقة من مستوي سطح التربة وحتي ارتفاع مترين.
سلوك الحشرة:
تتزاوج الذكور والإناث أكثر من مرة طوال فترة حياتها وتعيش الأنثي من 2-3 شهور تضع خلالها من 200-300 بيضة طوال هذه الفترة وتضع البيض فردي وقد تضعه في أكثر من موضع علي نخلة واحدة أو أكثر من نخلة وتضعه في أماكن الجروح الجديدة الناتجة عن التقليم أو إزالة الفسائل حيث تنجذب الأنثي لرائحة العصارة الناتجة (الكريمون) من أنسجة النخلة حديثة القطع. لذا ننصح دائما بالتعفير بأحد المساحيق بعد إجراء هذه العمليات لمنع الحشرة من وضع البيض وإحداث إصابات جديدة بالنخلة كما تضع بيضها علي جذع النخلة بين قواعد الجريد وجذع النخلة.
يفقس البيض الموضوع علي النخلة بعد 3 – 5 أيام وتخرج منه يرقات صغيرة تنخر في جسم النخلة وتتغذي وتنسلخ حتي العمر السادس وتخرج ورائها السوائل الصمغية كريهة الرائحة وكذلك النشارة الناتجة من نخرها في جسم النخلةوتصنع كل يرقة لنفسها نفقا في جسم النخلة وتتجاور الأنفاق وتتسع حتي تنفتح علي بعضها ويكون إتجاه النفق دائما لأعلي في إتجاه القمة النامية للنخلة لذلك يتم علاج الإصابة بالحقن في موضع أعلي الإصابة ب 20سم ويستغرق هذا الطور اليرقي من 2 – 3شهور.
تتحول اليرقات بعد ذلك إلي عذاري داخل شرانق من الليف تصنعها من ليف النخلة إن وجد بموقع الإصابة أو تصنعها من ألياف أنسجة النخلة الناتجة عن تغذية اليرقات وبعد أسبوعين تقريبا تخرج من هذه الشرانق حشرات كاملة ذكور وإناث لتتزاوج وتعيد دورة الحياة من جديد.
6344
الأطوار المختلفة لحياة الحشرة
ملاحظات علي سلوك الحشرة:
ليس لسوسة النخيل الحمراء بيات شتوي بمعني أنها تتواجد طوال العام وتحدث إصابات بالنخيل في الشتاء والصيف وذلك لأن هذه الحشرة لاتتأثر بالعوامل البيئية المحيطة بها نظرا لأنها يمكنها عند الاضطرار والضرورة أن تعيش داخل النخلة لمدة ثلاثة أجيال متتالية ويمكنها التواجد داخل جذع النخلة المصابة وذلك في حالة عدم تمكنها للخروج من النخلة لأي ظرف ما.
كما أن الحشرة من 3-5 أجيال متداخلة طوال السنة وهذا يفسر مشاهدة جميع الأطوار والأعمار في جذع النخلة في حالة الإصابة المتقدمة التي مر عليها أكثر من 6 شهور.
ملحوظة هامة
الإصابة الجديدة بهذه الآفة في المناطق البعيدة لاتتم إلا بالنقل عن طريق نقل فسائل أو نخيل مصاب أونقل أطوار الحشرة إلي المنطقة الجديدة لذا تكمن إهمية الحجرالزراعي في انتشار الإصابة وانتقالها لأماكن جديدة.
طرق مكافحة سوسة النخيل الحمراء:
الأساس في مكافحة الحشرة هو علاج الإصابة وعدم إزالة النخلة المصابة اللهم إلا إذا كانت الإصابة في القمة النامية ولايرجي شفاء النخلة أما المناطق التي غزتها الآفة حديثا فيتم التعامل بالإزالة بالأسلوب الذي سيبين فيما بعد.
والتعامل يتم مع حالتين من الإصابة:
1- الإصابة الحديثة (السطحية) التي لاتتجاوز عمرها 2 – 3 شهور.
