المنتقد
July 9th, 2010, 11:55
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
أميركا عاجزة عن كسب ود الشعوب
(رويترز)
يرى الكاتب الأميركي هنري ألين أن الولايات المتحدة عجزت عن كسب ود شعوب البلدان التي غزتها أو أرسلت إليها بجيوشها ودمرت بيوتها وقتلت أبناءها رغم الإمدادات أو التمويلات التي تقدمها واشنطن لتلك الشعوب، سواء في حرب فيتنام أو الحرب على أفغانستان أو حتى في لبنان أو الصومال أو العراق.
ويشير الكاتب الذي سبق أن خدم جنديا في سلاح البحرية الأميركية وشارك في حرب فيتنام إلى أنه كان في قرية تشو لاي جنوبي مدينة دانانغ وسط فيتنام، عندما كلف ومعه جنود أميركيون آخرون بتقديم حمولات شاحنات من الدقيق والإسمنت ومعدن الصفيح الذي يستخدم في أسقف المنازل لأهالي تلك القرية، الذين قدموا الشكر في المقابل، ولكن رئيس القرية ما لبث أن استهدف وقطع رأسه من قبل عناصر من "الفيت كونغ" (الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام، وهي حركة مقاومة مسلحة فيتنامية نشطت بين 1954 و1976).
ويقول ألين إنه يستذكر ذلك الماضي في فيتنام عندما يطرق مسامعه هذه الأيام أن مقاتلين من حركة طالبان يقومون بالانتقام من الأفغان الذين يعملون مع القوات الأميركية أو يحاولون التعاون معها.
كما يتذكر الكاتب أن وحدته العسكرية كانت احتلت قرية فيتنامية مستخدمة مدافع هاوتزر من عيار 105 ملم في الهجوم الذي أعقبه أمر بوقف إطلاق النار عندما "اكتشفنا متأخرين" أن القرية ليست تتبع للفيت كونغ، ولكنها كانت قرية صديقة.
تهدئة النفوس
ويمضي ألين في روايته ليقول إن القائد العسكري الأميركي أمر الجنود بمحاولة تهدئة نفوس أهالي القرية الجريحة من خلال مداواة جرحاهم ومحاولة كسب ودهم مجددا عبر شحنات الدقيق والإسمنت والصفيح، لكن دون جدوى.
ويقول الكاتب إنه يتذكر تلك الحادثة كلما سمع عن الهجمات التي تشنها الطائرات الأميركية بدون طيار هذه الأيام في أفغانستان فتحصد أرواح عدد من المدنيين من النساء والأطفال أو يسمع عن المقاتلات الأميركية وهي تقصف احتفالا بعرس لتقتل وتجرح المشاركين فيه.
ويضيف أن عناصر الفيت كونغ استخدموا الإسمنت والصفيح الذي قدمته الولايات المتحدة للشعب الفيتنامي "من خلالنا" ليس في بناء البيوت والمنازل ولكن في تشييد منصات تحت الأرض لإطلاق الصواريخ على القوات الأميركية التي كانت متمركزة هناك.
ويتذكر الكاتب أيضا قيام الأميركيين بإهداء رئيس إحدى القرى الفيتنامية سيارة فرنسية الصنع من طراز بانهارد، وحيث إنه لم يكن في القرية أي طريق تسير فيها السيارة، توجب على الأميركيين شحنها على ظهر سفينة، حيث قام الجنود بإيصالها إلى رئيس القرية الذي لم يستطع قيادتها إلى أي مكان.
ود الأفغان
ويقارن ألين تلك الهدية بما يقدمه الأميركيون للأفغان من رافعات وآليات وبنزين على أمل ألا "يهاجموا قواتنا" وهي تنسحب من وادي كورينغال الأفغاني الواقع شرقي البلاد بعد أن تمركزت في تلك المناطق سنوات دون أن تتمكن من كسب ود الأفغان أو قلوبهم وعقولهم.
ويتساءل الكاتب عن عدد "الانتحاريين" الذين يمكن لسيارات حركة طالبان إيصالهم لضرب أهدافهم الأميركية مستخدمة البنزين الذي "قدمناه نحن بأنفسنا للأفغان" في محاولات فاشلة لكسب ودهم.
ويختتم ألين مقاله الذي نشرته له صحيفة واشنطن بوست الأميركية بالقول إن "إمبراطوريتنا، ومحاولاتنا لفرض السيطرة وإعادة إعمار البنية التحتية أو مواجهة المتمردين" في الحرب على أفغانستان كلها تواجه مشاكل وأوقاتا صعبة، تماما كالأوقات الصعبة التي واجهت الولايات المتحدة في فيتنام أو لبنان أو الصومال أو العراق، ويضيف أنه لا يستغرب كثيرا إزاء ذلك حيث كان تواجد في كل من فيتنام وأفغانستان على حد سواء.