2-الإصابة المتقدمة ذات الفجوة بجسم النخلة والتي يتراوح عمرها من 4 – 12شهرا.
اولا : التعامل مع الإصابات الحديثة:
وهي عبارة عن خروج سوائل صمغية كريمية أو بنية اللون علي جذع النخلة ناتجة من ثقب صغير من 1 – 3 سم وتعالج هذه الإصابة بالحقن باستخدام مواسير معدنية أو بلاستيكية بقطر 12مم وبطول من 15-20 سم وبعدد 3 – 5 ماسورة أو حسب حجم الإصابة حيث تثبت هذه المواسير حول مواضع الإصابة باستخدام الأزميل المعدني أو الشنيور أو أية آلة مناسبة لعمل الثقوب التي تثبت فيها المواسير ثم يصب فيها محلول المبيد بتركيز 1مبيد/10 ماء أو يحقن بالماسورة بأية وسيلة أو آلة مناسبة حسب الإمكانات المتاحة ثم يغلق فم الماسورة باستخدام ليف النخيل أو آية مادة تؤدي الغرض.
ملاحظات هامة للعلاج بالحقن
إذا وجدت أكثر من إصابة علي النخلة تعالج كل إصابة بالحقن علي حده.
لأن هذا العلاج موضعي يعالج منطقة الإصابة فقط ولاأثر له علي باقي النخلة أو ما بها من ثمار.
إن نجاح عملية الحقن تتوقف علي عاملين
أولهما: موضع الحقن بحيث يكون أعلي منطقة الإصابة ب20سم وذلك لإتجاه الإصابة من أسفل إلي أعلي.
ثانيهما: مدي كفاءة سريان محلول المبيد عن طريق المواسير إلي أنسجة النخلة في الجزء المصاب.
من أخطاء عملية الحقن
الحقن في ثقب الإصابة نفسه.
الطرق علي المواسير أثناء وضعها في الثقوب حيث إن ذلك يؤدي لانسداد قاعدة الماسورة وبالتالي عدم استيعابها لمحلول المبيد وفشل الحقن.
ثانيا : التعامل مع االإصابات المتقدمة:
وهي الإصابات التي تركت بدون علاج للإهمال أو عدم الاكتشاف المبكر بحيث أدت إلي تكون فجوة بجذع النخلة
وفي هذه الحالة
1- يتم تنظيف الفجوة من الداخل من نواتج الإصابة والأطوار المختلفة للحشرة وإخراجها من جذع النخلة وسكب محلول المبيد عليها ودفنها بالتربة.
2- يتم الحقن كما سبق أعلي نهاية التجويف بحوالي 20سم.
3- يوضع من 1 – 3 أقراص فوستوكسين (الأقراص التي تستخدم في تخزين الحبوب كالقمح والذرة واللوبيا) حسب حجم التجويف داخل تجويف النخلة, ويراعي وضعه علي عازل من الرطوبة من بلاستيك أو حجر أو صفيح أو خلافه وذلك لعدم تشبع القرص بالرطوبة وإخراج كمية الغاز دفعة واحدة.
4- يسد علي التجويف بليف النخيل أو قواعد الجريد وتغلق من الخارج بالطين أو الطفلة أو الأسمنت أو الجبس أو أي مادة متوافرة بالمنطقة وذلك لإحكام الغلق وعدم تسرب الغاز الناتج من قرص الفوستوكسين ولايتم فتح التجويف قبل مرور أسبوعين علي الأقل.
من أخطاء عملية التبخير بالأقراص:
ملأ التجويف من الداخل بعد وضع القرص بالرمل أو الطين دون ترك الفراغ الداخلي
وضع الأقراص في قاعدة التجويف علي الرطوبة مباشرة دون استخدام عازل مما يؤدي لتشبع القرص بالرطوبة وخروج كمية كبيرة من الغاز خلال فترة قصيرة لاتتناسب مع حجم التجويف مما يؤدي لانفجار التجويف وسقوط السدادة وفشل عملية التبخير.
ثالثا : التعامل مع الفسائل المصابة من عمر 3:1 سنوات:
نظرا لأن هذه الفسائل ذات الأعمار الصغيرة ليس لها جذع خشبي سوي قواعد الجريد والليف, لذا لايمكن التعامل معها بالحقن أو التبخير, وفي حالة الإصابة يمكن تغريق قلب الفسيلة بمحلول المبيد ليتشبع الليف وقواعد الجريد بمحلول من الداخل إلي الخارج وبالتالي يقضي علي أي أطوار للحشرة بقلب الفسيلة.
استكمال بعض أطوار الحشرة لدورة حياتها في الجذع المدفون سطحياً ثم خروج الحشرات الكاملة من التربة وإحداث إصابات جديدة وهذا يفسر سبب تجدد الإصابات في بعض المناطق الحديثة دائماً بعد فترة من 6-8 شهور بالرغم من عدم نقل فسائل جديدة مصابة ثانية إلي المنطقة ولذا يجب جداً الأخذ في الاعتبار تفادي هذا الخطأ وخاصة في المناطق حديثة الاصابة لأول مرة .
طرق الوقاية من الاصابة
اولا : الحجر الزراعي - بمعني أن يتم تداول النخيل وفسائله بعد التأكد من خلوه من الإصابة بمعرفة الإدارة الزراعية وتعفيره بمساحيق المبيدات ومنحه شهادة للتداول وهذا يتم بالمجان في الإدارات الزراعية .
ثانيا : التعفير بمساحيق المبيدات بعد إزالة الفسائل أو إجراء عمليات التقليم للنخيل حتي لاتنجذب الحشرة لعصارة الأنسجة حديثة القطع .
مع مراعاة أن يجري التقليم شتاء وليس صيفاً حيث يكون نشاط الحشرة الكاملة أقل في الشتاء عنه في الصيف .
ولذا يراعي الانتهاء من عملية التقليم قبل شهر آذار
ثالثا : الفسائل المزالة من تحت النخلة بغرض الزراعة في المشتل أو الأرض المستديمة يجب غمس قاعدها في محلول المبيد لمدة من 5-7 دقائق قبل الزراعة ثم تعفيرها عقب الزراعة وبعد مرور ستة شهور وتجدد نموها يتم غمرها بمحلول المبيد كل 2-3 شهور للوقاية والقضاء علي أي إصابة حديثة بها .
رابعا: الرش الوقائي - وذلك لكامل النخيل بمناطق الإصابة بمتوسط طول 8 أمتار للجذع من 3-4 مرات في السنة وذلك بغمر النخلة من أعلي لأسفل باستخدام الباشبوري المعدل لذلك بغمر منطقة الليف وقواعد الجريد وإنسياب المبيد من أعلي لأسفل علي جذع النخلة للقضاء علي الأطوار الكاملة للحشرة أو أي بيض حديث الوضع وبالتالي يكون لها أثر كبير في الحد من حدوث إصابات جديدة بالنخيل وبذلك يكون الرش كعامل وقائي للحد من حدوث إصابات جديدة .
وفي نفس الوقت يعتبر الرش بهذا الأسلوب كوسيلة مكافحة فعالة ضد أطوار الحشرة الكاملة التي عادة تتخذ مأوي لها في منطقة تاج النخلة بما تحويه من ليف وقواعد جريد . كما يقي محلول المبيد أثناء سريانه علي الجذع علي البيض الموضوع علي الجذع وكذلك اليرقات حديثة الفقس التي لم تتوغل بعد داخل الجذع لأكثر من 1-2 سم أي أنها وسيلة مكافحة للإصابة غير المرئية .