المصدر: واشنطن بوست
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
أميركا عاجزة عن كسب ود الشعوب
(رويترز)
يرى الكاتب الأميركي هنري ألين أن الولايات المتحدة عجزت عن كسب ود شعوب البلدان التي غزتها أو أرسلت إليها بجيوشها ودمرت بيوتها وقتلت أبناءها رغم الإمدادات أو التمويلات التي تقدمها واشنطن لتلك الشعوب، سواء في حرب فيتنام أو الحرب على أفغانستان أو حتى في لبنان أو الصومال أو العراق.
ويشير الكاتب الذي سبق أن خدم جنديا في سلاح البحرية الأميركية وشارك في حرب فيتنام إلى أنه كان في قرية تشو لاي جنوبي مدينة دانانغ وسط فيتنام، عندما كلف ومعه جنود أميركيون آخرون بتقديم حمولات شاحنات من الدقيق والإسمنت ومعدن الصفيح الذي يستخدم في أسقف المنازل لأهالي تلك القرية، الذين قدموا الشكر في المقابل، ولكن رئيس القرية ما لبث أن استهدف وقطع رأسه من قبل عناصر من "الفيت كونغ" (الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام، وهي حركة مقاومة مسلحة فيتنامية نشطت بين 1954 و1976).
ويقول ألين إنه يستذكر ذلك الماضي في فيتنام عندما يطرق مسامعه هذه الأيام أن مقاتلين من حركة طالبان يقومون بالانتقام من الأفغان الذين يعملون مع القوات الأميركية أو يحاولون التعاون معها.
كما يتذكر الكاتب أن وحدته العسكرية كانت احتلت قرية فيتنامية مستخدمة مدافع هاوتزر من عيار 105 ملم في الهجوم الذي أعقبه أمر بوقف إطلاق النار عندما "اكتشفنا متأخرين" أن القرية ليست تتبع للفيت كونغ، ولكنها كانت قرية صديقة.
تهدئة النفوس
ويمضي ألين في روايته ليقول إن القائد العسكري الأميركي أمر الجنود بمحاولة تهدئة نفوس أهالي القرية الجريحة من خلال مداواة جرحاهم ومحاولة كسب ودهم مجددا عبر شحنات الدقيق والإسمنت والصفيح، لكن دون جدوى.
ويقول الكاتب إنه يتذكر تلك الحادثة كلما سمع عن الهجمات التي تشنها الطائرات الأميركية بدون طيار هذه الأيام في أفغانستان فتحصد أرواح عدد من المدنيين من النساء والأطفال أو يسمع عن المقاتلات الأميركية وهي تقصف احتفالا بعرس لتقتل وتجرح المشاركين فيه.
ويضيف أن عناصر الفيت كونغ استخدموا الإسمنت والصفيح الذي قدمته الولايات المتحدة للشعب الفيتنامي "من خلالنا" ليس في بناء البيوت والمنازل ولكن في تشييد منصات تحت الأرض لإطلاق الصواريخ على القوات الأميركية التي كانت متمركزة هناك.
ويتذكر الكاتب أيضا قيام الأميركيين بإهداء رئيس إحدى القرى الفيتنامية سيارة فرنسية الصنع من طراز بانهارد، وحيث إنه لم يكن في القرية أي طريق تسير فيها السيارة، توجب على الأميركيين شحنها على ظهر سفينة، حيث قام الجنود بإيصالها إلى رئيس القرية الذي لم يستطع قيادتها إلى أي مكان.
ود الأفغان
ويقارن ألين تلك الهدية بما يقدمه الأميركيون للأفغان من رافعات وآليات وبنزين على أمل ألا "يهاجموا قواتنا" وهي تنسحب من وادي كورينغال الأفغاني الواقع شرقي البلاد بعد أن تمركزت في تلك المناطق سنوات دون أن تتمكن من كسب ود الأفغان أو قلوبهم وعقولهم.
ويتساءل الكاتب عن عدد "الانتحاريين" الذين يمكن لسيارات حركة طالبان إيصالهم لضرب أهدافهم الأميركية مستخدمة البنزين الذي "قدمناه نحن بأنفسنا للأفغان" في محاولات فاشلة لكسب ودهم.
ويختتم ألين مقاله الذي نشرته له صحيفة واشنطن بوست الأميركية بالقول إن "إمبراطوريتنا، ومحاولاتنا لفرض السيطرة وإعادة إعمار البنية التحتية أو مواجهة المتمردين" في الحرب على أفغانستان كلها تواجه مشاكل وأوقاتا صعبة، تماما كالأوقات الصعبة التي واجهت الولايات المتحدة في فيتنام أو لبنان أو الصومال أو العراق، ويضيف أنه لا يستغرب كثيرا إزاء ذلك حيث كان تواجد في كل من فيتنام وأفغانستان على حد سواء.
المصدر: واشنطن بوست