الرش الوقائي
يلاحظ من مراجعة اسلوب التعامل مع حشرة سوسة النخيل الحمراء أنه لم يتم الاعتماد علي طريق محدد بعينه دون غيره من طرق المكافحة وهو مايعرف بالمكافحة المتكاملة حيث تناغمت كل اساليب المكافحة كل في زمنه وموضعه الملائم لتحقيق السيطرة علي الآفة وقد تمثل ذلك في الآني :
اولا : المكافحة الميكانيكية : وتمثلت في إزالة النخيل المصاب بشدة والذي لا أمل في شفائه أو التخلص من الأطوار الحشرية المختلفة ودفنها
ثانيا : المكافحة بالطرق الزراعية : وتمثلت في إجراء التقليم شتاء بدلاً من الصيف لخفض نسبة الإصابات الجديدة حيث يقل نشاط الحشرة شتاءً وكذلك الاهتمام بنظافة مزرعة النخيل من الحشائش والمخلفات ونظافة النخيل باستمرار لإمكانية الفحص والاكتشاف المبكر للإصابة .
ثالثا : المكافحة الحيوية : وتتمثل في محاولات دراسة وتحديد الأعداء الحيوية لهذه الآفة ومحاولة استخدام بعض الممرضات الحشرية من نيماتودا وفطريات في مكافحة هذه الحشرة .
رابعا : المكافحة التشريعية : وتمثلت في أساليب الحجر الزراعي والداخلي والخارجي لمنع انتشار الآفة سواء من خارج البلاد إلي داخلها أو بين محافظات الجمهورية نفسها .
خامسا :المكافحة الكيماوية : وتتمثل في أسلوب العلاج بالحقن والتبخير بالأقراص أو الرش الوقائي والعلاجي كما سبق ذكره .
كما يستخدم العديد من فورمونات التجمع لهذه الحشرة بغرض تحديد مستويات النشاط الموسمية ومحاولة استخدامها كأسلوب من أساليب خفض تعداد الحشرات الكاملة.
6346
6347
6348
6349
المصدر : مجلة العلو والتقنية - الناشر : مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية - الرياض
6350
الأسم العلمي: Rhynchophorus Ferrugineus oliver
العائلة: Curculionidae
الرتبة: Coleoptera
شكل الحشرة كاملة
التسمية: تسمي بسوسة النخيل لأنها تصيب النخيل بكافة أنواعه من نخيل الزيت ونخيل جوز الهند وبعض أنواع نخيل الزينة ولكنها تفضل نخيل البلح جدا وذلك لملاءمة أنسجة جذع النخلة لحياة الحشرة من حيث درجة الليونة والمكونات الغذائية.
وتسمي بالحمراء نظرا للون الحشرة الكاملة المائل للإحمرار كما أنها تسمي بالهندية أو الأسيوية نظرا لموطنها الأصلي في منطقة الهند ودول شرق آسيا.
الانتشار الجغرافي: منشأها بالهند أكثر من مائة عام وتنتشر في قارة آسيا بالهند وباكستان والفلبين وسيرلانكا وبورما وتايلاند وأندونيسيا ودول الخليج العربي وإيران والأردن وأوربا بأسبانيا والأراضي الفلسطينية واليابان ومصر .
ملحوظة هامة: بالرغم من انتشار هذه الآفة منذ زمن بعيد وبشكل كبير في دول أسيا إلا أنها لاتشكل نفس مستوي الخطورة الاقتصادية كما في المنطقة العربية وذلك لإصابتها نخيل جوز الهند ونخيل الزيت في آسيا والذي يتميز بجذع أملس شديد الصلابة يسهل فحصه علي المزارع ويصعب إختراقه بيرقات الحشرة فلا تكون الإصابات قاتلة ومميتة ويتم التعامل معها بأساليب العلاج بالحقن بسهولة.
العوائل: تصيب سوسة النخيل الحمراء جميع أنواع النخيل من نخيل تمر وجوز هند وزيت وزينة ولكن لها أفضلية في العوائل ومن خلال المشاهدات لوحظ أنها تفضل نخيل البلح ومن نخيل الزينة تفضل نخيل الكناريا المعروف محليا باسم (الفوينكس الأفرنجي) حيث تصيبه في منطقة القمة النامية مباشرة.
إن إصابة نخيل البلح بهذه الآفة تعتبر إصابة مدمرة وقاتلة حيث إنه إذا ما تركت الإصابة دون اكتشاف أو علاج تقضي علي النخلة تماما في فترة تتراوح من سنة إلي سنتين حسب عمر وحجم النخلة وذلك التدمير يتم بطريقتين:
أولهما: حدوث الإصابة بالقمة النامية (الجمارة) وبالتالي تموت النخلة ولا يمكنها تعويض قمتها النامية.
ثانيهما: تأكل جذع النخلة من الداخل بحيث يصبح مجوفا لا يقوي علي حمل جسم النخلة فتسقط مع هبوب الريح.
اعراض الاصابة:
1- وجود سوائل صمغية كريمية أو بنية اللون ذات رائحة كريهة تسيل علي جذع االنخلة, وكذلك وجود نشارة لينة لها نفس الرائحة علي الجذع.
2- موت بعض الفسائل حول جذع النخلة الأم يمكن فصلها بسهولة باليد ووجود الاهتراء وتآكل قاعدة الفسيلة كما توجد بعض أطوار الحشرة في منطقة الإصابة أسفل الفسيلة.
3- اصفرار وموت بعض السعف في النخلة وبإزالته يلاحظ وجود الإصابة أسفل قاعدة السعف ووجود بعض الأطوار للحشرة.
4- موت القمة النامية للنخلة وميل رأسها علي أحد الجوانب.
6345
مظهر الأصابة
بعض الملاحظات علي مظاهر الإصابة:
تكثر الإصابة في النخيل من عمر 3 – 10 سنوات حيث يعتبر النخيل في هذه الأعمار مفضل جدا للحشرة لوضع البيض وإحداث الإصابة.
تكثر الإصابة في المنطقة من مستوي سطح التربة وحتي ارتفاع مترين.
سلوك الحشرة:
تتزاوج الذكور والإناث أكثر من مرة طوال فترة حياتها وتعيش الأنثي من 2-3 شهور تضع خلالها من 200-300 بيضة طوال هذه الفترة وتضع البيض فردي وقد تضعه في أكثر من موضع علي نخلة واحدة أو أكثر من نخلة وتضعه في أماكن الجروح الجديدة الناتجة عن التقليم أو إزالة الفسائل حيث تنجذب الأنثي لرائحة العصارة الناتجة (الكريمون) من أنسجة النخلة حديثة القطع. لذا ننصح دائما بالتعفير بأحد المساحيق بعد إجراء هذه العمليات لمنع الحشرة من وضع البيض وإحداث إصابات جديدة بالنخلة كما تضع بيضها علي جذع النخلة بين قواعد الجريد وجذع النخلة.
يفقس البيض الموضوع علي النخلة بعد 3 – 5 أيام وتخرج منه يرقات صغيرة تنخر في جسم النخلة وتتغذي وتنسلخ حتي العمر السادس وتخرج ورائها السوائل الصمغية كريهة الرائحة وكذلك النشارة الناتجة من نخرها في جسم النخلةوتصنع كل يرقة لنفسها نفقا في جسم النخلة وتتجاور الأنفاق وتتسع حتي تنفتح علي بعضها ويكون إتجاه النفق دائما لأعلي في إتجاه القمة النامية للنخلة لذلك يتم علاج الإصابة بالحقن في موضع أعلي الإصابة ب 20سم ويستغرق هذا الطور اليرقي من 2 – 3شهور.
تتحول اليرقات بعد ذلك إلي عذاري داخل شرانق من الليف تصنعها من ليف النخلة إن وجد بموقع الإصابة أو تصنعها من ألياف أنسجة النخلة الناتجة عن تغذية اليرقات وبعد أسبوعين تقريبا تخرج من هذه الشرانق حشرات كاملة ذكور وإناث لتتزاوج وتعيد دورة الحياة من جديد.
6344
الأطوار المختلفة لحياة الحشرة
ملاحظات علي سلوك الحشرة:
ليس لسوسة النخيل الحمراء بيات شتوي بمعني أنها تتواجد طوال العام وتحدث إصابات بالنخيل في الشتاء والصيف وذلك لأن هذه الحشرة لاتتأثر بالعوامل البيئية المحيطة بها نظرا لأنها يمكنها عند الاضطرار والضرورة أن تعيش داخل النخلة لمدة ثلاثة أجيال متتالية ويمكنها التواجد داخل جذع النخلة المصابة وذلك في حالة عدم تمكنها للخروج من النخلة لأي ظرف ما.
كما أن الحشرة من 3-5 أجيال متداخلة طوال السنة وهذا يفسر مشاهدة جميع الأطوار والأعمار في جذع النخلة في حالة الإصابة المتقدمة التي مر عليها أكثر من 6 شهور.
ملحوظة هامة
الإصابة الجديدة بهذه الآفة في المناطق البعيدة لاتتم إلا بالنقل عن طريق نقل فسائل أو نخيل مصاب أونقل أطوار الحشرة إلي المنطقة الجديدة لذا تكمن إهمية الحجرالزراعي في انتشار الإصابة وانتقالها لأماكن جديدة.
طرق مكافحة سوسة النخيل الحمراء:
الأساس في مكافحة الحشرة هو علاج الإصابة وعدم إزالة النخلة المصابة اللهم إلا إذا كانت الإصابة في القمة النامية ولايرجي شفاء النخلة أما المناطق التي غزتها الآفة حديثا فيتم التعامل بالإزالة بالأسلوب الذي سيبين فيما بعد.
والتعامل يتم مع حالتين من الإصابة:
1- الإصابة الحديثة (السطحية) التي لاتتجاوز عمرها 2 – 3 شهور.
2-الإصابة المتقدمة ذات الفجوة بجسم النخلة والتي يتراوح عمرها من 4 – 12شهرا.
اولا : التعامل مع الإصابات الحديثة:
وهي عبارة عن خروج سوائل صمغية كريمية أو بنية اللون علي جذع النخلة ناتجة من ثقب صغير من 1 – 3 سم وتعالج هذه الإصابة بالحقن باستخدام مواسير معدنية أو بلاستيكية بقطر 12مم وبطول من 15-20 سم وبعدد 3 – 5 ماسورة أو حسب حجم الإصابة حيث تثبت هذه المواسير حول مواضع الإصابة باستخدام الأزميل المعدني أو الشنيور أو أية آلة مناسبة لعمل الثقوب التي تثبت فيها المواسير ثم يصب فيها محلول المبيد بتركيز 1مبيد/10 ماء أو يحقن بالماسورة بأية وسيلة أو آلة مناسبة حسب الإمكانات المتاحة ثم يغلق فم الماسورة باستخدام ليف النخيل أو آية مادة تؤدي الغرض.
ملاحظات هامة للعلاج بالحقن
إذا وجدت أكثر من إصابة علي النخلة تعالج كل إصابة بالحقن علي حده.
لأن هذا العلاج موضعي يعالج منطقة الإصابة فقط ولاأثر له علي باقي النخلة أو ما بها من ثمار.
إن نجاح عملية الحقن تتوقف علي عاملين
أولهما: موضع الحقن بحيث يكون أعلي منطقة الإصابة ب20سم وذلك لإتجاه الإصابة من أسفل إلي أعلي.
ثانيهما: مدي كفاءة سريان محلول المبيد عن طريق المواسير إلي أنسجة النخلة في الجزء المصاب.
من أخطاء عملية الحقن
الحقن في ثقب الإصابة نفسه.
الطرق علي المواسير أثناء وضعها في الثقوب حيث إن ذلك يؤدي لانسداد قاعدة الماسورة وبالتالي عدم استيعابها لمحلول المبيد وفشل الحقن.
ثانيا : التعامل مع االإصابات المتقدمة:
وهي الإصابات التي تركت بدون علاج للإهمال أو عدم الاكتشاف المبكر بحيث أدت إلي تكون فجوة بجذع النخلة
وفي هذه الحالة
1- يتم تنظيف الفجوة من الداخل من نواتج الإصابة والأطوار المختلفة للحشرة وإخراجها من جذع النخلة وسكب محلول المبيد عليها ودفنها بالتربة.
2- يتم الحقن كما سبق أعلي نهاية التجويف بحوالي 20سم.
3- يوضع من 1 – 3 أقراص فوستوكسين (الأقراص التي تستخدم في تخزين الحبوب كالقمح والذرة واللوبيا) حسب حجم التجويف داخل تجويف النخلة, ويراعي وضعه علي عازل من الرطوبة من بلاستيك أو حجر أو صفيح أو خلافه وذلك لعدم تشبع القرص بالرطوبة وإخراج كمية الغاز دفعة واحدة.
4- يسد علي التجويف بليف النخيل أو قواعد الجريد وتغلق من الخارج بالطين أو الطفلة أو الأسمنت أو الجبس أو أي مادة متوافرة بالمنطقة وذلك لإحكام الغلق وعدم تسرب الغاز الناتج من قرص الفوستوكسين ولايتم فتح التجويف قبل مرور أسبوعين علي الأقل.
من أخطاء عملية التبخير بالأقراص:
ملأ التجويف من الداخل بعد وضع القرص بالرمل أو الطين دون ترك الفراغ الداخلي
وضع الأقراص في قاعدة التجويف علي الرطوبة مباشرة دون استخدام عازل مما يؤدي لتشبع القرص بالرطوبة وخروج كمية كبيرة من الغاز خلال فترة قصيرة لاتتناسب مع حجم التجويف مما يؤدي لانفجار التجويف وسقوط السدادة وفشل عملية التبخير.
ثالثا : التعامل مع الفسائل المصابة من عمر 3:1 سنوات:
نظرا لأن هذه الفسائل ذات الأعمار الصغيرة ليس لها جذع خشبي سوي قواعد الجريد والليف, لذا لايمكن التعامل معها بالحقن أو التبخير, وفي حالة الإصابة يمكن تغريق قلب الفسيلة بمحلول المبيد ليتشبع الليف وقواعد الجريد بمحلول من الداخل إلي الخارج وبالتالي يقضي علي أي أطوار للحشرة بقلب الفسيلة.
استكمال بعض أطوار الحشرة لدورة حياتها في الجذع المدفون سطحياً ثم خروج الحشرات الكاملة من التربة وإحداث إصابات جديدة وهذا يفسر سبب تجدد الإصابات في بعض المناطق الحديثة دائماً بعد فترة من 6-8 شهور بالرغم من عدم نقل فسائل جديدة مصابة ثانية إلي المنطقة ولذا يجب جداً الأخذ في الاعتبار تفادي هذا الخطأ وخاصة في المناطق حديثة الاصابة لأول مرة .
طرق الوقاية من الاصابة
اولا : الحجر الزراعي - بمعني أن يتم تداول النخيل وفسائله بعد التأكد من خلوه من الإصابة بمعرفة الإدارة الزراعية وتعفيره بمساحيق المبيدات ومنحه شهادة للتداول وهذا يتم بالمجان في الإدارات الزراعية .
ثانيا : التعفير بمساحيق المبيدات بعد إزالة الفسائل أو إجراء عمليات التقليم للنخيل حتي لاتنجذب الحشرة لعصارة الأنسجة حديثة القطع .
مع مراعاة أن يجري التقليم شتاء وليس صيفاً حيث يكون نشاط الحشرة الكاملة أقل في الشتاء عنه في الصيف .
ولذا يراعي الانتهاء من عملية التقليم قبل شهر آذار
ثالثا : الفسائل المزالة من تحت النخلة بغرض الزراعة في المشتل أو الأرض المستديمة يجب غمس قاعدها في محلول المبيد لمدة من 5-7 دقائق قبل الزراعة ثم تعفيرها عقب الزراعة وبعد مرور ستة شهور وتجدد نموها يتم غمرها بمحلول المبيد كل 2-3 شهور للوقاية والقضاء علي أي إصابة حديثة بها .
رابعا: الرش الوقائي - وذلك لكامل النخيل بمناطق الإصابة بمتوسط طول 8 أمتار للجذع من 3-4 مرات في السنة وذلك بغمر النخلة من أعلي لأسفل باستخدام الباشبوري المعدل لذلك بغمر منطقة الليف وقواعد الجريد وإنسياب المبيد من أعلي لأسفل علي جذع النخلة للقضاء علي الأطوار الكاملة للحشرة أو أي بيض حديث الوضع وبالتالي يكون لها أثر كبير في الحد من حدوث إصابات جديدة بالنخيل وبذلك يكون الرش كعامل وقائي للحد من حدوث إصابات جديدة .
وفي نفس الوقت يعتبر الرش بهذا الأسلوب كوسيلة مكافحة فعالة ضد أطوار الحشرة الكاملة التي عادة تتخذ مأوي لها في منطقة تاج النخلة بما تحويه من ليف وقواعد جريد . كما يقي محلول المبيد أثناء سريانه علي الجذع علي البيض الموضوع علي الجذع وكذلك اليرقات حديثة الفقس التي لم تتوغل بعد داخل الجذع لأكثر من 1-2 سم أي أنها وسيلة مكافحة للإصابة غير المرئية .
الرش الوقائي
يلاحظ من مراجعة اسلوب التعامل مع حشرة سوسة النخيل الحمراء أنه لم يتم الاعتماد علي طريق محدد بعينه دون غيره من طرق المكافحة وهو مايعرف بالمكافحة المتكاملة حيث تناغمت كل اساليب المكافحة كل في زمنه وموضعه الملائم لتحقيق السيطرة علي الآفة وقد تمثل ذلك في الآني :
اولا : المكافحة الميكانيكية : وتمثلت في إزالة النخيل المصاب بشدة والذي لا أمل في شفائه أو التخلص من الأطوار الحشرية المختلفة ودفنها
ثانيا : المكافحة بالطرق الزراعية : وتمثلت في إجراء التقليم شتاء بدلاً من الصيف لخفض نسبة الإصابات الجديدة حيث يقل نشاط الحشرة شتاءً وكذلك الاهتمام بنظافة مزرعة النخيل من الحشائش والمخلفات ونظافة النخيل باستمرار لإمكانية الفحص والاكتشاف المبكر للإصابة .
ثالثا : المكافحة الحيوية : وتتمثل في محاولات دراسة وتحديد الأعداء الحيوية لهذه الآفة ومحاولة استخدام بعض الممرضات الحشرية من نيماتودا وفطريات في مكافحة هذه الحشرة .
رابعا : المكافحة التشريعية : وتمثلت في أساليب الحجر الزراعي والداخلي والخارجي لمنع انتشار الآفة سواء من خارج البلاد إلي داخلها أو بين محافظات الجمهورية نفسها .
خامسا :المكافحة الكيماوية : وتتمثل في أسلوب العلاج بالحقن والتبخير بالأقراص أو الرش الوقائي والعلاجي كما سبق ذكره .
كما يستخدم العديد من فورمونات التجمع لهذه الحشرة بغرض تحديد مستويات النشاط الموسمية ومحاولة استخدامها كأسلوب من أساليب خفض تعداد الحشرات الكاملة.
6346
6347
6348
6349
المصدر : مجلة العلو والتقنية - الناشر : مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية - الرياض